ارتفاع ضغط دم العين

كتابة:
ارتفاع ضغط دم العين

ارتفاع ضغط العين

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ الجلوكوما أو ارتفاع ضغط العين السبب الرئيس الثاني للإصابة بالعمى بعد إعتام عدسة العين؛ إذ إنّ ارتفاع ضغط العين سبّب العمى لما يقارب 37 مليون شخص حول العالم في العام 2002 م، و82% منهم كانوا من الأشخاص البالغين من بعمر 50 عامًا فما فوق، ويُعدّ ارتفاع ضغط العين من أمراض العين شائعة الحدوث؛ إذ إنّه حسب منظمة الصحة العالمية يصيب 2.6% من سكان الهند وفي منطقة البحر الكاريبي يصيب ما يقارب 10% من الأفراد ولدى الأشخاص الأفريقيين فإنّ ارتفاع ضغط دم العين يؤثر في ما يتراوح بين 1-2%.[١]


أعراض ارتفاع ضغط دم العين

تختلف أعراض ارتفاع ضغط دم العين بالاعتماد على نوعه، وفي المجمل فإنّ الأعراض تتضمن الآتي:[٢]

  • آلام في العين.
  • احمرار العينين.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • تشكّل بقع في الجزء المركزي أو الجانبي من مجال الرؤية وغالبًا ما يصيب كلتا العينين.
  • غباش في الرؤية.


أسباب ارتفاع ضغط دم العين

توجد عدّة أنواع لارتفاع ضغط العين الذي يحدث عندما تنسدّ القنوات في القرنية والقزحية، والتي تَمُدّ باقي أجزاء العين بالسوائل التي تُنتج في الجزء الخلفي منها، ومع أنّ الأطباء لم يحدّدوا سببًا واضحًا لبعض حالات ارتفاع ضغط دم العين، لكنّ الأصابة به قد تنتج من أحد العوامل الآتية:[٣]

  • الأدوية: حيث تناول الأدوية -بما فيها الكورتيكوستيرويدات- يسبب ارتفاع ضغط العين.
  • ضعف تدفق الدّم إلى العصب البصري.
  • العمر: يُعدّ الأشخاص البالغون من العمر 60 عامًا فما فوق أكثرعرضة للإصابة بالجلوكوما، ويزداد خطر الإصابة بارتفاع ضغط دم العين كلّما تقدّم عمر الإنسان، بالإضافة إلى أنّ الأشخاص الأمريكيين من أصل إفريقي يصابون بالجلوكوما في عمر 40 عامًا بنسبة أكبر من غيرهم.
  • أمراض العين: تسبب بعضها الإصابة بارتفاع ضغط دم العين؛ كتعرّض العين لإصابات رّضيّة أوالتهاب العين المزمن أو ترقق القرنية.
  • العوامل الوراثية: تحدث الإصابة بالجلوكوما نتيجة وجود إصابات في العائلة، وبالتحديد ارتفاع ضغط دم العين مفتوح الزواية.
  • الأمراض الأخرى: تزيد بعض الأمراض من خطر الإصابة بارتفاع ضغط دم العين؛ كمرض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدّم.
  • العِرق: يبدو الأشخاص من أصل آسيوي أو أصل ياباني أكثر عرضة للإصابة بزَرَق العين من غيرهم.


تشخيص ارتفاع ضغط دم العين

لا تحتاج فحوصات الكشف عن ارتفاع ضغط دم العين إلى وقت طويل، وتُجرى بشكل سهل، وتتضمن فحوصات التشخيص للكشف عن الجلوكوما ما يأتي:[٤]

  • إعطاء الشخص قطرات موسّعة للبؤبؤ؛ ليتمكّن من الكشف عن أعراض الجلوكوما.
  • فحص العصب البصري.
  • إجراء فحص ضغط العين.
  • الفحص البصري الميداني: ذلك للكشف عن كفاءة الرؤية المحيطية.


علاج مرضى ارتفاع ضغط العين

يُنفّذ علاج مرضى ارتفاع ضغط دم العين بالعديد من الخيارات العلاجيةن والتي يعتمد تحديد أنسبها على التشخيص، وبشكل عام يتضمن العلاج الخيارات الآتية:[٢]

