اضطراب الطفولة التفككي

كتابة:
اضطراب الطفولة التفككي

اضطراب الطفولة التفككي

اضطراب الطفولة التفككي (Childhood disintegrative disorder) أو ما يُعرف أيضًا باسم متلازمة هيلر والذهان التفككي هو اضطراب نادر يتميز بأنه يظهر متأخرًا خلال مرحلة الطفولة؛ إذ عادةً ما يُشخص بعد عمر ثلاث سنوات، ويُظهر الأطفال المصابون بهذا الاضطراب تأخرًا في تطوّر اللغة، والوظيفة الاجتماعية، والمهارات الحركية، وقد وُصِفَ هذا الاضطراب أول مرة من قِبَل العالم النمساوي توماس هيلر في عام 1908.

يُعدّ هذا الاضطراب معقدًا، إذ يؤثر على العديد من المجالات المختلفة لنمو الطفل، وعادةً ما يتم جمعه مع اضطرابات النمائية الشاملة (PDD) التي ترتبط باضطراب طيف التوحد، وفي البداية كان يُشخص هذا الاضطراب على أنه اضطراب طبي جسدي، وكان يُعتقد أنّ له أسبابًا محددةً، إلا أنه لم يتم العثور على أي سبب طبي أو عصبي معين لتفسير جميع حالاته، وينتشر اضطراب الطفولة التفككي عند الذكور أكثر من الإناث؛ إذ تصاب فتاة واحدة مقابل إصابة 8 فتيان.[١]


ما هي أعراض اضطراب الطفولة التفككي؟

يظهر عند الأطفال المصابين باضطراب الطفولة التفككي فقدان للمهارات المكتسبة مسبقًا في مجالين أو أكثر من المجالات الآتية:[٢]

  • مهارات اللغة: فقد يفقد الطفل القدرة على التحدث والتواصل مع الآخرين.
  • المهارات الاجتماعية: إذ يكون الطفل غير قادر على تكوين علاقات مع أفراد الأسرة والأطفال الآخرين.
  • مهارات اللعب: فقد يفقد الطفل الاهتمام باللعب بالألعاب المختلفة والأنشطة الأخرى.
  • المهارات الحركية: فقد يفقد الطفل القدرة على المشي أو التسلق أو الإمساك بالأشياء أو أداء حركات أخرى.
  • السيطرة على الأمعاء أو المثانة: فقد يفقد الطفل السيطرة على المثانة أو الأمعاء مرات متكررة على الرغم من تدريبه على استخدام المرحاض مسبقًا.

وتتميز الأعراض التي يعاني منها الطفل المصاب باضطراب الطفولة التفككي بمجموعة من الميزات، منها ما يأتي:[٣]

  • عادةً ما تبدأ هذه الأعراض بعد عامين على الأقل من النمو الطبيعي، وعادةً ما تبدأ بين سن 3-4 سنوات، لكن عمومًا قبل سن 10 سنوات.
  • قد تكون بداية هذه الأعراض مفاجئةً أو تدريجيةً.
  • يمكن أن تكون شديدةً بما فيه الكفاية بحيث يدرك الأطفال أنهم يعانون من مشكلة وقد يسألون عما يحدث لهم.
  • عادةً لا يلاحظ الآباء وجود مشكلات في اللغة والتواصل غير اللفظي، أو العلاقات الاجتماعية، أو اللعب، أو السلوك التكيفي، أو التطور العاطفي قبل تطور الأعراض.

وعلى الرغم من أن العجز الاجتماعي والتواصلي في حالة اضطراب الطفولة التفككي مماثلًا لذلك الذي يرتبط بحالات التوحد الشديدة، إلا أنه يمكن التمييز بينهما، بناءً على نمو الطفل قبل تتطور هذا المرض، كما تكون درجة الإعاقة الذهنية عند المصابين باضطراب الطفولة التفككي أكثر منها في حالة التوحد، بالإضافة إلى ذلك تحدث النوبات الصرعية عند هؤلاء المرضى مقارنةً بالأشخاص المصابين بالتوحد، كما أن إظهارهم للخوف والسلوكيات النمطية المبكرة يكون أكثر أيضًا.[٣]


ما هي أسباب حدوث اضطراب الطفولة التفككي؟

إن السبب حدوث اضطراب الطفولة التفككي غير معروف، إذ يحدث عند الأطفال الذين لديهم نموّ طبيعيّ قبل تطوير هذا الاضطراب، ويمكن أن تتطور الحالة في غضون أيام أو تتطور تدريجيًا مع مرور الوقت، ويختلف العمر الذي يبدأ عنده هذا الاضطراب، إلا أنه غالبًا ما يبدأ في السنة الرابعة من العمر، ويعتقد البعض أنّ اضطراب الطفولة التفككي هو خرف في مرحلة الطفولة، مما يشير إلى أنّ ترسّب مواد الأميلويد في الدماغ هو سبب الحالة، لكن لم يتم إثبات فيزيولوجيا هذه النظرية.[٣]

