ادوية تقلل الشهوة

كتابة:
ادوية تقلل الشهوة

الشهوة الجنسية

من بين مُختلف الإشارات والعلامات الدّالة على سلامة الفرد الصحيّة يرى الأطباء بأنّ الشهوة الجنسيّة من أكثرها أهميّة، وهي الرغبة أو الدافعيّة للقيام بأيّ نشاط جنسيّ، وفق حاجة عضويّة جسديّة أو حاجة نفسيّة أو حتّى تبعًا لثقافات وعادات الشعوب، ففي حين أنّ الكثير من الناس قد يربطها بزيادة النسل والتكاثر، يجدها آخرون حاجة أساسيّة لا يُمكن الاستغناء عنها، وفي ظلّ الاختلاف في الاعتبارات المُتعلّقة بالشهوة الجنسيّة يُلاحظ تجنّب العديد من الأفراد الحديث عن المُشكلات التي تواجههم فيما يخصّها، رغم أنّها في الحقيقة مُرتبطة بالعديد من الاضطرابات الصحيّة والأمراض والعوائق النفسيّة التي يُمكن توقّعها وتشخيصها باعتبار زيادة الشهوة أو نقصانها من الأعراض التحذيريّة لبعضٍ منها، ومن بين هذه المُشكلات؛ هل من المّمكن أن يكون تناول بعض العلاجات سببًا في ضعف الشهوة؟[١]


ما هي الأدوية التي تقلل الشهوة؟

ثمّة العديد من المُشكلات الصحيّة والعوامل التي تؤثّر فيالشهوة الجنسيّة، وقد يكون بعضها أكثر تأثيرًا على الرجال من النساء، أو بالعكس، ومن بين هذه العوامل توجد بعض العلاجات والأدوية التي قد يكون لها تأثير سلبيّ على الشهوة، بتقليلها لنسبة هرمون التيستوستيرون في الجسم، أو بتسبّبها بضعف الانتصاب لدى الرجال، أو بضعف التفاعل والتأثّر الجسديّ الجنسيّ عمومًا،[٢][٣] أو ربّما كان تقليل هذه العلاجات للشهوة لأسباب غير واضحة تمامًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ اتّخاذ القرار بشأن تأثير هذه الأدوية على الفرد يكون تحت إشراف الطبيب فقط؛ لضرورة استثناء وجود أسباب أُخرى، وأهميّة التأكّد من عدم تغيير أو إيقاف الدواء الذي يظنّ الفرد بكونه السبب في ضعف شهوته، لذا لا يُوصى أبدًا بإيقاف أو تغيير أيّ دواء دون إعلام الطبيب ومُتابعته.[٤]

أمّا بالنسبة لأبرز الأدوية المُرتبطة بتقليل الشهوة فهي تتضمّن كُلًّا ممّا يأتي:[٤][٣]

  • بعض أنواع علاجات ارتفاع ضغط الدم؛ مثل مُثبّطات الأنزيم المُحوّل للأنجيوتنسن (ACE inhibitors)، وحاصرات قنوات البيتا (Beta-blockers)، التي تُصرف أيضًا في علاج بعض حالات الصداع النصفيّ، أو الماء الأزرق في العين.
  • مُسكّنات الألم الأفيونيّة، التي تُعدّ من مُسكّنات الألم القويّة؛ مثل المورفين، والأوكسيكودون.
  • بعض الأدوية الهرمونيّة؛ مثل الهرمونات التي تُصرف لعلاج بعض حالات سرطان البروستات، أو الأدوية التي تحتوي على هرمون الإيستروجين وتُصرف للرجال، بالإضافة إلى حبوب منع الحمل، التي تُغيّر من هرمونات النساء، وقد تكون سببًا في ضعف الشهوة لدى بعضهنّ.
  • العلاج الكيماويّ، والعلاج الإشعاعيّ، الذان يُستخدمان في علاج أنواع السرطان المُختلفة.
  • الأدوية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات، والمعروفة بإسم الكورتيزون.
  • دواء الكيتوكونازول، الذي يُعدّ من الأدوية المُضادّة للفطريات.
  • دواء السيميتيدين، الذي يتناوله الكثيرون للتقليل من حموضة المعدة، والسيطرة على أعراض الارتجاع المعديّ المريئيّ (GERD).
  • دواء الفيناسترايد، الذي يُصرف في علاج بعض حالات تضخّم البروستاتا الحميد، ويُصرف للرجال أيضًا لعلاج بعض حالات تساقط الشعر ذكريّ الشكل (Male-pattern hair loss).
  • المُنشّطات البنائيّة (Anabolic steroid)، التي يتناولها بعض الرياضيّين؛ بهدف زيادة الكُتلة العضليّة لديهم.
  • أدوية البنزوديازيبين، التي تُصرف لبعض حالات الأرَق والقلق المُصاحبين لمشاكل واضطرابات صحيّة مُعيّنة.
  • بعض الأدوية المُضادّة للاكتئاب؛ مثل مُثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة (SSRI)، وبعض مُضادات الاكتئاب ثُلاثيّة الحلقات.
  • بعض الأدوية المُضادّة للذهان، التي يتُصرف في علاج المُصابين بثُنائيّ القطب، أو المُصابين بالشيزوفرينيا.


