محتويات
البنكرياس
يعدّ البنكرياس غدة طويلة تقع في عمق تجويف البطن، وجزء مهم من الجهاز الهضمي؛ إذ يتحكم في مستويات السكر في الدم، ويوجد جزء منه بين المعدة والعمود الفقري، بينما يوجد الجزء الآخر في منحنى الاثني عشر، وغالباً ما تبقى أعراض سرطان البنكرياس مخفية حتى مراحل متطورة من المرض، التي تتضمن زيادة حجم الورم، ممّا يُؤثر سلبيًا على وظيفة البنكرياس والأعضاء الحيوية الأخرى الموجودة حوله مثل؛ الكبد، والمعدة، والمرارة، والاثني عشر.[١]
استئصال البنكرياس
لا يعدّ استئصال البنكرياس التدخل العلاجي الوحيد لعلاج الحالات المرضية التي تصيب البنكرياس، وعادةً ما يلجأ الطبيب أولاً إلى تقييم مخاطر جراحة استئصال البنكرياس للمصاب على صحته العامة ثم اختيار العلاج المناسب له، وتتمثل الحالات الطبية التي تدفع الطبيب إلى استئصال البنكرياس في ما يأتي:[٢]
- سرطان البنكرياس: يعدذ من أشد أنواع السرطان خطورة، ويتمكن 7% فقط من المصابين منه من البقاء على قيد الحياة لأكثر من 5 سنوات بعد التشخيص بالإصابة به، ويعود سبب ذلك إلى عدم القدرة على اكتشافه في مراحله الأولى، ممّا يؤدي إلى انتشاره إلى مناطق أخرى من الجسم، ويتوفر نوعان من جراحة استئصال سرطان البنكرياس، وهما:
- الجراحة العلاجية، يلجأ إليها الطبيب بهدف استئصال عدة أنواع السرطان، يجب إجراؤها قبل انتشار السرطان، ومن الممكن أن تساعد في علاج المصاب.
- الجراحة التلطيفية، يلجأ إليها الطبيب للتخفيف من شدة أعراض سرطان البنكرياس ومساعدة المصاب على العيش لفترة أطول.
- التهاب البنكرياس: يتسبب التهاب البنكرياس بآلام شديدة جداً، وقد يتسبب بالوفاة أيضاً، ويلجأ الطبيب إلى استئصال البنكرياس كلياً أو جزئياً في حال عدم نجاح العلاجات الأخرى، أو في حال تضرر البنكرياس بشكل كبير.
الأورام الحليمية المخاطية داخل العصب : هي نوع من الأورام السرطانية التي تظهر في قنوات البنكرياس، وعادةً ما تتحول إلى سرطان في حال عدم تلقي العلاج المناسب، ويلجأ الطبيب إلى استئصال البنكرياس كلياً أو جزئياً من أجل منع تطور الأورام إلى سرطان.
أنواع جراحة استئصال البنكرياس
يمكن أن تكون جراحة استئصال البنكرياس الطريقة الوحيدة لعلاج بعض حالات سرطان البنكرياس، وتُجرى للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة؛ إلّا أنّها لا تصلح مع الحالات المتقدمة من المرض، التي تتضمن انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى من الجسم، ومن المهم مناقشة مخاطر وفوائد العملية مع الطبيب، لأنّ مخاطرها في بعض الأحيان قد تطغى على فوائدها، ويوجد عدة أنواع من جراحة استئصال البنكرياس بسبب السرطان،[٣] ومنها:
- جراحة ويبل: هي جراحة معقدة تشتمل على إزالة الجزء العلوي من البنكرياس، والاثني عشر، والمرارة، والقناة الصفراوية، وهي مخصصة لعلاج الأورام واضطرابات الأخرى التي تصيب البنكرياس، والقناة الصفراوية، والأمعاء، ويشاع استخدامها لعلاج سرطان البنكرياس الذي يصيب رأس البنكرياس، وتنتهي الجراحة بإعادة وصل الأعضاء الباقية مع بعضها البعض للتمكن من هضم الطعام طبيعيًا مرة أخرى، وبالرغم من المخاطر التي قد تتضمن الجراحة، إلّا أنّها تساعد في إنقاذ حياة المصاب.[٤]
- استئصال البنكرياس القاصي: تشتمل هذه الجراحة على استئصال ذيل البنكرياس وجسمه، وإزالة الطحال أيضاً في العديد من الحالات، وبالإضافة إلى ذلك قد تتضمن الجراحة استئصال الغدة الكظرية اليسرى، والحجاب الحاجز الأيسر، والكلية اليسرى، وجزء من المعدة، والأمعاء، وتعدّ من العمليات الجراحية المعقدة ولا تُجرى إلّا في الحالات الضرورية.[٣]
