اشعار حب جميلة

كتابة:
اشعار حب جميلة


قصيدة إني عَشِقتُ، وهل في العشقِ من باسِ

يقول الشاعر أبو نواس:

إني عَشِقتُ، وهل في العشقِ من باسِ

ما مرّ مثْلُ الهوى شيءٌ على راسي

ما لي وللنّاسِ، كمْ يَلْحَوْنَني سَفَهاً

دِيني لنفْسي ودينُ الناسِ للناس

مـا للْـعُـداةِ، إذا ما زُرْتُ مالِكَتي،

كأنّ أوْجُهَهُمْ تُطْلى بأنْقاسِ

الله يعْلَمُ ما تَرْكي زيارَتكمْ،

إلاّ مخافة أعـدائـي وحُــرّاسـي

ولو قـدرْنَـا على الإتْيـانِ جئتُـكُـمْ

سعْياً على الوجهِ أو مشْياً على الراسِ

وقد قرأتُ كتاباً من صحائفكمْ

لا يـرحـمُ الله إلاّ راحـمَ النّــاسِ


بعض من أشعار قيس بن الملوح

بعض من أشعار قيس بن الملوح فيما يأتي:

قصيدة بي اليوم ما بي من هيام أصابني

بِيَ الْيَوْمَ مَا بِي مِنْ هيَام أصَابَنِي

فإيَّاكَ عَنِّي لاَ يِكنْ بِكَ مَا بِيَا

كأنّ دموع العين تسقى جفونها

غداةَ رأت أظعان ليلى غواديا

غُرُوبٌ أثَرَّتْها نَوَاصِحُ مُغْرَبٍ

معلقة تروي نحيلاً وصاديا

أُمرت ففاضت من فروع حثيثة

على جدول يعلو منى متعاديا

وقد بعدوا واستطردوا الآل دونهم

بِدَيْمُومَة ٍ قَفْرٍ وَأنْزلْتُ جَادِيَا


قصيدة بينما نحن باِلْبَلاَكِثِ بِالْقَاع

بينما نحن باِلْبَلاَكِثِ بِالْقَا

عِ سِرَاعاً وَالْعِيسُ تَهْوي هُوِيَّا

خطرت خطرة على القلب من ذك

راك وهناً فما استطعت مضيا

قُلْتُ لَبَّيْكِ إذْ دَعَانِي لَكِ الشَّوْ

قُ ولِلْحَادِيَيْن كُرَّا المَطيَّا


قصيدة لاَ لاَ أُحِبُّ السَّيرَ إلاَّ مُصَعِّداً

لاَ لاَ أُحِبُّ السَّيرَ إلاَّ مُصَعِّداً

وَلاَ البَرْقَ إلاَّ أنْ يَكُونَ يَمَانِيَا

على مثل ليلى يقتل المرء نفسه

وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا

إذا ما تمنى الناس روحاً وراحة

تمَنَّيْتُ أنْ ألقاكِ يَا لَيْلَ خالِيَا

أرى سقما في الجسم أصبح ثاوياً

وحزناً طويلاً رائحاً ثم غاديا

ونادى منادي الحب أين أسيرنا؟

لَعلَّكَ مَا تَزْدَادُ إلاَّ تمَادِيَا

حملت فؤادي إن تعلق حبها

جعلت له زفرة الموت فاديا


قصيدة أيها الطير المحلق غادياً

أيها الطير المحلق غادياً

تحمل سلامي لا تذرني مناديا

تَحَمَّلُ هّدَاكَ اللّه مِنِّي رِسَالةً

إلى بلد إن كنت بالأرض هاديا

إلى قفرة من نحو ليلى مضلة

بها الْقَلْبُ مِنِّي مُوثَقٌ وفؤَادِيَا

ألاَ لَيْتَ يَوْمَاً حَلَّ بِي مِنْ فِرَاقِكُمْ

تَزَوَّدْتُ ذاك اليومَ آخِرَ زادِيَا


قصيدة ألاَ إنَّمَا أفْني دُمُوعِي وشَفَّنِي

ألاَ إنَّمَا أفْني دُمُوعِي وشَفَّنِي

خُرُوجِي وتَرْكِي مَنْ أُحِبُّ وَرَائِيَا

ومَا لِيَ لاَ يَسْتَنْفِدُ الشَّوْقِ عَبْرَتِي

إذا كُنْتُ مِنْ دَارِ الأحِبَّةِ نَائِيَا

