محتويات
إنزيمات الكبد
تعرف الإنزيمات بأنَّها مواد كيميائيَّة تسرِّع التفاعلات في الجسم، إذْ يُفرِز الكبد في جسم الإنسان مجموعه من الإنزيمات، والتي ترتفع مستوياتها في حالة الإصابة بأمراض الكبد؛[١] لذا يُمكن الكشف عن مشكلات الكبد بفحص مستوى إنزيماته في الدم، [٢] إنَّ ارتفاع مستوى أيْ من إنزيمات الكبد يتطلَّب مُتابعته لتحديد السَّبب، حتى في الحالات التي يكون فيها الارتفاع بسيطًا، فهو قد يكون مصحوبًا بوجود أمراض في الكبد.[٢][٣]
أنواع إنزيمات الكبد
في ما ياتي توضيح لأنواع إنزيمات الكبد، ومستوياتها الطبيعية:
- إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)، وفقًا لتقارير الكلية الأمريكيَّة لأمراض الجهاز الهضمي إنَّ ارتفاع مستوى هذا الإنزيم عن 25 وحدة دولية/ لتر عند النساء، وعن 33 وحدة دولية/ لتر عند الرجال قد يدل على وجود مشكلة في الكبد.[٢]
- إنزيم ناقلة أمين الاسباراتات (AST)، يمكن أن تصل المعدلات الطبيعية لهذا الإنزيم إلى 40 وحدة دولية/ لتر عند الذكور، ربما تكون أعلى قليلًا عند الأطفال والرضع.[٢]
- إنزيم فوسفاتاز قلوي (ALP): يتكون هذا الإنزيم في الكبد، وقد يصل مستواه في الحالة الطبيعيَّة إلى 120 وحدة/ لتر عند البالغين، بينما يكون مرتفعًا عند الأطفال والمراهقين نتيجة نمو العظام، وقد يكون مرتفعًا قليلًا عند النساء الحوامل. [٢][٣]
- إنزيم ناقلة الببتيد غاما غلوتاميل (GGT)، يفرز الكبد هذا الإنزيم بكميَّات كبيرة، إذ تتراوح مستوياته الطبيعيَّة في الجسم بين 9-48 وحدة/ لتر، وتتغير مستوياته الطبيعية اعتمادًا على الجنس والعمر.[٢][٣]
أعراض ارتفاع بسيط في إنزيمات الكبد
عادةً يرتبط ظهور الأعراض والعلامات في حالات ارتفاع إنزيمات الكبد بالحالات التي يكون فيها الارتفاع بين المتوسط إلى الشديد، أمَّا الارتفاع البسيط في مستوى هذه الإنزيمات فغالبًا لا يرافقه ظهور أيَّة أعراض بالرغم من وجود مشكلات في الكبد،[٤] فهذا الارتفاع البسيط الذي لا يرافقه ظهور أعراض يحدث في حال كانت مستويات إنزيمات الكبد (ALT)، و(AST) أقل من خمسة أضعاف الحدّ الأعلى الطبيعي لمستوياتها في الدم،[٥] ولكنْ في القليل من الحالات قد تظهر لديهم مجموعة من الأعراض، مثل: فقدان للشهيَّة، والشعور بالانزعاج في البطن، والإصابة بالحكَّة، والإعياء، وتغير لون الجلد للون الأصفر.[٤]
أسباب ارتفاع بسيط في إنزيمات الكبد
يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث ارتفاع بسيط في مستوى إنزيمات الكبد، منها ما يأتي:[٦][٧]
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) أو اختصارًا (Non-alcoholic fatty liver disease).
- مرض الكبد الدهني الكحولي (AFLD) أو اختصارًا (alcoholic fatty liver disease)؛ وهو التهاب الكبد الناتج عن استهلاك كميات كبيرة من الكحوليات.
- الأدوية التي تلحق الضرر بالكبد، مثل؛ الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، وأدوية الستاتينات (Statin) المُستخدمة للسيطرة على مستويات الكوليسترول في الدم.
- التهاب الكبد الوبائي B وC.
- داء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis)؛ والذي يرافِقُه تراكم كميَّات كبيرة من الحديد في الجسم.
- عوز ألفا1 أنتيتريبسين (Alpha-1 Antitrypsin Deficiency ).
- التهاب الكبد ذاتي المناعة.
- مرض ويلسون (Wilson disease)؛ والذي يرافقه تخزين كميَّات كبيرة من النحاس في الجسم.
- مشكلات تحدث خارج الكبد؛ كاضطرابات الغدّة الدرقيَّة، ومرض سيلياك، واضطرابات العضلات.
علاج ارتفاع بسيط في إنزيمات الكبد
في الحقيقة يعتمد العلاج على السَّبب الذي أدَّى إلى حدوث هذا الارتفاع البسيط في مستوى إنزيمات الكبد، ومن الأمثلة على ذلك ما يأتي:[٨]
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي: يُمكن علاج هذه المشكلة باتِّباع نظام صحي لتخفيف الوزن تحت إشراف الطبيب أو خبير التغذية، وقد يوصِي الطبيب بإجراء عدد من التغييرات في نمط الحياه، كالاهتمام بتناول الطعام الصِّحي والمتوازن، والإكثار من مُمارسة التمارين الرياضيَّة، والحرص على حرق كميَّة من السُّعرات الحراريَّة تفوق الكميَّة التي تيتم استهلاكها.
