محتويات
قد يشعر بعض الأشخاص بالخجل أو الخوف من توسيع دائرة علاقاتهم أو خوض تجارب جديدة ويفضلوا الانطواء والعزلة الاجتماعية، فما هو اضطراب الشخصية الانعزالية؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟
يعد اضطراب الشخصية الانعزالية (Avoidant personality disorder-AVPD) من المشكلات النفسية التي قد تؤثر على العلاقات الشخصية والإجتماعية والعملية للفرد وبالتالي التأثير بشكل سلبي على نوعية الحياة. تابع قراءة المقال الآتي لتعرف أكثر عن اضطراب الشخصية الانعزالية:
اضطراب الشخصية الانعزالية
يتمثل اضطراب الشخصية الانعزالية بشعور الشخص بالخجل والخوف من الرفض والتعرض للإحراج والتركيز بشكل كامل على نقاط الضعف، ما يدفعه لتجنب المناسبات التي تستلزم التواصل بشكل مباشر مع الأشخاص والميل للإنطواء والعزلة الاجتماعية خوفًا من الإحساس بالألم المصاحب للرفض أو الإنتقاد.
لا يعرف إلى الآن السبب الدقيق لمعاناة بعض الأشخاص دون غيرهم من اضطراب الشخصية الانعزالية، ولكن تشير بعض الآراء العلمية لدور وراثة هذا الاضطراب في بعض العائلات، ودور البيئة الإجتماعية المحيطة بالشخص، خاصة خلال مرحلة الطفولة وبدء تكون الشخصية.
أعراض اضطراب الشخصية الانعزالية
قد تبدأ أعراض اضطراب الشخصية الانعزالية بالظهور خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، وغالبًا ما يتم النظر إليها على أنها خجل أطفال طبيعي في هذه الفئة العمرية، ولكن ما أن يصل الشخص لمرحلة العشرينيات، تصبح هذه الأعراض ظاهرة بشكل أوضح نتيجة تأثيرها على حياة الشخص الإجتماعية والعملية.
ونذكر في ما يأتي أبرز الأعراض المصاحبة لاضطراب الشخصية الانعزالية:
- الحساسية المفرطة اتجاه أي نقد أو رفض من قبل أشخاص آخرين.
- امتلاك عدد بسيط من الأصدقاء المقربين وعدم الرغبة بتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية والمهنية.
- ضعف الثقة بالنفس وغالبًا نتيجة امتلاك تصور سيء للشخص عن نفسه، إما لاعتبار نفسه غير كفؤ أو ذو شأن أقل من غيره أو لعدم رضاه عن مظهره الخارجي.
- عدم القدرة على مصارحة الشريك العاطفي بالمشكلات أو المشاعر السلبية التي قد يواجها الشخص خوفًا من الرفض.
- الشعور بالخجل الشديد وبنوع من الإرباك عند التحاور مع أشخاص جدد بسبب الخوف من الانتقاد أو الرفض نتيجة قول شيء غير مناسب أو القيام بتصرف محرج.
- ندرة تجربة نشاطات جديدة وعدم استغلال الفرص التي قد تسهم في تحسين حياة الشخص بشكل عام.
تشخيص وعلاج اضطراب الشخصية الانعزالية
يعتمد الطبيب في تشخيص اضطراب الشخصية الانعزالية على معرفة التاريخ المرضي للشخص، والأعراض التفصيلية التي يعاني منها، وإجراء فحص نفسي خاص للمريض بهدف تقييم حالته النفسية، وإذا ما كان يعاني من هذا الإضطراب اعتمادًا على معايير معينة.
-
علاج اضطراب الشخصية الانعزالية
يحتاج علاج اضطراب الشخصية على غرار معظم الأمراض النفسية إلى فترة طويلة من الوقت، وتعتمد بشكل كبير على قابلية الشخص ورغبته في العلاج.
يعتمد علاج اضطراب الشخصية الانعزالية بالعلاجات الآتية على حالة المريض الخاصة وشدّة الأعراض التي قد يعاني منها ومقدار تأثيرها على حياته الإجتماعية والعملية، نذكر أبرزها في ما يأتي:
- العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive-behavioral therapy): والذي يمكن القيام به مع الطبيب النفسي فقط أو ضمن مجموعات من المرضى، ويركز على اكتساب مهارات اجتماعية تساعد المريض على تخطي الرهاب الاجتماعي الذي قد يشعر به، وتوفير الدعم النفسي المناسب لبعض النقاط التي تسبب انعدام ثقته بنفسه.
- العلاج الديناميكي النفسي (Psychodynamic psychotherapy): وهو نوع من العلاج النفسي المعتمد على حل المشكلات المسببة لاضطراب الشخصية الانعزالية في العقل الباطن للمريض.
- الأدوية النفسية المضادة للاكتئاب والقلق: تهدف الأدوية المهدئة إلى التقليل من التوتر الذي يشعر به المريض في المناسبات الاجتماعية، وبالتالي التقليل من الأعراض المصاحبة لاضطراب الشحصية الانعزالية.