اسباب الصداع المزمن

كتابة:
اسباب الصداع المزمن

الصّداع المستمر

يُصاب مُعظم النّاس بِصُداع في الرّأس من وقتٍ إلى آخر خلال حياتهم، لكِن في حال استمرّ الصُداع لِأيّامٍ عديدة فيُمكن أن يكون أحَد أنواع الصُداع المُزمن اليَومي؛ إذ يُمكن أن يُصنّف الصُداع تِبعًا لِتكرار حدوثه إضافةً إلى فترة استمراره، ويُعرَف هذا بأنَّه الصداع الذي يستمر لمدة 15 يوم أو أكثر خلال الشهر الواحد، لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الصداع المزمن الأولي -يُشار له بالحقيقي أحيانًا- هو الصداع غير الناتج عن الإصابة باضطرابات صحية أخرى، ويُقسَم هذا إلى الصداع النصفي، والصداع المزمن التوتري، والصداع النصفي المستمر، والصداع اليومي الجديد المستمر، كما ويُصنَف الصداع المزمن إلى الصداع قصير الأمد الذي يستمر أقل من أربع ساعات يوميًا، او الصداع طويل الأمد والذي يستمر لأكثر من أربع ساعات يوميًا، وتحتاج هذه الأنواع إلى العلاج المكثف في البداية ثم إلى علاج مستمر لتقليل الألم وتكرار نوبات الإصابة.[١]


أسباب الصداع المستمر

يرتبط حدوث الصداع اليومي المزمن بعدد من الأسباب، منها:[٢]

  • الإفراط في استخدام الأدوية المسكّنة: فأحد الأسباب المهمة والشّائعة لتطور الصّداع العادي إلى صداع مزمن هو الإفراط في تناول بعض أدوية الصّداع، مثل: المسكّنات المركّبة مع الكافيين، والإرغوتامين (Ergotamine)، والمواد الأفيونية، والتريبتان، ومسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
  • الإجهاد: الإجهاد هو من المُسبِّبات الشائعة للصّداع المزمن، مثل: متغيرات الحياة المتكرّرة، أو الضّغوط والمتاعب اليومية المزمنة، فقد تؤدّي هذه الضغوطات إلى القلق أو الاكتئاب، بالتّالي الإصابة بالصّداع المزمن.
  • اضطراب النوم: من الممكن أن يتفاقم الصّداع بسبب اضطراب النوم المتكرّر كالأرق، ويتضمن ذلك صعوبة البدء بالنوم أو الاستمرار فيه، أو دم الحصول على نوم جيد، ويعد الشخير من عوامل الخطر المُسبِّبة للصداع المزمن، إذ إنه يؤثر في التنفُّس أثناء النوم، ونوعية النوم.
  • السّمنة:إذ إنّ السّمنة ترتبط بزيادة تكرار الصّداع، فقد يعاني الأشخاص الذين يرتفع لديهم مؤشّر كتلة الجسم عن ثلاثين كيلوغرام لكل متر مربع من الصّداع المزمن.
  • الكافيين: فالاستخدام المتكرّر للكافيين يمكن أن يكون عامل خطر لتطوّر الصّداع.


أعراض الصداع المستمر

تتباين أعراض الصداع المزمن تبعًا لنوع الصداع المزمن -المذكورة سابقًا- الذي يعاني منه الأشخاص، ومن أعراض الصداع المزمن ما يأتي:[٣]

  • الشعور بألم في الرّأس، وقد يختصّ هذا الألم بما يأتي:
    • حدوث الألم على جانب واحد أو كلا الجانبين من الرّأس.
    • الإحساس بالنبض والخفقان، أو الشّعور بالضغط والشدّ.
    • تباين شدّة الألم بين الخفيفة إلى الشّديدة.
  • الغثيان أو التقيّؤ.
  • التعرّق.
  • التحسّس من الأضواء أو الأصوات.
  • انسداد الأنف، أو سيلان الأنف.
  • احمرار العينين، أو نزول الدّموع من العينين.


استشارة الطبيب

ينبغي للأشخاص زيارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين عند ظهور أحد الأعراض الآتية:[٣]

  • حدوث ثلاث نوبات من الصداع أو أكثر خلال الأسبوع الواحد.
  • تفاقم الصداع وزيادته سوءًا، أو عدم استجابة الصداع لأدوية الألم غير الملزمة بوصفةٍ طبّية.
  • تناول مسكنات الألم غير الملزمة بوصفة طبية كلّ يوم تقريبًا للتخفيف من الصّداع.
  • نشوء الصداع نتيجةً لبذل المجهود البدني أو الأنشطة الشاقّة.
  • تداخل الصداع مع قدرة الأشخاص على تأدية أعمالهم وممارسة حياتهم اليومية، مثل: النّوم، أو العمل، أو المدرسة.

قد ينشأ الصّداع المزمن كعَرَضٍ من أعراض مشكلةٍ خطيرة، مثل: السّكتة الدماغيّة، أو التهاب السّحايا، لذا ينبغي للأشخاص الحصول على رعايةٍ صحية عاجلة عند نشوء الأعراض الآتية:[٣]

  • الشّعور بصداعٍ شديد مفاجئ.
  • تصاحب الصداع مع أعراض العدوى، مثل: الحمّى الشّديدة، أو تصلّب الرّقبة، أو الغثيان، أو التقيّؤ.
  • تصاحب الصداع مع حدوث بعض الأعراض العصبيّة، مثل: الارتباك، أو التنميل، أو مشكلات في التنسيق أو المشي أو التحدّث.
  • حدوث الصداع بعد التعرّض لإصابة في الرأس.


