استطلاع رأي عام حول مطاعيم كورونا

كتابة:
استطلاع رأي عام حول مطاعيم كورونا


إلى متى سيبقى فيروس كورونا حديث العصر؟



ربما بات التساؤل الأكثر شيوعًا في الآونة الأخيرة هو متى سينتهي هذا الفيروس وتأثيره والجلبة التي أشغل بها العالم كله بكافة مناحيه، وقد اتفقت العديد من الجهات الطبية العالمية على بعض الافتراضات التي بحدوثها قد نتخلص من هذا الوباء، كتحوّره لفيروس أضعف أقل فتكًا وانتشارًا، أو اكتشاف علاج قطعي له، أو حماية سكان العالم بإعطائهم المطاعيم ضد هذا اللقاح، حيث تُظهر الإحصائيات وفقًا لمنظمة الصحة العالمية أنّ ما نسبته 29% من عدد سكان العالم تلقوا جرعة واحدة على الأقل من مطعوم كورونا إلى تاريخ الرابع من آب 2021 و14.8% تلقوا الجرعتين معًا وهذا يعني أنَّه لا زالت تفصلنا مسافة جيدة عن تطعيم النسبة الأكبر من سكان العالم.


ومن دورنا ارتأينا إجراء دراسة مجتمعية حول إقبال المواطنين العرب على تلقي المطعوم، محاولين استخلاص بعض النتائج للوقوف على حلول ممكنة لها، مع إيماننا الكامل بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية في جميع الأحوال حتى مع تلقي المطعوم.


هل رأي المجتمعات العربية مشابه لرأي المجتمعات الأخرى حول المطاعيم؟

بحسب الدراسة التي أجراها فريق استشاري الطبي، والتي ضمت شريحةً كبيرةً من المجتمع، إذ أُجريت على ما يُقارب 10,000 شخص من مختلف أنحاء الوطن العربي، بأعمار ومستويات تعليمية مختلفة؛ وجدنا أنّ: 27.7% ممّن شاركوا في الدراسة تلقوا جرعة واحدة على الأقل من مطعوم كورونا، بينما لم يتلقى 72.3% منهم إلى الآن أيّ جرعة!


بالمقابل إذا ما قارننا هذه النسب مع دول العالم الأخرى نجد:[١]


الدولة
نسبة الأشخاص الذين أخذوا اللقاح
كندا
71.84%
بريطانيا
69.02%
إسبانيا
68.13%
إيطاليا
63.68%
ألمانيا
61.16%
فرنسا
61.68%
روسيا
25.19%
الأرجنتين
55.52%
الولايات المتحدة الأمريكية
57.34%
اليابان
39.81%
ماليزيا
44.02%
الصين
43.21%
كوريا الجنوبية
37.93%
المكسيك
34.99%


ومن هذه الأرقام لاحظنا اختلافًا بين إقبال أفراد المجتمعات العربية وإقبال الأفراد في المجتمعات غير العربية، فنسب الأشخاص الذين تلقّوا اللقاح أعلى في المجتمعات الأجنبية، لذا لا بدّ من تشجيع الأفراد في الدول العربية على أخذ اللقاح حتى تزداد هذه النسبة عامةً، وتبدأ جائحة كورونا بالانتهاء تدريجيًا.


هل يلعب المستوى التعليمي للشخص دورًا في توجيهه نحو أخذ المطعوم؟

بناءً على الدراسة التي أجريناها؛ فإنّ المستوى التعليمي للشخص لم يكن عاملًا بتأثير واضح ومفصليّ في مدى الإقبال على تلقي المطعوم، فلا شيء يُثبت هذا الأمر، حيث لاحظنا أنَّ:

  • من بين متلقيّ المطعوم: 23% منهم أنهوا الدراسة المدرسية فقط، في حين 77% منهم من حملة الشهادات الجامعية والدراسات العليا.
  • ومن بين غير المتلقيّن للمطعوم: وجدنا أن ارتفاعًا طفيفًا في نسبة الأشخاص الذين أنهوا الدراسة المدرسية فقط ولم يتلقّوا مطعوم كورونا حيث بلغت نسبتهم 27%، مقابل 73% لم يتلقوه وكانوا من حملة الشهادات الجامعية والدراسات العليا.