- التهاب الكبد: يعالج هذا المرض اعتمادًا على ما إذا كان التهاب الكبد حادًّا أو مزمنًا، ففي الحالات الحادَّة يوصِي الطبيب بأخذ القسط الكافي من الراحة، مع ضرورة تجنُّب شرب المشروبات الكحوليَّة، وشرب كميَّات كافية من السوائل، أمَّا العلاج طويل الأمد فهو قد يتطلَّب تناول مُضادات الفيروسات.
- مشكلات الكبد الكحولية: يُمكن علاج مشكلات الإفراط في شرب المشروبات الكحولية بالأدوية، أو بالعلاج السلوكي، أو باللجوء إلى مجموعات الدعم.
- مرض ويلسون: يتم علاج هذا المرض مدى الحياة، وقد يشمل العلاج مجموعه من الأدوية، مثل: بنيسيلامين (Penicillamine)، وأسيتات الزنك (Zinc acetate).[٩]
- داء ترسب الأصبغة الدموية: في الحالات التي يكون فيها المرض أوليًّا، تُعالج بسحب الدم بصورة منتظمة، لمنع تراكم الحديد في الجسم وعودته لمعدلاته الطبيعيَّة.[١٠]
تشخيص ارتفاع بسيط في إنزيمات الكبد
يوصي الطبيب بإجراء فحص الدم لمعرفة مستوى إنزيمات الكبد في حالة ارتفاع احتماليَّة الإصابة بأمراض الكبد،[١] وعادةً ما يتم الكشَف عن الارتفاع البسيط في إنزيمات الكبد عند المرضى الذين لا يعانون من ظهور الأعراض؛ إذ يتم ملاحضته عند الخضوع لإجراءات الرعاية الصحيَّة المُستمرة الروتينيَّة. وفي حال كان الفحص الجسدي والتاريخ المرضي لا يوضِّحان سبب حدوث هذا الارتفاع يلجأ الطبيب لمجموعه من الاختبارات التدريجيَّة لتقييم الحالة، بدءًا بالأمراض الأكثر شيوعًا وانتشارًا التي قد تكون سببًا لحدوث هذا الارتفاع البسيط، ومن الاختبارات التي قد يطلبها الطبيب ما يأتي:[٦]
- فحص الدهنيات، ومستوى الغلوكوز، والحديد، والفيريتين (Ferritin).
- تحليل السعة الكلية الرابطة للحديد (Total iron-binding capacity).
- فحص التهاب الكبد الوبائي سي و ب.
وفي حال كانت نتائج هذه الفحوصات طبيعية، تبدأ محاولات إجراء عدد من التعديلات على نمط الحياه عند المريض، مع المُتابعه الحثيثة لحالته، أو إجراء فحوصات متعلقة بأمراض أقل شيوعًا قد تسبب ارتفاع بسيط في إنزيمات الكبد. ومن هذه الاختبارات:[٦]
- تخطيط الصدى الطبي (Ultrasonography)
- فحص مستوى سيرولوبلاسمين (Ceruloplasmin).
- تحليل الفصل الكهربائى للبروتينات (Serum protein electrophoresis).
- فحص عامل مضاد للنواة (Anti-nuclear antibody).
وقد يستدعي الأمر إجراء مزيد من الفحوصات، وعمل خزعة للكبد في حالة استمرار ارتفاع إنزيمات الكبد مدة 6 شهور أو أكثر.[٦]
مضاعفات ارتفاع بسيط في إنزيمات الكبد
في الحقيقة يُمكن السيطرة على العديد من أمراض الكبد بالرغم من عدم شفاءها كُليًّا، ولكنْ من المُحتمل أن تتطوُّر أمراض الكبد إلى مشكلات أكثر خطورة، كتشمع الكبد، أو فشل الكبد الذي يهدِّد حياة المُصاب في حالة عدم السيطرة على هذه الأمراض ومُتابعتها بانتظام، فعلى سبيل المثال: [١١][٤]
- مضاعفات ناجمة عن داء ترسب الأصبغة الدموية: يؤدي عدم تشخيص وعلاج داء ترسب الأصبغة الدمويَّة إلى احتماليَّة حدوث فشل الكبد أو تليف الكبد.
- مضاعفات ناجمة عن مرض ويلسون: يؤدي مرض ويلسون إلى عدد من المُضاعفات الناتجة عن تراكم كميَّات كبيرة من النحاس في الكبد، والتي قد يُسفر عنه الإصابة بالتهاب مزمن فيه، بينما يُسبِّب تراكم النحاس في الدماغ الإصابة بالأمراض النفسيَّة والاضطرابات الحركيَّة.
- مُضاعفات أخرى كنزول الوزن، وسوء التغذية، وانخفاض الوظائف الإدراكيَّة، وزيادة خطورة الإصابة بالعدوى والنزيف، وقد يزداد أيضًا خطر الإصابة بسرطان الكبد.
المراجع
- ^ أ ب "Elevated Liver Enzymes", clevelandclinic, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Brian Krans ,Jacquelyn Cafasso, "Liver Function Tests"، healthline, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Teresa Bergen ,Brian Wu, "Gamma-Glutamyl Transpeptidase (GGT) Test"، healthline, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت William C. Shiel Jr, "Liver Blood Tests (Normal, Low, and High Ranges & Results)"، medicinenet, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ "Mildly Elevated Liver Transaminase Levels: Causes and Evaluation", aafp, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Causes and Evaluation of Mildly Elevated Liver Transaminase Levels", aafp, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ "Elevated liver enzymes", mayoclinic, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ Lana Burgess, "Elevated liver enzymes: Everything you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ "Wilson's disease", mayoclinic, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ "What Is Hemochromatosis?", webmd, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ Benjamin Wedro, "Liver Disease"، medicinenet, Retrieved 2-7-2020. Edited.