محتويات
الصوديوم
يُعدّ واحدًا من المعادن الناعمة، لكن تتغير حالته بسهولة كبيرة عند تعرّضه للهواء، ويحدث ذلك في غضون ثوانٍ قليلة، ومن الجدير بالعلم أنّ الصوديوم يتفاعل بقوة مع الماء، وتكمن أهميته في أنه يُستخدَم مبادلًا حراريًّا في بعض المفاعلات النووية، وكاشفًا في صناعة المواد الكيميائية، ومن الجدير بالذكر أنّ من أكثر مركّباته شيوعًا كلوريد الصوديوم؛ إذّ يُعدّ الأكثر شيوعًا بين الأملاح، ومن أهم استخداماته أنّه يضاف إلى الأطعمة الغذائية، ومادة خام في كثير من الصناعات الكيميائية، ويساهم في إذابة الجليد المنتشر على الطرق في فصل الشتاء.
الصوديوم يُعدّ من المعادن المهمة للكائنات الحية جميعها، إذ تكمن أهميته في أنّه يدخل في أداء وظائف الجسم، ومن أهمّها مساعدة الخلايا في نقل إشارات الأعصاب، وتنظيم مستويات الماء في الدم والأنسجة، ويُحصَل عليه من خلال الأطعمة الغذائية، ومن الجدير ذكره أنّه في حالة ارتفاع نسبة الصوديوم في الجسم فذلك يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.[١]
ارتفاع الصوديوم
يُعدّ ارتفاع الصوديوم إحدى مشكلات الاضطرابات الكهرليّة، التي تُعرَف بأنّها زيادة في تركيز الصوديوم في الجسم إلى قيمة تزيد على 145مليمول / لتر، ومن الجدير بالذكر أنّها تُعرَف بكونها حالة فرط الأسمولية مع فرط سكر الدم الناتجة من انخفاض تركيز الماء الإجمالي بالنسبة إلى محتوى الكهارل، بالإضافة أنّ هذا الاضطراب الأكثر شيوعًا بين كبار السن الذين يعانون من ضعفَين عقلي وجسمي، وغالبًا ما يُشخّصون مصابين بالالتهاب الحاد.[٢]
التحكم بمستويات الصوديوم
إنّ الإصابة بارتفاع الصوديوم يحدث نتيجة انخفاض ملحوظ في تراكيز الماء، وزيادة تركيزه في الجسم؛ أيّ إنّ نسبته عالية جدًا مقارنة بنسبة الماء، ومن الجدير ذكره أنّ انخفاض نسبة الماء في الجسم يؤثر سلبيًا في تنظيم وتوازن تراكيز الصوديوم في الدم، كما أنّ هذه التغييرات التي تحدث فيه تعزى إلى عدة أسباب، ومن أهمها: التغيرات الحقيقية في العطش، والتي تطرأ على تركيز البول.
أمّا بالنسبة إلى الأشخاص الأصحاء يحفّز العطش وتركيز البول من خلال مستقبلات في الدماغ التي تكمن أهميتها في أنّها قادرة على إدراك الحاجة إلى تصحيح توازن تراكيز السوائل والصوديوم في الجسم، وهذا قد يؤدي إلى الزيادة في استهلاك الماء، أو ينتج منه ظهور تغيّرات واضحة في نسب الصوديوم التي تمرّ في البول.[٣]
أعراض ارتفاع الصوديوم
إنّ من أبرز الأعراض التي يعاني منها المصاب بهذا الاضطراب ثثمثل في ما يأتي:[٣][٤]
- العطش الشديد.
- الخمول؛ أيّ شعور المصاب بالتعب الشديد، وانخفاض طاقة الجسم، والارتباك في بعض الحالات.
- ارتعاش العضلات أو المعاناة من التشنجات، اللذان قد يحدثان في بعض الحالات المتقدمة.
- نوبات الصرع.
- الغيبوبة.
- انخفاض الإحساس.
- الغثيان، والتّقيؤ.
- الصعوبة في التنفس.
أسباب الإصابة بارتفاع الصوديوم
إنّ من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بارتفاع الصوديوم في الدم ما يأتي:[٤]
- تسارع نبضات القلب وعدم انتظامها.
- انخفاض تركيز الماء في الدم مقارنة بتركيز الصوديوم.
- التعرق، والإصابة بالحمى.
- مرض السكري الكاذب.
- انخفاض شعور العطش.
- الناسور، والإسهال، والتقيؤ.
عوامل خطر الإصابة بارتفاع الصوديوم
إنّ من أهم عوامل الخطر التي تعرّض الشخص للإصابة العمر؛ ذلك لأنّ تقدّمه يرافقه انخفاض في الشعور بالحاجة إلى شرب الماء، ومن الجدير بالعلم أنّ كبار السن الأكثر عرضةً للإصابة بالأمراض التي تؤثر سلبيًا في كلٍّ من توازن الصوديوم والماء في الدم، وهناك كثير من الحالات المَرَضية التي قد تؤدي أحيانًا إلى الإصابة بارتفاع الصوديوم في الدم، ومن أشهرها:[٣]
- الجفاف.
