محتويات
ارتفاع ضربات القلب عند الحامل
تواجه السّيدات خلال فترة الحمل تغيّراتٍ جسدية عديدة تستطيع الحامل ملاحظتها، كازدياد حجم البطن، بينما يمكن أن تواجه أيضًا تغيراتٍ أخرى لا تستطيع ملاحظتها، مثل ازدياد كمية الدم المتدفقة في الجسم، وينتج عن ذلك ارتفاع في معدّل نبضات قلب الحامل بنسبة حوالي 25% مرة أكثر من الطبيعي، وقد يكون ارتفاع ضربات القلب عند الحامل أمرًا طبيعيًا وشائعًا خلال الحمل إمّا بفترةٍ محددة من الحمل، أو قد يستمرّ طوال فترة الحمل، لكنه يكون أحيانًا إشارة إلى حالة صحية خطِرة، وهذا ما سنتعرّف عليه في مقالنا.[١][٢]
متى تشخص الحامل على أنها تعاني من ارتفاع معدل ضربات القلب؟
عادةً ما يكون ارتفاع ضربات قلب الحامل استجابة فسيولوجية طبيعية، بمعنى أنه إشارةً إلى أن الحمل يتقدّم بشكل صحي، ويعمل بجهدٍ لضمان حصول الجنين على الأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية لنموّه، وإذا كانت ضربات القلب السّريعة غير مصحوبةٍ بأعراض أخرى، فلا داعي للقلق[٣]، ولا يوجد مقدار محدد وموّحد يمكن من خلاله تحديد أن الحامل تعاني من ارتفاع في ضربات القلب خلال الحمل، لذلك يُقارن الطبيب بين معدّل نبضات القلب الطبيعية للمرأة قبل الحمل، وبعده[٤]، ويتحقق من وجود أيّة أعراضٍ أخرى لارتفاع ضربات القلب عند الحامل، ثمّ يبدأ الطبيب بتشخيص ارتفاع معدل ضربات القلب وذلك بأخذ التاريخ الطبي للمرأة الحامل، مثل أن تكون قد عانت من ارتفاعٍ في معدل ضربات القلب من قبل، أو امتلاكها أمراض القلب، أو أن تكون أحد أفراد عائلةٍ يعانون من أمراض أو مشكلاتٍ في القلب، ثمّ يقوم بعمل عدد من الفحوصات والاختبارات هي:[١][٢]
- مخطط كهربية القلب (ECG): هو عبارة عن رسم مخطط كهربائي، يقيس نشاط القلب، ويحدد عدم انتظام ضرباته.
- جهاز هولتر: يراقب هذا الجهاز نبضات القلب وانتظامها، لمدة 24 - 48 ساعة.
- تحليل الدم: لقياس مستوى الكهارل في الدم، والتحقق من ضعف وظائف الغدة الدرقية.
- تصوير الصّدر بالأشعة السينية: للكشف عن أي حالة مرضية تصيب القلب.
هل يمكن أن يؤثر ارتفاع معدل ضربات القلب على صحة الجنين؟
الإجابة هي لا. لا يؤثر ارتفاع ضربات قلب الأم على صحّة الجنين، وبالرّغم من أنّه قد يكون إشارة إلى حالة صحية أكثر خطورة، فهو لا يسبب خطرًا على صحّة الحامل، أو صحّة الجنين، وإنّما ظهور مضاعفات بعض الحالات هو الذي يكون خطر على صحة الجنين والأم.[٢]
ما علاج ارتفاع معدل ضربات القلب عند الحامل؟
في كثير من الحالات لا يتطلّب ارتفاع معدل ضربات القلب عند الحامل أيّ علاج، وخصوصًا عندما لا يُرافِق ذلك الإحساس بأيّة أعراضٍ أخرى، فمن المتوقع أن تعود ضربات قلب الحامل لمستواها الطبيعي بعد الولادة، بينما في حالة اضطرّ الطبيب لوصف العلاج، وبعد موازنة فوائد أخذ العلاج مع مخاطره، فإنه يعتمد على سبب ارتفاع ضربات القلب عند الحامل، وشدّة الأعراض المُرافقة له، والذي يتمثّل بما يلي:[٢][٥]
- أدوية خفقان واضرابات ضربات القلب، بحيث يصرف الطبيب هذه الأدوية بعد إنهاء الحامل الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل واكتمال تشكّل أعضاء الجنين، وبأقلّ جرعةٍ دوائيةٍ ممكنة، وتبقى الأم خلال الفترة الأولى من تناول الدواء تحت مراقبة الطبيب، ومن الأدوية التي تستخدم لعلاج اضطراب نظم القلب عند الحامل، ما يلي:[٦]
- ديجوكسين (Digoxin).
