تعتبر آلام الرقبة أقل شيوعاً من آلام أسفل الظهر، ومع ذلك فهناك ملايين البشر ممن يحدث لديهم آلام في الرقبة أو الذراع في مرحلة من حياتهم
تعتبر آلام الرقبة أقل شيوعاً من آلام أسفل الظهر، ومع ذلك فهناك ملايين البشر ممن يحدث لديهم آلام في الرقبة أو الذراع في مرحلة من حياتهم، وتتحسن معظم آلام الرقبة مع الوقت وتستجيب غالباً للمعالجة غير الجراحية.
ألم الرقبة الحاد :
تشكل الرقبة جزءاً من العمود الفقري وتتكون من 7 فقرات تشكل الرقبة إضافة إلى مجموعة من العضلات، الأربطة والأعصاب وكل منها يمكن أن يكون سبباً لألم الرقبة.
تكون معظم آلام الرقبة الحادة ناجمة عن إجهاد عضلات الرقبة أو النسج الأخرى (الأربطة، الأوتار) أو تمزقها بسبب قوة مفاجئة تعرضت لها الرقبة نتيجة للحوادث أو لحركة مفاجئة أو بسبب إجهاد الرقبة (تيبس الرقبة الناجم عن النوم بطريقة خاطئة أو استخدام وسادة عالية) أو الإجهاد الناجم عن حمل الحقائب الثقيلة.
إن النوم بطريقة خاطئة أو استخدام وسادة عالية من الأسباب الهامة لألم الرقبة الحاد.
إن معظم الأذيات الخفيفة على الأربطة، الأوتار أو العضلات في الرقبة تشفى لوحدها مع الوقت خلال عدة أيام وحتى عدة أسابيع لأن هذه البنيات ذات تروية دموية جيدة تؤمن لها المواد الغذائية والبروتينات اللازمة لحدوث الشفاء. ويمكن معالجة هذه الحالات بالمعالجات المحافظة مثل استخدام الكمادات الباردة أو الحارة، الأدوية (المسكنات) أو المعالجة الفيزيائية.
ولا بد من مراجعة الطبيب عند استمرار الألم أكثر من أسبوعين أو إذا ترافق ألم الرقبة مع ألم شديد في الذراع أو مع تنميل أو خدر في اليد، لأن هذه الحالات غالباً ما تترافق مع سبب تشريحي يؤدي لهذه الأعراض (انزلاق الغضروف مثلاً).
يمكن لآلام الرقبة أن تنتشر إلى الذراع مسببة تنميلاً أو خدراً في اليد مع ألم شديد.
ألم الرقبة المزمن:
هناك عدد من الأسباب يمكن أن تؤدي إلى آلام مزمنة في الرقبة وهي:
1. الانزلاق الغضروفي (الديسك) الرقبي:
وهو مشابه للديسك الظهري لكنه أقل شيوعاً، وقد يؤدي إلى انضغاط جذور الأعصاب الرقبية مؤدياً لحدوث ألم الرقبة الذي ينتشر إلى الذراع وأحياناً اليدين والأصابع ويترافق أحياناً مع التنميل أو الوخز في الذراع أو اليد والأصابع.
معالجة الانزلاق الغضروفي في الرقبة:
تكون المعالجة حسب مدة الألم وشدته ودرجة إصابة أعصاب الرقبة أو إصابة النخاع الشوكي، وغالباً ما تكون الأعراض مؤقتة ويمكن معالجتها بالطرق المحافظة، ولكن يمكن في بعض الحالات أن يكون الألم مزمناً ومزعجاً ولا يستجيب للمعالجات العادية وعندها يوصى بإجراء الجراحة.
2. ألم الرقبة المرتبط بنشاطات أو وضعيات معينة:
يتطور هذا الألم ببطء عادة على مدى عدة سنوات ويحدث غالباً بعد أو أثناء نشاطات معينة (حمل الأثقال مثلاً) أو وضعيات معينة (كما هو الحال عند عازفي الكمان).
3. المصع (Whiplash):
يحدث المصع نتيجة لأذيات ثني الرقبة الحاد التي تنجم في 50% عن حوادث السيارات بغياب الكسور أو أذية الجذور العصبية.
4. أسباب أخرى:
كالالتهاب والأورام وهشاشة العظام (انظر الجدول 3).
الجدول 3: أسباب الألم الرقبي.
أسباب ميكانيكية: |
تيبس الرقبة الحاد. أذية المصع. الانزلاق الغضروفي. |
أسباب التهابــيـــة: |
الأخماج. التهاب الفقار المقسط. التهاب المفاصل الروماتيزمي. ألم العضلات الروماتيزمي. |
أسباب استقلابية: |
تلين العظام. داء باجيت. |
الأورام: |
الانتقالات السرطانية. الورم النقوي المتعدد. أورام النخاع الشوكي. |
متفرقــات: |
آفات الكتف. أمراض الأسنان. آفات البلعوم. آفات الحجاب. آفات العقد اللمفية الرقبية. |
تدبير ألم الرقبة:
تزول معظم عوارض الألم الرقبي الحاد خلال أسبوع واحد غالباً وتستجيب لإعطاء المسكنات البسيطة ووضع طوق ناعم حول الرقبة، وقد تفيد أحياناً الراحة المعتدلة في الفراش في حالات الألم الرقبي المزمن وأفضل علاج لهذه الحالات اتخاذ الوضعيات المناسبة وتمارين تقوية العضلات.
نذكِّر بضرورة مراجعة الطبيب فوراً عند وجود ما يلي:
- الضعف في الذراع أو الذراعين أو فقدان الحس والتناسق.
- إذا كان الألم ثابتاً أو متزايداً.
- إذا ترافق الألم مع نقص الشهية أو نقص الوزن أو الغثيان أو الحمى.