استقلال مصر عن الدولة العثمانية 1769

كتابة:
استقلال مصر عن الدولة العثمانية 1769

استقلال مصر عن الدولة العثمانية 1769

في عام 1768 قام علي بك بالعمل على ترسيخ نفوذه في مصر، وقد كان ذلك بعد أن اشتدت أوزار الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا بثماني سنوات، عندها قام علي بك باستغلال الحرب وعدم تدخل جيوش الأستانة بمصر وانشغالهم بالحرب، حينئذٍ قام علي بك بغزل الوالي العثماني راقم محمد باشا عن ولاية مصر، وأصدر أوامره للأستانة بعد إرسال أيَّ والٍ مرة أخرى من قبلهم.[١]

بعد ذلك أعلن علي بك عن توقف مصر الأخذ بمضمون القرار الصادر عن العثمانيين والقاضي بإرسال أموال الضرائب المصرية إلى مكة والمدينة من مصر سنوياً؛ الأمر الذي جعل الأستانة تستنكر لهذا الفعل واعتباره تمرداً صريحاً على سلطة الباب العالي، بعدها جاء إعلان علي بك رسمياً لاستقلال مصر عن العثمانيين، بالإضافة إلى قرار صك العملة المعدنية الرسمية للبلاد مكتوباً عليها اسمه.[١]

الغزو العثماني لمصر

كانت بدايات القرن السادس عشر قد مكَّنت الدولة العثمانية من فرض هيمنتها العسكرية على بلاد الشام ومصر؛ وذلك في نهاية الحرب العثمانية المملوكية من عام 1516م وحتى عام 1517م، فقد أقامت الدولة العثمانية إيالة في مصر تابعة لها من عام 1517م وحتى عام 1867م، والإيالة هي ما يعرف بأكبر الوحدات الإدارية والعسكرية في تنظيم جيوش الدولة العثمانية.[٢]

كانت مصر منيعة حصينة من الدول التي يصعب على السلاطين العثمانيين السيطرة عليها؛ وذلك لما كان يتمتع به المماليك من سلطة ونفوذ تمكنهم من إدارة الدولة وحمايتها جغرافياً وسياسياً، أما عن بداية الغزو العثماني فكان عندما تولى خاير بك والي حلب في ذلك الوقت ولاية مصر.[٢]

حينها أمر بإلغاء النظام الإقطاعي للمماليك حتى أنه كان يقوم بإرسال حصاد القمح إلى مكة والمدينة بالإضافة إلى الأموال التي كانت تُجمع من الضرائب، وعيَّن جنوداً له من قوات المشاة ونخبة الفرسان لحراسة أسوار القاهرة وحماية القلعة التي كانت مقراً للوالي العثماني.[٢]

بعدها انتقلت الولاية إلى أحمد باشا عام 1522م؛ حيث أعلن السلطنة في مصر إلى أن قُتل بعد عامين من توليه السلطنة، وجاء على إثرها الوزير إبراهيم باشا بعام وكوَّنَ أول حكومة عسكرية عثمانية وعلى رأسها الوالي أو الباشا وقام بتقسيم مصر إلى أربع عشرة محافظة يرأسُها الضباط العثمانيون.[٢]

ملامح الحياة السياسية في مصر في العصر العثماني

بعد الفتح العثماني لمصر عام 1517م على يد السلطان سليم الأول عمل على الاحتفاظ ببقية القوى المملوكية وعدم القضاء عليها؛ وذلك للاستفادة منهم إدارياً في حكم البلاد، ولما لهم من خبرة في هذا المجال وكذلك لجعلهم قوة عسكرية مساعدة لقوة الباشا العثماني في مصر وبالتالي الاستفادة منهم عسكرياً في القضاء على تمردات البدو في مصر بحكم خبرتهم في هذا المجال.[٣]

قبل مغادرة السلطان سليم لمصر اتخذ بعض التدابير، منها أن عيَّن خاير بك الأمير المملوكي حاكماً على مصر عام 1517م، والذي ساعد العثمانيين ضد أبناء جلدته المماليك، فأراد السلطان سليم أن يضمن ولاء مصر للحكم العثماني، فترك فيها حامية عثمانية تحت إمرة بعض القادة لديه، كما شكل مجلساً لمعاونة خاير بك في إدارة البلاد حتى يضمن بقاء السيادة العثمانية.[٣]

بعد خروج السلطان سليم من مصر أعطى خاير بك الأمان للمماليك الهاربين، وبعد ظهورهم أحسن إليهم ونادى عليهم بركوب الخيل وشراء السلاح وأمرهم بلباس زي المماليك لا العثمانيين، كما أن خاير بك استعان بهم في قمع الانكشارية والسباهية الذين تمردون على الأوامر القاضية للسلطان سليم.[٤]

ذلك بإرسالهم من مصر إلى الأناضول وتم إرسالهم بالفعل واستُخدِمَ المماليك في مصر لموازنة قوة الانكشارية والسباهية، وكثيراً ما كانت تقوم المنافسات والفتن بين الفريقين.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب أحمد متولي، الفتح العثماني لمصر والشام، صفحة 300. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث أحمد متولي، الفتح العثماني لمصر والشام، صفحة 23. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ناصر أحمد ابراهيم، الأزمات الاجتماعية في مصر في القرن السابع عشر، صفحة 212. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد بن أبي السرو البكري، الروضة المأنوسة في أخبار مصر المحروسة، صفحة 6. بتصرّف.
4715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×