كيف يمكن التعامل مع الأدوية التي تقلل الشهوة؟

قد يرى البعض بأنّ الامتناع عن تناول الأدوية المُرتبطة بتقليل الشهوة هو الحلّ الرئيس لهذه المُشكلة، إلا أنّه ليس بالإمكان التوقّف عن تناول أيّ علاجات أو أدوية موصوفة من قبل الطبيب بمُجرّد رغبة المُصاب بذلك، كما لا يُنصح أبدًا باستبدال أيّ دواء أو التوقّف عن استخدامه دون استشارة الطبيب، إذ قد يرتبط ذلك بالعديد من المشاكل والمُضاعفات الصحيّة الأشدّ خطورة من مُشكلة تقليل الشهوة؛ كارتفاع الضغط المُفاجئ (في حال التوقّف عن تناول أدوية الضغط)، أو الدخول في نوبة اكتئاب شديد (في حال التوقّف عن تناول أدوية الاكتئاب)، ولكن يُمكن مُناقشة الطبيب في البدائل الأقلّ تأثيرًا على الشهوة الجنسيّة، وهو بدوره يختار ما يُناسب كلّ حالة على حدة.[٢]


ما تأثير جائحة الكورونا على الشهوة؟

في ظلّ الوضع الوبائيّ الراهن الذي يُعايشه العالم؛ يُلاحظ مُعاناة الكثيرين من قلّة الشهوة الجنسيّة المُرتبطة بالعديد من الأسباب، ففي حين أنّ مُعدّلات الضغوطات والتوتّر في ارتفاع كبير ما بين الناس؛ للتغيّرات الحاصلة على نمط الحياة المُعتاد، والصعوبات المعيشيّة والاقتصاديّة الناجمة عن مشاكل العمل المُتصاعدة؛ فإنّ حجر المُصابين وعزلهم وارتباط التواصل الجسديّ باحتماليّة التقاط العدوى له دور كبير أيضًا في التأثير على رغبة الأفراد الجنسيّة، أضف إلى ذلك أنّ 27% من الناس يشعرون بأنّهم أكثر انعزالًا، و10% منهم تناول المشروبات الكحوليّة أكثر عمّا قبل، كما أنّ 14% من الأفراد يشعرون بالاكتئاب، وجميع هذه الأسباب تنعكس سلبًا على الشهوة لدى كُلًّ من النساء والرجال.[٢][٥]


نصائح لتحسين انخفاض الشهوة

توجد بعض الخطوات البسيطة التي يُساعد اتّباعها على تحسين الشهوة الجنسيّة، بالتزامن مع الإجراءات الطبيّة أو العلاجات التي قد تكون موصوفة من قبل الطبيب لعلاج المُشكلة في بعض الحالات، أمّا بالنسبة للخطوات البسيطة والنصائح التي يُمكن عملها في المنزل من الرجال أو النساء فهي تتضمّن الآتي:[٦]

  • تقليل التوتّر والضغوطات التي يتعرّض لها الفرد، وذلك من خلال القيام بالآتي:
    • أخذ قسط من الراحة والنوم لعدد ساعات كافٍ خلال الليل.
    • مُمارسة التمارين الرياضيّة بانتظام.
    • مُمارسة الأنشطة المُحبّبة للنفس من هوايات وأنشطة.
    • استشارة المُعالجين النفسيين؛ للمُساعدة على السيطرة على التوتّر.
  • اتّباع الأنظمة الغذائيّة الصحيّة، التي توفّر العناصر الغذائيّة المُفيدة للجسم، وتمنع الإصابة بالعديد من الاضطرابات المُساهمة في تقليل الشهوة؛ مثل مُتلازمة تكيّس المبايض، وأمراض القلب والشرايين.
  • التوقّف عن التدخين، إذ إنّه يؤثّر في القلب والشرايين، ولذا فإنّ التوقّف عن التدخين يُحسّن من صحّة القلب، ما يظهر تأثيره في تحسين الصحّة الجنسيّة عمومًا، وتحسين الشهوة لدى الأفراد.
  • الحفاظ على الوزن، وتجنّب السّمنة التي ترتبط بتقليل الشهوة؛ لما لها من تأثير جسديّ ونفسيّ على رغبة الفرد الجنسيّة.


المراجع

  1. Dr. Tomislav (2018-08-22), "What is Libido?", news-medical, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  2. ^ أ ب ت JANICE RODDEN (2020-06-28), "These medications cause low libido", singlecare, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  3. ^ أ ب Stacey Feintuch (2019-03-31), "Low Sex Drive: Common Causes and Treatment", healthline, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  4. ^ أ ب "What medications might lower a persons libido?", issm, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  5. Gustavo M. Paul and others (2020-08-02), "The psychiatric impact of COVID-19 pandemic on sexual health", scielo, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  6. Zawn Villines (2020-01-22), "10 ways to boost libido", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-09. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×