- التقيؤ.
- الإسهال المائي الشديد.
- الحمّى.
- الخرف.
- تناول بعض الأدوية.
- ضعف التحكم بمرض السكري.
- الإصابة بالحروق في مناطق كبيرة على الجلد.
- أمراض الكلى.
أنواع ارتفاع الصوديوم
يُقسّم ارتفاع الصوديوم في الدم بناءًا على حجم السائل خارج الخلوي ثلاثة أنواع، التي تتمثل في:[٥]
- ارتفاع الصوديوم المصحوب بانخفاض حجم الدم، يتمثّل في فقد الجسم لكميات كبيرة من الصوديوم، لكنّه يحدث مصحوبًا بفقد كميات كبيرة أيضًا من الماء، الأمر الذي يجعل مستويات الصوديوم تبدو أعلى مما هي عليه في الوضع الطبيعي، ومن الأسباب المؤدية إلى ذلك المشاكل التي تحدث على مستوى الكلى؛ بما في ذلك الأدوية التي تؤثر في الجهاز البولي، فقد تبيّن أنّ مدرات البول العروية تثبّط إعادة امتصاص الصوديوم، الأمر الذي يسهم في زيادة إخراجه عبر الجسم، بالتالي زيادة كمية الماء المطروحة معه.
- ارتفاع الصوديوم المصحوب بعدم تغيّر مستوى السوائل في الجسم، هو فقد الجسم للماء لكن دون أيّ كمية تُذكَر من الصوديوم، الأمر الذي يُظهِر أنّ هذا الأخير أعلى مما هو عليه في الوضع الطبيعي، ومن الأسباب التي تؤدي إلى ذلك التعرق الشديد.
- ارتفاع الصوديوم المصحوب بارتفاع حجم الدم، في هذه الحالة يرتفع مستواه دون ارتفاع مستوى الماء، ومن الأسباب التي تكمن وراء ذلك أخذ مكملات بيكربونات الصوديوم في علاج الحماض الكيتوني.
تشخيص ارتفاع الصوديوم
غالبًا ما يُلجَأ إلى عمل تحاليل الدم للأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب، وتحاليل البول تساهم كثيرًا في تحديد تركيز العنصر في البول، ومن الجدير بالعلم أنّ تحاليل الدم والبول لا يتطلّبان الكثير من التّحضيرات؛ لذلك يُعدّان من التّحاليل السّريعة، أمّا بالنّسبة إلى التّحاليل الأخرى تترتب عليها معرفة التّاريخ المرضيّ للمُصاب، إضافة إلى اعتمادها على وجود بعض الأعراض الأخرى.[٣]
علاج ارتفاع الصوديوم
إنّ ارتفاع الصّوديوم يحدث سريعًا؛ أيّ إنّه يزداد تركيزه في الدم في مدة لا تزيد على 24 ساعة، لكن لا بُدّ من التنبيه إلى أنّ في بعض الحالات قد يحدث هذا الارتفاع ببطء، إذّ إنّه يستغرق من الوقت ما يقارب 48 ساعة، ومن الجدير بالذكر أنّ طرق العلاج جميعها تستند إلى تصحيح التوازن بين نسب الصوديوم والسوائل في الجسم.
ومن الجدير بالعلم أنّ العلاج هذا الاضطراب الذي يحدث في وقت قصير يحتاج إلى مستوى أشدّ وأقوى من الذي يحدث ببطء وفي مدة أطول، وبالنسبة إلى حالات الإصابة الخفيفة، فيجرى علاجها من خلال زيادة كمية السوائل في الجسم، أمّا في حالات الإصابة الشديدة أو الخطيرة لا بُدّ من استخدام المعالجة الوريدية، أي تزويد الدم بالسوائل عن طريق الوريد، بعد ذلك مراقبة المصاب من أجل التأكد من تحسن مستويات الصوديوم في الدم؛ لأنّه وفقًا لذلك يُعدّل الطبيب تركيز السوائل.[٣]
المراجع
- ↑ "Sodium", www.rsc.org, Retrieved 3-12-2019. Edited.
- ↑ Ivo Lukitsch, MD; Chief Editor: Vecihi Batuman, MD, FASN, "Hypernatremia"، emedicine.medscape.com, Retrieved 3-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Brenda McBean, "Everything You Should Know About Hypernatremia"، www.healthline.com, Retrieved 3-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Soo Wan Kim, M.D. (30-11-2006), "Hypernatemia : Successful Treatment"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 3-12-2019.
- ↑ James L. Lewis, III, "Hypernatremia"، www.msdmanuals.com, Retrieved 4-12-2019. Edited.