محتويات
مرض السل
هو التهاب بكتيري مُعدٍ غالبًا ما يصيب الرئتين، وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم؛ كالعمود الفقري، والدماغ، فالبكتيريا التي تسبب مرض السل هي المتفطّرة السُلِّية، ففي القرن العشرين كان المرض من بين الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة، أمّا بعد اكتشاف أدوية المضادات الحيوية لعلاج المرض؛ فإنّ غالبية المرضى يتعافون، لكن يأخذ العلاج وقتًا طويلًا قد يمتدّ من 6 - 9 أشهر.[١].
أسباب مرض السل
ينتقل المرض من الشّخص المصاب إلى الشخص السّليم عبر الهواء، فعندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس؛ فإنّه يدفع البكتيريا المسببة للسل إلى الهواء، وعدد قليل من هذه البكتيريا تنقل العدوى إلى الشّخص السليم، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإنّ ربع سكان العالم يعانون من مرض السل الكامن؛ مما يعني أنّ هؤلاء الأشخاص مصابون ببكتيريا السل لكن لم يصابوا بالمرض، ولا يستطيعون نقله إلى غيرهم في هذه المرحلة. لكن يملك هؤلاء المصابون خطرًا للإصابة بالمرض بنسبة من 5-15%، والأشخاص ممن لديهم ضعف في جهازهم المناعي هم أكثر عرضةً للإصابة بالمرض، ويصيب المرض الأشخاص البالغين، لكن قد يصيب المرض الأشخاص من الأعمار كافة.[٢]
أنواع مرض السل
يوجد نوعان من الإصابة بمرض السل؛ وهما وفق الآتي:[١]
- مرض السل الكامن، حيث الشخص قد أصيب بالبكتيريا المسببة للمرض، لكنّ الجهاز المناعي أوقف انتشار هذه البكتيريا؛ مما يعني عدم ظهور أيّ أعراض، وأنّ الشخص لا ينقل العدوى إلى غيره، وعلى الرغم من ذلك، فإنّ المرض ينشط في أيّ وقت، خاصّةً إذا كانت الشخص لديه عوامل تزيد من خطر إصابته بالمرض النشط؛ مثل: الإصابة بـمرض نقص المناعة البشري، أو في حال وجود ضعف في الجهاز المناعي؛ فإنّ الطبيب في هذه الحالة يلجأ لوصف المضادات الحيوية لتقليل خطر الإصابة بمرض السل في حالته النشطة.
- مرض السل النشط، هذا يعني أنّ البكتيريا في هذه المرحلة تتضاعف وتتكاثر وتسبب المرض، ويصبح المرض في هذه المرحلة مُعديًا. و90% من الأشخاص المصابين بمرض السل النشط كان لديهم في السابق مرض السل الكامن وحدث تنشيط له.
أعراض مرض السل
هناك عدد من علامات الإنذار المبكرة لمرض السل، ومنها ما يلي:[٣]
- الشعور بالمرض والضعف.
- فقدان الشهية، وفقد الوزن.
- القشعريرة، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، والتعرّق الليلي.
- السعال الشّديد الذي يستمرّ لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر.
- ألم في الصدر.
قد تصيب أعراض مرض السل عدة أجزاء مختلفة من الجسم حسب الجزء المتأثر بالمرض، ولا تظهر أيّ أعراض في مرحلة الإصابة الكامنة، أمّا في حالة المرض النشط تظهر بعض الأعراض؛ كالسعال، وارتفاع درجة الحرارة، وغيرهما من الأعراض. ويؤثر المرض بشكل أساسي في الرئتين من دون تلقّي العلاج المناسب ينتشر المرض إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم، ويشتمل التّأثير على[٣]:
- العظام، قد يظهر ألم في العمود الفقري، وتلف في المفاصل.
- الدماغ، فقد يؤدي إلى حدوث التهاب السحايا.
- الكبد والكلى، يسبب المرض في حصول خلل في وظيفة تصفية الجسم من الفضلات، ويؤدي ذلك إلى وجود دم في البول.
- القلب، إذ يؤدي إلى تعطيل قدرة القلب على ضخ الدم، مما يسبب حالة تُسمّى بالاندحاس القلبي، التي قد تؤدي إلى الوفاة.
