محتويات
لزوجة السائل المنوي
يوجد العديد من المعايير الدالة على صحة السائل المنوي، كاللون، فلون السائل المنوي السليم إما أن يكون أبيض مائلًا إلى الرمادي أو يكون أبيض مُصفرًا، والرائحة، فرائحة السائل المنوي الطبيعي تكون قلويّةً شبيهةً برائحة المُبيّض أو الكلورين، بالإضافة إلى اللزوجة، ففي الوضع السليم يجب أن يصبح سائلًا بعد مرور 30 دقيقةً على تركه في حرارة الغرفة، وهذه النقطة تحديدًا تشكّل تحدّيًا للعديد من الرجال الذين يعانون من مشكلات في لزوجة السائل المنوي؛[١] فاللزوجة القليلة دليل على صحّة السائل المنوي، لكن أحيانًا من الممكن أن يفقد لزوجته ويكون مائيًا، وإما أن يكون لزجًا جدًا ولا يستطيع مغادرة ذكر الرجل.[٢]
يعود السبب في زيادة لزوجة السائل المنوي إلى وجود عدد كبير من الحيوانات المنويّة أو تشوّهها، ومع ذلك فقد توجد بعض الإيجابيات لهذا الأمر؛ فالسائل المنوي اللزج لا يغادر المهبل بسهولة، بالتالي احتمالية حدوث الحمل من المُرجّح أن تكون عاليةً[١].
ما هي أسباب زيادة لزوجة السائل المنوي؟
عند حدوث خلل في وظيفة البروستات أو وظيفة الحويصلات المنويّة تزداد لزوجة السائل المنوي بنسبة كبيرة، ويحدث ما يُعرف بفرط لزوجة السائل المنوي (SHV) الذي يتعارض مع القدرة على حدوث الإخصاب داخل الرحم أو مخبريًا (مثل التلقيح الصناعي)، فالسائل المنوي يتكون بصورة رئيسة من سائل يُفرَز من الغدد المساعدة المُحتوية على بروتينات تؤدي إلى تخثيره أو زيادة سيولته، ويُقدر انتشار فرط اللزوجة (SHV) بين الرجال بنسبة تتراوح بين 12-29%[٣]، وهو حالة طبيّة تتعارض مع الخصائص الفيزيائيّة والكيميائيّة للسائل المنوي، ويجب إعطاؤها المزيد من الاهتمام؛ لما لها من تأثير خطير على وظيفة الحيوانات المنويّة، إضافةً إلى ارتباطها بانخفاض حركتها، مما يمنعها من الوصول إلى البويضة وحدوث التخصيب.[٤]، كما يوجد العديد من الأسباب المؤديّة إلى زيادة لزوجة السائل المنوي، يُذكَر منها ما يأتي:
- نمط الحياة: إذ توجد بعض العادات التي من شأنها التأثير على لزوجة السائل المنوي وتعداد الحيوانات المنويّة، وقد تتسبب بانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، منها ما يأتي:[١].
- تدخين الماريجوانا.
- قلة النشاط البدني.
- شرب الكحول.
- طبيعة النظام الغذائي.
- الجفاف: فالسائل المنوي يتكون بصورة أساسيّة من الماء، لذا فإنّ الحصول على كميّة غير كافية من السوائل يؤدي إلى تقليل كميّة الماء في السائل المنوي، بالتالي زيادة لزوجتها، فشرب الماء بانتظام يوميًا يساهم في الحفاظ على توازن الحامضيّة والقلويّة في الجسم، الأمر الذي يجعل السائل المنوي أكثير سماكةً، ومن الأعراض الدالة على الجفاف ما يأتي:[١]
- العطش الشديد.
- الارتباك.
- الإنهاك.
- قلة التبول.
- الدوخة.
- البول الداكن.
- تغير لون البراز إلى اللون الداكن.
- وجود دم في البراز.
