اضطراب ثنائي القطب والذكاء

كتابة:
اضطراب ثنائي القطب والذكاء

إلى ماذا توصلت الدراسات حول العلاقة بين اضطراب ثنائي القطب والذكاء؟ إليك التفاصيل في هذا المقال.

يعرف اضطراب ثنائي القطب (Bipolar disorder) بأنّه حالة صحيّة عقلية تتسبب في تقلّبات مزاجيّة مفرطة، تتضمّن نوبات من الاكتئاب وأخرى من الهوس والابتهاج غير الطبيعي. وفيما يأتي العلاقة بين اضطراب ثنائي القطب والذكاء:

اضطراب ثنائي القطب والذكاء

بينما تشير بعض الدّراسات إلى ارتباط اضطراب ثنائي القطب والذكاء المنخفض، تشير دراسات أخرى أيضًا لارتباطه بالذّكاء المرتفع، حيث ربطت بعض الدراسات بين الذكاء المرتفع لدى الأشخاص قبل الإصابة باضطراب ثنائي القطب وإصابتهم به فيما بعد كالآتي: 

  • أجريت دراسة على 2000 طفل في عمر 8 سنوات، قام الباحثون بقياس درجة الذكاء لديهم ثم قاموا بتقييمهم في عمر 22، ووجد الباحثون أن ارتفاع معدّل الذكاء (IQ score) عند الأطفال ارتبط بزيادة نسبة الإصابة باضطراب ثنائي القطب. 
  • ظهر في دراسة أخرى طويلة المدى أجريت على مليون رجل سويدي، خضعوا لاختبارات الذكاء عند التجنيد وقام الباحثون بمراقبة تغيراتهم النفسية لمدة 22 سنة، وجد الباحثون أن الرجال الذين كانت لديهم معدلات ذكاء أعلى وقت التجنيد، كانوا أكثر عرضةً للإصابة باضطراب ثنائي القطب في ما بعد.
  • قام الباحثون في دراسة أخرى أجريت عام 2015 وبحثت علاقة الجينات واضطراب ثنائي القطب والذكاء، بتحليل الحمض النووي لأكثر من 86,000 شخص للبحث عن الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بمرض ثنائي القطب والفصام وركز الباحثون في الدراسة على الأشخاص الذين ينتمون لبيئات وأعمال إبداعية، وخلُصت الدّراسة إلى أنّ الأشخاص الأكثر إبداعًا كانوا أكثر عرضةً لامتلاك الجينات المسؤولة عن اضطراب ثنائي القطب والفصام بنسبة 25%.
  • حللت دراسة حديثة الحمض النووي لمصابين باضطراب ثنائي القطب والفصام، ووُجِد أن 12 موقعًا جينيا يرتبط بكلٍّ من اضطراب ثنائي القطب والذكاء، و9 من هذه المواقع الجينية ارتبطت بارتفاع الذكاء و3 منها بانخفاضه.

وعليه فليس كلّ الأشخاص الذين حصلوا على معدّل ذكاء عالٍ أصيبوا باضطراب ثنائي القطب ولا العكس، وغالبًا ينخفض مستوى الذكاء لدى المرضى بعد الإصابة، ولا تزال هذه العلاقة خاضعة للدراسات سواء قبل أو بعد المرض.

اضطراب ثنائي القطب والذكاء العاطفي

قدّم الباحثون الذكاء العاطفي كذكاءٍ منفصل عن الذكاء العام، إذ يستلزم الذكاء العاطفي القدرة على معالجة وفهم العواطف المتعلقة بالشخص نفسه وبالآخرين أيضًا.

وفيما يتعلق باضطراب ثنائي القطب هناك القليل من الدراسات التي حللت الذكاء العاطفي لدى مرضى ثنائي القطب، ووثّق الباحثون فيها عجزًا في بعض جوانب الذكاء العاطفي لديهم.

حيث أشارت دراسة إلى أنهم يواجهون صعوبات في علاقاتهم مع شركائهم في الزواج ويميلون إلى تجارب توافق سيئة مع الزملاء في مكان العمل.

وحسب تحليل الباحثين للدّراسات فقد يجتمع اضطراب ثنائي القطب والذكاء العاطفي الجيّد في بداية المرض ثمّ ترتبط النوبات بمشكلات في الذكاء العاطفي وذلك كالآتي:

  • قد يظهر المرضى في حال نوبات الاكتئاب عجزًا شديدًا في إدراك العاطفة والحكم على تعابير الوجه وهو جزء مهم من التفاعل الاجتماعي، كما تجعلهم متحيزين لإدراك المشاعر السلبية دونًا عن الإيجابية.
  • في حال نوبات الهوس قد يظهر المصابون باضطراب ثنائي القطب ضعفًا في التّعرّف وتقدير المشاعر السلبية لدى الآخرين، وذلك نتيجة لحالتهم النفسية الداخلية التي تكون مرتفعة مما يجعل لديهم تصرفات غير لائقة تجاه أصحاب المشاعر السلبية.

كما أظهرت دراسات قليلة وحديثة وجود بعض القدرة لدى المصابين على تنظيم المشاعر وإدراكها عبر استراتيجيات معيّنة.

3959 مشاهدة
للأعلى للسفل
×