محتويات
اضطراب التحدي المعارض
على الرغم من أنّ معظم الأطفال تصرفهم صعب في بعض الأحيان، لكنّ الأطفال أو اليافعين الذين يعانون من نمط متكرر ومتسمر من حالات الغضب، أو التهيج، أو الجدل، أو التحدي، أو الانتقام تجاه الشخص المسؤول عنه فيبدون مصابين بـاضطراب التحدي المعارض (ODD)، ولا تكفي رعاية الطفل المصاب بهذا الاضطراب عبر الوالدين فقط، لكنّهم يحتاجون أيضًا إلى الأطباء والاختصاصيين في الصحة النفسية، وخبراء تنمية الطفل.[١]
أعراض اضطراب التحدي المعارض
معظم الأعراض التي يعاني منها الأطفال المصابون باضطراب التحدي المعارض تظهر على الأطفال غير المصابين بالمرض، وينطبق ذلك بصورة خاصة على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاث سنوات، أو خلال سنوات البلوغ، ويميل العديد من الأطفال إلى العصيان، أو الجدال مع الوالدين، وتحدي السلطة، وغالبًا ما يتصرفون بهذه الطريقة عندما يشعرون بالتعب، أو الجوع، أو الانزعاج، لكن في الأطفال واليافعين المصابين بالمرض تحدث هذه الأعراض في كثير من الأحيان، كما أنّها تتداخل مع تعليم الطفل وأدائه في المدرسة، وفي بعض الحالات لا يتمكّن الأطفال من بناء علاقات مع الآخرين، وتتضمن الأعراض الأخرى ما يأتي:[٢]
- المعاناة من نوبات غضب متكررة.
- المجادلة المتكررة مع الأشخاص الأكبر سنًا.
- رفض تنفيذ ما يطلبه الأكبر سنًا.
- الاستفسار باستمرار عن القواعد، ورفض اتباعها.
- فعل الأشياء لإزعاج الآخرين؛ بما في ذلك الأشخاص الأكبر سنًا.
- إلقاء اللوم على الآخرين في سوء تصرفاتهم أو أخطائهم.
- انزعاجهم بسهولة من الآخرين.
- التحدث بطريقة قاسية أو فظة.
- السعي للانتقام من الآخرين.
أسباب اضطراب التحدي المعارض
لم يعرف العلماء السبب الرئيس لاضطراب التحدي المعارض إلى حد اللحظة، لكن يُعتقد أنّ مجموعة من العوامل البيولوجية والجينية والبيئية تساهم في حدوث هذه الحالة، وتُفصّل هذه العوامل في ما يأتي:[٣]
- العوامل البيولوجية، تشير بعض الدراسات إلى أنّ العيوب أو الإصابات في مناطق محددة من الدماغ تؤدي إلى حدوث مشكلات سلوكية لدى الأطفال، كما ربطوا اضطراب التحدي المعارض بالأداء غير الطبيعي لبعض أنواع المواد الكيميائية في الدماغ، أو ما يسمى بالنواقل العصبية التي تساعد الخلايا في الدماغ في التواصل فيما بينها، وإذا كانت هذه النواقل لا تعمل بطريقة صحيحة فيتأثر استقبال الدّماغ للمعلومات، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أعراض هذا المرض، أو أيّ من الأمراض العقلية الأخرى، وبالإضافة إلى ذلك يعاني الكثير من الأطفال المصابين باضطراب التحدي المعارض من أمراض نفسية أخرى؛ مثل: مرض فرط نشاط الحركة، أو اضطرابات التعلم، أو الاكتئاب، أو اضطرابات القلق، والتي تساهم في حدوث مشكلات في سلوكهم.
- العوامل الوراثية، يملك العديد من الأطفال واليافعين المصابين باضطراب التحدي المعارض أفراد عائلة وأقرباء يعانون من أمراض نفسية؛ مثل: اضطرابات المزاج، واضطرابات القلق، واضطرابات الشخصية، الأمر الذي يشير إلى أنّ الإصابة باضطراب التحدي المعارض له عوامل وراثية قوية.
