ادّعاء المرض لكسب الاهتمام ما هو؟

كتابة:
ادّعاء المرض لكسب الاهتمام ما هو؟

ماهيَّة إدعاء المرض

من منا لم يدعِ بأنه مريض خاصةً في أيام المدرسة لتجنب الذهاب إليها، أو حتى يشعر بالاهتمام من الأشخاص المحيطين به، ولكن قد تصل هذه الحالة عند البعض إلى حد المرض، الذي يُطلق عليه علميًا بالاضطراب المصطنع، أو متلازمة مونشهاوزن، وسنتناول في هذا المقال تفاصيل هذه المتلازمة.

الاضطراب المفتعل أو متلازمة مونشهاوزن (Factitious-disorder, Munchausen syndrome) من الحالات النادرة التي تصنف تحت الاضطرابات العقلية التي يتظاهر فيها الشخص بالمرض، فيُظهِر علامات بأنّه ليس على ما يُرام، التي قد تكون مقنعةً جدًا للأطباء، وقد يوصي الطبيب بعدها بإجراء عملية جراحية أو أخذ أدوية معينة، وتكون هذه المتلازمة منتشرةً أكثر بين الصغار السن والمراهقين التي يكون هدفها لفت الانتباه والتعاطف من الناس.[١]


أنواع اضطرابات ادعاء المرض

تتضمن أنواع الاضطراب المفتعل الآتي:[٢]

  • الادعاء بالأعراض الجسدية، على سبيل المثال الشعور بالألم في منطقة الصدر، أو ألم في المعدة.
  • محاولة الشخص بالإصابة العمد، مثل جرح الجسم عمدًا، أو فرك الجرح حتى يحدث التهاب فيه.
  • الادعاء بالأعراض النفسية، مثل سماع أصوات غريبة، أو التظاهر برؤية أشياء تتحرك غير موجود على أرض الواقع.


أعراض اضطرابات ادعاء المرض

يستخدم الشخص الذي يُعاني من الاضطراب المفتعل أسلوب ادعاء المرض، حتى يشبع نفسه من اهتمام الآخرين، وقد يصعب تحديد أعراض هذه الحالة تمامًا، إلا أنه يمكن تحديد علامات معينة منها:[١]

  • ظهور نتائج سلبية للتحاليل الطبية.
  • الذهاب المتكرر للمستشفيات والمراكز الصحية المختلفة.
  • الاطلاع الكامل والمعرفة بكل تفاصيل العديد من الأمراض المختلفة.
  • عدم وجود نتائج، أو تحديد المرض حتى بعد عمل الفحوصات الطبية.
  • الادعاء بظهر أعراض جديدة بعد إثبات الفحوصات الطبية أن كل شيء على ما يرام.
  • الذهاب عند أطباء أخصائيين مختلفين، حتى لو تطلب الأمر الذهاب للطبيب في إقليم أو منطقة مختلفة.
  • عدم التحسن بالرغم من الخضوع للعلاج الطبي.


الفرق بين الاضطراب المفتعل والتمارض

يشير كل من الاضطراب المفتعل والتمارض (Malingering) إلى محاولة الشخص بالتظاهر وكأنه مريض ليخدع الطبيب، ولكن الفرق أنّه في حال التمارض لا يكون السبب نفسيًا وإنمّا لأسباب منطقية ملموسة؛ كالحصول على تعويض مالي، أو تجنُّب الواجب العسكري، أو الحصول على إجازة من العمل، أو التهرُّب من العقوبات القانونية، وذلك على عكس الاضطراب المفتعل الذي نتحدث عنه في هذا المقال، الذي يهدف إلى تمثيل دور المريض فقط.

بالتالي فإنّ الاضطراب المفتعل يُصنَف من ضمن الاضطرابات العقلية، في حين أن التمارض ليس كذلك، ولكن يجب الإشارة إلى صعوبة التمييز بين الاضطرابين بالتشخيص.[٣]


أسباب وعوامل خطر ادعاء المرض

إلى اليوم تُعد متلازمة مونشهاوزن أو ادعاء المرض، من الحالات الطبية التي لا يوجد لها تفسير طبي معين، وذلك لأنّ الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يرفضون العلاج النفسي، أو الذهاب عند الجهات المختصة لدراسة الحالة، فغالبًا ما يهدف المصابون إلى الحصول على اهتمام معين وسط المحيط أو أن يكون لهم حس من الوجود، لهذا نراهم يذهبون باستمرار للمستشفيات، والمراكز الصحية لنيل هذا الاهتمام، ويمكن بيان بعض من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة على النحو الآتي:[٢]

