محتويات
مرض الثعلبة
الثعلبة أو بقعة الصلع (Alopecia Areata) مرض مناعيّ ذاتيّ، حيث جهاز المناعة يهاجم بصيلات الشعر عن طريق الخطأ، مما يُسبب تساقط الشعر فجأة في شكل كتل متعددة بحجم قطعة نقدية غالبًا، وتختلف كمية تساقط الشعر من شخص إلى آخر، وفي معظم الحالات يتساقط الشعر في هيئة عدة رقع صغيرة، وإذا بدا التساقط شديدًا فإنّه يشمل كاملًا عن فروة الرأس، أو عن الجسم كله، وفي بعض الحالات يتساقط الشعر مرة أخرى بعد نموه وعلاج المصاب بالثعلبة. [١]
أسباب مرض الثعلبة
وُجد أن السبب الرئيس وراء الإصابة بالثعلبة اختلال غير معروف في جهاز المناعة للجسم يجعل خلايا الدم البيضاء تُهاجم بُصيلات الشّعر، مما يُؤثّر في النمو الطبيعيّ للشعر مُسبّبًا تساقطه، إذ يؤدي ذلك إلى تقلُّص البصيلات، وإبطاء عملية نمو الشعر، ولم يتوصّل الباحثون قطّ إلى ما يدفع الجسم لمُهاجمة نفسه، لكنّ ثمّة رابط جينيّ قويّ يُشير إلى وجود عاملٍ وراثيّ يرفع مُعدّلات الإصابة، إذ إنّ واحدًا من كل خمسة مصابين بالمرض يوجد بين أفراد عائلاتهم من أُصيب به أيضًا، كما أنّ هناك رابطًا آخر يجمع بين الثعلبة والأمراض المناعيّة الذاتيّة الأخرى؛ إذ وُجد أنّ أفراد عائلة المصاب بمرض الثعلبة قد يعانون من مشاكل مناعيّة ذاتيّة غيره؛ كالتأتّب، والبهاق، والتهاب الغدة الدرقية، وفي الحقيقة فإنّه لا علاقة للثعلبة بالتوتر على عكس ما يعتقد الكثير من الناس.[٢]
أعراض مرض الثعلبة
يوجد العديد من الأعراض التي قد ترتبط بداء الثّعلبة، ويُعدّ تساقط الشعر غير المنتظم العارض الأكثر شيوعًا، وبقع الشّعر المفقود تبدو في هيئة نقود معدنيّة، خاصّةً من فروة الرّأس، لكن قد يتأثر أيّ موقع آخر لنمو الشّعر؛ مثل: اللحية، والرّموش، ويبدو تساقط الشعر مفاجئًا، أو قد يتطوّر خلال عدّة أيام أو على مدى بضعة أسابيع، وقد تحدث حكّة أو حرقان في المنطقة قبل تساقط الشّعر، وفي الحقيقة لا تُتلِف البصيلات نهائيًا في حال الإصابة بالثعلبة، لذا ينمو الشّعر مرّة أخرى في حال علاج التهاب البصيلات، والأشخاص الذين يعانون من وجود بضع بقع قليلة من تساقط الشعر غالبًا ما تبدو لديهم فرصة الشّفاء التلقائي الكامل دون تلقّي أيّ شكل من أشكال العلاج.[٢]
يؤثّر داء الثعلبة في أظافر اليدين والقدمين، وأحيانًا تبدو هذه التّغييرات العلامة الأولى على الإصابة، ويوجد العديد من التّغيرات الطّفيفة التي تحدث على الأظافر، ومن أهمها:[٢]
- ظهور الخدوش الدّقيقة على الأظافر.
- ظهور بقع وخطوط بيضاء على الأظافر.
- الأظافر تصبح خشنةً، وتفقد بريقها.
- الأظافر تصبح هشة ومنقسمةً.
توجد بعض العلامات الأخرى التي تتزامن مع الإصابة بالثعلبة؛ مثل:[٢]
- بقعة الثّعلبة في شكل علامة التعجّب، يحدث هذا عند وجود عدد قليل من الشّعر القصير، والذي ينمو حول حواف البقع الصّلعاء أو داخلها.
- جيفة الشّعر، هي المكان الذي تنكسر فيه الشّعرة قبل الوصول إلى سطح الجلد.
- الشّعر الأبيض، الذي قد ينمو في المناطق المتضرّرة من تساقط الشّعر.
تشخيص الثعلبة
يُشخّص مرض الثعلبة عن طريق الفحص السريريّ، والكشف عن الأعراض المصاحبة للمرض، ثم معاينة منطقة فقدان الشعر، كما يحتاج الطبيب في بعض الحالات إلى أخذ خزعة من منطقة فروة الرأس؛ ذلك لاستبعاد وجود سبب آخر لتساقط الشعر؛ كبعض أنواع العدوى الفطرية، إذ يُجرى العديد من تحاليل الدم للكشف عن الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتيّة، ولاستبعاد الإصابة بأمراض أخرى، ومن هذه الفحوصات ما يأتي:[٣]
- تحليل البروتين التفاعلي C، الذي يشير إلى وجود الالتهابات في الدم.
