محتويات
زغللة العين والصداع
نواجه في حياتنا اليومية العديد من المشكلات والأعراض التي غالبًا ما نتغلب عليها باتباع بعض السلوكيات والنصائح المنزليَّة، كالصداع الذي يُصيب كامل الرأس أو جزءًا منه، ولكنْ، قد تُثير العديد من الأعراض مخاوفنا بشأن أسباب حدوثها، خاصةً عندما تظهر مصحوبة بأعراض أخرى في الوقت ذاته، وهو ما يحدث في حالة الإصابة بالصداع وزغللة العين، سواءً في إحدى العينين أو في كلتيهما.
فالعديد من الإصابات والحالات الصحية قد تكون سببًا في ظهور هاتين المشكلتين معًا، منها ما يعرف بالشقيقة العينية أو الصداع النصفي الشبكي (Retinal migraine)، والتي تعدّ مشكلة صحيّة منفصلة بحدّ ذاتها، ومُختلفة عن صداع الشقيقة أو الصداع النصفي، الذي يمكن اعتباره أيضًا أحد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث زغللة العين والرؤية الضبابية إلى جانب الصداع. لذا سنوضح في هذا المقال مجموعة من الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور هذين العرضين معًا، وكيفيّة تشخيص الطبيب للمشكلة وتحديد أسباب حدوثها.[١][٢][٣]
اسباب زغللة العين والصداع
يوجد العديد من الأسباب، التي قد تؤدي إلى حدوث الصداع وزغللة العين في الوقت ذاته، وهي غير محصورة بالأسباب المذكورة هنا في هذا المقال، وبكل الأحوال، يُعدّ الطبيب الشخص المخوّل بتشخيص سبب ظهور هذه الأعراض، وكيفيَّة التعامل معها. ونذكر في الآتي مجموعة من أبرز أسباب الصداع وزغللة العينين:
الشقيقة العينية أو الصداع النصفي الشبكي
يصنَّف الصداع النصفي الشبكي (Retinal migraine) ضمن أمراض ومشكلات العين التي تظهر على صورة نوبات قصيرة من العمى أو مشكلات الإبصار في إحدى العينين، مثل زغللة العين، ورؤية ومضات الضوء، إلى جانب الصداع الذي يحدث قبل أو خلال أو بعد انتهاء النوبة، ويجدر الذكر بأنَّ هذه النوبات تتكرَّر بصورة مختلفة من شخص لآخر، ولكنَّها غالبًا لا تلحق الأذى بالمُصاب، وكما بينّا سابقًا، فهي حالة مختلفة عن صداع الشقيقة، وغير مرتبطة بها.[٢]
وفي الحقيقة، تحدث مشكلة الصداع النصفي الشبكي نتيجة تضيق الأوعية الدموية في العين بصورة مفاجئة، فيقل تدفق الدم خلالها، وربما يكون لبعض العوامل دورًا في تحفيز حدوث هذه الحالة بما في ذلك:[٢]
- ارتفاع ضغط الدم
- التوتر
- التدخين
- الانحناء
- انخفاض سكر الدم
- التواجد على المرتفعات
- ممارسة التمارين الرياضية
- تناول حبوب منع الحمل
- الإصابة بالجفاف
الشقيقة أو الصداع النصفي
يعدّ الصداع النصفي (Migraine) واحدًا من أنواع الصداع الذي يظهر على صورة نوبات من الألم الشديد النابض أو الخافق، غالبًا في أحد جانبي الرأس، وفي بعض الأحيان يُصاحبه الشعور بالغثيان، والتقيؤ، والحساسية للأصوات، وربما غيرها من الأعراض التي تتعلق بالجهاز العصبي، والتي غالبًا ما تؤثر في الإبصار، وتستمر مدّة تتراوح بين 20-60 دقيقة تقريبًا، وقد تستمر لأكثر من ذلك، كما يمكن أن يعاني المصاب بنوبة الشقيقة أحيانًا من تغيرات الرؤية، وظهور الومضات أو البقع في مجال الإبصار، أو فقدان البصر، أو زيادة الحساسية للضوء. [٣]
أسباب أخرى
إلى جانب ما سبق، يوجد مجموعة من المشكلات الأخرى التي قد تكون السبب في حدوث الصداع وزغللة العين، وفي الآتي عددًا منها:[٤][١]
- انخفاض سكري الدم: يحدث انخفاض السكر عندما يسجل مستوى سكر الجلوكوز في الدم قراءة أقلّ من 70 ملغرام/دسل، وقد تظهر على الشخص أعراض مختلفة عندما يعاني الدماغ نقصًا في كمية الجلوكوز التي تصله؛ كالصداع وزغللة في العين، وربما كثرة التعرق، والشعور بالقلق، والدوخة، والهياج، والارتباك، وشحوب البشرة، وفقدان طاقة الجسم، والضعف الجسدي، والخدر أو التنميل في اليدين أو الرجلين، وغيرها من الأعراض الأخرى.