صدمة خلال فترة الطفولة

إهمال الوالدين لأطفالهم من أكثر العوامل التي تؤثر في الطفل، مما تخلق منه شخصية ضعيفة تستخدم أسلوب الادعاء والكذب حتى يجذب الاهتمام، كذلك الأطفال الذين خضعوا لإجراءات طبية لعدة سنوات من فترة طفولتهم، هم أكثر عرضةً للإصابة بمتلازمة مونشهاوزن من غيرهم، أمّا في بعض الحالات تكون شخصية الشخص ضعيفة، لا تتحمل المسؤولية، مما تجعله يدعي بالمرض، حتى تنتقل المسؤولية لشخصٍ آخر.[٢]

اضطرابات الشخصية

توجد عدة أنواع للاضطرابات الشخصية التي يُعتقد أنّ لها علاقة مرتبطة بمتلازمة مونشهاوزن، ومنها ما يأتي:[٢]

  • اضطراب الشخصية النرجسية: يشعر الشخص بأن لا مثيل له، وفي أحيانٍ أخرى يرى أنه لا قيمة له.
  • اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع: يشعر فيها الشخص بالرضا عند التلاعب بالأطباء وخداعهم.
  • اضطراب الشخصية الحدي: يهتم الشخص كثيرًا بآراء الآخرين به بين إيجابية أو سلبية، ويعاني صعوبة في السيطرة على مشاعره.


طرق تشخيص ادعاء المرض

من صعب جدًا تشخيص فيما إذا كان الشخص يدعي المرض، أو أنه مريض فعلًا، وذلك لأنهم بارعون في الكذب والإقناع، إلا أنه يمكن تشخيص هذه الحالة ببعض العلامات التالية:[٤]

  • لا تتماشى الأعراض مع المرض الذي يدعيه.
  • ظهور الفحوصات الطبية سلبية، أو التحدث عن أعراض متناقضة.
  • عدم استجابة الشخص في إعطاء معلومات عن السجلات الطبية السابقة، أو عن الأطباء المعالجين.
  • لا يعطي الفرد شعور بالتحسن حتى مع إعطاء العلاج المناسب.
  • كشف كذب الشخص، أو القاء قبض عليه محاولًا التسبب بإيذاء نفسه.


علاج ادعاء المرض

من أهم الأمور التي يجب معرفتها في هذه الحالة، أنه ينبغي على الأشخاص المحيطين للمريض مساعدته وتحفيزه لتلقي العلاج، وذلك لأنّه على المدى الطويل يمكن أن يؤذي نفسه بالانتحار مثلًا، أو التسبب بمشكلة في جسمه بسبب استخدام أدوية مختلفة لا داعي لها، وقد تُساعد محاولة الطبيب تمثيل قيامه بعلاج المرض الذي يدعيه المُصاب على إكمال المُصاب للعلاج.

أمّا بالنسبة للعلاج المناسب فهو عادةً ما يجمع بين الذهاب للطبيب النفسي والعلاج السلوكي المعرفي، الذي يقوم على أساس مساعدة الشخص، بتعريفه بأن سلوكه غير واقعي، وتعليمه طرقًا أخرى للتعامل مع المحفزات المختلفة، كذلك المساعدة في اقتراح طرق أخرى للتعامل مع المواقف التي يواجهها الفرد.

بالإضافة إلى ذلك، وُجد أنّ استخدام أدوية علاج القلق، تساعد في العلاج، على عكس الأدوية المضادة للاكتئاب التي لم تكن فعالة في هذه الحالة.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب "Munchausen syndrome", betterhealth, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Munchausen's syndrome", nhs,18-6-2019، Retrieved 20-7-2020. Edited.
  3. Selim R Benbadis (26-7-2018), "How are factitious disorder and malingering differentiated from psychogenic nonepileptic seizures (PNES)?"، medscape, Retrieved 26-7-2020. Edited.
  4. Mayo Clinic Staff (14-12-2019), "Factitious disorder"، mayoclinic, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  5. Yvette Brazier (13-4-2017), "Munchausen syndrome, or factitious disorder imposed on self"، medicalnewstoday, Retrieved 20-7-2020. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×