لذا وفقًا للنسب المطروحة، وجدنا فعليًا سلوكًا متقاربًا لأصحاب الشهادات التعليمية المدرسية في توجههم أو امتناعهم عن تلقي مطعوم كورونا، مقابل سلوك آخر متقارب أيضًا للمتعلمين تعليمًا جامعيًّا لقاء ذات الفكرة، حيث لاحظنا أنّ طبيعة المستوى التعليمي لم يكن عاملًا فاصلًا وحاسمًا وراء صاحبه لاتخاذ قرار تلقي اللقاح، ويرجّح فريقنا الطبي أنّ هذه النتائج منطقية وطبيعية نظرًا لما نشهده من تأثير مجتمعيّ فكري شرس الانتشار حول مطاعيم كورونا الأمر الذي يحتّم علينا إخضاع فكرة تلقي مطعوم كورونا لعوامل مؤثرة ومحورية كثيرة جدًّا، المستوى التعليمي لم يكن أحدها.



أكثر من 41% من المواطنين العرب يرون أن المطعوم غير آمن

عند سؤالنا للخاضعين للدراسة عن مدى ثقتهم بأمان مطاعيم كورونا، أجابنا 41% منهم أنهم يعتقدون أنّ لقاح كورونا غير آمن، وهذه نسبةٌ ليست بالقليلة على الإطلاق! مع إشارتنا إلى أنّنا وجدنا أن أكثر من ثلاثة أرباع هذه النسبة كنَّ إناثًا، بينما كان أقل من ربعها كانوا رجالًا!



هل المرأة العربية لا تثق بمطاعيم كورونا؟

في حين أنّ 74% من الممتنعين عن تلقي المطعوم كنّ إناث مقابل 26% فقط من الرجال، استوقفتنا هذه الأرقام غير المتوقعة للإجابة عن تساؤل: لماذا إقبال الإناث أقل على مطاعيم كورونا؟


وقد يكون ذلك لمرور المرأة ببعض الظروف الخاصة، كالرضاعة والحمل أو حتى الرغبة في الحمل مستقبلًا والخوف على صحة الجنين، فكل ذلك له تأثير في قرار المرأة في تلقّي المطعوم، وقد يُعزى إلى خوف بعض الإناث من أيّ آثار للقاحات كورونا على الدورة الشهرية، وأيضًا بطبيعة الحال في الوطن العربية فإنّ المرأة تمتهن مهنًا أقل احتكاكًا بالأفراد المصابين بفيروس كورونا مقارنة بالرجال، أو مهنًا لا تتطلب الحصول على مطعوم كورونا.


لا يزال 28% من الناس لم يحصلوا على فرصة تلقي اللقاح

أظهرت نتائج الدراسة التي أجريناها أنّ 72% من الأشخاص لم يتلقوا أي من مطاعيم كورونا إلى الآن، وأنّ 28% منهم كان السبب الوحيد وراء عدم تلقيهم جرعة من المطعوم هو عدم حصولهم على فرصة لأخذه.

ونرى نحن فريق استشاري الطبي أنّ أسباب إجابة الناس بأنّهم لم يحظوا فرصة لتلقي المطعوم قط قد تكمن وراء:

  • تفضيلهم لنوع من المطاعيم دون غيره، مع عدم توفره في دولته.
  • صغر السن.
  • المعاناة من بعض الأمراض أو الحالات الصحية التي تمنع تلقي لقاح كورونا حاليًا.



النسبة الأكبر للعازفين عن المطعوم كانت فئة الشباب

بينت الدراسة أنّ معظم العازفين عن المطعوم كانوا من فئة الشباب، وقد قسّمنا المشاركين في الدراسة لخمس فئات عمرية، وترتبت نتائجها على النحو الآتي:

  • 2% فقط من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تلقوا المطعوم.
  • و11% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-30 عاماً تلقوا المطعوم.
  • بينما تلقى ما نسبته 41% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 31-45 عامًا المطعوم.
  • وقد تلقى ما نسبته 61% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 46-60 عامًا المطعوم.
  • وكانت النسبة الأعلى للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 60 عامًا، فقد حصل 64% منهم على مطعوم كورونا.


وقد يُعزى السبب في حصول كبار السن على أعلى نسبةٍ من الأفراد الذين تلقوا المطاعيم إلى الإجراءات المتبعة ببعض الدول والمتمثلة بإعطاء الأولوية لكبار السن،[٢]، وبشكل عامّ فإنّ أكثر الفئات أولوية بأخذ مطاعيم كورونا هي:

  • الأفراد الذين يُعانون من بعض الحالات الصحية، كارتفاع ضغط الدم، والسكري، والربو، وأمراض الرئة والكبد والكلى، وذلك لزيادة خطر المعاناة من المضاعفات الناجمة عن الإصابة بالفيروس.[٣]
  • العاملون في قطاع الصحة العامة، وذلك لدورهم الكبير في مكافحة العدوى وتوفير الرعاية للمصابين بفيروس كورونا؛ فهم أكثر الفئات احتكاكًا بالمصابين.[٤]
  • الحوامل؛ ففي سياق الحديث عن مطعوم كورونا والحمل يُشار إلى أنّ الحوامل أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات فيروس كورونا.[٥]


