استئصال الرحم

كتابة:
استئصال الرحم

استئصال الرحم

يعد الجهاز التناسلي في جسم الأنثى من الأجهزة المنفصلة التي تتكوّن من الرحم وعنق الرحم وقنوات فالوب والمبايض وأعضاء أخرى، وعلى الرغم من أهمية كلّ عضو من هذه الأعضاء، غير أنّ الأنثى تستطيع استكمال حياتها دون أحدها أو جميعها، مثل ما يحدث عند استئصال الرحم عند إصابته بمشكلة مرضيّة؛ مثل: سرطان الرحم أو في حالات أخرى تستدعي استئصال الرحم.

لكنّ ذلك لا يعني عدم ظهور أعراض جانبية ومضاعفات ناتجة من هذا الاستئصال، وأهمها هو أنّ هذه الأنثى لا تأتيها الدورة الشهرية أبدًا، ولا تقدر على الحمل والإنجاب مرةً أخرى؛ لذا يجب عدم اللجوء إلى استئصال الرحم بوصفه أوّل خيار لعلاج الاضطراب التي تعاني منه الأنثى، بل تجب تجربة البدائل الأخرى المتاحة جميعها قبل إجراء هذه الجراحة الكبيرة.[١]


أسباب استئصال الرحم

استئصال الرحم هو علاج للعديد من الأمراض والاضطرابات؛ مثل:[٢]

  • سرطان الرحم وسرطان عنق الرحم، قد يشكّل الاستئصال الحل الأمثل للتخلص من السرطان، لكن قد تحصل المصابة به على أنواع أخرى من العلاج؛ مثل: العلاج الكيماوي، والعلاج الإشعاعي.
  • أورام الرحم الليفية، إذ تُعدّ هذه العملية الجراحية في هذه الحالة هي الحل النهائي الوحيد للتخلص من هذه المشكلة -خاصةً إذا أصبح حجم الأورام كبيرًا ومسببًا لأعراض مزعجة-؛ مثل: النزيف المستمر، وفقر الدم، وألم الحوض، والضغط على المثانة.
  • بطانة الرحم المهاجرة، هي انتقال ونمو خلايا بطانة الرحم خارجه؛ مثل: على المبايض، أو قنوات فالوب، أو أعضاء الحوض والبطن، وعندما يفشل العلاج الدوائي في علاج هذه المشكلة يصبح التدخل الجراحي هو الحلّ.
  • تدلي الرحم، حيث ضعف الأربطة والأنسجة الداعمة للرحم يسبب هبوطه وتدلّيه إلى الأسفل باتجاه المهبل، مما قد يسبب السلس البولي، وضغطًا على الأمعاء والحوض، فيصبح استئصال الرحم حلًا للتخلص من هذه المشاكل.
  • نزيف الدورة الشهرية الحاد، أو غزارة دم الحيض وزيادة عدد أيامه، الذي هو سبب رئيس لتنفيذ هذه العملية للتخلص من المشكلة نهائيًا.
  • ألم الحوض المزمن.


أنواع عملية استئصال الرحم

هي عملية جراحة تُجرى بأكثر من طريقة يختار الطبيب إحداها طبقًا لظروف كل حالة، وتجرى تحت التخدير الكلي فتصبح المصابة نائمة خلال الجراحة، أو التخدير الموضعي الذي يخدر النصف السفلي فقط من الجسم فتبقى المصابة مستيقظة لكن هادئة. وفي ما يلي طرق استئصال الرحم:[٣]

