استئصال الرجفان الأذيني

كتابة:
استئصال الرجفان الأذيني

الرجفان الأذيني

يُعدّ الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation) النوع الأكثر شيوعًا من أنواع عدم انتظام ضربات القلب، الذي يؤثر في التدفق الطبيعي للدم، الأمر الذي يُعرّض الشخص لخطر تكوين الجلطات الدموية، والسكتة الدماغية، إذ تتأثر الحجرتان العلويتان من القلب -الأذينان- بهذا المرض، ممّا يعطّل تدفق الدم إلى البطينين -الحجرتان السفلية-، ثم إلى أجزاء الجسم. وتُعدّ هذه الحالة المرضية أكثر شيوعًا عند البالغين الذين تزيد أعمارهم على الخمسة وستين عامًا، وتبدو حالة مؤقتة، أو دائمة، وتجدر الإشارة إلى أنّ عدم علاج الرجفان الأذيني يؤدي إلى الوفاة، ويُعدّ استئصال الرجفان الأذيني إحدى طرق العلاج. وفي هذا المقال حديث عن عملية استئصال الرجفان الأذيني من حيث أهدافها والتحضير لها وطرق التعافي منها.[١]


أهداف عملية استئصال الرجفان الأذيني

تُعدّ عملية استئصال الرجفان الأذيني أحد أنواع عمليات الاستئصال القلبي، إذ يحدث ذلك عن طريق التسبًّب في تندب الأنسجة في القلب أو تدميرها؛ ذلك بهدف تعطيل الإشارات الكهربائية الخاطئة التي تسبب عدم انتظام في ضربات القلب، ويُلجَأ إلى هذه العملية إذا لم تنجح الأدوية، أو التدخلات الأخرى في التحكم بإيقاع ضربات القلب غير المنتظم، ونادرًا ما تبدو هذه العملية الخيار الأول لعلاج الرجفان الأذيني.[٢]


التحضير لعملية استئصال الرجفان الأذيني

ينصح الطبيب بتجنب تناول أي شيء أو شربه قبل منتصف الليلة التي تسبق العملية عادةً، ويجب اتباع تعليمات الطبيب المتعلقة بالأدوية التي يجب تناولها قبل العملية، لكن يجب عدم التوقف عن تناول أي دواء ما لم يُخبر الشخص الطبيب بالتوقف عن تناوله؛ لذا يجب التحدث إلى الطبيب عمّا يجب على الشخص فعله، وما يجب الابتعاد عنه قبل العملية، وبصورة عامة يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات المخبرية قبل العملية، وتتضمن ما يأتي:[٣]

  • تخطيط كهربائية القلب (ECG)؛ لتحديد إيقاع نبضات القلب.
  • تخطيط صدى القلب (Echo)؛ لتقييم بنية القلب ووظيفته.
  • اختبار الجهد؛ لتحديد كيفية استجابة القلب لممارسة الأنشطة البدنية.
  • اختبارات الدم؛ مثل: فحوصات مستويات الغدة الدرقية.
  • قسطرة القلب، أو تصوير الأوعية التاجية؛ للحصول على مزيد من المعلومات عن الشرايين التاجية.
  • التصوير الطبقي للقلب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)؛ لتقييم بنية القلب بصورة أكبر.

يجب إخبار الطبيب إذا كانت السيدة حاملًا قبل إجراء العملية، إذ يُجرى الاستئصال الإشعاعي في العملية، الأمر الذي يبدو خطيرًا على الجنين، وإذا كانت السيدة في سن الإنجاب فيرغب الطبيب في إجراء فحص الحمل للتأكد أنّها ليست حاملًا، كما سيراد التخلّص من الشعر عن طريق الحلق المنطقة من الجلد التي ستجرى بها العملية، وهي الفخذ عادة، كما يأخذ الشخص دواء للمساعدة في الاسترخاء قبل العملية بنحو ساعة.[٣]


إجراءات عملية استئصال الرجفان الأذيني

تختلف إجراءات هذه العملية اعتمادًا على نوع العملية، ويعتمد اختيار نوعها على سبب عدم انتظام ضربات القلب لدى الشخص، بالإضافة إلى ما كان يعاني الشخص من أمراض أخرى في القلب، وتُذكَر أنواع عملية استئصال الرجفان القلبي الثلاثة في ما يأتي:[٢]

