استئصال القولون بالكامل

كتابة:
استئصال القولون بالكامل

القولون

يُعدّ القولون أطول جزء في الأمعاء الغليظة، التي غالبًا ما تُوصَف بأكملها باسم القولون، ويمتد من نهايتها في الجزء الأيمن العلوي من البطن حتى المستقيم، ويُقسّم أربعة أقسام؛ هي القولون الصاعد، وهو الممتد من أعلى الجزء الأيمن من البطن، والقولون العرضي في جهة اليسار من البطن، والقولون الهابط أسفل الجانب الأيسر من البطن، والقولون السيني الذي يرتبط بالمستقيم.

ويُرطّب بقايا الأطعمة القادمة من الأمعاء الدقيقة، ويمتصّ السوائل والأملاح المعدنية منها، ويُخزّنها حتى تصبح جاهزة لإخراجها من الجسم، ومعظم الامتصاص يُجرى في القولون الصاعد والعرضي؛ إذ تُجفّف المادة السائلة المستلمة من الأمعاء الدقيقة لتشكيل كتلة براز، والجدار الداخلي للقولون يتكوّن من غشاء مخاطي لامتصاص السوائل وإفراز المخاط لتليين بقايا الأطعمة والفضلات، ومن ثم تتكوّن طبقة من العضلات العميقة بشكلَين دائري وطولي، والعضلات الدائرية تُنتِج حركات خفيفة ومختلطة للأمعاء، أمّا الطّولية فتنتج تقلّصات لتحريك البراز.[١]


استئصال القولون

هو عملية جراحة لإزالة جزء من القولون أو كله، وقد يصبح الاستئصال ضرورة لعلاج مرض ما، أو منع الإصابة بحالة مرضيّة معينة، وتفادي الظروف السيئة التي تؤثر في القولون، وهناك أنواع مختلفة من هذه العمليات، وتشمل:[٢]

  • الاستئصال الكلّي.
  • الاستئصال الجزئي، إذ يُزَال جزء منه.
  • استئصال نصف القولون، وقد يُزال الجزء الأيمن أو الأيسر منه.
  • استئصال المستقيم والقولون، حيث إزالته مع المستقيم بشكل كامل.

وتقوم الجراحة على ربط الأجزاء المتبقية من الجهاز الهضمي بعد الاستئصال، والسّماح بمرور الفضلات لمغادرة الجسم، وفي يوم الجراحة يُراقب ضغط المريض وتنفسه، وقد يحتاج إلى مضاد حيوي عبر الوريد، ويُجرى التخدير الكامل، وتُنفّذ جراحة القولون بطريقتين؛ وهما[٢]:

  • استئصال القولون المفتوح، حيث إجراء شقٍّ طويل في البطن للوصول إلى القولون، ومن ثم تحريره من الأنسجة المحيطة به، وقطع جزء منه أو إزالته بالكامل حسب الحالة.
  • استئصال القولون بالمنظار، تسمّى أيضًا استئصال القولون التوغّلي في الحدّ الأدنى، وتقوم على إجراء عدّة شقوق صغيرة في البطن، وتمرير كاميرا فيديو صغيرة من خلال أحد الشّقوق والأدوات الجراحية الخاصّة من خلال شقوق أخرى، ويتابع الطبيب الكاميرا، ويستخدم الأدوات الطبية لإزالة القولون وتحريره من الأنسجة المحيطة به، ومن ثم إخراجه من خلال شقّ صغير في البطن، وهذا يسمح للطبيب أن يعمل في القولون خارج الجسم، فيصلحه ويعيده من خلال الشقّ الصغير.

وطريقة استئصال القولون بالمنظار تقلل من الألم، ووقت الشّفاء بعد الجراحة، لكنّها لا تُنفّذ لأيّ مصاب بمرض من أمراض القولون، وأحيانًا قد يبدأ تنفيذ العملية من خلال المنظار، لكنّ ظروف الجراحة قد تُلزِم الأطباء بتغييرها إلى طريقة استئصال القولون المفتوح.

