محتويات
ما هي حالة اعتلال عضلة القلب المقيد؟ هل تعد هذه الحالة مشكلة طبية خطيرة؟ ما هي أعراضها وأسبابها؟ وما الذي عليك معرفته عنها؟
تعرف حالة اعتلال عضلة القلب المقيد (Restrictive cardiomyopathy) بعدة أسماء شائعة أخرى، مثل: اعْتِلاَلُ عَضَلَةِ القَلْبِ الارْتِشاحِيُّ (Infiltrative cardiomyopathy)، واعتلال عضلة القلب مجهول الأسباب (Idiopathic restrictive cardiomyopathy). فلنتعرف عليها في ما يأتي:
ما هو اعتلال عضلة القلب المقيد؟
اعتلال عضلة القلب المقيد هو النوع الأقل شيوعًا من الأنواع العديدة لحالة اعتلال القلب (Cardiomyopathy)، وتنشأ هذه المشكلة الصحية عندما تطرأ مجموعة من التغييرات على القلب، وهذه التغييرات قد تؤدي لتدني قدرة القلب على التمدد لاستيعاب كمية كافة من الدم في داخله، أو قد تؤدي لتدني قدرة القلب على الانقباض بطريقة طبيعية.
غالبًا ما تنشأ هذه الحالة نتيجة حصول تصلب في أحد البطينين أو كليهما، وهذا التصلب قد ينشأ بتأثير من عوامل وأسباب متنوعة، مثل: تندب عضلة القلب، والإصابة بالداء النشواني (Amyloidosis).
مع مرور الوقت، قد يتسبب اعتلال عضلة القلب المقيد بالإخلال في عملية تدفق الدم الطبيعية في القلب والإخلال بقدرة القلب على ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم، مما قد يرفع من فرص حصول مضاعفات خطيرة، أبرزها: فشل القلب، واضطرابات النظم ( Arrhythmias).
قد يصيب اعتلال عضلة القلب المقيد أي فئة عمرية، ولكنه غالبًا ما يصيب كبار السن، ومن النادر أن يصيب الأطفال. وقد يكون من الصعب علاج اعتلال عضلة القلب المقيد، ولكن توجد بعض الإجراءات العلاجية قد تساعد على تحسين الحالة.
لاعتلال عضلة القلب أنواع عديدة أخرى، مثل: اعتلال عضلة القلب التوسعي (Dilated cardiomyopathy)، واعتلال عضلة القلب التضخمي (Hypertrophic cardiomyopathy).
أسباب اعتلال عضلة القلب المقيد
غالبًا ما تنشأ هذه الحالة نتيجة إصابة البطينين (Ventricles) بنوع من التصلب، وهذا التصلب قد ينشأ نتيجة عوامل مختلفة، مثل تكون أنسجة الندوب في القلب لتحل هذه الأنسجة تدريجيًّا محل أنسجة عضلة القلب الطبيعية مسببة تصلبها.
عندما تصاب جدران البطينين بالتصلب، تقل قدرتها على الانبساط بالطريقة الطبيعية، مما يقلل من قدرة البطينين على استيعاب الكمية الطبيعية المعتادة من الدم أثناء مرحلة الانبساط، وهذا الخلل قد يترافق كذلك مع حصول تضخم في الأذينين (Atria).
وهذه أبرز الأسباب والعوامل التي قد تؤدي للإصابة باعتلال عضلة القلب المقيد:
- تكون أنسجة الندوب وتراكمها في منطقة القلب، كما قد يحدث عند الإصابة بمرض الساركويد (Sarcoidosis).
- الإصابة بالداء النشواني (Amyloidosis)، حيث تتراكم البروتينات في عضلة القلب.
- الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis)، حيث ترتفع مستويات الحديد في القلب عن الحد الطبيعي.
- الخضوع للعلاج الكيميائي أو للعلاج بالأشعة.
- أسباب وعوامل أخرى، مثل: الإصابة بتصلب الجلد (Scleroderma)، وبعض العوامل الجينية، والإصابة بأورام في منطقة القلب.
في بعض الحالات قد لا يتمكن الأطباء من تحديد سبب اعتلال عضلة القلب المقيد.
أعراض اعتلال عضلة القلب المقيد
في غالبية الحالات قد لا تظهر على المريض أية أعراض، أو قد يقتصر الأمر على ظهور أعراض طفيفة، ولكن وفي حالات أخرى، قد تبدأ مجموعة من الأعراض بالظهور على المريض مع زيادة حالة القلب سوءًا وبدء نشأة حالة فشل القلب، مثل هذه الأعراض:
- إرهاق وتعب.
- إغماء.
- تورم في الأطراف السفلية.
- صعوبة ممارسة التمرينات الرياضية.
- الشعور بضغط أو ألم في منطقة الصدر.
- زيادة الوزن.
- مشكلات متعلقة بالشهية والجهاز الهضمي، مثل: الغثيان، والنفخة، وفقدان الشهية.
- انقطاع النفس.
- خفقان القلب.
يجب التنويه إلى أن ظهور الأعراض الآتية تحديدًا قد يعني أن فشل القلب الذي تسببت به حالة اعتلال عضلة القلب المقيد قد تفاقم بطريقة تستدعي تدخلًا طبيًّا عاجلًا:
- تسارع نبض القلب أو عدم انتظام نبض القلب.
- صعوبات حادة في التنفس.
- سعال يترافق مع بصق بلغم لونه يميل للون الوردي.
تشخيص اعتلال عضلة القلب المقيد
لتشخيص اعتلال عضلة القلب المقيد، هذه بعض الإجراءات الطبية التي قد يتم اللجوء إليها:
- الاطلاع على السجل الطبي والتاريخ المرضي للمصاب.
- إخضاع المريض لفحص جسدي.
- إخضاع المريض لجزء من الفحوصات الآتية: تصوير الصدر بالأشعة السينية، وأخذ خزعة من القلب، ومخطط كهربية القلب (Electrocardiogram)، ومخطط صدى القلب (Echocardiogram)، وقسطرة القلب (Cardiac catheterization).
علاج اعتلال عضلة القلب المقيد
قد يكون من الصعب علاج حالة اعتلال عضلة القلب المقيد نظرًا لصعوبة علاج المشكلات الصحية التي ربما أسهمت في نشأتها من الأصل. وتختلف الخيارات العلاجية التي قد يقترحها الطبيب تبعًا للسبب الذي أدى لنشأة الحالة، فعلى سبيل المثال:
- إذا ما كان سبب الاعتلال الحاصل هو فرط الحديد في الدم، قد يتم اللجوء لهذه الإجراءات العلاجية: الفصد (Phlebotomy)، والعلاج بالخلب (Chelation therapy).
- إذا ما كان سبب الاعتلال الحاصل هو الداء النشواني، قد تتم محاولة علاج الحالة من خلال اللجوء لزراعة نقي العظم (Bone marrow transplant).
كما قد تساعد الإجراءات الآتية على إبقاء حالة اعتلال عضلة القلب المقيد تحت السيطرة:
- اتباع بعض التغييرات في نمط الحياة، مثل: تقليل الملح في الطعام، وممارسة الرياضة تحت إشراف الطبيب.
- استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل: الأدوية المدرة للبول، ومثبطات بيتا (Beta-blockers)، والأدوية المثبِّطة للإنزيم المُحَوِّل للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)، ومميعات الدم (Blood thinners).
- إخضاع المريض لعملية زراعة للقلب في بعض الحالات الحادة.