محتويات
العطش
يعدّ العطش طريقة الجسم في التعبير عن حاجته إلى الماء؛ إذ يحدث عندما ينخفض مستوى الماء عن الحد الذي يحتاجه للعمل جيّدًا، ومن الطبيعي أن يشعر الشخص بالعطش في الجو الحار وبعد ممارسة التمارين المكثفة، كما يمكن الشعور به في أي حالة يحدث فيها فقدان للماء، لكن إذا كان العطش مفرطًا ومبالغًا به حيث يحتاج الشخص إلى شرب الماء أكثر من المعتاد بكثير فإن ذلك قد يشير إلى وجود مشكلة صحية تحتاج إلى مراجعة الطبيب، ولعل من أبرز أسبابه مرض السكري.[١]
أسباب شرب الماء بكثرة
يمكن أن يحدث العطش الشديد ببساطة بسبب عدم شرب كمية كافية من الماء بعد فقدان الكثير من السوائل، كما في حالة التعرق الشديد، أو شرب سوائل معينة، مثل: القهوة، أو الشاي الأخضر، والأسود، إذ تؤدي إلى إدرار البول، فيسعى الجسم إلى استبدال السوائل المفقودة، كما أنّ الجفاف وعدم شرب كمية كافية من الماء لفترة طويلة سبب شائع للعطش الشديد،[٢] بالإضافة إلى عدد من الأسباب الأخرى، ومنها ما يأتي:
- تناول طعام حارّ أو مالح: إذ يلاحظ البعض زيادة الحاجة إلى شرب الماء بعد تناول بعض أنواع الأطعمة التي تحتوي على كمية عالية من الملح أو الأطعمة الحارة.[٣]
- مرض السكري: عند الأشخاص الأصحاء يساعد هرمون الأنسولين في إدخال السكر الموجود في الدم إلى الخلايا، ليتم حرقه واستخدامه لإنتاج طاقة يستخدمها الجسم في الأنشطة والعمليات المختلفة، وفي حالة الإصابة بمرض السكري يكون مستوى الأنسولين في الدم منخفضًا جدًا أو غير موجود، أو تكون استجابة الخلايا له قليلةً، مما يؤدي إلى تعطل عملية إدخال السكر إلى الخلايا، بالتالي ارتفاع مستوى السكر في الدم، وهذا يؤدي إلى زيادة إنتاج البول في الكلية وزيادة فقدان السوائل من الجسم، فتزداد حاجة الشخص إلى شرب الماء، ومن الأعراض الأخرى التي تظهر على مريض السكري الجوع الشديد، والتغير في الوزن، ومشكلات في النظر، وتنميل في الأطراف.[٣]
- مرض السكري الكاذب: (Diabetes insipidus) هو حالة صحية نادرة تختلف تمامًا عن مرض السكري، ولها أنواع مختلفة تتعلق بوجود خلل في ن الهرمون المانع لإدرار البول (ADH) الذي يتحكم بكمية الماء التي تحتفظ بها الكليتان في الجسم، وسُميت بالسكري الكاذب لأنها تشترك مع مرض السكري في بعض الأعراض، وهي: زيادة الحاجة إلى التبول، وزيادة الحاجة إلى شرب الماء، والسبب الرئيس لهذه الحالة هو نقص إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول، أو عدم استجابة خلايا الكلية لهذا الهرمون، مما يؤدي إلى زيادة إدرار البول، بالتالي نقص سوائل الجسم وزيادة الحاجة إلى شرب الماء.[٣]
- بعض المشكلات النفسية: قد يرجع سبب شرب الماء بكثرة إلى مشكلات نفسية، إذ يعاني الشخص من حاجة ملحة إلى الماء كما لو أنّه يعاني من الجفاف الحاد حتى لو لم يكن كذلك، وعادةً ما يتم تشخيص هذا السبب بعد استثناء الأسباب الأخرى للعطش. وتحدث هذه المشكلة عند بعض مرضى الفصام والاكتئاب، كما أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تزيد العطش.[٣]
- بعض الأدوية: مثل مدرات البول والكورتيكوستيرويدات، إذ توجد لهذه الأدوية آثار جانبية كالعطش الشديد طيلة فترة العلاج.[٢]