إذا لم أجِدْ عُذْراً لِنفْسِي ولُمْتُها

حَمَلْتُ عَلَى الأَقْدَارِ ما كان جَارِيَا


قصيدة يا صَاحَبيَّ اللَّذينِ اليومَ قد أخَذَا

يا صَاحَبيَّ اللَّذينِ اليومَ قد أخَذَا

فِي الحَبْل شِبْهاً لِلَيْلَى ثُمَّ غَلاَّهَا

إني أرى اليوم في أعطاف حبلكما

مَشابِهاً أَشْبَهَتْ لَيْلَى فَحُلاَّهَا

وأرشداها إلى خضراء معشبة

يوماً وأن طلبت إلفاً فدلاها

وأورداها غديراً لا عدمتكما

من مَاءِ مُزْنٍ قَرِيبٍ عِنْدَ مَرْعَاهَا


قصيدة يقول لي الواشون ليلى قصيرة

يقول لي الواشون ليلى قصيرة

فليت ذراعاً عرض ليلى وطولها

وإن بعينيها لعمرك شهلة

فَقُلْتُ كِرَامُ الطَّيْر شُهْلٌ عُيونُها

وجَاحِظَةٌ فوْهاءُ، لاَ بَأسَ إنَّها

منى كبدي بل كل نفسي وسولها

فَدُقَّ صِلاَبَ الصَّخْرِ رأسَكَ سَرْمَداً

فإني إلى حين الممات خليلها


قصيدة عشق

يقول الشاعر حمزة قناوي:

عشقٌ يُسافِرُ من دِمَاكِ إلى صميمي
إن أقبلت شفتاك فاض بها هوى
يلقى جنانك في جحيمي
هذي يداك امتدتا عشقاً إليّ
وهذي مقلتاك أضاءتا روحي هياماً
شدَّني نَحوَ النَّعيمِ
قلبي يغادر ليلَهُ
ويداك يُبسَطُ ضوؤها
فتموت بالعشق المسافةُ بين قلبي والنجومِ
شفتاك تستعران بالعشق المؤجّج
إن تهاطلتا على شفتيّ في لهفٍ
لتغمرني ينابيع الفراديس التي
تهمي على عطشي المُقيمِ
ها أنتِ تقتحمين أورِدَتي
وترتحلين بين دمي إلى قلبي اليتيمِ
وتُقَطِّرينَ العِشقَ فيه صَبابةَ..وجداً..حنواً صافياً
حتى يفارق يُتمَه الممتدّ في العمر الهشيمِ
يدُكِ التي امتَدَّت لجَدبِ جَوانِحي
مَدَّت جُذور الفَرْح في عمق الفؤاد
وسافرت تجتث أشجار الهمومِ .
وتعيد للروح الجديبة زهرها المخبوء في إمحاله..
حزناً.. من الزمن القديمِ
قلبي يراوغه المطر.
شفتاكِ تبعث بالغيوم إليه في ولهٍ حَميمِ
من سوف يفصلنا إذاً؟
هذا اكتمال العشق وحَّدَنَا
دماؤك في دمي تمضي
وبُرءُكِ في سَقيمي.
روحان رفَّ الوجدُ في جنبيهما
حتى استضاءا..
حَلَّقَا..
خرجا إلى الأكوان بين ظلامها
شمسان تأتلقان في ليلٍ بهيمٍ


قصيدة عشق وغيوم

يقول الشاعر سالم القبيسي:

جَلَّ عِشقٌ
يَملأُ الغَيمَةَ أشجاراً
وأطياراً وشِعرا
جَلَّ عِشقٌ
يَملأُ الشارعَ
أقلاماً وأوراقًا
وحِبرًا
جَلَّ عِشقٌ
لَوَّنَ الأحزانَ
أفراحاً
وبُشرى
يا أنيسَ الليلِ
خُذْ لَيلي
ومُدَّ السُّهْدَ دَهرا
يا أنيسي
مَنْ سِوى نجواكَ عِندي
عانقت نجواي سِحرا
يا أنيسي
حَلِّقِ الآنَ بِقَلْبي
والتَمِس للروحِ مَسرى
ها أنا
في غابةِ الصمتِ وَحيدٌ
وطُيوفُ الخَوفِ تَترَى
ها أنا وَحدي
يخوضُ الصمتَ بضي!
وقناديلي وأحلاميَ أسرى!
طَوَّقت مَملكةُ الأشباحِ صَوتي
يا أنيسي
كُنْ معي في المَوتِ نِمرا


قصيدة أيّها العشق

تقول بهيجة مصري إدلبي:

