محتويات
دوالي الخصية
كيس الصفن هو الكيس الجلدي الذي يوجد خارج الجسم خلف القضيب، ويحمل الخصيتين، ويحتوي على الشرايين والأوردة المسؤولة عن تروية الغدد التناسلية، وحدوث توسّع وتضخم في الأوردة التي تقع داخل كيس الصفن، وهو ما يُشار إليه بدوالي الخصية، التي تشبه إلى حدّ كبير دوالي الساقين التي تصيب أوردتهما.
تُؤثر دوالي الخصية في تصنيع الحيوانات المنوية، وجودتها؛ لذا قد تُسبب في النهاية إصابة المريض بالعقم وأحيانًا ضمور الخصية، كما تعدّ دوالي الخصية حالة شائعة تصيب 15% من الذكور، كما أنّ احتمال إصابة المراهقين بها تصل إلى 20% أيضًا، وفي العموم، دوالي الخصية تصيب الذكور بعد سنّ البلوغ بين الخامسة عشر والخامسة والعشرين عامًا، وتشيع الإصابة في الجانب الأيسر من كيس الصفن أكثر من الجانب الأيمن؛ ذلك لاختلاف تشريح الأول عن الثاني، وظهور الدوالي في كلا الجانبين معًا أمر نادر.[١]
أسباب دوالي الخصية
في جانبَي كيس الصفن يوجد الحبل المنوي الذي يحمل كل خصية، ويحتوي على الأوردة، والشرايين، والأعصاب التي تدعم وتُغذّي الخصيتين، ففي الأوردة السليمة توجد صمامات أحادية الاتجاه تُعيد الدم من الخصيتين إلى كيس الصفن لإرساله إلى القلب، لكن في بعض الأحيان تتلف تلك الصمامات فلا يتحرك الدم كما ينبغي ويبدأ في التجمع والتراكم في الوريد، ممّا يتسبب في توسعه وتضخمه، ويجدر بالذكر أنّه لا توجد عوامل خطر محددة لإصابة الذكور بهذه المشكلة، والسبب الدقيق غير واضح تمامًا، وهي مرض يتطور ببطء مع مرور الوقت.[٢][٣]
أعراض دوالي الخصية
يوجد مجموعة من الأعراض التي تظهر عند الإصابة بدوالي الخصيتين، وتتضمن ما يأتي:[٤]
- في حال تسبب دوالي الخصية الألم للشخص المصاب به مع أنه من النّادر حدوث ذلك، من المحتمل أن يكون هذا الألم كالتّالي:
- يشتدّ عند الوقوف، أو أثناء ممارسة مجهود بدني.
- يتراوح الألم من حاد إلى قليل.
- يقلّ الألم عند الاستلقاء على الظهر.
- يزداد سوءًا مع مرور اليوم.
- غالبًا لا يُلاحظ الشخص وجود دوالي الخصية لكن قد يلاحظها الطّبيب أثناء إجرائه الفحص الطبي، لكن يوجد العديد من الأعراض التي يجب إخبار الطبيب بها في حال ملاحظتها، ومن ذلك:
- تغيّر في حجم الخصيتين، أو شكلهما، أو مظهرهما.
- ظهور كتلٍ أو نتوءات.
- وجود مشكلات في الخصوبة.
- تورّم في كيس الصّفن.
- تضخّم الأوردة غير الطّبيعي، أو التوائها.
مضاعفات دوالي الخصية
لهذه الحالة تأثير في خصوبة المصاب، فقد أثبتت الدراسات أنّ 35%-44% من الرجال الذين يعانون من العقم الأولي، و45%-81% من الرجال ممن يعانون من العقم الثانوي لديهم دوالي الخصية؛ إذ يُستخدم مصطلح العقم الأولي للإشارة إلى الأزواج الذين لم يتمكّنوا من الحمل أبدًا بعد سنة واحدة على الأقلّ من المحاولة، بينما يصف العقم الثانوي الأزواج الذين لديهم حالة حمل واحدة سابقة ولم يتمكنوا من تحقيقها مرة أخرى.[١]
يُعزى تأثير الدوالي في الخصوبة إلى أنّها تؤثر في درجة حرارة الخصيتين وتُسبب ارتفاعها؛ ممّا يُؤثر في تصنيع ووظيفة وحركة الحيوانات المنوية، ومن المضاعفات الأخرى الشائعة التي قد تُصاحب دوالي الخصية هي انكماش أو ضمور الخصية، ولا يُعرف الأطباء سبب حدوث ذلك بالتحديد، إلّا أنّهم يعتقدون أنّ زيادة الضغط داخل الأوردة، وتراكم الفضلات في الدم الموجود بها يدمّران الخصية مع مرور الوقت، ويُسببان ضمورها.[٢]
تشخيص دوالي الخصية
يُشخّص الطبيب دوالي الخصية عن طريق الفحص البدني، الذي يشمل فحص الخصيتين بالنظر واللمس أثناء الوقوف والاستلقاء، وتُقسّم دوالي الخصية ثلاث درجات طبقًا لحدتها، وهي:[٥]
- الدرجة الأولى؛ هي أصغر درجات الدوالي وغير ظاهرة، لكن يستطيع الطبيب تحسسها خلال مناورة فالسالفا، هي تقنية تنفس محددة تُستخدم في تشخيص بعض الاضطرابات، وتجرى عن طريق غلق الأنف باليد وغلق الفم ثم الزفير كأن المريض ينفخ بالونًا، ثم الضغط لأسفل، والاستمرار على ذلك لمدة 10-15 ثانية.[٦]
- الدرجة الثانية؛ هي أيضًا غير ظاهرة لكن يستطيع الطبيب تحسسها دون الحاجة إلى مناورة فالسالفا.
