اضطراب التعلق التفاعلي

كتابة:
اضطراب التعلق التفاعلي

اضطراب التعلق التفاعلي

اضطراب التعلق التفاعلي (Reactive attachment disorder, RAD) اضطراب غير شائع لكنّه خطير، ويمنع الأطفال من تكوين علاقات صحية مع والديهم أو مقدمي الرعاية لهم، ويحدث ذلك عندما يعاني الطفل من الإهمال الجسدي أو العاطفي أو سوء المعاملة، كما أنّ الأطفال الذين أصبحوا أيتامًا في وقت مبكر من حياتهم قد يبدون عرضة لهذا الاضطراب؛ إذ يتطور اضطراب التعلق التفاعلي نتيجة عدم تلبية احتياجات الطفل الأساسية من الرعاية والمحبة، وهذا يمنعهم من تكوين علاقات جيدة مع الأشخاص الآخرين، ويتّخذ هذا الاضطراب شكلين رئيسين؛ إمّا أن يتجنب الطفل العلاقات، أو أنّه يطلب الانتباه المفرط. وقد يؤثر ذلك في نمو الطفل، وربما يصبح غير قادر على تكوين علاقات في المستقبل، وفي بعض الحالات قد يستمر ذلك طيلة حياته، لكنّ معظم الأطفال الذين يصابون بهذا الاضطراب يستطيع تكوين علاقات صحية عند الحصول على العلاج والدعم المناسب.[١]


أعراض اضطراب التعلق التفاعلي

يبدأ اضطراب التعلق التفاعلي في مرحلة الطفولة المبكرة حتى خلال مرحلة الرضاعة، ويوجد القليل من الأبحاث التي تتحدث عن أعراض هذا الاضطراب بعد مرحلة الطفولة المبكرة، كما أنّه ما يزال من غير المؤكد إذا ما بدا هذا الاضطراب قد يحدث عند الأطفال الأكبر من سن 5. وتتضمن علامات اضطراب التعلق التفاعلي ما يأتي:[٢]

  • انسحاب الطفل أو خوفه أو حزنه أو تهيجه غير المبرر.
  • الظهور بمظهر حزين وفاتر.
  • عدم طلب الدلال أو أنواع الرفاهية أو عدم الاستجابة عند تقديمها.
  • عدم الابتسام.
  • مراقبة الآخرين عن قرب، لكن دون الانخراط في التفاعل الاجتماعي.
  • الفشل في طلب الدعم أو المساعدة.
  • تجنب الألعاب التفاعلية.
  • الفشل في إظهار علامات التواصل عند تواصل الآخرين معه وحمله.


أسباب اضطراب التعلق التفاعلي

على الرغم من عدم وجود سبب محدد لحدوث اضطراب التعلق التفاعلي، لكنّ العلماء يعتقدون أنّ عدم وجود مستوى مناسب من الرعاية والمحبة للطفل يساهم في تطوير هذا الاضطراب، فقد يؤدي عدم حصول الطفل على الرعاية الكافية إلى جعله يشعر بأنّه مهجور وبمفرده ودون رعاية، وهذا كلّه يمنع الطفل من تطوير علاقة عاطفية صحية وآمنة مع الأشخاص المحيطين؛ إذ إنّ الأطفال الصغار يقيمون علاقات صحية عند تلبية احتياجتهم الأساسية باستمرار؛ فذلك يفيد في بناء علاقة ثقة بين الطفل والشخص الذي يقدم الرعاية له، وتتضمن أمثلة حالات الرعاية غير المناسبة التي تزيد من خطر الإصابة باضطراب التعلق التفاعلي ما يأتي:[٣]

  • عدم تغيّر حفاضة الطفل باستمرار، وتركها متّسخة لعدة ساعات.
  • ترك الطفل جائعًا دون غذاء لعدة الساعات.
  • ترك الطفل يبكي، وعدم محاولة تهدئته لأوقات طويلة.
  • عدم التفاعل مع الطفل والحديث إليه ولمسه لعدة ساعات.
  • زيادة عدد الأشخاص الذين يقدمون الرعاية للطفل -خاصةً في حال تغيّرهم باستمرار-.
  • أي حالة يُهمَل فيها الطفل جسديًا أو عاطفيًا أو يُساء إليه.
  • الانتباه إلى الطفل فقط في حال فعل تصرفات خاطئة أو فوضى.


تشخيص اضطراب التعلق التفاعلي

حتى يُشخّص الطفل مصابًا باضطراب التعلق التفاعلي يجب أن يستوفي مجموعة من المعايير، والتي تتضمن ما يأتي:[١]

  • أن يعاني الطفل من علاقات اجتماعية غير طبيعية قبل سن 5 سنوات، وألّا يبدو سبب ذلك اضطرابات تأخر النمو.
  • أن يبدو الطفل غير لائق اجتماعيًا مع الغرباء، أو غير قادر على الاستجابة للتفاعلات مع الآخرين.
  • أن يوجد مقدمو رعاية أساسيون يفشلون في تلبية احتياجات الطفل سواء أكانت الجسدية أم العاطفية.