أيها العشق لِمَ العشاق تاهوا

وبكى سرّاً على قلبي هواهُ

ولِمَ الشوق إذا ما طال ليل

ضمّت الأرواح بالشكوى يداهُ

ما لروحي طاف سرّاً

طائر الأشواق فيها

حين صار الحب سحراً

تاه فيه القلب تيها

هل صلاة العشق للعشاق تيه

أم ترى يا عشق ما لست أراهُ

دع فؤادي واصطفيني كي أغني

فغناء القلب في البلوى دواهُ

واملأ الكاسات خمراً

في يقيني العمر أسرُ

إن خمر اليوم أسرى

وغداً يا عشق أمرُ


قصيدة العشق بلدٌ من بلاد الله

يقول الشاعر عبد العزيز جويدة:

هَذا أنَا
والعِشْقُ سَهْمٌ مِنْ سِهامِ اللهْ
مُتَصَوِّفٌ فِيكِ..
أنا
قَدَرٌ عَلَيَّ مِنَ الإلَهْ
حتى أنا
هذا الذي يَجْثُو أمامَكِ
لا أراهْ
أنا ذائِبٌ فيكِ..
لآخِرِ قَطْرَةٍ
مُتَوَحِّدٌ فيكِ أنا
حتى تُفارِقََنا الحَياةْ
مِثْلَ الرَّحيقِ بِزَهْرَةٍ
مِثلَ الشَّذا..
إنْ ذَابَ في الكَوْنِ
وتاهْ
قد صارَ صعبًا تَفْصِلِينَ عَناصِري
مُتَكَوِّنٌ مِنكِ..
أنا
أنتِ العَناصِرُ كُلُّها
وأنا المِياهْ
هَذا أنا
للعِشقِ بَعضُ مَواسِمٍ
ونَسائمٍ مِنَّا تَهُبْ
يأْتي الهوَى من كلِّ حَدْبٍ دائمًا
من كلِّ صَوبْ
فاضَ الحَنينُ فَسلِّمي
واستَسلِمي..
للقادِمِ المَجنونِ يأتي دائمًا
في ألفِ رَكبْ
هذا الذي يَغْتالُنا
أيكونُ ما يَغتالُنا عِشْقًا وحُبْ؟
سَيُعيدُ تَشْكيلَ الوُجودِ
يُعيدُنا ..
نُطَفًا ، ويُلْقينا بِرَحْمٍ ما دَخَلْناهُ
فَنُولَدُ بَعْدَها
في شَكلِ قلبْ
لا أنتِ أنتِ، ولا أنا
فمَتى تَغَيَّرَ شَكْلُنا؟
سَنَكونُ أروعَ عِندَما
رُوحُ الهَوَى فينا تَدِبْ
هذا أنا
والعِشْقُ سَهْمٌ من سِهامِ اللهْ
أَمضي إلَيها دَائمًا
وَجِدًا، وَصَبْ
أَستَغْفِرُ اللهَ العَظيمْ..
من كُلِّ ذَنبْ
إلا الهَوَى
يا رَبُّ زِدْني
من عَذابِ الشَّوقِ زِدْ
واجْعلهُ يَسكُنُ كلَّ عِرْقٍ،
كلَّ نَبْضٍ،
كلَّ هُدبْ
لأظَلَّ أصْرُخُ مِثْلَ قِدِّيسٍ كَتومْ
هو ليسَ يُفصِحُ عن هواهْ
لكنَّهُ مُستغرِقٌ فِيمن يُحِبْ
مُدُنٌ يُقالُ بأنَّها للعِشْقِ تُفْتَحُ
كلَّ عامْ
هي ليْلَةُ القَدْرِ التي
ما إنْ تَدُقُّ بِبابِها..
يَأتِي الغَرامْ
يا سَيِّدي في العشقِ
زِدْني دائمًا
"مَدَدًا.. مَدَدْ"
يا وَاصِلاً حتى العِظامْ
ماذا أُريدْ؟
لا شَيْءَ لا
أنا لم يَعُدْ عِندي كَلامْ
مُرِّي بِقلبي عَشْرَ مَرَّاتٍ
تَعالَيْ
رَدِّدي هذا السَّلامْ
قُولي: أُحِبُّكَ.. مُنْيَتي
لأضُمَّ وَجهَكِ دَاخلي
حتى أَنامْ
أنا أَلْفُ طِفلٍ دَاخِلي
كُلٌّ يُكَابِدُ وَحْدَهُ
زَمَنَ الفِطامْ
هو ليسَ غَيرَكِ
كي أُجاوِزَ مِحْنَتي
وأذوبَ في مَاءِ النَّدَى
وأنامَ في حِضْنِ الغَمامْ
أنا رُبَّما أحببْتُ يَومًا
رُبَّما
لَكنَّ حُبَّكِ
جَاءَ يَخْتِمُ قِصَّتي
ويَقولُ: أنتِ حَبيبَتي
مِسْكُ الخِتامْ.