وبعد إصلاحه وإعادته للجسم أو في حالة إزالته بالكامل؛ فإنّ الأطباء يعيدون توصيله بالجهاز الهضمي للسماح بمرور الفضلات، وهذه الطّريقة لها عدّة خيارات، وتشمل[٢]:

  • ربط الأجزاء المتبقية من القولون بعضها ببعض، حيث الطبيب يغرز الأجزاء معًا للسماح بمرور البراز بالطريقة نفسها.
  • توصيل الأمعاء بفتحة تجرى في البطن، في هذه الحالة يفتح الطبيب القولون أو الأمعاء الدّقيقة ويربطها بفتحة تُعمَل في البطن، وهذه الطّريقة تسمح للفضلات بمغادرة الجسم من خلال هذه الفتحة، وقد تلزم ارتداء كيس من الخارج لتجميع البراز فيه، وقد تكون دائمةً أو مؤقتة.
  • ربط الأمعاء الدقيقة إلى الشرج، في حالة إجراء استئصال كامل للقولون والمستقيم يُنشِئ الجرّاح كيسًا من الأمعاء الدقيقة ويربطه بفتحة الشرج، وهذا يسمح بمرور البراز بشكل طبيعي، لكنّ هذه الطريقة قد تسبب ما يشبه الإسهال كلّ يوم.


أسباب استئصال القولون

من الحالات أو الأمراض التي تتطلب العلاج بـاستئصال القولون الجزئي أو الكلي ما يلي:[٣]

  • انسداد الأمعاء، هي حالة طارئة يحدث فيها انسداد للقولون، وتتطلب استئصاله.
  • ثقب الأمعاء، في حالات تمزّق القولون يجب استئصاله، وهي من الحالات الطارئة.
  • داء كرون، عندما لا تنجح العلاجات المعتادة لهذا المرض تُجرى جراحة لإزالة الجزء المصاب من القولون للتخفيف من أعراض المرض.
  • سرطان القولون.
  • داء البوليات الحميد العائلي.
  • متلازمة لينش.
  • الاورام الحميدة في القولون، التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
  • التهاب القولون التقرحي.


الآثار الجانبية لاستئصال القولون

إنّ الجراحة مفيدة لعلاج مرض ما، أو منع الإصابة بمرض خطير؛ فمثلًا: عند نشوء أورام حميدة في القولون فإنّها قد تسبب ظهور أعراض أخرى؛ مثل: النّزيف، أو انسداد في الأمعاء، فتُجرى إزالة القولون لعلاج هذه الحالة، ومنع تطوّر الأورام الحميدة إلى سرطان في القولون.

كما تُنفّذ في حالة التهاب الرّتج أو مرض التهاب الأمعاء؛ إذ يجرى استئصال القولون لإزالة الجزء المُصاب بالالتهاب، أمّا في حالة الإصابة بورمٍ خبيث سرطاني فإنّ الاستئصال لا بُدّ منه، فيُزال الورم كله والأنسجة المحيطة به جميعها والغدد اللميفاوية التي تدعم الجزء المصاب، وهذه الجراحة علاج يوقِف نمو الورم ويمنعه من الانتشار، وقد يضطرّ المصاب لأن يتابع مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات، للتأكد ما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من العلاج؛ مثل: العلاج الكيميائي.[٤]

أمّا المخاطر أو المضاعفات المحتملة ما بعد الجراحة فقد تشتمل على[٤]:

  • النزيف.
  • الالتهاب.
  • إصابة الهياكل القريبة من القولون؛ مثل: الأمعاء، والمثانة، والأوعية الدموية، والحالب.
  • قد يحدث تسرّب من مكان إعادة توصيل أو ربط الأمعاء بعضها ببعض في موقع الاستئصال.
  • قد تحدث تجلّطات دموية في الأوردة، وتنتقل إلى الرئتين.
  • فتق في الشقوق الجراحية.
  • انسداد الأمعاء من أنسجة الندبة الداخلية التي تُشكّل مكان الاستئصال.


المراجع

  1. "Colon", www.britannica.com, Retrieved 23-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (26-6-2019), "Colectomy"، www.mayoclinic.org, Retrieved 23-11-2019. Edited.
  3. "Colectomy", colorectal.surgery.ucsf.edu, Retrieved 23-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Colectomy", www.uchicagomedicine.org, Retrieved 23-11-2019. Edited.
5969 مشاهدة
للأعلى للسفل
×