محتويات
ارتفاع الكوليسترول
يُعدّ الكوليسترول مادّة شمعيّة ينتجها الكبد، وتتشابه إلى حد كبير مع الدهون، ويعدُّ مهمًا للجسم، بسبب قدرته على تكوين أغشية الخلايا، وصناعة بعض أنواع الهرمونات، مثل؛ التستستيرون، والاستروجين، بالإضافة إلى فيتامين د، ويتسبب ارتفاع معدّله في مرحلة الطفولة، زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، وأمراض القلب في سنّ البلوغ، ويتولّى الكبد مهمّة إنتاج الكوليسترول بالكميات التي يحتاجها الجسم، وتحفّز الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والدّهون المتحوّلة الكبد على إنتاج كميات أكبر من الكوليسترول، كما يحصل الجسم على الكوليسترول من بعض أنواع الأطعمة الحيوانية، مثل؛ صفار البيض، والأطعمة البحريّة، والدّواجن، واللحوم ومنتجات الألبان، أمّا بالنّسبة للأطعمة النباتيّة، مثل؛ الحبوب، والخضار، والفاكهة، فهي خالية تمامًا من الكوليسترول.[١]
يحدث ارتفاع الكوليسترول في الدم عند وجوده بنسب عالية في الدم، ويمكن أن يتسبّب ذلك في انسداد الأوعية الدموية، وزيادة احتماليّة الإصابة بالسكتات الدماغية، ومشكلات القلب،[٢] ويشخّص المصاب بارتفاع الكوليسترول في الدم عند تجاوز الكوليسترول لمستويات معيّنة في الدم، وتتفاوت الآراء حول المستويات العالية من الكوليسترول، ولا يعد ارتفاع الكوليسترول في الدم حالة طبيّة منفصلة بحدّ بذاتها، إنّما تعد واحدة من العوامل العديدة التي تزيد من خطر الإصابة بمشكلات الأوعية الدموية، والقلب، ولا تساهم إلا في تقديم معلومات بسيطة جدًا عن المخاطر الصحيّة التي قد يتعرّض لها الشخص.[٣]
أسباب ارتفاع الكوليسترول
توجد العديد من العوامل التي تساهم في الإصابة بارتفاع الكوليسترول في الدم، منها ما يرتبط بالوراثة، ومنها ما يرتبط بنمط الحياة الذي يتبّعه الشحص، وبنظامه الغذائي، وفي بعض الحالات الأقل شيوعًا، يمكن أن ترتفع مستويات الكوليسترول في الدم بسبب الإصابة بأمراض الكبد، أو الكلى، أو الغدّة الدرقية، وفيما يأتي توضيح لهذه العوامل المختلفة:[٤]
- الوراثة: تلعب الجينات دور مؤثر في الطريقة التي يتبعها الجسم لاستقلاب الكوليسترول الضار أو ما يُسمّى بالبروتين الدهني منخفض الكثافة الموجود فيه، ويُعدّ فرط كوليسترول الدم العائلي، النّوع الوراثي من ارتفاع الكوليسترول في الدم، ويمكن أن يتسبّب في الإصابة بأمراض القلب المُبكّرة.
- زيادة الوزن: يتسبب الوزن الزائد في زيادة بسيطة في مستوى الكوليسترول الضار في الدم، ويساعد التخلص من الوزن الزائد في تقليل مستوياته، ورفع مستويات الكوليسترول الجيد في الدم.
- النشاط البدني: تساعد ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام في رفع مستويات الكوليسترول الجيّد، والتقليل من مستويات الدهون الثلاثية في الدم.
- العمر والجنس: تمتلك النساء مستويات أقل من الكوليسترول الكلي قبل وصولهنّ إلى مرحلة انقطاع الطمث مقارنةً مع الرجال من نفس المرحلة العمرية، ويتسبب تقدم كلا الجنسين في العمر في ارتفاع مستوى الكوليسترول لديهم، وتستمر هذه الزيادة حتى 60 عام أو 65 عام، وتمتلك االنساء مستويات أعلى من الكوليسترول مع بلوغهن العام الخمسين من أعمارهن مقارنةً بالرجال من نفس العمر.