  • استئصال الرحم عبر البطن، ذلك بفتح شقّ واحد كبير في البطن عمودي أو أفقي طبقًا للحالة بعد تعقيم البطن، ويُستأصَل الرحم بكلّ حذر ودقّة.
  • استئصال الرحم عبر المهبل، إذ يُجرى بفتح شقّ صغير داخل المهبل واستئصال الرحم بالكامل منه، وهذا النوع لا يترك أيّ جرح أو أثر ظاهر على الجسم.
  • استئصال الرحم باستخدام المنظار، الذي يُنفّذ باستخدام أنابيب رفيعة يُدخِلُها الطبيب عبر ثلاثة أو أربعة شقوق صغيرة في منطقة أسفل البطن بالقرب من السرّة، أو يُجرى اختيار موقعهم حسب قرار الطبيب المختص، وتحتوي هذه الأنابيب على إضاءة وكاميرا تُسهّل مهمة الطبيب، وخلال الجراحة يقطع الرحم أجزاء صغيرة ويُخرِج قطعة تلو أخرى.

تُقسّم هذه العملية عدة أنواع أخرى طبقًا لمدى الأعضاء والأنسجة المستأصلة خلال الجراحة وفق ما يلي:

  • الاستئصال الجزئي؛ الذي يُستأصل فيه الرحم فقط ويُترك عنق الرحم سليمًا في مكانه.
  • الاستئصال الكلي؛ الذي يُزال فيه الرحم وعنق الرحم أيضًا.
  • الاستئصال الجذري؛ الذي يُستأصَل الرحم وقنوات فالوب وأحد أو كلتا المبيضين.


كيفية استئصال الرحم

غالبًا ما تُجرى عملية استئصال الرحم في المستشفى تحت التخدير العام، أو بتخدير العمود الفقري أو فوق الجافية حيث المرأة مستيقظة لكنّها غير قادرة على الشعور بالجراحة، وتبقى في المستشفى لبضعة أيام بعد أي نوع من هذه العملية، وقد يصف الطبيب دواء الألم والمضادات الحيوية لمنع العدوى، ويجرى استئصال الرحم بعمل شقوق جراحة مختلفة، ومن ذلك:[٤]

  • إزالة الرحم في البطن من خلال شقٍّ كبير في البطن.
  • إزالته بالمنظار عن طريق تنظير البطن؛ إذ تُستخدَم أداة رقيقة تشبه الأنبوب مع ضوء وعدسة تُسمّى منظار الرحم، مما يسمح للجراح برؤية الأعضاء المرادة إزالتها، ثم تمرير المنظار الجراحي والأدوات الجراحية لإزالة الأنسجة من خلال شقّ صغير في البطن، وعادةً يُزالُ الرحم عن طريق المهبل.
  • استخدام الجراحة الروبوتية لإزالة الرحم؛ ذلك عن طريق تنظير البطن، لكن يقف فيها الجراح بعيدًا عن طاولة العمليات، ويستخدم جهاز حاسوب لتحريك الأدوات الآلية المتصلة بالأدوات الجراحية.
  • استئصال الرحم عن طريق المهبل؛ إذ يُجرى من خلال إحداث شقّ صغير في الجزء العلوي من المهبل، ويُستخدَم استئصال الرحم المهبلي لعلاج سرطانات المرحلة المبكّرة من عنق الرحم والرحم، ويتميز هذا الإجراء بسرعة التعافي والعودة للأنشطة المعتادة في وقت أقصر مقارنةً بطرق الاستئصال الأخرى، ويستغرق الشفاء التام منه 6 إلى 8 أسابيع.

يُنصح بالحصول على قسط كبير من الراحة للأسبوعين أو الأربعة أسابيع الأولى بعد الجراحة للمساعدة في الشفاء من الجراحة، ومراعاة عدم رفع الأحمال الثقيلة خلال الأسابيع الأربعة إلى الستة الأولى بعد الجراحة.