  • الأدوية الفموية: قد يصف الطبيب الأدوية الفموية المثبطة لإنزيم الأنهيدراز الكربوني (Carbonic anhydrase inhibitors)؛ مثل:الأسيتازولاميد بهدف خفض مستويات ضغط دم العين. ومن الجدير بالذّكر أنّ هذه الأدوية قد تسبّب بعض التأثيرات الجانبية؛ كحصى الكلى واضطرابات في المعدة والشعور بالاكتئاب.
  • قد يتضمن العلاج قطرات العين؛ مثل:
    • القطرات المثبطة للأنهيدراز الكربوني؛ بما فيها دورزولامايد-dorzolamide وبرينوزولاميد-brinzolamide، والتي تخفّض مستويات ضغط العين من خلال تقليل كمية السوائل التي تفرزها العين، وتنبغي الإشارة إلى أنّ هذه القطرات تسبّب بعض الآثار الجانبية؛ منها كثرة التبول والإحساس بطعم معدني في الفم، وقد يصف الطبيب هذه القطرات مرتين أو ثلاث مرات في اليوم.
    • قطرات حاصرات بيتا؛ مثل: بيتاكسولول-betaxolol، وانخفاض ضغط الدّم من أبرز الآثار الجانبية لقطرات حاصرات بيتا.
    • قطرات Rho kinase inhibitor: التي تثبّط إنزيم رهو كينيز المسؤول عن زيادة السوائل في العين؛ ومن أمثلتها: نيتارسوديل-netarsudil وهذه القطرات تسبّب احمرارًا في العين، وتكوّن ترسّبات على القرنية.
    • قطرات البروستاغلاندين: تقلّل هذه القطرات من ضغط العين المرتفع من خلال زيادة طرح السوائل خارج العين، وتتضمن هذه القطرات قطرات لاتانوبروست-latanoprost ولعلّها تسبب ألمًا خفيفًا في العين، بالإضافة إلى احمرار خفيف في العين.
  • قطرات ناهضات ألفا الأدرينالية: إذ تزيد هذه القطرات أيضًا من إفراز السوائل خارج العين؛ بما فيها قطرات أبراكلونيدين-apraclonidine، ويصفها الطبيب مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وتنبغي الإشارة إلى أنّ هذه القطرات قد تسبّب اضطرابًا في نبضات القلب واحمرار في العينين.
    • القطرات القابضة لحدقة العين: ومنها قطرات بيلوكاربين-pilocarpine، والتي تقلّل من إفراز السوائل خارج العين، وكون هذه القطرات تؤدي إلى حدوث العديد من الآثار الجانبية -بما فيها الصداع وألم العين وقصر النظر-؛ فلا يصفها الطبيب كثيرًا. ومن الجدير بالذّكر أنّ الآثار الجانبية لا تقتصر على العين فحسب؛ كون قطرات العين تمتصّ في مجرى الدّم، ولتفادي حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها تُغلَق العينان لدقيقة أو دقيقتين بعد وضع القطرة، بالإضافة إلى الضغط على جوانب العين لإغلاق قنوات الدمع.
  • الجراحة: يوجد العديد من خيارات العلاج لمرضى ارتفاع ضغط دم العين؛ كجراحة الترشيح وجراحة أنابيب التصريف، وفيها يُجري الطبيب تحويلة أنبوبية بهدف التقليل من السوائل المتراكمة في العين.
  • العلاج بالليزر: الذي يُنفّذه الطبيب لعلاج ارتفاع ضغط دم العين مفتوح الزاوية، وفيه تُستخدَم الأشعة لفتح القنوات المسدودة في الشبكة التربيقية (trabecular meshwork).


مضاعفات ارتفاع ضغط العين

يتسبب ارتفاع ضغط دم العين في حدوث العديد من المضاعفات، والتي من أبرزها العمى -كما أشير أعلاه-، بالإضافة إلى أنّ الجلوكوما تؤثر في الرؤية المحيطية للمصاب، وتؤدي إلى حدوث الاعتلال العصبي البصري أو تلف العصب البصري، وموت الخلايا العقدية في الشبكية، وتكمن خطورة ارتفاع ضغط دم العين في أنّ الأعراض تتطوّر ببطء، وقد تظهر الأعراض لسنوات طويلة دون أن يلاحظها الشخص.[٥]

التعافي وما بعد المرض

يستمر علاج المصاب بارتفاع ضغط دم العين طيلة حياة المصاب؛ كون المرض قد يتطور بشكل مفاجئ حتّى بعد الخضوع للعلاجات، وتحدث مجموعة من المضاعفات بعد الجراحة؛ كاعتلال الشبكية وانفصال المشيمية المصلي (CD) واعتلال البقعة الناقص والنزف الزجاجي والتهاب باطن العين، [٦] وللحفاظ على صحة العين، والتقليل من تأثيرات ارتفاع ضغط دم العين تُتبَع بعض التدابير، والتي يأتي في أولها الالتزام بالأدوية الموصوفة ومراجعة الطبيب باستمرار لإجراء الفحوصات اللازمة، وتتضمن التدابير أيضًا ما يأتي:[٢]

  • ممارسة التمارين الرياضية باستمرار: ذلك لأنّ التمارين الرياضية تقلّل من ارتفاع ضغط دم العين مفتوح الزواية، ولا بُدّ من استشارة الطبيب لوضع جدول رياضي مناسب.
  • اتباع نظام غذائي صحي: يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم؛ كفيتامين سي، وفيتامين أ.
  • الحدّ من تناول مشروبات معينة: ومنها التي تحتوي على الكافيين.
  • شرب السوائل بكميات معتدلة دون الزيادة أو النقصان.


المراجع

  1. WHO staff , "Glaucoma is second leading cause of blindness globally"، WHO , Retrieved 2020-5-19. Edited.
  2. ^ أ ب ت mayo clinic staff (2018-11-14), "Glaucoma"، mayo clinic, Retrieved 2020-5-19. Edited.
  3. Kimberly Holland (2016-1-29), "Glaucoma"، healthline, Retrieved 2020-5-19. Edited.
  4. Alan Kozarsky, MD (2019-11-1), "Glaucoma"، webmed, Retrieved 2020-5-19. Edited.
  5. Janey L. Wiggs, "Glaucoma"، eye.hms.harvard, Retrieved 19-5-2020. Edited.
  6. Niroj Kumar Sahoo, Pasyanthi Balijepalli, Sumit Randhir Singh, Mahima Jhingan, Sirisha Senthil & Jay Chhablani (2018-9-5), " Retina and glaucoma: surgical complications"، biomedcentral, Retrieved 2020-5-19. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×