كما أنّ تقييم الطفل نفسيًا أمر ضروري لتشخيص الحالة، ويتضمن هذا:[١]

  • مراقبة كيفية تفاعل الطفل مع الأهل وتحليله.
  • تحليل سلوك الطفل عند التعرض لمواقف مختلفة.
  • فحص سلوك الطفل على مدى وقت من الزمن.
  • جمع معلومات عن سلوك الطفل من مصادر أخرى؛ مثل: العائلة الممتدة أو المعلمون.
  • تحليل تاريخ حياة الطفل.
  • تقييم تجربة الوالدين والروتين اليومي مع الطفل.

كما سيحتاج الطبيب أيضًا إلى التأكد أنّ المشكلات السلوكية عند الطفل ليست بسبب حالة سلوكية أو عقلية أخرى، فقد تتشابه أعراض هذا الاضطراب مع حالات أخرى؛ مثل: اضطراب نقص الانتباه، وفرط الحركة، والرهاب الاجتماعي، واضطرابات القلق، واضطراب ما بعد الصدمة، والتوحد.[١]


علاج اضطراب التعلق التفاعلي

يوجد هدفان أساسيان لعلاج المصاب باضطراب التعلق التفاعلي، حيث الأول التأكد أنّ الطفل يعيش في بيئة آمنة، وهذا مهم، خاصةً في الحالات التي يتعرض الطفل فيها لإساءة المعاملة أو الإهمال، أمّا الهدف الثاني فهو مساعدة الطفل في إنشاء علاقة صحية مع الأهل أو مقدمي الرعاية، وغالبًا ما يركّز العلاج على الأهل ومقدمي الرعاية، إذ يساعد تعليم مهارات الأبوة والأمومة لهم في تحسين العلاقة مع الطفل والمساعدة في تطوير التفاعل والعلاقات، كما قد يشمل العلاج أيضًا العلاج باللعب، الذي يسمح للطفل ومقدم الرعاية بالتعبير عن أفكارهم ومخاوفهم واحتياجاتهم في في إطار اللعب الآمن.

لا يوجد أيّ دواء للعلاج من هذا الاضطراب، ومع ذلك قد يستخدم الطبيب في بعض الحالات أدوية تعمل في شكل عامل مساعد في العلاج للمساهمة في السيطرة على الأعراض السلوكية الشديدة؛ كـالغضب الشديد أو [[علاج اضطرابات النوم|مشاكل النوم][٤].


الوقاية من اضطراب التعلق التفاعلي

على الرغم من أنّ الوقاية من اضطراب التعلق التفاعلي أمر غير مؤكد، لكن قد توجد بعض الطرق التي تقلّل من خطر تطوّره، إذ توفّر بيئة مستقرة وعناية ورعاية تلبّي احتياجتهم الأساسية الجسدية والعاطفية للأطفال صغار السن قد يساعد في الوقاية من هذا الاضطراب، وربما تساعد بعض النصائح الأبوية في تحقيق ذلك، ومنها ما يأتي:[٢]

  • أخذ دروس وأداء أعمال تطوّعية مع الأطفال، فهذا يساعد في اكتساب خبرات ومهارات للتعامل مع الأطفال، كما يساعد ذلك في تعلم كيفية التفاعل مع الأطفال.
  • التفاعل مع الأطفال بنشاط، ذلك من خلال الإكثار من اللعب، والحديث إليهم، والتواصل البصري، والضحك.
  • تعلم تفسير إشارات الطفل، ومن هذا تعلّم أنواع البكاء؛ فهذا يساعد في تلبية احتياجتهم بسرعة وكفاءة عالية.
  • توفير التفاعل خلال تربية الطفل، ذلك أثناء تناول الطعام أو الاستحمام أو تغيير الحفاض.
  • أداء الاستجابات اللفظية وغير اللفظية، هذا من خلال اللمس أو تعابير الوجه أو نبرة الصوت.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Corinna Underwood (14-12-2016), "Reactive Attachment Disorder of Infancy or Early Childhood"، healthline, Retrieved 30-4-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (13-7-2017), "Reactive attachment disorder"، mayoclinic, Retrieved 30-4-2020. Edited.
  3. Cleveland Clinic medical professional (21-8-2018), "Reactive Attachment Disorder"، my.clevelandclinic, Retrieved 30-4-2020. Edited.
  4. Smitha Bhandari, MD (20-5-2018), "Reactive Attachment Disorder"، webmd, Retrieved 1-5-2020. Edited.
2921 مشاهدة
للأعلى للسفل
×