وعلى الرغم من أنّ السبب غير معروف، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أنّ الاستعداد الوراثي الذي تحفّزه عوامل بيئية أثناء الحمل قد تؤدّي دورًا في حدوث هذا الاضطراب، ويعتقد باحثون آخرون أنّ تغيُّرات في الاستجابة المناعية قد تسبب ظهور أعراض اضطراب الطفولة التفككي.[٢]


كيف يتم تشخيص اضطراب الطفولة التفككي؟

عادةً ما يُشخَّص اضطراب الطفولة التفككي عندما يستشير الوالدان طبيب الأطفال حول فقدان طفلهم للمهارات المكتسبة مسبقًا، ويُجري الطّبيب أولًا الفحص الطبي للطفل لاستبعاد أي سبب جسديّ للأعراض، وبعد إجراء الفحوصات والاختبارات الطبية يُحوّله إلى طبيب نفسي يُجري بعض الفحوصات التشخيصية التفريقية لهذا الاضطراب، وحتى يتمّ تشخيص اضطراب الطفولة التفككي يجب أن يعاني الطفل من فقدان أو ضعف في اثنين على الأقل من المجالات المذكورة أعلاه، مع تطور طبيعي لها خلال أول سنتين على الأقلّ بعد الولادة.[١]


كيف يُعالَج اضطراب الطفولة التفككي؟

يتشابه علاج اضطراب الطفولة التفككي إلى حدّ كبير مع علاج مرض التوحد، وينصبّ التركيز على التدخّلات التعليمية المبكرة والمكثفة، كما أنّ أغلب العلاجات قائمة على تنظيم السلوك، ويؤدّي الوالدان دورًا مهمًا في العلاج، لذلك تمّ التأكيد على ضرورة تثقيفهما ضمن خطّة العلاج الشاملة، كما يمكن في بعض الحالات اللجوء إلى علاج النطق واللغة، والعلاج الوظيفي، وتنمية المهارات الاجتماعية، والعلاج التكاملي الحسي اعتمادًا على احتياجات الطفل.

وحتى الوقت الحاضر لا يوجد علاج دوائي يستهدف أعراض هذا الاضطراب، ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات أنّ مضادات الذهان غير التقليدية ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) من الممكن أن تكون مفيدةً للمشكلات السلوكية المرتبطة مع هذا الاضطراب، فقد أدّى العلاج بهذه الأدوية إلى تخفيف السلوك العدواني وسلوك الإيذاء، كما لُوحظ في الدراسات تحسُّن التنسيق الحركي مع التفاعل الاجتماعي بعد تناول دواء ريسبيريدون.

كما تساعد مضادات الذهان غير التقليدية على التخفيف من الاضطرابات الحركية لتأثيرها في الناقل العصبي الدوبامين، كما وُجِدَ أنّها تخفف من الاكتئاب والقلق من خلال تأثيرها في السيروتونين، وهو ناقل عصبي آخر يرتبط بالحالة المزاجية.[١]


ما هي مضاعفات اضطراب الطفولة التفككي؟

يؤدي اضطراب الطفولة التفككي إلى حدوث مجموعة من المضاعفات التي تؤثر على حياة الطفل، منها ما يأتي:[٣]

  • تأثيرات عميقة وسلبية على الوظيفة الفكرية والاكتفاء الذاتي ومهارات التكيف، إذ تتطور معظم الحالات إلى إعاقة ذهنيّة شديدة في النهاية.
  • عادةً ما تتطور بعض الأمراض الطبية المصاحبة مثل الصرع، وفي الحقيقة يزداد خطر حدوث النوبات التشنجية طوال مرحلة الطفولة خلال فترة الإصابة بهذا الاضطراب، وقد تصل إلى ذروتها في مرحلة المراهقة.
  • يصبح الطفل غير قادر على التواصل مع الآخرين، خاصّةً التواصل اللفظي، بالإضافة إلى تدنّي مستوى الذكاء.
  • يحتاج الأطفال المصابون إلى الدعم والمساعدة مدى الحياة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Sri Hari Charan (4-2012), "Childhood disintegrative disorder", J Pediatr Neurosci., Issue 7, Folder 1, Page 55-57. Edited.
  2. ^ أ ب "Childhood Disintegrative Disorder", birthdefects, Retrieved 1-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Dr Adrian Bonsall | (16-1-2014), "Childhood Disintegrative Disorder"، /patient.info, Retrieved 1-6-2020. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×