لماذا يجب على الشباب أخذ اللقاح؟ يجدر بالشباب أخذ اللقاح لكثرة تحركاتهم واختلاطهم مع عدد كبير من الأفراد، إذ يُساعد أخذهم للقاح على منع نقل العدوى لغيرهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ أعراض فيروس كورونا لا تختلف بين الصغار والكبار، وإنما قد تختلف أعراض فيروس كورونا من شخص لآخر حسب طبيعة جسم المصاب.[٦]


هل يمكن تطعيم الأطفال ضد فيروس كورونا؟ أجازت منظمة الصحة العالمية (WHO) إعطاء مطعوم كورونا للأطفال فوق سن 12 عامًا، فالأطفال معرضون للإصابة بفيروس كورونا وتظهر عليهم الأعراض، إلّا أنّه لا توجد حاليًا دراسات توضح فعالية وأمان لقاح فيروس كورونا على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا.[٧]



لماذا يحظى هذا المطعوم بشعبية عربية أكبر مقارنة بغيره من المطاعيم؟

قمنا بطرح سؤال :"أي مطاعيم كورونا تعتقد أنّها الأفضل؟" على المشاركين في الدراسة، وكانت النتائج كالآتي:


نوع المطعوم
النتيجة
فايزر- بيونتك (الأمريكي الألماني)
23%
أسترازينيكا- أكسفورد (البريطاني)
14%
سبوتنيك-في (الروسي)
10%
سينوفارم (الصيني)
9%
جونسون آند جونسون (الأمريكي)
1%
مودرنا (الأمريكي)
1%
نوع آخر
1%
رفض أخذ أي مطعوم
41%


وفي سياق الحديث تجدر الإشارة إلى أنّ جميع المطاعيم المستخدمة للوقاية من فيروس كورونا جيدة وتفيد في التخفيف من حدة الأعراض وتقليل فرصة إصابة الأفراد بالعدوى الشديدة أو المستعصية من المرض، إضافةً لدورها في الحد من انتشار العدوى بين الأفراد، كما أنّ تلقي المطاعيم يُساعد على الحد من تحور فيروس كورونا، وقد يقي لقاح كورونا المسافرين من خطر الإصابة بالفيروس.[٨]



هل تخصيص متلقي اللقاح بإجراءات تخفيفية كان حافزًا لأخذ المطعوم؟

أظهرت نتائج الدراسة التي أُجريت من قِبل الفريق الطبي في موقع استشاري أنّ 32% من الأشخاص يرغبون بأخذ مطعوم كورونا أو قد أخذوه بالفعل للحصول على بعض الإجراءات التخفيفية، كالسماح لهم بالسفر، والتنقل بين البلدان المختلفة، إضافةً إلى التخفيف من عدد ساعات الحظر المؤقت، وعدم ارتداء الكمامة، والسماح لهم بالدخول لجميع المرافق العامة والحدائق العامة ودور السينما والمطاعم والمباريات، وبإمكانهم ممارسة حياتهم اليومية بطريقة أسهل.


في حين أظهرت النتائج أن 68% من الأشخاص أقبلوا على أخذ لقاح فيروس كورونا لإيمانهم بفاعليته في الحد من انتشار العدوى بين المجتمع، ومن بين الفريقين يوجد ما نسبته 19% من الأفراد الذين أقبلوا على أخذ اللقاح بسبب إجبار جهات العمل لديهم على ذلك بالإضافة إلى عددٍ من الأسباب الأخرى.



وختامًا نوجه رسالة بضرورة أخذ اللقاح حماية للفرد والمجتمع، وحدًا للأعباء الاقتصادية التي يُسببها، فلا معنى لسؤال "هل أخذ لقاح كورونا إجباري؟" في واقعٍ بات فيه اللقاح ضرورةً.


المراجع

  1. "Coronavirus (COVID-19) Vaccinations", ourworldindata, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  2. "How CDC Is Making COVID-19 Vaccine Recommendations", cdc, 2/8/2021. Edited.
  3. "COVID-19 Vaccines for People with Underlying Medical Conditions", cdc, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  4. "COVID-19 Vaccines for Healthcare Personnel", cdc, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  5. "COVID-19 Vaccines While Pregnant or Breastfeeding", cdc, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  6. "Symptoms of Coronavirus", webmd, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  7. "The Pfizer BioNTech (BNT162b2) COVID-19 vaccine: What you need to know", who, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  8. "Coronavirus disease (COVID-19): Vaccines", who, Retrieved 2/8/2021. Edited.
2286 مشاهدة
للأعلى للسفل
×