- العوامل البيئية، تساهم بعض العوامل البيئية؛ مثل: اختلال الحياة الأسرية، والتاريخ العائلي لـتعاطي المخدرات، وعدم انضباط الآباء في إصابة الأبناء باضطراب التحدي المعارض.
تشخيص اضطراب التحدي المعارض
لتحديد إصابة الطفل باضطراب التحدي المعارض فإنّ اختصاصي الصحة النفسية يُجري تقييمًا نفسيًا شاملًا، ونظرًا لأنّ هذا الاضطراب غالبًا ما يحدث بمرافقة بعض اضطرابات الصحة السلوكية أو العقلية الأخرى، فيصعب أن يميّز بين أعراض هذه الحالة المرضية، والأعراض المرتبطة بمشاكل أخرى. ويتضمن التقييم النفسي للطفل ما يأتي:[٤]
- الصحة العامة.
- تكرار السلوكيات وشدتها.
- المشاعر والسلوكيات المرتبطة بظروف وعلاقات متعددة.
- المواقف والتفاعلات العائلية.
- الاستراتيجيات والطرق التي كانت مفيدة، أو لم تكن كذلك في السيطرة على سلوكيات الطفل.
- وجود مشاكل واضطرابات أخرى في الصحة النفسية، أو التعلم، أو التواصل.
علاج اضطراب التحدي المعارض
يُعدّ العلاج المبكر ضروريًا للأطفال الذين يعانون من اضطراب التحدي المعارض إذا ازداد خطر الإصابة بـالاكتئاب، وإدمان المخدرات عند اليافعين والبالغين المصابين بهذه الحالة المرضية ولم يتلقوا علاجًا لها، وتتضمن خيارات العلاج ما يأتي:[٥]
- العلاج السلوكي المعرفي الفردي، سيعمل المعالج النفسي مع الطفل لتحسين ما يأتي:
- مهارات السيطرة على الغضب.
- مهارات التواصل.
- مهارات السيطرة على الاندفاعات.
- مهارات حل المشكلات.
- العلاج الأسري، سيعمل الطبيب النفسي في هذا العلاج مع الأسرة بأكملها لإجراء بعض التغييرات، ويساعد الآباء في تحديد عوامل الدعم، وتعلم استراتيجيات للتعامل مع أطفالهم الذين يعانون من هذه الحالة المرضية.
- علاج التفاعل بين الوالدين والطفل، سيجري المعالج تدريبًا للآباء أثناء تفاعلهم مع أطفالهم، حيث الوالدان يتعلمان تقنيات فعالة للغاية في السيطرة على تصرفات أبنائهم.
- اجتماعات الأقران، فالطفل يتعلم كيفية تحسين مهاراته الاجتماعية وعلاقاته مع الأطفال الآخرين.
- الأدوية، تساعد بعض الأدوية في علاج أسباب اضطراب التحدي المعارض؛ مثل: الاكتئاب، أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لكن لا يوجد حتى الآن دواء محدد لعلاج اضطراب التحدي المعارض نفسه.
الوقاية من اضطراب التحدي المعارض
لا توجد طرق مضمونة للوقاية من اضطراب التحدي المعارض، لكن يساعد الآباء الإيجابيين، والعلاج المبكر في تحسين السلوك، ومنع تفاقم الحالة، ويساعد العلاج الطفل في استعادة احترامه لذاته، وإعادة بناء علاقة إيجابية بينه وبين والديه، كما تتحسن علاقة الطفل مع البالغين المهمين في حياته -كمعلميه- عند تلقي العلاج المبكر.[١]
المراجع
- ^ أ ب "Oppositional defiant disorder (ODD)", mayoclinic, Retrieved 3-5-2020. Edited.
- ↑ "Oppositional Defiant Disorder (ODD) in Children", hopkinsmedicine, Retrieved 3-5-2020. Edited.
- ↑ "Oppositional Defiant Disorder", webmd, Retrieved 3-5-2020. Edited.
- ↑ "Oppositional defiant disorder (ODD)", mayoclinic, Retrieved 3-5-2020. Edited.
- ↑ "What Is Oppositional Defiant Disorder?", healthline, Retrieved 3-5-2020. Edited.