- اختلال التوازن الهرموني: فالسائل المنوي يحتوي على العديد من هرمونات الإندورجين، مثل هرمون التستوستيرون، وبعض الستيرويدات لحماية الحيوانات المنويّة من البيئة الحامضيّة للمهبل؛ إذ ان الحيوانات المنويّة تعيش في بيئة قاعديّة، لذا فالعمر ونوع النظام الغذائي ومستوى النشاط الفيزيائي عوامل من شأنها التأثير على مستوى الهرمونات في الجسم وزيادة التشوهات في الحيوانات المنويّة، ومن الأعراض الدالة على اختلال التوازن الهرموني ما يأتي:[١].
- قلة الرغبة الجنسيّة.
- الإرهاق العام.
- فقدان الكتلة العضليّة.
- زيادة الدهون في الجسم.
- تساقط شعر الجسم والوجه.
- فقدان الوزن بصورة ملحوظة.
- صعوبة الانتصاب.
- العدوى: إنّ التهابات الجهاز التناسلي المرتبطة بالعدوى -خاصةً البكتيريّة- من شأنها أن تزيد من لزوجة السائل المنوي؛ بسبب زيادة عدد كريات الدم البيضاء فيه، ممّا يتسبب بتقليل كميّته المُنتجة من الخصيتين، وقد يتسبب أيضًا بتقليل تعداد الحيوانات المنويّة في السائل، وقد يسبب التشوهّات في شكلها، وأشارت العديد من الدراسات إلى أنّ عدوى الجهاز التناسلي من شأنها التسبب بالتصاق الحيوانات المنويّة معًا، ويوجد العديد من الأعراض الدالة على حدوث عدوى السائل المنوي، يُذكَر منها ما يأتي:[١].
- وجود دم في البول.
- مواجهة صعوبة في التبول.
- تورم الخصيتين.
- الشعور بالألم أو الحرقة أثناء التبول.
- وجود عكورة أو ضبابيّة في البول.
- العوامل الوراثيّة[٣].
ما تأثير لزوجة السائل المنوي على الإنجاب؟
تتسبب اللزوجة العالية بإضعاف الحمل مخبريًّا وداخل الرحم، من خلال التعارض مع ما يأتي:
- حركة الحيوانات المنويّة: التي تُعرف بأنها قدرة الحيوانات المنويّة على الانتقال داخل الجهاز التناسلي الأنثوي باتجاه البويضة من أجل اختراقها وتخصيبها، وفي الوضع الطبيعي فإنّ ما نسبته 50% منها قادرة على الانتقال باتجاه مستقيم نحو البويضة وتخصبيها[٢]، لكن اللزوجة العالية للسائل المنوي تؤثر في قدرة الحيوانات المنويّة على ذلك وتضعف احتمالية وصولها إلى البويضة وتخصبيها، فتقل احتمالية الحمل طبيعيًّا ومخبريًا. كما قد تساهم بعض العوامل الأخرى في إضعاف حركة الحيوانات المنويّة، كالتدخين والإصابة بالعدوى[٣].
- قدرة الحيوان المنوي على تخصيب البويضة: تؤثر اللزوجة العالية للسائل المنوي في قدرة الحيوان المنوي على أداء بعض المهام، مما يتسبب بضعف الإخصاب وعدم القدرة على الإنجاب، ومن هذه المهام ما يأتي:[٣].
- اختراق البويضة: فقد أثبت الدراسات ارتباط اللزوجة العالية بضعف قدرة الحيوانات المنوية على الارتباط بالبويضة، سواء كان التلقيح مخبريًا أم داخل الرحم، فالدراسات وجدت أنّ للسائل المنوي قدرةً هائلةً على تسهيل اختراق الحيوانات المنوية لمخاط عنق الرحم، والحفاظ على استمرار تحرّكها باتّجاه البويضة بعد اختراقها لمخاط عنق الرحم.
