محتويات
هشاشة العظام
تحدث هشاشة العظام عندما تنخفض كثافة العظم؛ إذ يقل إنتاج الجسم لمكوناته عن ما كان ينتجه من قبل، وتؤثر هذه الحالة على الرجال والنساء، إلا أنها تحدث عند النساء بنسبة أعلى بعد انقطاع الطمث؛ وذلك بسبب الانخفاض المفاجئ لهرمون الإستروجين، الذي عادةً ما يحمي من الإصابة بهشاشة العظام، ولأنّ العظام تصبح ضعيفةً تزداد نسبة خطر التعرض للكسور عند التعرّض للسقوط، أو حتى للحوادث البسيطة.
يُجدّد نسيج العظم دائمًا لتحّل العظام الجديدة مكان العظام القديمة والتالفة، وبهذه الطريقة يحافظ الجسم على كثافتها وسلامة هيكلها، وتبلغ كثافة العظام ذروتها في أواخر العشرينات من العمر، لكن بعد سن الخامسة والثلاثين تصبح العظام أكثر ضعفًا؛ إذ إنّه مع تقدّم العمر تصبح نسبة انهيار العظم أسرع من بنائه، لذلك تحدث هشاشة العظام.[١]
أسباب هشاشة العظام
توجد مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، يُذكَر منها ما يأتي:[٢]
- النظام الغذائي: للغذاء تأثير كبير على صحة العظام؛ إذ توجد بعض العناصر الغذائية التي تُعزز النمو الصحيّ لها، وفي ما يأتي بعض العناصر الغذائية الضرورية:
- الكالسيوم، إذ يُعدّ من أهم العناصر الضرورية لنمو العظام وبنائها.
- فيتامين د؛ إذ يساعد الجسم على امتصاص عنصر الكالسيوم.
- الفيتامينات والمعادن الأخرى، يُعدّ كلّ من عنصرَي المغنيسيوم والفسفور إضافةً إلى فيتامين (ك) ومجموعة فيتامين (ب) من العناصر والفيتامينات التي تدعم صحة العظام، لكن من المحتمل ألا يحصل الشخص على جميع هذه العناصر من خلال الطعام الذي يتناوله، لكن يمكن الحصول عليها من خلال تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية المختلفة، خاصّةً إذا كان النظام الغذائي المتبع غير متوازن.
كما توجد بعض العناصر الغذائية التي قد تضر بصحة العظام عند تناولها بكميات كبيرة جدًا، لذلك يجب استهلاكها باعتدال؛ لأنّها لا تكون صحيةً وتزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، منها ما يأتي:
- البروتين، الذي يُعدّ جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي الصحي، لكن اتباع نظام غذائي غنيّ بالبروتين الحيواني قد يسبب فقدان عنصر الكالسيوم من الجسم.
- الكافيين، إنّ استهلاك كميات كبيرة من الكافيين -أي ما يعادل أربعة أكواب من القهوة يوميًا- يمنع الجسم من امتصاص الكالسيوم، كما يؤدي إلى فقدانه عن طريق التبول.
- الصوديوم، فاستهلاك الكثير من الملح يسبب فقدان الكالسيوم عن طريق الكلى.
- قلة ممارسة التمارين الرياضية: إذ إنّ ممارسة الرياضة تبني العظام وتحافظ على قوتها، لذلك فإنّ الحياة الخاملة تُحدِث ضعفًا فيها أكثر مما ينبغي، فالعظام الضعيفة أكثر عرضةً للكسور من العظام القوية والكثيفة.
- انخفاض مستوى الهرمونات الجنسية في الجسم: يُعدّ هرمون الإستروجين من الهرمونات المهمة لبناء العظم الجديد؛ وذلك لأنه يدعم الأنسجة العظمية، وهي مجموعة من الخلايا المسؤولة عن بناء العظم الجديد، وعندما تصل النساء إلى مرحلة انقطاع الطمث تبدأ مستويات هرمون الإستروجين بالانخفاض بنسبة ملحوظة، لذلك في هذه المرحلة يكنّ معرّضات لخطر الإصابة بهشاشة العظام بنسبة أكبر، ويُعد هرمون التستوستيرون عند الرجال من الهرمونات التي تحمي العظام، وعند انخفاض مستواه يؤدي ذلك إلى الإصابة بهشاشة العظام.
- الحالات المرضية: يوجد العديد من المشكلات الصحية التي تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، وفي ما يأتي بعضها:
- المشكلات المعوية، مثل: أمراض القولون، ومرض التهاب الأمعاء؛ وذلك لأنّ هذه الأمراض تؤثّر على امتصاص الجسم الطبيعي لعنصرَي الكالسيوم وفيتامين (د) وتقلله.
- أمراض الكلى؛ إذ تؤدي إلى التقليل من نشاط فيتامين (د) في الجسم.
- مشكلات الغدة الدرقية، إذ يزيد إفراز هرموناتها في حالة فرط نشاطها، مما يسبب هشاشة العظام؛ وذلك لأنّ الهرمونات المُفرَزة تتخلص من الكالسيوم الموجود في العظام.
- الأدوية: إذ إنّ بعض الأدوية تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، لكن هذا لا يعني تجنب تناولها، وإنما توخّي المزيد من الحذر عند أخذها؛ ذولك لمنع فقدان كثافة العظام، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
- هرمون قشري سكري.
- الأدوية المُضادّة للتشنج المستخدمة للتخلص من ألم الأعصاب.
- الأدوية المثبطة للهرمونات المستخدمة في حالات سرطان الثدي.