مخاطر استئصال الرحم

تحدث آثار جانبية قصيرة الأجل أثناء عملية استئصال الرحم أو بعدها مباشرة أو ببضعة أسابيع، وعادةً ما تصبح مؤقتة؛ إذ تعتمد الآثار الجانبية لها بشكل رئيس على نوع الاستئصال، وصحة المرأة العامة، وعلى الرغم من أنّ المضاعفات المحتملة غير شائعة، إلّا أنّها قد تحدث، ومنها:[٥]

  • الشعور بألم.
  • الإمساك.
  • نزيف شديد.
  • عدوى.
  • إصابة في الأمعاء أو المثانة.
  • إصابة في الأعصاب التي تنظّم المثانة؛ مما يؤدي إمّا إلى سلس البول أو فرط في المثانة.
  • جلطة دموية في أوردة الساقين، التي تدعى تجلط الدم الوريدي العميق، وفي حال أنّها تطفو خارج الساق وتتسرب في الرئتين مسببةً الانسداد الرئوي، وهي أكثر المضاعفات خطورة.

قد تتضمن مشكلات المثانة قصيرة المدى فقد الشعور بالتبول، أو عدم القدرة على إفراغ المثانة تمامًا، وقد تصاب بعض النساء أيضًا بهذه المشاكل على المدى الطويل، كما تتطور الآثار الجانبية على المدى الطويل بعد أشهر أو سنوات من عملية الاستئصال وتستمر لمدة طويلة، وتسبب هذه العملية أيضًا:

  • تراكم السائل اللمفاوي في الساقين أو البطن، في حال إزالة الغدد الليمفاوية في الحوض.
  • ضعف العضلات والأربطة التي تدعم المهبل والمثانة والمستقيم.
  • انسداد الأمعاء الناجم عن مجموعات من الأنسجة المتندّبة التي تدعى الالتصاقات.
  • انقطاع الطمث الناجم عن العلاج في النساء قبل انقطاع الطمث عند إزالة المبايض.


الجماع بعد استئصال الرحم

يجب على المرأة الامتناع عن وضع أيّ جسم في المهبل لمدة 6 أسابيع بعد استئصال الرحم، ذلك وفقا للكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، ومن المهم معرفة أنّ هذه الإرشادات تستند إلى متوسط ​​الوقت الذي يستغرقه الشفاء، الذي يتراوح من 6 إلى 8 أسابيع، ومع ذلك، قد تختلف المدة من شخص لآخر، كما يوصي الأطباء بامتناع النساء عن الجماع بعد استئصال الرحم حتى توقّف الإفرازات المهبلية كلّها المرتبطة بالجراحة والتئام الجروح جميعها؛ إذ من الضروري إعطاء الجسم وقتًا للشفاء لأنّ النشوة الجنسية قد تؤدي إلى توتر العضلات في منطقة الحوض، مما قد يؤدي إلى إجهاد أيّ جروح علاجية.

كما لا توجد دراسات واضحة تتعلق بتغيّر الرغبة الجنسية للمرأة بعد استئصال الرحم، إذ قد تعاني بعض النساء نزيفًا مهبليًا وألمًا لعدة أسابيع بعد الجراحة، وقد لا يوجد لديهن اهتمام كبير بممارسة الجماع، كما أنّ هذه عملية الإزالة لها تأثير عاطفي كبير في شعور المرأة تجاه الرغبة في ممارسة الجماع، بالإضافة إلى الآثار الجسمية؛ إذ قد تختلف مشاعرها تجاه الموضوع بعد الاستئصال بناءً على أسباب الجراحة، والموقف الشخصي، وما إذا كانت العملية قد تسببت في انقطاع الطمث.[٦]


المراجع

  1. Sarah M. Temkin,Kimberly Kho (2019-4-1), "Hysterectomy"، womenshealth, Retrieved 2019-11-22. Edited.
  2. Mayo Clinic Staff (2019-7-25), "Abdominal hysterectomy"، mayoclinic, Retrieved 2019-11-23. Edited.
  3. Debra Stang (2012-7-20), "Hysterectomy"، healthline, Retrieved 2019-11-23. Edited.
  4. "Hysterectomy", www.cancer.ca, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  5. "The uterus", www.cancer.ca, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  6. MaryAnn De Pietro, CRT (26-3-2018), "Does having a hysterectomy affect sex?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3-11-2019. Edited.
6096 مشاهدة
للأعلى للسفل
×