- جفاف الفم: يسبب الشعور بجفاف شديد في الفم العطش، وعادةً ما يحدث ذلك نتيجة انخفاض إنتاج الغدد اللعابية في الفم للعاب، وذلك بسبب استخدام بعض الأدوية، أو بعض حالات السرطان، أو متلازمة شوغرن، أو تلف الأعصاب في الرأس والرقبة، أو استخدام التبغ.[١]
- فقر الدم: يعني فقر الدم أن الجسم ليس لديه ما يكفي من خلايا الدم الحمراء الصحية، إذ يولد بعض الأشخاص مع هذا المرض، في حين أنّ آخرين يصابون به في وقت لاحق من الحياة، كما يوجد الكثير من العوامل التي يمكن أن تسبب الإصابة به، بما في ذلك الأمراض، أو سوء التغذية، أو النزيف الشديد، ومن المحتمل أن يؤدي فقر الدم الشديد إلى الشعور بالعطش بالإضافة إلى أعراض أخرى، مثل: الدوخة، والتعرق، والنبض السريع، والشعور بالتعب العام، والإعياء، و شحوب في البشرة.[١]
مضاعفات شرب الماء بكثرة
شرب الكثير من الماء يمكن أن يخل بتوازن الكيمياء في الجسم، فعادةً ما يتخلص الجسم من الماء الزائد عن طريق التبول، لكن عندما لا يستطيع مواكبة الزيادة في الماء فإنّ ذلك يؤدي إلى تخفيف الدم، والتقليل من تركيز العناصر المهمة الموجودة فيه، ومنها الصوديوم، وفي هذه الحالة يمكن أن يلحق الضرر بأجهزة الجسم والعظام، ويمكن أن يسبب أيضًا الصداع، أو الغثيان، أو التشنجات، أو ردود الفعل البطيئة، أو الكلام غير الواضح، أو انخفاض طاقة الجسم، أو الارتباك، أو نوبات الصرع. وكلما انخفض مستوى الصوديوم في الجسم تزداد الأعراض، وقد تصل إلى دخول المصاب في غيبوبة ثم الوفاة، لذا يتوجب على أي شخص يعاني من العطش الشديد لبضعة أيام بالإضافة إلى أحد تلك الأعراض مراجعة الطبيب فورًا.[٤]
علاج شرب الماء بكثرة
يعتمد علاج شرب الماء بكثرة على السبب الرئيس المؤدي إلى ذلك، بالنسبة لمرض السكري فإن الهدف هو إعادة مستويات السكر في الدم إلى الحد الطبيعي، وأفضل طريقة لتثبيت مستويات السكر هي اتباع نصيحة الطبيب في ما يتعلق بالتمارين وتخطيط الوجبات الغذائية والأدوية. أما في حالة السكري الكاذب فعادةً ما يُصرَف دواء دزموبريسين-desmopressin، وهو دواء يؤدي وظيفة الهرمون المانع لإدرار البول، مما يقلل من الحاجة إلى شرب كمية كبيرة من الماء. وفي حالة العطش النفسي فتُقدّم المشورة لمساعدة المريض على التغلب على الحاجة الملحة إلى شرب كميات كبيرة من السوائل غير الضرورية، بالإضافة إلى العلاج السلوكي والأدوية. أما في حالة كان سبب العطش بعض الأدوية فقد يُغير الطبيب الدواء أو الجرعة.[٣]
الكمية التي يجب شربها من الماء
يفقد الجسم الماء من خلال التنفس والعرق والبول وحركة الأمعاء كل يوم، ولكي يعمل الجسم بطريقة صحيحة يجب استهلاك المشروبات والأطعمة التي تحتوي على الماء؛ إذ تعتمد كمية المياه التي يحتاجها الشخص على مدى صحته ونشاطه وممارسته للتمارين الرياضية ومكان إقامته، فلا توجد كمية واحدة تناسب الجميع، إلا أنّه عمومًا حُدِّدت الكمية الكافية عند الرجال بحوالي 15.5 كوبًا؛ أي ما يعادل 3.7 لتر، أما بالنسبة لنساء فكانت الكمية 11.5 كوبًا؛ أي ما يعادل 2.7 لتر.[٥]
فوائد شرب الماء
تعد المحافظة على الماء أمرًا بالغ الأهمية للصحة، لكن الكثير من الأشخاص لا يشربون ما يكفي من السوائل يوميًا، فنسبة الماء في الجسم حوالي 60% من الوزن،[٦] وتكمن أهمية شرب كمية كافية من الماء في ما يأتي:[٧]
- يُساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم، وتؤدي عملية التعرق أثناء ممارسة نشاط جسمي إلى تبريد الجسم.
