محتويات
استفهام الإنكار التوبيخي
قد يخرج الاستفهام عن المعنى الذي وضع في الأساس للإنكار على المخاطب وهذا الإنكار قد يكون منكراً بالعرف أو الشرع.[١]
والاستفهام الإنكاري التوبيخي يكون قد وقع على كل حال، وهو على أكثر من وجه كما يأتي:[١]
- إنكار للتوبيخ على أمر وقع وانتهى في الماضي
بمعنى ما كان ينبغي أن يكون ذلك الأمر الذي كان، نحو قولك لمن صدر منه عصيان: أعصيت ربك؟
- إنكار للتوبيخ على أمر يقع في الحال
لا ينبغي أن يكون هذا الأمر، نحو: «أتعصي ربك؟» تقول هذا لمن هو واقع في المنكر أو لمن همّ أن يقع فيه، على معنى:
لا ينبغي أن يحدث منك حالًا أو يصدر عنك استقبالًا.
أمثلة على إنكار التوبيخ في القرآن الكريم
- قوله -تعالى-: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم)،[٢] فالله تعالى ينكر على الكافرين كفرهم بالله تعالى ويوبخهم على ذلك وهم الذين كانوا أمواتاً فأحياهم الله تعالى.
- قوله -تعالى-: (أَتَدعُونَ بَعلًا وَتَذَرُونَ أَحسَنَ الخَـالِقِینَ)،[٣] فالله تعالى ينكر على الكافرين عبادتهم لإلههم بعل وترك عبادة الله تعالى الذي خلقهم ويوبخهم على ذلك.
- قوله -تعالى-: (قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)،[٤] فالله تعالى ينكر على الذين قالوا كنا مستضعفين ولم نستطع الإيمان ويبوخهم على ذلك ويقول لهم على سبيل التوبيخ على شكل سؤال (ألم تكن أرض الله واسعةً).
- قوله -تعالى- على لسان إبراهيم عليه السلام: (أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون)،[٥] فإبراهيم عليه السلام ينكر عليهم عبادتهم الأصنام التي ينحتونها، ويتركون عبادة الله الذي خلقهم وخلق هذه الأصنام، ويوبخهم على ذلك.
- قوله -تعالى-: (أَغَيرَ اللَّـهِ تَدعونَ)،[٦] فالرسول ينكر على قومه دعوتهم لغير الله وعبادتهم له ويوبخهم على ذلك.
- قوله -تعالى- على لسان إبراهيم عليه السلام: (أأفكاً آلهة دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ)،[٧] فإبراهيم عليه السلام يوجه الاستفهام لقوله الذي خرج على سبيل الإنكار والتوبيخ لقومه الذين اتخذوا الآلهة بالإفك والكذب دون الله تعالى.
أسلوب الاستفهام
هو أن يطلب المتكلم من المخاطب معرفة شيءٍ لم يسبق له العلم به، وهو يسأله ليعلم ما يسأل عنه، ومن الأمثلة عليه قولك لأخيك تسأله عن موعد قدوم أبيك: هل جاء أبي؟
فأنت لا تعلم إذا جاء أبوك أم لا وتسأل لتعرف ذلك.[٨]
وللاستفهام أدوات تستخدم لصياغة أسلوب الاستفهام وهي على قسمين:[٩]
- حروف ومنها هل والهمزة.
- أسماء ومنها مَن وما ومتى وأين وأيان وأي وكيف.
المراجع
- ^ أ ب عبد العزيز عتيق، علم المعاني، صفحة 102. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:28
- ↑ سورة الصافات، آية:125
- ↑ سورة النساء، آية:97
- ↑ سورة الصافات، آية:95- 96
- ↑ سورة الأنعام، آية:40
- ↑ سورة الصافات، آية:86
- ↑ محمد قاسم، علوم البلاغة، صفحة 293. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز عبد العتيق، علم المعاني، صفحة 93. بتصرّف.