- معدل ترسب كريات الدم الحمراء.
- تحليل نسبة الحديد في الدم.
- تحليل الأجسام المضادة للنواة.
- فحوصات مستويات هرمونات الغدة الدرقيّة.
- فحوصات مستويات هرمونات التستوستيرون.
- فحوصات مستويات هرمون ملوتن والهرمون المنشط للحويصلة.
علاج مرض الثعلبة
لا يوجد علاج كامل من الثّعلبة، لكن هناك بعض الطرق أو العلاجات التي قد تبطئ فقدان الشّعر في المستقبل، أو تزيد من نمو الشعر بسرعة أكبر، وبالرّغم من أنّه لا يتاح التّنبؤ بالنتيجة، غير أنَّه يجب إعطاء هذه الطّرق مدة من التّجربة لإيجاد العلاج المناسب، وقد يزيد تساقط الشعر شدة بالرغم من العلاجات، ومن أهمّ العلاجات المتّبعة الممكنة ما يأتي:[٣]
العلاجات الطبيّة
- العلاجات الموضعيّة: هي العلاجات التي تُستخدَم من خلال فركها في فروة الرّأس لتحفيز نمو الشّعر، ويوجد العديد من أنواع هذا العلاج التي لا تستلزم وصفةً طبيّةً، وتُستخدَم العلاجات الموضعية المناعية من خلال وضعها على الجلد لإثارة الجلد ليحفّز نمو الشعر، الذي قد ينمو في غضون ستة أشهر، لكن يجب الحفاظ عليه، ومتابعة العلاج للحصول على أفضل النّتائج لإعادة نمو الشّعر، وبالإضافة إلى العلاجات المناعية يوجد المينوكسيديل، وكريمات الكورتيكوستيرويد، والأنثرالين.
- الحقن: تُعدُّ حقن الستيرويد أحد الخيارات الشائعة لعلاج المصاب بالثعلبة، والمساعدة في إعادة نمو الشعر، ويجب تكرار العلاج مرةً كلّ شهر أو شهرين.
- العلاجات التي تؤخذ عبر الفم: ومنها استخدام أدوية الستيرويد الفموية، أو تناول مثبطات المناعة التي تمنع استجابة جهاز المناعة، لكن لا يتاح استخدامها لوقت طويل؛ نظرًا لآثارها الجانبيّة الخطيرة. إذ قد تسبب ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالعدوى أو بسرطان الغدد اللمفاوية.
- العلاج بالضوء: يجرى هذا العلاج من خلال استخدام مزيج من الأدوية عبر الفم والأشعة فوق البنفسجية.
العلاجات البديلة
تتضمن العلاجات البديلة للثعلبة ما يأتي:
- العلاج بالإبر.
- العلاج بالليزر.
- المكمّلات الغذائية؛ مثل: الزنك.
- اتباع نظام غذائيٍّ مضادٍّ للالتهاب يشمل أساسًا اللحوم والخضروات.
- تدليك فروة الرّأس.
نصائح للعناية الذاتية بمرض الثعلبة
تُتبَع بعض النصائح للعناية الذاتية في حال الإصابة بمرض الثعلبة، وتتضمن ما يأتي:[٤]
- حماية المنطقة المتأثرة من البرد، إذ إنّ فقدان الشعر في بعض المناطق؛ كفروة الرأس وداخل الأذن والأنف، يتسبب في زيادة حساسيتها تجاه البرد؛ لذلك يوصى بتدفئتها عبر ارتداء قبعة أو وشاح.
- يوصي بعض الأطباء بوضع المضادات الحيوية الموضعية داخل الأنف في حال فقدان الشعر من داخله، إذ يؤدي هذا الشعر وظيفة الحماية من الجراثيم والغبار الذي قد يدخل مجرى الأنف.
- ارتداء النظارات لحماية العينين في حال فقدان شعر الرموش.
- يوصى بوضع واقٍ من أشعة الشمس ذي عامل حماية لا يقل عن 30 درجة على البشرة التي فقدت الشعر في فروة الرأس، أو ارتداء القبعة لحمايتها من التعرض لحروق أشعة الشمس.
- مراجعة الطبيب باستمرار للتأكد من عدم الإصابة بحالات مرضية أخرى، إذ يزداد خطر الإصابة بحالات مرضية؛ كاضطرابات الغدة الدرقية لدى المصابين بمرض الثعلبة.
المراجع
- ↑ "What Is Alopecia Areata?", www.webmd.com, Retrieved 2018-11-26. Edited.
- ^ أ ب ت ث James McIntosh (2017-12-22), "What's to know about alopecia areata?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2018-11-26. Edited.
- ^ أ ب Autumn Rivers and Jacquelyn Cafasso (2016-2-8), "Everything You Need to Know About Alopecia Areata"، www.healthline.com, Retrieved 2019-1-7. Edited.
- ↑ "ALOPECIA AREATA: SELF-CARE", aad, Retrieved 5-3-2020. Edited.