عوامل خطر الإصابة بمرض السل
يُقسّم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض السل فئتين؛ هما:[٤]
- الأشخاص الذين أصيبوا بالبكتيريا المسببة لمرض السل حديثًا، وتشمل هذه الفئة ما يلي:
- الاتصال بشخص مصاب بالمرض عن قرب.
- الأشخاص المهاجرون من مناطق ترتفع فيها معدلات الإصابة بمرض السل.
- الأطفال الأقلّ من 5 سنوات، والذين أظهر فحص السل لديهم نتيجة إيجابية.
- الأشخاص الذين لديهم معدلات مرتفعة من خطر نقل مرض السل؛ كالمشرّدين، ومدمني المخدرات، والمصابين بمرض نقص المناعة البشري.
- الذين يعملون أو يقيمون مع فئات عرضة للإصابة بمرض السل في المؤسسات، والمستشفيات، والملاجئ، ودور رعاية المسنين، والمنازل السكنية للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
- الذين يعانون من الأمراض التي تُضعف جهاز المناعة، فالأطفال الصغار لديهم جهاز مناعي ضعيف؛ لذلك هم عرضة للإصابة بالمرض، وكذلك بعض الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي بسبب الإصابة بأحد المشاكل المرضية التالية[٤]:
- الإصابة بمرض نقص المناعة البشري.
- إدمان المخدرات.
- مرض السكري.
- أمراض الكلى الشّديدة.
- مرض السحار.
- انخفاض وزن الجسم.
- سرطان الدماغ والرقبة.
- العلاجات الطبية بالأدوية التي تُضعِف جهاز المناعة؛ مثل: أدوية الستيرويدات القشرية، أو زراعة الأعضاء.
- علاجات التهاب المفاصل الروماتويدي، أو مرض كرون.
علاج مرض السل
تشمل خيارات العلاج لمرض السل ما يلي:[٥]
- عزل المرضى في غرفة خاصة مع توفير جو ضغطٍ سلبي.
- يُنصَح الفريق الطبي بارتداء الأقنعة والكمامات الخاصة؛ لمنع انتقال المرض إليهم.
- إبقاء المريض في العزل حتى تظهر نتيجة عينات اللعاب سلبية لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
يُنفّذ العلاج الدوائي التجريبي الأولي باستخدام الأنظمة التالية[٥]:
- آيزونيازيد.
- ريفامبيسين.
- بيرازيناميد.
- الإيثامبوتول، أو الستربتوميسين.
تشمل الاعتبارات الخاصّة بالعلاج بالأدوية عند النساء الحوامل ما يلي[٥]:
- بيرازيناميد المخصص للنساء المصابات بالسل المقاوم للأدوية المتعددة.
- يجب عدم استخدام دواء ستربتومايسين.
- تلقي العلاج الوقائي أثناء مرحلة الحمل.
- النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بتسمم الكبد الناتج من استخدام دواء آيزونيازيد.
- الاستمرار بالرضاعة الطبيعية أثناء العلاج الوقائي.
أمّا الإرشادات الخاصة بالعلاج بالأدوية عند الأطفال فتشمل ما يلي[٥]:
- يُعالَج معظمهم باستخدام دواء آيزونيازيد وريفامبيسين لمدة 6 أشهر، بالإضافة إلى استخدام دواء بيرازيناميد لأول شهرين إذا لزم الأمر.
- مدة علاج المرضى بعد الولادة 9-12 شهرًا.
- تجنب دواء إيثامبيوتول عند الأطفال الصغار.
أمّا لعلاج مرض السل الكامن؛ فإنّ النظام المتبع هو استخدام آيزونيازيد وريفامبيسين، أو استخدام آيزونيازيد مع ريفابوتين بمنزلة علاج بديل مرة واحدة أسبوعيًا لمدة 12 أسبوعًا، ولا يُنصَح باستعماله للأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم السنتين، والنساء الحوامل، والمصابين بمرض السل؛ نتيجة انتقال عدوى إليهم من شخص مصاب بمرض السل المقاوم لأحد الأدوية السابقة.
المراجع
- ^ أ ب "What is Tuberculosis?", www.webmd.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ "Tuberculosis", www.who.int, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ^ أ ب James McIntosh, "All you need to know about tuberculosis"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "TB Risk Factors", www.cdc.gov, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Thomas E Herchline, "Tuberculosis (TB)"، emedicine.medscape.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.