اسباب الغيبوبة

كتابة:
اسباب الغيبوبة

الغيبوبة

تعدّ الغيبوبة حالة من فقدان الوعي لمدة طويلة، وهي حالة طبية طارئة تحتاج لتدخل سريع للحفاظ على حياة الشخص وضمان الحفاظ على وظائف الدماغ، وعادةً ما يطلب الطبيب العديد من الفحوصات مثل؛ فحوصات الدم، والتصوير الطبقي المحوري للدماغ؛ لتحديد سبب الغيبوبة، والعلاج المناسب لها.[١]

ويكون الشخص خلال الغيبوبة على قيد الحياة، إلّا أنّه لا يسطيع الاستيقاظ، ولا الحركة أو الاستجابة للمحفزات الخارجية، وقد تحدث الغيبوبة كمضاعفات لحالة صحيّة أساسية، أو كنتيجة للإصابات، مثل؛ إصابة الدماغ، ونادرًا ما تستمر الغيبوبة لأكثر من أسبوعين إلى أربع أسابيع، وتعتمد نتيجة الغيبوبة على سبب حدوثها وموقع التضرر في الدماغ، وقد يستيقظ الأشخاص من الغيبوبة يعانون من مشكلات جسدية وفكرية ونفسية، قد يبقى بعض الأشخاص في غيبوبة لسنوات أو حتى عقود، وبالنسبة لهؤلاء الأشخاص، فإن السبب الأكثر شيوعًا للوفاة هو العدوى، مثل التهاب الرئة.[٢]  

أسباب الغيبوبة

تحدث الغيبوبة نتيجة لإصابات الدماغ، ويمكن أن تكون إصابة الدماغ ناتجة عن زيادة الضغط أو النزيف أو نقص الأكسجين أو تراكم السموم، ويمكن أن تكون هذه الإصابات مؤقت ويمكن علاجها، ويمكن أن تكون دائمة، ترتبط أكثر من نصف حالات الغيبوبة بصدمات في الرأس أو اضطرابات في الجهاز الدوراني للدماغ، ومن أسباب الغيبوبة ما يأتي:[٣][٤]