قصيدة أحبيني

للشاعر بدر شاكر السياب:

وما من عادتي نكرانُ ماضيَّ الذي كانا،
ولكنْ… كلُّ من أحببتُ قبلك ما أحبوني
ولا عطفوا عليَّ، عشقتُ سبعًا كنَّ أحيانا
ترف شعورهن عليَّ، تحملني إلى الصينِ
سفائنُ من عطور نهودهنَّ، أغوص في بحرٍ من الأوهام والوجد
فألتقط المحار أظنُّ فيه الدرَّ، ثم تظلني وحدي
جدائلُ نخلةٍ فرعاءْ
فأبحث بين أكوام المحار، لعلَّ لؤلؤة ستبزغ منه كالنجمة،
وإذ تدمى يداي وتُنزع الأظفار عنها، لا ينزُّ هناك غيرُ الماء
وغير الطين من صدف المحار، فتقطر البسمة
على ثغري دموعًا من قرار القلب تنبثقُ،
لأنَّ جميع من أحببتُ قبلك ما أحبوني.
وأجلسهنَّ في شُرَف الخيال… وتكشف الحُرَق
ظلالًا عن ملامحهنَّ: آهِ فتلك باعتني بمأفونِ
لأجل المال، ثم صحا فطلَّقها وخلَّاها.
وتلك… لأنَّها في العمر أكبرُ أم لأنَّ الحُسنَ أغراها
بأني غير كفءٍ، خلفتني كلما شرب الندى ورقُ
وفتَّح برعمٌ مثلتُها وشممتُ ريَّاها؟
وأمسِ رأيتُها في موقف للباص تنتظرُ
فباعدتُ الخُطى ونأيتُ عنها، لا أريد القربَ منها، هذه الشمطاء
لها الويلات؟ ثم عرفتُها: أحسبتِ أنّ الحسن ينتصرُ
على زمن تحطَّم سور بابلَ منه، والعنقاء
رمادٌ منه لا يُذكيه بعث فهو يستعر؟
وتلك كأنَّ في غمَّازتيها يفتح السَّحَرُ
عيونَ الفُلِّ واللبلاب، عافتني إلى قصر وسيارة،
إلى زوج تغير منه حالٌ، فهو في الحارة
فقير يقرأ الصحفَ القديمةَ عند باب الدار في استحياء،
يحدِّثها عن الأمس الذي ولَّى فيأكل قلبها الضَّجَرُ.
وتلك زوجها عبدا مظاهرَ ليلها سَهَرُ
وخمرٌ أو قمارٌ ثم يوصدُ صُبُحَها الإغفاء
عن النهر المكركر للشراع يرف تحت الشمس والأنداء.
وتلك؟ وتلك شاعرتي التي كانت لي الدنيا وما فيها،
شربتُ الشعر من أحداقها ونعستُ في أفياء
تنشرها قصائدها عليَّ: فكل ماضيها
وكل شبابها كان انتظارًا لي على شطٍّ يهوِّم فوقه القمرُ
وتنعس في حِماه الطيرُ رشَّ نعاسَها المطرُ
فنبهها فطارت تملأ الآفاقَ بالأصداءِ ناعسةً
تؤج النور مرتعشًا قوادمُها، وتخفق في خوافيها
ظلالُ الليل. أين أصيلنا الصيفيُّ في جيكورْ؟
وسار بنا يوسوس زورقٌ في مائه البلور؟
وأقرأ وهي تُصغي والربى والنخل والأعناب تحلم في دواليها؟
تفرَّقت الدروب بنا نسير لغير ما رجعة،
وغيَّبها ظلامُ السجن تؤنس ليلها شمعه
فتذكرني وتبكي، غير أني لستُ أبكيها
كفرت بأمة الصحراء
ووحي الأنبياء على ثراها في مغاور مكةٍ أو عند واديها.
وآخرهنَّ؟
آه… زوجتي، قَدَري، أكان الداء
ليقعدني كأني ميتٌ سكران لولاها؟
5236 مشاهدة
للأعلى للسفل
×