  • الاستئصال بالقسطرة، يربط الطبيب أنابيب طويلة ورفيعة -القسطرة- بالقلب عبر إدخالها من منطقة الفخذ ثم يوجّهها نحو القلب، ثم يسلط الحرارة أو البرودة الشديدة عليه، مما يتسبب في تكوّن ندوب صغيرة في أجزاء معينة من عضلة القلب، الأمر الذي يعطّل الإشارة الكهربائية الخاطئة، ويُجرى ما يُسمّى بالعزل الوريدي الرئوي، وهو نوع من أنواع عملية الاستئصال بالقسطرة.
  • إجراء ميز، يُعدّ تقنية استئصال تُنفّذ أثناء جراحة القلب المفتوح، إذ ينشئ الطبيب نمطًا يشبه المتاهة من الأنسجة المتندبة في الحجر العلوية للقلب باستخدام مشرط أو جهاز استئصال، ويحدث في عملية الاستئصال بالقسطرة تعطيل الندب الإشارة الكهربائية الخاطئة التي تسبب الرجفان الأذيني، وإجراء ميز الطريقة المناسبة للشخص إذا لم يستجب الرجفان الأذيني للعلاجات الأخرى، أو إذا كان يخضع أيضًا لجراحة قلب أساسية أخرى؛ كجراحة الشرايين التاجية أو إصلاح صمامات القلب.
  • استئصال العقدة الأذينية البطينية، يستخدم الطبيب في عملية استئصال العقدة الأذينية البطينية القسطرة لصنع ندبات في منطقة في القلب تسمى العقدة الأذينية البطينية، وهذه العقدة النقطة التي تربط الغرف العلوية والغرف السفلية للقلب، إذ يمنع النسيج التندبي الأذين من إرسال نبضات كهربائية خاطئة إلى البطينين، وهذه العملية الخيار الأمثل للشخص إذا لم يتحسّن مع استخدام العلاجات الأخرى، ويحتاج أيضًا إلى جهاز تنظيم ضربات القلب بعد العملية.


نصائح للتعافي من عملية استئصال الرجفان الأذيني

تعتمد عملية التعافي على نوع عملية استئصال الرجفان الأذيني، ويُفصّل ذلك في ما يأتي:[٤]

  • الاستئصال بالقسطرة، يحتاج المريض إلى قضاء ليلة في المستشفى، لكنّ معظم المصابين يعودون إلى منازلهم في اليوم نفسه، وإذا لم يرجع في اليوم نفسه سيرتاح المصاب في غرفة الاستشفاء لبضع ساعات، إذ تراقب الممرضة في ذلك الوقت معدل ضربات قلبه، وضغط دمه، كما يجب أن يستلقي المريض بشكل مسطح دون حركة؛ لمنع النزيف من مكان العملية. كما يُفضّل ألّا يقود المركبة بعد العملية مباشرةً، ويصف الطبيب للمصاب دواء لمنع تجلط الدم، وآخر للوقاية من الرجفان الأذيني، فيستمر عليهما لمدة شهرين غالبًا، ويغسل الشخص جسمه بعد عودته للمنزل، لكن يتجنّب وضع المياه على جانب العملية، ويجب عدم الاستحمام، أو السباحة، أو الغوص لمدة خمسة أيام من العملية، أو حتى يلتئم الجرح، وينصح للأسبوع الأول أيضًا بما يأتي:
    • عدم رفع الأوزان الثقلية التي تزيد على 4.5 كيلوغرام.
    • تجنب الأنشطة التي تتضمن دفع الأشياء الثقيلة أو سحبها.
    • عند الشعور بالتعب يجب التوقف، وأخذ استراحة.
    • عدم ممارسة الرياضة، والعودة إلى الوضع الطبيعي في الأسبوع الثاني.
  • إجراء ميز، يبقى الشخص في المستشفى لمدة أسبوع تقريبًا بعد هذه العملية، إذ سيقضي الأيام الأولى في وحدة العناية الحثيثة (ICU)، ثم ينتقل إلى الغرفة العادية قبل العودة إلى المنزل، ويستغرق التعافي الكامل من هذه العملية نحو ستة أسابيع إلى ثمانية أسابيع، لكن يتمكّن الشخص من العودة إلى الأنشطة اليومية في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ويبدأ في الشعور بالتحسن عند مرور أربعة أسابيع من العملية، ويحتاج إلى أخذ دواء مميع للدم لمدة ثلاثة أشهر.


المراجع

  1. "Everything You Need to Know About Atrial Fibrillation", HEALTHLINE, Retrieved 30-4-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Atrial fibrillation ablation", MAYOCLINIC, Retrieved 30-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Atrial Fibrillation Ablation", hopkinsmedicine, Retrieved 30-4-2020. Edited.
  4. "Cardiac Ablation Procedure (Heart Ablation) for AFib", WEBMD, Retrieved 30-4-2020. Edited.
2921 مشاهدة
للأعلى للسفل
×