- يمنع الإصابة بالإمساك، فهو يُساعد في أداء حركة الأمعاء.
- يُساعد في هضم الطعام، إذ يُؤدي شرب الماء قبل الوجبة وخلالها إلى تحطيم الطعام المُتناول بسهولة أكبر.
- يساعد في تليين المفاصل والأنسجة والحبل الشوكيّ، كما يُقلل من حالات التهاب المفاصل.
- التخلص من أمراض ومشكلات صحيّة معينة؛ مثل: التهابات مسالك البول، وحصى الكلى، وارتفاع ضغط الدم، والربو الناجم عن ممارسة الرياضة.
- تحفيز إنتاج اللعاب، إضافة إلى تكوين المخاط والإنزيمات، مما يُساعد في هضم الطعام، والمحافظة على صحة الفم.
- تُحافظ على صحة البشرة من خلال ترطيبها، ومساعدتها في تكوين الكولاجين.
- تحسين المزاج؛ لأنّ عدم تناول كميات كافية من الماء يؤدي إلى حدوث الجفاف، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالتعب والإعياء.
- يُساعد في فقدان الوزن؛ ذلك من خلال تناول الأطعمة التي تحتوي على كمية جيدة من السوائل؛ كالخضراوات والفواكه، فهي تُساعد في الشعور بالشبع، وبالتالي تُساهم في تقليل كمية السعرات الحراريّة المتناولة.
- زيادة النشاط البدني لدى الأشخاص الرياضيين، فهي تُقلل من الإجهاد التأكسدي الذي تتعرض له العضلات أثناء ممارسة الرياضة، حيث العضلات من خلال شرب الماس تعوّض فقدان الماء الناتج من عملية التعرق.
- يزيد من التركيز، ويُحافظ على استمرار أداء وظائف الدماغ، ويُقلل من فرص الإصابة بفقدان الذاكرة.
المراجع
- ^ أ ب ت Brunilda Nazario, (18-9-2017), "Why Am I Always Thirsty?"، webmed, Retrieved 22-10-2018. Edited.
- ^ أ ب Tim Jewell (11-4-2017), "Polydipsia (Excessive Thirst)"، healthline, Retrieved 22-11-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Brenda McBean (8-5-2019), "Polydipsia: Why am I always thirsty?"، medicalnewstoday, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ "What Is Polydipsia?", webmd, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ mayo clinic (6-9-2017), "Water: How much should you drink every day?"، mayoclinic, Retrieved 22-10-2018.
- ↑ James McIntosh (16-7-2018), "Fifteen benefits of drinking water"، medicalnewstoday, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ Natalie Silver (2019-3-19), "Why Is Water Important? 16 Reasons to Drink Up"، /www.healthline.com, Retrieved 2019-5-13. Edited.