ارتفاع هرمون الحليب والحمل

كتابة:
ارتفاع هرمون الحليب والحمل

هرمون الحليب

يسمى هرمون الحليب علميًا بالبرولاكتين- prolactin، وهو هرمون يُفرَز من الغدة النخامية الأمامية الموجودة في الدماغ، وهو مسؤول عن تنظيم الدورة الشهرية وإنتاج الحليب عند الأم المرضع. وتوجد حالات يرتفع فيها هرمون الحليب في الدم، وهذا يقلل من نسبة هرمون الإستروجين ويؤثر على عملية الإباضة، ففي تلك الحالة فإن الدورة الشهرية تضطرب وتصبح غير منتظمة، مما يؤثر على الإنجاب والحمل، كما أن إهمال العلاج قد يسبب العقم الدائم وأمراضًا أخرى، مثل: هشاشة العظام، وإفراز الحليب لدى المرأة غير الحامل[١] وتكون نسبة هرمون الحليب طبيعية عندما يكون ضمن المعدلات الآتية:[٢]

  • الذكور: من 2 إلى 18 نانو غرام / ملي غرام.
  • الإناث غير الحوامل: من 2 إلى 29 نانو غرام / ملي غرام.
  • النساء الحوامل: من 10 إلى 209 نانو غرام / ملي غرام.


ارتفاع هرمون الحليب والحمل

يُشير بعض الخبراء إلى أنّ ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين خلال فترة الحمل قد يُسبب زيادة احتمالية التّعرض للإجهاض، كما أنّ ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين عند المرأة غير الحامل يُقلل من احتمالية حملها؛ فهرمون البرولاكتين المرتفع سيُثبط من إفراز الهرمون المُنشّط للحويصلة (Follicle Stimulating Hormone) ممّا يُؤثر على انتظام عملية الإباضة، ونضوج الحويصلات في المبيض.[٣]

 

أعراض ارتفاع هرمون الحليب

تختلف أعراض ارتفاع هرمون الحليب من سيدةٍ إلى أخرى، ومنها[٤]:

  • التأخر في الإنجاب.
  • خروج حليب من الثدي في غير فترة الحمل أو الإرضاع.
  • اضطراب أو غياب للدورة الشهرية.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • ألم في الصدر.
  • ألم أثناء الجماع بسبب الجفاف في المهبل.
  • الهبات الساخنة.
  • ألم في المفاصل، وقلة في كثافة العظام.

عند ارتفاع هرمون الحليب لدى الرجال قد يظهر عدد من الأعراض المرتبطة بالخلل في الرغبة الجنسية، أو الألم المرتبط بتكوّن الورم البرولاكتيني، ومن العلامات والأعراض الشائعة لارتفاع هرمون الحليب لدى الرجال ما يلي[٤]:

 

أسباب ارتفاع هرمون الحليب

يرتفع هرمون الحليب لأكثر من سبب، ولكن أشهرها هو وجود تضخّمٍ أو ورمٍ حميد (غير سرطاني) في الغدة النخامية المسؤولة عن إفرازه، مما يتسبب بإفراز مستوياتٍ مرتفعة من هرمون الحليب، وهذا السبب هو المسؤول عن ارتفاع هرمون الحليب في الدم لدى نسبة 50-60% منهن، وفي حالاتٍ نادرة جدًا قد يكون الورم سرطانيًا[١]، وهناك بعض الأمراض التي قد تؤثر على غدة ما تحت المهاد، وهي غدة مسؤولة عن التواصل ما بين الجهاز العصبي والغدة النخامية، كما يمكن أن يُعزَى السبب إلى وجود التهاب أو تضخم فيها، كما توجد بعض الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى ارتفاع في هرمون الحليب، ومنها[٤]:

  • خمول الغدة الدرقية.
  • تشمع في الكبد.
  • فشل كلوي مزمن.
  • استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب.
  • استخدام المهدئات وأدوية علاج الأمراض النفسية.
  • استخدام الأدوية المثبّطة للهيستامين 2 المُستخدمة في علاج قرحة المعدة.
  • استخدام أدوية العلاج الهرموني التي تحتوي على الإستروجين.
  • الأضرار التي تلحق بمنطقة الصدر، جرّاء القوباء أو ندوب العمليات الجراحية[١].
  • أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، مثل: مثبّطات قنوات الكالسيوم، والميثيل دوبا[٥]


كيفية إجراء اختبار هرمون الحليب

لا يختلف إجراء هذا الاختبار عن اختبار فحص الدم؛ إذ تدخل إبرة في الوريد في الذراع لإخراج كمية صغيرة من الدم، وحينها يشعر بعض الناس بلدغة بسيطة، ويشعر آخرون بألم معتدل ويلاحظون كدمات خفيفة بعد فترة وجيزة، وبعد بضعة أيام سيحصل الشخص على النتيجة على شكل رقم، وفي حال كانت النتيجة أعلى من المعدل الطبيعي، فلا يدلّ بالضرورة على وجود مشكلة، ففي بعض الأحيان يُمكن أن تكون المستويات أعلى من الطبيعي نتيجة لتناول طعام معين أو إذا كان يُعاني الشخص من الكثير من التوتر عند إجراء فحص الدم.[٢]


علاج ارتفاع هرمون الحليب

عند وجود أعراض خفيفة من ارتفاع هرمون الحليب قد لا تكون المرأة بحاجةٍ إلى العلاج، ولكن عند وجود أعراضٍ شديدة أو وجود صعوبةٍ في الحمل يمكن مراجعة الطبيب لاتباع علاجٍ بوصفة طبية.

