محتويات
قد تتعرض بعض السيدات لارتفاع ضغط الدم بعد الولادة مباشرة أو بفترة قصيرة، في الآتي كل ما يهمك عن ارتفاع الضغط بعد الولادة.
قد يسبب ارتفاع الضغط بعد الولادة العديد من المشكلات الصحية على المدى الطويل، خاصة في حال عدم إيلاء هذه الحالة العناية المناسبة.
فما هو ارتفاع الضغط بعد الولادة؟ وكيف يتم علاجه؟ وهل تسبب هذه الحالة مضاعفات ؟
ارتفاع الضغط بعد الولادة
قد تتعرض بعض النساء بعد الولادة لارتفاع في ضغط الدم لعدة أسباب، بحيث يرتفع ضغط الدم الانقباضي وهو القراءة العلوية 6 مليمتر زئبقي (mmHg)، وضغط الدم الانبساطي وهو القراءة السفلية 4 مليمتر زئبقي عن الوضع الطبيعي، خاصة خلال 3-6 أيام بعد الولادة.
يحدث ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة عند 1 من 10 سيدات، وتزداد فرصة حدوثه في حال ارتفاع ضغط الدم قبل أو خلال الحمل.
تكمن أهمية العلاج في الحماية من المضاعفات الناتجة عنه، مثل: حدوث جلطات، وارتفاع الضغط المزمن، وحدوث تسمم ما بعد الحمل وما يصاحبه من أعراض، وحدوث مشكلات في الكلى.
كيف يتم تشخيص ارتفاع الضغط بعد الولادة؟
غالبًا ما يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم خلال الفحوص الروتينية التي تتم بعد الولادة، خاصة في حال ارتفاع ضغط الدم دون أعراض.
ويتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة عندما تكون قراءة الضغط 90/140 مليمتر زئبقي أو أكثر لقراءتين متتاليتين بفارق 4 ساعات على الأقل بين القراءات.
إضافة لقراءات ضغط الدم يتم عمل الفحوصات الآتية:
- فحص وظائف الكبد والكلى، خاصة مستوى الكرياتينين (Creatinine) في الدم.
- فحص دم تفصيلي يشمل تعداد كريات الدم الحمراء والصفائح الدموية (Platelets)، ومستوى البوتاسيوم.
- إجراء فحوصات أخرى، لتحديد إذا كان ارتفاع ضغط الدم بسبب أمراض أخرى، مثل: سرطان الغدد الكظرية (Pheochromocytoma)، أو وجود تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم.
علاج ارتفاع الضغط بعد الولادة
يكون العلاج الأساسي لارتفاع ضغط الدم بعد الولادة بإعطاء المريضة أدوية فموية لتخفيض ضغط الدم للمستوى الطبيعي، ويتم تحقيق ذلك خلال عدة أسابيع غالبًا خلال 12 أسبوع مع البقاء تحت المراقبة.
في بعض الحالات يحدث ارتفاع شديد ومفاجئ في ضغط الدم، بحيث تكون القراءات 110/160 مليمتر زئبقي أو أكثر ويستمر لأكثر من 15 دقيقة.
يتم التعامل مع هذه الحالات كحالة طارئة تستلزم إعطاء المريضة أدوية تخفيض ضغط الدم عن طريق الوريد بالسرعة الممكنة لتفادي حدوث مضاعفات صحية، مثل: السكتة الدماغية، أو الجلطات.
يكون الهدف في هذه الحالة إنزال ضغط الدم تدريجيًا لأقل من 90/140 مليمتر زئبقي، ليتم بعد ذلك تقليل جرعات الأدوية المعطاة تحت مراقبة الطبيب.
يتم اختيار العلاج المناسب للحالة من قبل الطبيب، ومن الأمثلة على الأدوية التي يمكن إعطائها في هذه الحالة:
- دواء الميثيلدوبا (Methyldopa).
- حَاصِّرات البيتا (Beta-blockers)
- بعض الأدوية المنتمية لعائلة حاصرات قنوات الكالسيوم (CCB).
- بعض الأدوية المنتمية لعائلة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).
- دواء الهيدرالازين (Hydralazine).
قد يقوم الطبيب بوصف سلفات المغنيسيوم (Magnesium Sulfate) للوقاية من حدوث نوبات صرع، خاصة في حالات ارتفاع الضغط الشديد حتى في حال عدم وجود أعراض تسمم الحمل.
هل يمكن أخذ أدوية تخفيض الضغط خلال الرضاعة الطبيعية؟
على الرغم من عدم وجود دراسات كافية لتأثير هذه الأدوية على الرضيع خلال الرضاعة، إلا أنها تعد آمنة للاستخدام، مثل: دواء الميثيلدوبا (Methyldopa) أو النفيديبين (Nifedipine).
حيث أن هذه الأدوية توجد بكميات قليلة في حليب الأم، ما يجعل أثر انتقالها للطفل لا يذكر أثناء الرضاعة الطبيعية، إضافة إلى أمان استخدامها خلال الحمل.
إذا كان لديكِ أي أسئلة أو استفسارات عن استخدام أدوية تخفيض الضغط خلال الرضاعة الطبيعية لا تتردي في سؤال طبيبك أو الصيدلاني.
هل هناك مضاعفات صحية تصاحب ارتفاع ضغط الدم؟
في بعض الحالات النادرة قد يصاحب ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة ارتفاع نسبة البروتينات في البول (Postpartum preeclampsia)، ما قد يدل على وجود ضرر على الكلى، إضافة إلى حدوث الأعراض التالية:
- صداع شديد.
- حدوث غباش في الرؤية، أو اسوداد الرؤية بشكل جزئي أو كامل.
- وجع في الجزء العلوي لليمين من البطن.
- انخفاض التبول.
تكمن خطورة هذه الحالة بإمكانية تطورها ليصاحبها حدوث نوبات صرع (Postpartum eclampsia)، إضافة إلى مضاعفات صحية خطيرة، تشمل السكتات الدماغية، والتجلطات، وتجمع السوائل في الرئتين، وتحلل كريات الدم الجمراء، والتي قد تكون مهددة للحياة في بعض الحالات.
تعد هذه الحالة طارئة في حال حدوثها وتستوجب العلاج الفوري بالأدوية الخافضة للضغط، أو سلفات المغنيسيوم (Magnesium Sulfate)، والبقاء في المشفى تحت المراقبة.
قد يقوم الطبيب بوصف الأسبرين للمرأة للوقاية من حدوث تسمم حمل (Preeclampsia) خلال الحمل التالي.