  • تغير مستويات السكر في الدم: فعند مرضى السكري عندما يرتفع مستوى سكر الدم كثيرًا خلال نوبات ارتفاع السكر أو على العكس عند انخفاض مستوى السكر خلال نوبات انخفاض السكر قد يدخل المصاب في الغيبوبة، ويُعدّ هذا السبب من أسباب الغيبوبة التي يمكن عكسها، وذلك من خلال تصحيح نسبة السكر في الدم.
  • نقص الأوكسجين: الأوكسجين ضروري ليقوم الدماغ بأداء وظائفه بطريقة سليمة، ونقصه يؤثر سلبًا على الدماغ، فالأشخاص الذين يتم إنقاذهم من الغرق أو هؤلاء الذين يتم إنقاذهم بعدالتعرض للجلطات القلبية لا يستيقظون نتيجة نقص وصول الأوكجسين إلى الدماغ، مما يدخلهم في الغيبوبة.
  • الالتهابات: فالالتهابات التي تحدث في الدماغ مثل؛ السحايا، والتهاب القناة الشوكية الشديدة تؤدي إلى حدوث ضرر في الدماغ أو الدخول في غيبوبة.
  • السكتة الدماغية: وهي الحالة الناتجة عن تكون خثرة دموية في الشرايين أو حدوث تمزق في الأوعية الدموية في الدماغ الذي يؤدي لخلل في تدفق الدم إلى الدماغ، وتؤدي لدخول المريض في غيبوبة.
  • السموم وتناول الجرعات الزائدة من الأدوية: تتراكم السموم في الجسم في حال كان غير قادر على التخلص منها؛ إذ تتراكم الأمونيا في حالات الإصابة بأمراض الكبد، ويتراكم ثاني أكسيد الكربون الناجم عن نوبة ربو حادة، أو تتراكم اليوريا الناجمة عن الفشل الكلوي، وهذه المواد جميعها قد تؤدي إلى تضرر في خلايا الدماغ مما يؤدي إلى الغيبوبة، كما أن كل من الكحول وبعض الأدوية قد تعطل عمل الخلايا العصبية في الدماغ.
  • إصابات الرأس الشديدة: يمكن أن تسبب إصابات الرأس تورم أو نزيف في الدماغ، وفي حال حدوث التورم في الدماغ، فإن ذلك يدفع الدماغ إلى منطقة جذع الدماغ، ممّا يُؤدي إلى تلف في الأنظمة العصبية في الدماغ.
  • أورام الدماغ سواء الحميدة أو السرطانية: إذ قد تتسبب الأورام في حدوث انتفاخ أو نزيف أو التهاب في الدماغ، ممّا قد يؤدي إلى دخول المريض في الغيبوبة.[٥]
  • مرض الصرع: إن حدوث نوبة صرع واحدة نادرًا ما تؤدي إلى الغيبوبة، إلّا أنّ النوبات المستمرة، قد تساهم في ذلك، فالنوبات المتكررة يمكن أن تمنع الدماغ من التعافي بين النوبات، ممّا يسبب فقدان الوعي لفترات طويلة والغيبوبة.
  • التورم: يمكن للتورم الذي يحدث في أنسجة الدماغ أن يتسبب في دخول المريض في الغيبوبة، وقد يحدث هذا التورم بسبب نقص الأكسجين أو عدم التوازن بالكهرباء أو الهرمونات.
  • النزيف:قد يسبب النزيف في طبقات الدماغ الغيبوبة، وذلك بسبب التورم والضغط على الجانب المصاب من الدماغ، فيؤدي الضغط إلى تحريك الدماغ، ممّا يؤدي إلى تلف جذع الدماغ، وقد يحدث النزيف بسبب ارتفاع ضغط الدم، وتمدد الأوعية الدموية الدماغية، والأورام.

 

أعراض الغيبوبة

إنّ الشخص الذي يدخل في غيبوبة يكون فاقدًا للوعي، ولا يستجيب للأصوات أو أيّ نوع من المحفزات الخارجية، ولا يمكن إيقاظ الشخص من الغيبوبة،[٦] ومن الأعراض التي تدل على الغيبوبة ما يأتي:[٧][٨]

  • إغلاق العينين.
  • توتر في ردود فعل الدماغ مثل؛ عدم استجابة بؤبؤ العين للضوء.
  • عدم وجود استجابة في الأطراف
  • عدم الاستجابة للألم ما عدا ردود الأفعال التلقائية.
  • عدم انتظام التنفس.
  • قد يكون الجسم في وضعية غير طبيعية.
  • يبدو الشخص كأنّه نائم.


مضاعفات الغيبوبة

على الرغم من أنّ معظم المصابين يتعافون تدريجيًا من الغيبوبة؛ إلا أنّ البعض الآخر يدخل في مرحلة الغيبوبة العميقة أو الموت، وبعض الأشخاص بعد أن يتعافوا من الغيبوبة يحدث لديهم عطل بسيط أو كبير في قدرة وظائف الجسم المختلفة.

وتتضمن المضاعفات التي تحدث خلال الغيبوبة ما يأتي:[٩][٨]

  • تقرحات الضغط، ناتج عن النوم على السرير
  • التهابات المثانة
  • تخثر الدم في القدم
  • العدوى
  • التهاب الرئة
  • قصر طول العضلات وتشوهات في الجسم

 

علاج الغيبوبة

يقوم الطبيب بالبداية بالتأكد من أنّ المجاري التنفسية عند الشخص مفتوحة وأنّ دورة التنفس تسير بطريقة طبيعية، ويقوم الطبيب بإعطاء الغلوكوز أو المضادات الحيوية عن طريق الوريد حتى قبل ظهور نتائج تحليل الدم في حالات صدمة السكري أو الالتهابات التي تصيب الدماغ، ويختلف العلاج باختلاف المسبب للغيبوبة؛ إذ توجد بعض التقنيات والأدوية التي تستخدم لتخفيف الضغط على الدماغ بسبب انتفاخ الدماغ.