أولى طرق العلاج عادةً تكون باستخدام دواء البروموكريبتين أو الكابرغولين، إذ يُعدّان من الأدوية التي تحفّز الدوبامين، وبالتالي تقلل من مستوى هرمون الحليب، وتقلل من تورّم الغدة النخامية، مما يعيد عملية الإباضة والخصوبة إلى طبيعتها[١].

هناك بعض الآثار الجانبية التي تظهر بعد البدء باستخدام العلاج، مثل: انخفاض ضغط الدم، والدوار، والغثيان، والاضطرابات المعوية، والإرهاق بشكل عام، ويجب الاستمرار بتناول العلاج، ولتجنّب الشعور بتلك الأعراض يمكن التقليل من جرعة الدواء بعد مراجعة الطبيب وزيادتها تدريجيًا[١]، أو تناول الحبة مساءً قبل النوم، أو أخذها مع وجبة الطعام[١].

كما يمكن إجراء عمليةٍ جراحية لإزالة الورم في منطقة الغدة النخامية، فيمكن استخدام الجراحة إذا لم تكن الأدوية فعّالةً، وهناك حاجة إلى الجراحة في بعض الأحيان إذا كان الورم يؤثر على الرؤية، بالإضافة إلى استخدام الإشعاع، ففي حالاتٍ نادرة إذا لم تكن الأدوية والجراحة فعّالتين يتم استخدام الإشعاع لتقليص الورم[٥].


مدة علاج ارتفاع هرمون الحليب

يبدأ الطبيب بإعطاء جرعةٍ منخفضة من الدواء ويزيدها تدريجيًا حسب الحاجة، إذ يجب أن يبدأ مستوى هرمون الحليب في الدم بالانخفاض بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بدء العلاج.

في حال العلاج بدواء البروموكريبتين تتناول المريضة الراغبة بالحمل أقراصًا عن طريق الفم أو المهبل مرّةً أو مرتين يوميًا حتى تصبح حاملًا، أمّا إذا تم وصف دواء الكابيرجولين فإنها تأخذ الدواء عن طريق الفم مرّةً واحدةً أو مرتين في الأسبوع حتى تصبح حاملًا.

يمكن استخدام الدواء بأمانٍ لعدة سنوات إذا لزم الأمر، ولكن بمجرد التوقف عن تناول الدواء قد يعود ارتفاع هرمون الحليب في الدم، وكإجراءٍ احترازي إضافي قد يمنع الطبيب من تناول البروموكريبتين أو الكابيرجولين إذا علم بوجود حمل[١].


مضاعفات ارتفاع هرمون الحليب

تعتمد مضاعفات ارتفاع هرمون الحليب على السبب الكامن وراء حدوثه، فإذا كان ذلك بسبب ورمٍ في الغدة النخامية فإن المضاعفات المُحتمَلة هي[١]:

  • مضاعفات قصور الغدد التناسلية: تشمل الآتي:
    • هشاشة العظام، يحدث فقدان العظام في حوالي 25% من النساء المصابات بارتفاع هرمون الحليب في الدم، ولا يخفّ بالضرورة عندما تعود مستويات هرمون الحليب إلى وضعها الطبيعي، كما أظهرت دراسةٌ صغيرة أن الرجال المصابين بورمٍ برولاكتيني كان لديهم فقدان كثافة العظام بنسبةٍ كبيرة، سواءً كان العلاج مع الجراحة أم العلاج الدوائي، ويشير الباحثون إلى أن الورم البرولاكتيني حتى لو تم علاجه بشكل مناسب يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الرجال بنحو 5 مرات.
    • قلّة الخصوبة.
    • ضعف الانتصاب.
    • العقم.
  • المضاعفات المتعلّقة بورم الغدة النخامية: تشمل الآتي:
    • فقدان البصر.
    • صداع الرأس.
    • سكتة الورم النخامي، وهي البداية المفاجئة للأعراض المتعلّقة بالجهاز العصبي، كالصداع، وضعف البصر، وتغيّر الحالة العقلية، والتهاب السحايا، إذ إن الخلل الهرموني بسبب النزيف الحاد أو احتشاء الغدة النخامية هو من الحالات غير الشائعة التي قد تتطور لدى المرضى المصابين بالورم البرولاكتيني الكبير الذي لا يتقلّص أثناء تناول العلاج الموصوف من قِبَل الطبيب.
    • ثرّ السائل الدماغي الشوكي من الأنف، والذي يحدث عندما يتقلّص الورم الكبير في الحجم سريعًا.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Hyperprolactinemia and fertility", www.babycenter.com, Retrieved 04-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "What is a Prolactin Test?", www.webmd.com, Retrieved 28-6-2019. Edited.
  3. "What Is Hyperprolactinemia and How Can It Affect Getting Pregnant?", whattoexpect, Retrieved 26-3-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Hyperprolactinemia Overview", www.verywellhealth.com, Retrieved 04-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Hyperprolactinemia", www.hormone.org, Retrieved 04-10-2019. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×