- التعرف على البويضة: أظهرت الدراسات أنّ السائل المنوي عالي اللزوجة يحتوي على نسبة عالية من بعض المركبات مثل جلايكوبروتين (البروتين السكري)، والتي تتسبب بتقليل قدرة الحيوان المنوي على الارتباط بالبويضة لتخصيبها، وقد تتسبب أيضًا بضعف نمو الجنين في حال حدوث الإخصاب.
- التقليل من فرص نجاح التلقيح داخل الرحم: مع ذلك أثبت الدراسات أنّ لزوجة السائل المنوي لا تؤثر في تقنية حقن الحيوانات المنوية مباشرةً في البويضة[٣].
كيف يمكن علاج لزوجة السائل المنوي؟
تم اعتماد بعض الطرق الفيزيائيّة والكيميائيّة لعلاج فرط لزوجة السائل المنوي[٤]، يمكن توضيحها على النحو الآتي:
- الطرق الفيزيائيّة: تتضمّن ما يأتي:
- حقن إبرة تحت الجلد (hyopdermic needle)، وهذه الطريقة تقوم على مبدأ تخفيف السائل المنوي أو سحبه من خلال إبرة تُدخَل تحت الجلد تهدف إلى الحد من اللزوجة المرتفعة[٣].
- استخدام طريقة الترطيب[٣].
- تدليك البروستاتا[٣].
- حقن مادة هيالورونيداز-hyaluronidase[٣]، وهي نوع من الإنزيمات توجد بصورة طبيعيّة في الحيوانات المنويّة، ولها القدرة على إعطاء السائل المنوي طبيعةً معتدلة اللزوجة، لذا فإنّ حقن هذه الإنزيمات في حالة فرط لزوجة السائل المنوي تساهم في تخفيف لزوجته[٥].
- الطرق الكيميائيّة: على الرغم من محدودية المعلومات والدراسات على هذه الطرق، إلا أنها أثبتت فاعليّةً جيّدةً في تحسين خصائص الحيوانات المنويّة والسائل المنوي أثناء إجراء عملية الحقن المخبري، ومن هذه العناصر المستخدمة الإنزيمات التي تؤدّي دورًا أساسيّا في تخفيف حدّة اللزوجة، عن طريق سرعة تكسير الروابط بين الأحماض الأمينيّة في البروتينات المسؤولة عن فرط لزوجة السائل المنوي، ومن هذه الإنزيمات ما يأتي:[٣].
- ألفا-كيموتريبسن α-chymotrypsin.
- سباتيولايسن 7 sputolysin 7.
- دورنيز dornase.
- ألفا- أميليز α-amylase.
- مضادات الالتهاب: التي تستخدم لعلاج لزوجة السائل المنوي معتدلة الشدّة، ومع ذلك أثبت هذا النوع من العلاج فاعليّةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات لزوجة شديدة، لكن ما تزال فعالية هذه الطريقة تحت الدّراسة[٣].
- المضادات الحيويّة: التي تستخدم لعلاج اللزوجة الناتجة عن العدوى البكتيرية وارتفاع معدّل كريات الدم البيضاء بنسبة كبيرة في السائل المنوي، وهذه الحالة تُعرف باسم تقيّح المني leukocytospermia [٣].
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح Tim Jewell (2018-6-21), "What Causes Thick Semen?"، healthline, Retrieved 2020-5-15. Edited.
- ^ أ ب "Abnormal Semen Analysis Results", dallasfertility, Retrieved 2020-5-16. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س tefan Stephanus du Plessis (2013-1-1), "Semen hyperviscosity: causes, consequences, and cures "، academia, Retrieved 2020-5-15. Edited.
- ^ أ ب Jlenia Elia, "Human semen hyperviscosity: prevalence, pathogenesis and therapeutic aspects"، ncbi, Retrieved 2020-5-15. Edited.
- ↑ Maurizio Cavallini (2013-11-1), "The Role of Hyaluronidase in the Treatment of Complications From Hyaluronic Acid Dermal Fillers"، academic, Retrieved 2020-5-15. Edited.