- الدرجة الثالثة؛ إذ إنّها الدرجة الأخيرة التي تصبح فيها الدوالي ظاهرة وتسهل رؤيتها، ويستعين الطبيب في تصوير كيس الصفن بالموجات فوق الصوتية لتشخيص الدوالي، الذي يساعد في قياس حجم الأوردة في كيس الصفن، وأخذ صورة مفصلة ودقيقة لها. وتُستخدم هذه الموجات لاستبعاد أسباب الدوالي الأخرى، مثل؛ أورام الحبل المنوي، كما قد يلجأ الطبيب إلى تحليل السائل المنوي، واختبار مستوى الهرمونات في الدم، مثل؛ هرمون FSH، وهرمون التستوستيرون إذا شك في اختلال وظائف الخصية.[٥]
علاج دوالي الخصية
لا تحتاج حالات كثيرة من دوالي الخصية إلى العلاج، فالعديد من المرضى لا يعانون من أي مشكلات في الخصوبة ويستطيعون الإنجاب، لكن في حالة الشعور بألم أو تأثر الخصوبة يصبح العلاج ضروريًا لإصلاح الدوالي، وهو إجراء طبي ينطوي على غلق الأوردة المصابة ونقل تدفق الدم من هذه الأوردة المصابة إلى أوردة سليمة، الذي يُجرى بواحدة من الطريقتين التاليتين:[٢]
- الطريقة الأول؛ هي الإجراء القطعي أو الجراحي، الذي فيه تُقطَع أو تُغلَق الأوردة المتضخمة بعملية جراحية يُجريها طبيب المسالك البولية المختص إمّا باستخدام الجراحة المفتوحة أو المنظار؛ فجراحة دوالي الخصية آمنة إلى حدّ كبير، إلّا أنّه قد تصاحبها بعض المخاطر، مثل؛ تعرض الأوردة للقطع، وحدوث مزيد من ضمور الخصية، والعدوى، وظهور الكدمات، والتورم، وتراكم السوائل في هذه المنطقة، وألم البطن، وفي حالات نادرة جدًا، قد تتكوّن جلطة في الوريد الكلوي؛ مما قد يضرّ بالكلى ويتطلب التدخل الجراحي لإزالة هذه الجلطة، وفي بعض الحالات تتضخم الأوردة السليمة التي نقل إليها الطبيب تدفق الدم ممّا يتطلب العلاج لاحقًا.[٥]
- الطريقة الثانية؛ هي الإجراء اللا قطعي أو غير الجراحي وتُعرَف بالإصمام عبر الجلد، الذي يُدخَل فيه بالون في الأوردة المصابة بهدف إغلاقها/ ويستطيع المصاب العودة إلى منزله بعد الجراحة بيومين، لكن يجب الالتزام بالراحة وعدم ممارسة مجهود لمدة أسبوعين، وبعد الإصمام يشفى المريض سريعًا مقارنةً بالجراحة لكن يجب أيضًا أن يمتنع عن ممارسة المجهود بعدها لمدة يومين على الأقل، وفرص عودة الإصابة مرة أخرى بعد الإصمام عالية، لكنّها ما تزال خيارًا أفضل في بعض الحالات، إذا كان المريض يعاني من مشكلات في الخصوبة قبل الجراحة يُجري الطبيب تحاليل الخصوبة بعد الجراحة بثلاثة إلى أربعة أشهر؛ إذ إنّها المدة الكافية اللازمة لتصنيع حيوانات منوية جديدة، ويشعر بتحسن بعد ستة أشهر حتى عام في العادة، والجراحة وسيلة فعّالة لعلاج العقم؛ إذ تُجدي نفعًا مع أكثر من نصف الرجال الذين يُجرونها.[٧]
المراجع
- ^ أ ب Jaime Herndon,Brian Wu (2017-9-6), "Varicocele"، www.healthline.com, Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2017-12-27), "Varicocele"، www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ↑ "What is a Varicocele?", urology.ucla.edu, Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ↑ Tim Newman , "What is a varicocele and should I worry about it?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17/3/2019. Edited.
- ^ أ ب ت Tim Newman (2018-1-9), "What is a varicocele and should I worry about it?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ↑ James Roland (2019-7-10), "What Are Valsalva Maneuvers, and Are They Safe?"، www.healthline.com, Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ↑ Arefa Cassoobhoy (2017-12-1), "What Is a Varicocele?"، www.webmd.com, Retrieved 2019-11-1. Edited.