- استئصال البنكرياس الكلي: تتضمن هذه الجراحة استئصال البنكرياس الكلي، ويختلف مدى أهميتها على مكان وجود الورم، وتتضمن أيضًا استئصال القناة الصفراوية، والطحال، والغدد الليمفاوية المجاورة، والمرارة، وجزءًا من المعدة، والأمعاء الدقيقة، ويحتاج المصاب بعد الجراحة إلى الحصول على أنزيمات تحفز عملية هضم الطعام في الجهاز الهضمي، كما تتسبب بالإصابة بمرض السكري للمزمن، لأنّ هرمون الأنسولين المسؤول عن التحكم في مستويات السكر في الدم يتم إنتاجه في البنكرياس، أما استئصال الطحال فيتسبب في زيادة احتمال الإصابة بالالتهابات كما يؤثر على عملية تجلط الدم، ويحتاج المصاب في هذه الحالة إلى تناول المضادات الحيوية على مدى الحياة والحصول على لقاحات منتظمة، والأدوية التي تساعد في منع الصفائح الدموية من الارتباط ببعضها مدة قصيرة من الزمن.[٣]
العيش بدون بنكرياس
يمكن للإنسان متابعة حياته دون بنكرياس مع ضرورة إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة، ولأنّ البنكرياس يتولى مهمة إنتاج المواد التي تسيطر على مستويات السكر في الدم، وهضم الطعام يتعين على المصاب استخدام الأدوية التي تساعد في القيام بهذه الوظائف بعد استئصال البنكرياس، ومن النادر أن تتضمن جراحة استئصال البنكرياس إزالة البنكرياس بالكامل، إلّا في حالات محددة مثل؛ سرطان البنكرياس، وتلف البنكرياس بسبب التعرض لإصابة أو التهاب البنكرياس الحاد، وتمكنت الأدوية الحديثة من زيادة متوسط عمر المصاب الذي خضع لجراحة استئصال البنكرياس إلى 7 سنوات في الحالات غير السرطانية مثل؛ التهاب البنكرياس إلى 76%، إلّا أنّها تزيد من معدل بقاء المصاب على قيد الحياة ل7 سنوات بنسبة 31% للحالات السرطانية.[٥]
يجب على المصاب الذي خضع لاستئصال البنكرياس القيام ببعض التغييرات في نمط الحياة الضرورية، مثل؛ اتباع النظام الغذائي الخاص بمرضى السكري، ولا يزال بإمكان المصاب تناول العديد من الأطعمة مع ضرورة مراقبة كمية السكريات والكربوهيدرات الموجودة فيها، ومراقبة مستويات السكر في الدم وتجنب انخفاضها، والحصول على وجبات صغيرة موزعة على طول اليوم لإبقاء مستويات السكر ثابتة، وحمل أحد مصادر الجلوكوز دائمًا، لاستخدامه في حال هبوط مستويات السكر في الدم، وممارسة التمارين الرياضية يوميًا، ويساعد ذلك في السيطرة على مستويات السكر والحفاظ على قوة الجسم، ويمكن البدء بممارسة تمارين المشي يومياً، واستشارة الطبيب قبل زيادة حدة التمارين للتأكد من أمانها.[٥]
ينصح أيضاً بالامتناع عن استخدام الكحول والمخدرات بعد الجراحة وللمحافظة على سلامة وصحة الجسم على المدى الطويل، ويحتاج المريض أيضاً إلى استخدام حقن الأنسولين بانتظام وفي بعض الحالات تستخدم مضخات الأنسولين بدلاً من حقن الأنسولين، والحصول على الأنزيمات الهاضمة قبل تناول وجبات الطعام للمساعدة في هضمها.[٢]
المراجع
- ↑ "The Pancreas", www.pathology.jhu.edu, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Zawn Villines (25-9-2017), "Can you live without a pancreas?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Pancreatic cancer", www.nhs.uk, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ↑ "Whipple procedure", www.mayoclinic.org, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Stephanie Watson (29-6-2018), "Can You Live Without a Pancreas?"، www.healthline.com, Retrieved 31-10-2019. Edited.