مفهوم التعلم
كلّ فعل يمارسُهُ الفرد بهدف اكتساب مهارات ومعارف وقيم حميدة يساعده في تنمية قدرته على التحليل والاستيعاب والتّفسير، إذ إنّ عمليّة التعلم بحاجة إلى تدبّر وتفكير في الأمر المُراد تعلّمه، إضافة إلى بذل مجهود ووقت للحصول على المعلومات والمعارف، واكتساب المهارات وتحقيق التفاعل والرغبة في الموقف التعليمي، وبحاجة لأن يكون المتعلّم إيجابيًا نَشِطًا، ويحب العلم والتعلّم ليعكس ما تعلمه، ويتمكّن الآخرون من الاستفادة من خبراته، ويرى العلماء أنّ التعلّم ما هو إلّا نتيجة تبادل وتفاعل البيئة مع الفرد. في هذا المقال سيتمّ توضيح إحدى استراتيجيات التعلّم، وهي استراتيجية التعلم التعاوني.[١]
أهمية التعلم
تكمُنُ أهمية التعلم في ميدان التربية، بأن يكون الاهتمام مُوَجّهًا إلى العملية التعليمية من قبل التربويّين، وهي العملية التي تعمل على إكساب الطلاب المعلومات، وتنمية مهاراتهم، وكلّما زاد اهتمام التربويين وفهمهم للتعلم، تزيد كفاءة العملية التربويّة، أمّا في ميدان الصناعة فتكمن أهمية التعلم في الاستفادة من قوانينه ومبادئه، في مجال التدريب المهني للعاملين ومساعدتهم على اكتساب عادات العمل السليمة ومهاراته، كما يمكن من الاستفادة من بحوث التعلم، بمعرفة تأثير الحوافز على الأداء، ومدى على كفاءة العمال، أمّا في ميدان الاضطرابات النفسية يُستفاد من التعلم ونظرياته، في تفسير نشأة الاضطرابات النفسية والسلوكية، ويعتمد في تغيير العادات الخاطئة، التي تسبب الاضطرابات السلوكية.
التعلم التعاوني
تتيح معظم نماذج التدريس التواصل والعمل بين المعلمين وطلاب الصف بأكمله، وتستند بنيات الهدف والمكافأة في التعليم المباشر على التنافس ما بين التلاميذ، وتتّسم استراتيجية التعلم التعاوني بمهمات تعاونية للهدف والمكافأة، ويشجع الطلاب على التعاون في مواقف التعلم، ويطلب منهم أن يعملوا معًا في مَهام مشتركة، واستراتيجية التعلم التعاوني هي من الطرق الحديثة والفعالة في التدريس، والتي تتضمن تعلّم كيفية حل المشكلات، والربط بين الأمور وتفسيرها، ويتطلّب التعلم التعاوني من الطلاب التفاعل فيما بينهم والعمل سويًا وعليهم تحمل المسوولية المشتركة للوصول إلى الأهداف.[٢]
استراتيجية التعلم التعاوني
يُعرف بأنّه نوع من التعليم يتيح الفرصة لعدد من المتعلمين للتعلّم من بعضهم والعمل داخل مجموعات، لا يقل عددها عن شخصين ولا يزيد عن سبعة أشخاص، يتعلّمون بطريقة اجتماعيّة من خلال المجموعات، خبرات تعليمية ومهارات تؤدّي في النهاية إلى الوصول للهدف من الدّرس، باستخدام استراتيجية التعلم التعاوني، ويسمى هذا النوع من التعليم بالتعليم الرّمزي.[٣]
تُسهم استراتيجيّة التعلم التعاوني في تنمية السلوك التعاونيّ، ويعمل على تحسين العلاقات بين الطلاب في المجموعة، ويساعدهم في التعلم الأكاديميّ في الوقت نفسه، وأظهرت الدراسات بأنّ الصفوف التي تتعلّم بطريقة التعلم التعاوني، تتفوق تفوقًا ذا مغزى ودلالة على صفوف الجماعة الضابطة في التحصيل العلمي والأكاديمي، وبتوفّر أساس امبريقيّ ونظريّ قويّ للتعلم التعاونيّ يدلّ على أن البشر يتعلمون من خلال خبراتهم، وأن المشاركة النشطة في المجموعات تساعد الطلاب على تعلم المهارات الاجتماعية المهمّة، كما تساعدهم على تنمية الاتجاهات الديموقراطية ومهارة التفكير المنطقي في الوقت نفسه عند الفرد.[٢]