- الجلطة الدماغية: والتي تحدث في حالة تكوّن خثرة دموية في أوعية الدماغ، أو تمزّق الأوعية الدموية فيه، وقد يُصاحب الجلطة الدماغية حدوث زغللة في إحدى العينين أو كلتيهما، وحدوث صداع شديد ومفاجيء، وربما ظهور أعراض أخرى، كالارتباك، وصعوبة المشي، وعدم القدرة على الكلام، والدوخة، والشعور بالتنميل أو الضعف في الذراع أو الساق، أو الوجه، وغيرها من الأعراض التي تتطلب إسعاف المُصاب فورًا لتلقي العلاج.
- إصابة الدماغ الرضية (TBI): كالارتجاج، وكسور الجمجمة الناجمة عن الحوادث، أو السقوط، أو بعض الرياضات، وتُعدّ إصابات الدماغ الرضية واحدة من إصابات الرأس التي قد تكون السَّبب وراء إلحاق الضرر في الدماغ، وظهور أعراض تتراوح بين الخفيفة إلى الشديدة، كالصداع وزغللة العين، والدوخة، والارتباك، وطنين الأذن، وتغيرات المزاج، وفقدان الوعي، والغيبوبة، وغيرها.
- التسمم بأول أكسيد الكربون: يُعدّ غاز أول أكسيد الكربون من الغازات السَّامة عديمة الرائحة واللون، الناتجة عن احتراق الوقود، والخشب، والتي يسبب استنشاقها بكميات كبيرة حدوث تسمم يظهر على صورة صداع وزغللة في العين، وربما أعراض أخرى: كالغثيان، والتقيؤ، والتعب، والضعف الجسدي، والارتباك، وفقدان الوعي، وغيرها، ويعدّ التسمم بأول أكسيد الكربون من الحالات الطارئة التي تستدعي طب الرعاية الطبية فورًا.
- تغيرات ضغط الدم: قد يكون الارتفاع أو الانخفاض في ضغط الدم سببًا في حدوث الصداع وزغللة الرؤية.
- حالات صحيّة أخرى: كالتهاب الشريان الصدغي (Temporal arteritis)، وتكوّن الورم الكاذب المخي (Pseudotumor cerebri).
تشخيص الحالات المسببة لزغللة العين والصداع
عند زيارة الطبيب لتشخيص سبب ظهور أعراض الصداع وزغللة العين، فإنَّه يتبع في ذلك مجموعة من الخطوات، نذكر في الآتي بعض الأمثلة عليها:[١]
- أخذ التاريخ الطبي للمُصاب.
- إجراء الفحص الجسدي، ويتضمن ذلك الفحوصات العصبية.
- إجراء تصوير بواسطة الأشعة السينية.
- تحليل الدم.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan).
- التصوير الوعائي الدماغي (Cerebral angiography).
- تخطيط صدى القلب (Echocardiography).
- فحص دوبلر للشريان السباتي (Carotid duplex scan).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- تخطيط كهربية الدماغ (Electroencephalography).
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يتوجب على الشخص مراجعة الطبيب في بعض حالات الصداع وزغللة العين، وفي الآتي مجموعة من أبرز هذه الحالات:[٤]
- الشك في الإصابة بالشقيقة للمرّة الأولى، فمن الضروري مراجعة الطبيب لتشخيص المشكلة، وتحديد طرق علاجها وكيفية الوقاية منها.
- الإصابة بالحالات المتوسطة إلى الشديدة من انخفاض سكر الدم.
- ظهور أعراض وعلامات الإصابة بالسكتة الدماغية، والتي تستدعي طلب الإسعاف فورًا، كتدلي الوجه، وضعف الذراع، وصعوبة الكلام.
- ظهور الصداع وزغللة العين كواحدة من علامات وأعراض التعرض لإصابات الدماغ الرضيّة، كما أنَّ تفاقم هذه الأعراض مع الوقت قد يستدعي طلب الرعاية الطبية العاجلة.
- الإصابة بالصداع وزغللة العين وأعراض شبيهة بالإنفلونزا، والتي تحدث جرَّاء الإصابة بتسمم أول أكسيد الكربون.
المراجع
- ^ أ ب ت Adrienne Santos-Longhurst (4/2/2019), "Blurred Vision and Headache: What Causes Them Both?", healthline, Retrieved 16/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Retinal migraine", nhs, Retrieved 16/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Migraine"، mayoclinic، Retrieved 16/12/2020. Edited.
- ^ أ ب Jennifer Huizen (3/3/2019), "What causes blurred vision and a headache?", medicalnewstoday, Retrieved 16/12/2020. Edited.