- الأدوية المثبطة لمضخة البروتين المستخدمة في حالات عسر الهضم.
- الوارفرين، وهو من الأدوية المميّعة للدم، ويُستخدم للوقاية من الجلطات الدموية.
- التدخين وشرب الكحول: إذ إنّ المواد الكيميائية الموجودة في السجائر تمنع الجسم من استخدام عنصر الكالسيوم، كما أنها تؤثر في قدرة هرمون الإستروجين على حماية العظام، وشرب الكحول أيضًا يؤثر سلبًا في قدرة الجسم على استخدام عنصر الكالسيوم بطريقة فعّالة.
عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام
يوجد العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية تطوّر مرض هشاشة العظام، تتضمن ما يأتي:[٣][٤]
- الجنس؛ إذ تزداد نسبة الإصابة بهشاشة العظام عند النساء مقارنةً بالرجال.
- العِرق؛ فالأشخاص من الأصل الآسيوي تزداد لديهم خطورة الإصابة بهشاشة العظام.
- التاريخ العائلي للمرض؛ إذ إنّ نسبة الإصابة بهشاشة العظام ترتفع إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا بها.
- الأشخاص الذين تكون هياكل أجسامهم صغيرةً؛ إذ تكون الكتل العظمية لديهم أقل.
- التدخين.
- الإفراط في شرب الكحول.
- عدم ممارسة التمارين الرياضية.
- انخفاض مستوى هرمون الإستروجين عند النساء.
- انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال.
- وجود مشكلات في الغدة الدرقية؛ إذ تزداد نسبة الإصابة بهشاشة العظام نتيجة فرط نشاطها.
أعراض الإصابة بمرض هشاشة العظام
عادةً لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة من الإصابة بهشاشة العظام، لكن عندما تضعف نتيجة ذلك تظهر بعض العلامات، التي تتضمّن ما يأتي:[٥]
- الشعور بالألم في الظهر، الذي يحدث بسبب ضعف الفقرات أو انهيارها.
- قصر القامة مع مرور الوقت.
- الانحناء أثناء الوقوف.
- حدوث كسر في العظام بصورة أسرع وأسهل مما هو متوقع.
تشخيص هشاشة العظام
يمكن تشخيص مرض هشاشة العظام بقياس كثافتها بواسطة جهاز يحدد نسبة المعادن الموجودة فيها، من خلال استخدام الأشعة السينية، وفي معظم الأحيان لا يشمل الفحص عظام الجسم كلها وإنما عظام معينة، وغالبًا ما يُجرى هذا الاختبار لعظام الحوض، والرسغ، بالإضافة إلى عظام العمود الفقري.[٥]
علاج مرض هشاشة العظام
لا توجد طريقة للشفاء التامّ من مرض هشاشة العظام، لكن توجد بعض الأمور التي من شأنها تقليل سرعة تطوّر المرض، منها ما يأتي:[٤]
- استخدام الأدوية الطبية الموصوفة من الطبيب، إذ يوجد الكثير من الأدوية التي يمكن تناولها لتجنب تطور المرض، قد تكون على شكل حبوب، أو تؤخذ عن طريق الحَقن، ومن الأدوية التي تُعد أكثر انتشارًا واستخدامًا مجموعة البيفوسفونات.
- المكملات الغذائية، هي منتجات يأخذها البعض إلى جانب الطعام؛ وذلك لتعويض بعض العناصر والفيتامينات التي لا يمكن الحصول عليها عن طريق النظام الغذائي.
- تغيير نمط الحياة، إذ يوجد العديد من الاقتراحات التي قد تقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام، تتضمن ما يأتي:
- تجنب الأنشطة البدنية التي قد تؤدي إلى الإصابة بالكسور.
- الحصول على كميات كافية من عنصر الكالسيوم وفيتامين (د).
الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام
يوجد العديد من النصائح والإجراءات التي يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بمرض هشاشة العظام، منها ما يأتي:[٦]
- ممارسة التمارين الرياضيّة، كالمشي، والركض، والتنس، والرقص؛ وذلك لتقوية العظام والمحافظة عليها.
- الإقلاع عن التدخين؛ إذ يُقلل التدخين امتصاص الكالسيوم من الغذاء.
- الابتعاد عن شرب الكحول؛ إذ إنّه يزيد من فُرص تعرّض العظام للكسور بسبب نقص التغذية.
- تناول الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم بكميات تناسب عُمر الشخص واحتياجاته، ومن هذه الأطعمة الحليب، ومشتقات الألبان، والخضار الورقيّة كالسبانخ، بالإضافة إلى سمك السلمون، والسردين، واللوز، والأطعمة المدعمة بالكالسيوم.
- مراجعة الطبيب في حالة تناول الأدوية التي تزيد من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام، كتناول الأدوية القشرية السكريّة لفتراتٍ طويلة؛ فهي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
المراجع
- ↑ Markus MacGill (4/1/2018), "Osteoporosis explained"، medicalnewstoday, Retrieved 12/5/2019.
- ↑ Pauline M. Camacho MD, FACE , "Osteoporosis Causes"، endocrineweb, Retrieved 13/5/2019.
- ↑ William C. Shiel Jr., MD, FACP, FACR , "Osteoporosis"، medicinenet, Retrieved 12/5/2019.
- ^ أ ب "Osteoporosis", fda,16/2/2018، Retrieved 16/5/2019.
- ^ أ ب "Osteoporosis", mayoclinic, Retrieved 12/5/2019.
- ↑ "Osteoporosis Overview", www.bones.nih.gov, Retrieved 2019-1-5. Edited.