- الكحول: تقدر كمية الكحول المعتدلة ما بين كوب إلى كوبين في اليوم الواحد، ويتسبب شرب الكحول في زيادة مستويات الكوليسترول الجيد، إلا أنه لا يساعد في تقليل مستويات الضار منه، ولم يتم الربط بين الكحول والإصابة بمشاكل القلب، إلا أن شرب كميات كبيرة من الكحول يتتسبب في إلحاق الضرر بالكبد، وبعضلة القلب، والإصابة بارتفاع ضغط الدم، وزيادة الدهون الثلاثية في الدم، ويحذر من الاستعانة بالكحول للوقاية من مشكلات القلبن بسبب المخاطر الصحيّة التي يتسبب بها.
- الإجهاد العقلي: إذ يتسبّب الإجهاد العقلي في رفع نسب الكوليسترول في الدم على المدى الطويل، وذلك بسبب قدرة الإجهاد في التأثير على العادات الشخصية؛ إذ يلجأ بعض الأشخاص للتعامل مع الضغط بتناول الأطعمة الغنيّة بالدهون المُشبّعة، التي تتسبب بارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
طرق صحية لتقليل الكوليسترول
يساعد اتباع نمط حياة صحي في تقليل مستويات الكوليسترول في الدم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال ما يأتي:[٥]
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف: إذ إنّ تناول كميات أكبر من الألياف، مثل؛ الألياف القابلة للذوبان، يساهم في خفض مستوى الكوليسترول في الدم، ويمكن العثور على هذا النوع من الألياف، في الشوفان، والفاكهة، والفاصوليا أيضًا.
- زيادة النشاط البدني: تساعد زيادة النشاط البدني في تقليل مستوى الكوليسترول بفعالية، وتُعدّ التمارين الرياضية الهوائيّة ذات الكثافة العالية، من أفضل أنواع التمارين الرياضيّة، لتقليل مستويات الكوليسترول الضارّ في الجسم.
- التخلص من الوزن الزائد: يساعد التخلص من الوزن الزائد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار ورفع مستويات الكوليسترول الجيد.
- الابتعاد عن العادات الغير صحية: إذ يتسبب التدخين في زيادة معدّل الكوليسترول الضار في الدم، والرفع من احتماليّة الإصابة بأمراض السرطان، والقلب، وانتفاخ الرئة، فلابدّ من الإقلاع عن التدخين، لتقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم.
- زيادة معدّلات أوميغا 3 في النظام الغذائي: ويساعد تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من أوميغا3، مثل؛ السلمون، ومكملات أوميغا 3 في خفض مستويات الكوليسترول الضار، وزيادة مستويات الكوليسترول الجيّد.
- تناول الفاكهة والخضار: إذ إنّ النظام الغذائي الغنيّ بالخضار والفواكه، الذي يحتوي على كميّات قليلة من الملح، يساهم في التقليل من مستويات الكوليسترول في الدم.[٦]
علاج ارتفاع الكوليسترول بالأدوية
يلجأ الطبيب إلى علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم باستخدام الأدوية في حال عدم القدرة على تحقيق ذلك باتباع نمط حياة صحي، أو في حال تسبّب ارتفاع الكوليسترول في زيادة احتماليّة الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وتتضمّن الأدوية التي يمكن استخدامها على ما يأتي:[٢]
- أدوية الستاتين، وهي أكثر أنواع أدوية المستخدمة في علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم، وتساعد هذه الأدوية على تقليل قدرة الجسم على إنتاج الكوليسترول، ومن المتوقّع أن يضطر المريض إلى تناول قرص واحد من هذا الدواء يوميًا مدى الحياة.
- أدوية أخرى، يلجأ الطبيب إلى وصف أنواع أخرى من أدوية علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم، في حال عدم تمكّن الستاتين من خفضه، أو في حال إظهار المريض رفضه لتناول أدوية الستاتين، ومن الأمثلة عليها؛ دواء الإيزيتيميب، ومنحيات حامض الصّفراء، والفايبرات، كما يأتي بعض أنواع الأدوية على هيئة حقن، مثل؛ دواء الأليروكوماب، والإيفولوكوماب.
المراجع
- ↑ "Cholesterol", www.kidshealth.org, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "What is high cholesterol?", www.nhs.uk, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "High cholesterol: Overview", www.ncbi.nlm.nih.gov,7-9-2017، Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ Benjamin Wedro, "High Cholesterol"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ Jillian Kubala (10-9-2018), "11 High-Cholesterol Foods — Which to Eat, Which to Avoid"، www.healthline.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "High cholesterol", www.mayoclinic.org, Retrieved 23-10-2019. Edited.