- أدينوزين (Adenosine).
- أميودارون (Amiodarone).
- فليكاينيد (Flecainide).
- بروكيناميد (Procainamide).
- بروبافينون (Propafenone).
- كينيدين (Quinidine).
- سوتالول (Sotalol).
- فيراباميل (Verapamil).
- علاج أي حالةٍ صحية تكون السبب في ارتفاع معدل ضربات القلب، مثل فقر الدم، أو فرط نشاط الغدّة الدرقية.[٢]
- تقويم نظم ضربات القلب بالصّدمة الكهربائية، وهو أحد الإجراءات الآمنة خلال الحمل لاستعادة القلب نظمه الطبيعي.[٥]
نصائح للتعامل مع ارتفاع ضربات القلب عند الحامل
يمكن أن تشعر الحامل بارتفاع ضربات القلب فجأة، في فترات النشاط أو الراحة، لذلك فإن التعرّف إلى كيفية التعامل مع ارتفاع ضربات قلب الحامل، يقلل من الإحساس بالقلق، ومن النصائح التي يمكن اتباعها حين حدوث ارتفاع ضربات القلب عند الحامل، وتتضمن ما يأتي:[٢]
- النهوض والتحرّك وتغيير الوضعية عندما يحدث اضطراب نبضات القلب خلال فترات الراحة.
- تناول وجبة خفيفة من الطعام.
- شرب كأسٍ من الماء.
- أخذ قسطٍ من الراحة، والجلوس في حالات النشاط والحركة الكثيرة.
- ممارسة تمارين اليوجا، أو أساليب الاسترخاء، مثل التأمل، أو تقنيات التنفس العميق للتخفيف من التوتر خلال الحمل.
- إنهاء الأعمال التي تقوم بها الحامل، والجلوس.
- ممارسة التمارين الرياضية، إذ تحتاج الحوامل ما يقارِب 150 دقيقة على الأقلّ في الأسبوع من التمارين الرياضية الخفيفة، كالمشي أو السباحة.[٤]
- تناول نظام غذائي صحي، إذ تحتاج الحوامل قرابة 2200-2900 سعرة حرارية في اليوم، ويمكن أن يختلف هذا المقدار من حامل لأخرى، بحسب عمرها ومستوى نشاطها، ويمكن اختيار البروتينات، والفواكه والخضراوات ضمن النظام الغذائي للحامل، من أجل الحفاظ على صحة القلب لديها.[٤]
- المراجعة الدّورية للطبيب، والتي تكون مرة واحدة على الأقل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ثم يتمّ جدولة المواعيد حسب ما ينصح به الطبيب وفقًا لحالة الحامل الصّحية.[٤]
أعراض تستدعي مراجعة الطبيب
تشعر الحامل بارتفاع ضربات القلب لديها وكأنها رفرفة في القلب، أو الخفقان بسرعةٍ عالية، لذلك تستدعي بعض الأعراض المرافقة لارتفاع نبضات قلب الحامل مراجعة الطبيب على الفور، والتي تكون إشارةً إلى حاجة الحامل للرعاية الطبية الطارئة، وهذه الأعراض هي:[٢]
- استمرار الإحساس بخفقان القلب لفترةٍ طويلة ومنتظمة، او ازدياده سوءًا.
- الشّعور بالدوار أو الدوخة أو الإغماء.
- الإحساس بصعوبة أو ضيقٍ في التنفس.
- ألم في الصدر.
- تكرار الإحساس بالخفقان في الصدر.
- الشعور بالانزعاج وعدم الراحة.
- سعال مصحوب بالدم.[١]
- ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت "Should Heart Palpitations During Pregnancy Concern Me?", www.healthline.com, Retrieved 1/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Heart Palpitations in Pregnancy", www.verywellfamily.com, Retrieved 1/1/2021. Edited.
- ↑ "Fast Heartbeat During Pregnancy", parenting.firstcry.com, Retrieved 1/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "What is a normal heart rate during pregnancy?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 1/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "How to stop heart palpitations during pregnancy", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 1/1/2021. Edited.
- ↑ "Managing palpitations and arrhythmias during pregnancy", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 1/1/2021. Edited.