علاج الصّداع المستمرّ

يتضمّن علاج الصّداع اليومي المستمرّ أو المسمّى بالمزمن ما يأتي:[١]

  • تناول الأدوية، التي تشمل:
    • مضادّات الاكتئاب، إذ يمكن استخدام مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات لعلاج الصّداع المزمن، كما يمكن أن تساعد هذه الأدوية على علاج الاكتئاب، والقلق، واضطرابات النوم، التي تصاحب غالبًا الصّداع اليومي المزمن.
    • مضادات الاكتئاب الأخرى، مثل مثبّطات امتصاص السيروتونين الانتقائية فلوكستين، والتي قد تساعد على علاج الاكتئاب والقلق.
    • حاصرات بيتا، إذ إنّ هذه الأدوية تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدّم، وهي من الأدوية الأساسية لمنع الصّداع النّصفي العرضي، وتشمل الأتينولول (Atenolol)، والميتوبرولول (Metoprolol)، وبروبرانولول (Propranolol).
    • الأدوية المضادّة للنوبات، مثل توبيراميت (Topiramate).
    • مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، مثل النابروكسين (Naproxen)، إذ تُستخدَم هذه ما بين حين وآخر عند الحاجة في حال زيادة شدة الصداع، كما وتُستخدَم في حال البدء بالتقُّف التدريجي عن تناول دواء مسكن للألم آخر.
    • حقن الأونابوتولينوماتوكسين (البوتوكس)، قد تساعد هذه أحيانًا بعض المُصابين في حال عدم الاستجابة للعلاجات الأخرى، خصوصًا في حال الصداع النصفي المزمن.
  • الطّب البديل، الذي يشمل:
    • العلاج بالإبر، إذ تستخدم هذه التقنية القديمة إبرًا رفيعةً تُدخَل في العديد من مناطق البشرة في نقاطٍ محدّدة، ممّا يساعد على تقليل وتيرة الصّداع المزمن وشدّته.
    • الارتجاع البيولوجي، فقد يكون الشّخص قادرًا على التحكّم بالصّداع من خلال وعيه لتغيير بعض الاستجابات الجسدية، مثل: توتّر العضلات، ومعدّل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجلد.
    • التدليك، إذ يمكن للتّدليك أن يقلّل من التّوتر، ويخفّف الألم، ويعزّز الاسترخاء.
    • التّحفيز الكهربائي للعصب القذالي، إذ يمكن زرع قطب كهربائي صغير يعمل بالبطاريّة جراحيًا بالقرب من العصب القذالي في قاعدة العنق، إذ يرسل القطب نبضات طاقةٍ مستمرّة إلى العصب لتخفيف الألم.


نصائح للوقاية من الإصابة بالصُداع المُستمر

يُمكن اتبّاع عدّة نصائح لتجنّب الإصابة في الصّداع المُزمن الذي قد يستمر لفترة من الزّمن، ومن هذه النّصائح ما يأتي:[١]

  • تجنّب مُحفّزات الصّداع: قد تُساعد معرفة التفاصيل المُختلفة عند الإصابة بالصّداع كوقت الإصابة، وكيفيّة الإصابة به، وفترة استمراره تجنّب تكراره مرّة أُخرى بالابتعاد عن المُحفّزات التي سبّبته.
  • تجنّب الإفراط في استخدام أدوية الصّداع، إذ يُمكن أن يتسبّب ذلك بزيادة شدّة الصّداع وزيادة نسبة تِكراره وذلك في حال الاعتماد على هذه الأدوية بمعدّل يزيد عن مرّتين أُسبوعيًّا، لِذا لا بُدّ من استشارة الطّبيب لتجنّب الأعراض الجانبيّة التي قد تزيد الأمر سُوءًا.
  • أخذ قسط وافر من النّوم، إذ يبلغ عدد السّاعات التي يحتاجها الشّخص البالِغ من النّوم بين سبع ساعات إلى ثمان ساعات يوميًّا.
  • الاعتماد على وجبات غذائيّة صحيّة وبانتظام يُساعد في الوِقاية من الشُعور بالصّداع، إضافةً إلى تجنّب الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، إذ يُمكن أن تُحسّن النشاطات الهوائيّة الجسديّة كالمَشي والسّباحة من الصحّة العقليّة والجسديّة أيضًا إذ تقلل من التوتُر.
  • تقليل الشُعور بالتوتر، إذ يعدّ التوتر أحَد العوامل الرئيسيّة لِلإصابة بالصّداع المُزمن، ويجب الابتعاد عن كُل مُسبّباته ومحاولة تنظيم الأعمال من خلال اتبّاع جدول مُعيّن والمحافظة على الشُعور الإيجابي في مُعظم الأوقات، بالإضافة إلى تجربة تقنيات الاسترخاء كاليوغا والتأمل.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2018-2-14), "Chronic daily headaches"، mayoclinic, Retrieved 2019-1-4. Edited.
  2. "Chronic Daily Headache: An Overview", americanmigrainefoundation., Retrieved 21/4/2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Jill Seladi-Schulman (29-11-2018), "Having Constant Headaches? What You Need to Know"، www.healthline.com, Retrieved 14-8-2019. Edited.
5207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×