إذا كانت الغيبوبة ناتجة عن استخدام جرعات عالية من الأدوية، فيقوم الطبيب بإعطاء الأدوية اللازمة لعلاج هذه الحالة، وإذا كانت الغيبوبة ناتجة عن مرض الصرع، يقوم الطبيب بإعطاء الأدوية التي تسيطر على الصرع.

وفي كثير من الحالات قد تكون الغيبوبة بسيطة ويشفى منها المصاب ويعود لممارسة الحياة الطبيعية، أمّا إذا حدث ضرر كبير في الدماغ فقد يعاني المريض عندها من صعوبات في ممارسة الكثير من الأنشطة، وقد يفقد القدرة على الحركة أو المشي أو التحدث أو النظر.[٩]


الفحوصات التي يقوم بها الطبيب في حالة الغيبوبة

لا يستطيع المصاب بالغيبوبة أن يتكلم، فيعتمد الطبيب على المعلومات المعطى من أهله، كما أنّه يبحث أيضًا عن أيّ علامات جسدية، قد تقدم معلومات حول سبب الغيبوبة، وقد يجري الطبيب بعض الفحوصات البدنية، ومنها:[١]

  • فحص ردود الافعال.
  • مراقبة أنماط التنفس.
  • التحقق من وجود علامات أو كدمات على الجلد قد تكون ناجمة عن إصابة.
  • تحديد استجابة المريض لمنبهات الألم.
  • مراقبة حجم بؤبؤ العين.

كما يجري الطبيب بعض فحوصات الدم ومن هذه الفحصات ما يأتي:[١]

  • تعداد كريات الدم.
  • نسبة الأملاح في الجسم، ووظائف الكبد، والكلى، والغدة الدرقية.
  • التسمم بغاز أول أوكسيد الكربون.
  • قياس نسبة الكحول أو الأدوية في الدم.

كما قد يقوم الطبيب بإجراء تصوير الدماغ بالتصوير الطبقي المحوري، والتصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد المناطق المتضررة من الدماغ، وذلك للبحث عن علامات نزيف الدماغ أو الأورام أو السكتة الدماغية أو النشاط الزائد للكهرباء في الدماغ، كما يُجرى تخطيط كهربية الدماغ، الذي يقيس النشاط الكهربائي داخل الدماغ.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Jacquelyn Cafasso (7-11-2016), "What Causes Coma?"، healthline, Retrieved 31-10-2019. Edited.
  2. "Coma", medlineplus,29-1-2019، Retrieved 31-10-2019. Edited.
  3. Neil Lava, MD (16-9-2018), "Coma: Types, Causes, Treatments, Prognosis"، webmd, Retrieved 31-10-2019. Edited.
  4. John P. Cunha, DO, FACOEP (15-1-2019), "Coma"، emedicinehealth, Retrieved 31-10-2019. Edited.
  5. Benjamin Wedro, MD, FACEP, FAAEM (8-11-2018), "Coma (Medical)"، medicinenet, Retrieved 31-10-2019. Edited.
  6. "What Is a Coma?", kidshealth, Retrieved 31-10-2019. Edited.
  7. Yvette Brazier (20-11-2017), "What you need to know about coma"، medicalnewstoday, Retrieved 31-10-2019. Edited.
  8. ^ أ ب "Coma", betterhealth,5-2014، Retrieved 31-10-2019. Edited.
  9. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (12-9-2018), "Coma"، mayoclinic, Retrieved 31-10-2019. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×