محتويات
التهاب العصب البصري
يُطلَق على العصب الذي يربط العين بالدماغ اسم العصب البصري، إذ يحمل النبضات التي تكوّنها شبكية العين التي تستشعر الضوء من خلال إرسال النبضات إلى الدماغ، ويُعدّ جزءًا من الجهاز العصبي المركزي في جسم الإنسان، ويُشكّل العصب القحفي الثاني، الذي يدخل الدماغ أو يخرج منه، ويوجد في العين العديد من الأجزاء الأخرى؛ مثل: القزحية، والقرنية، والشبكية، والعدسة، وغيرها.[١]
أمّا التهاب هذا العصب فيُعرَف بأنّه حدوث التهاب في عصب العين، وهو أحد أنواع الالتهابات التي تؤثر في حزمة الألياف العصبية الموجودة في العين، والمسؤولة عن نقل المعلومات البصرية من العين إلى الدماغ، إذ تتأثر مادة المايلين الدهنية التي تُغلّف عصب العين وتساعد النّبضات الكهربائية في الانتقال بسرعة من العين إلى الدماغ لتحويلها إلى معلومات بصرية؛ مما يؤثر في سلامة الرؤية لدى المصاب وما قد ينتج منه من فقد للبصر، أو الشّعور بألم عند حركة العين، أو انخفاض قدرة العين على رؤية الألوان، وغيرها.[٢]
أعراض التهاب العصب البصري
توجد مجموعة من الأعراض التي تظهر على المصاب بالتهاب العصب البصري، ومن أكثرها شيوعًا ما يأتي:[٣]
- فقد البصر في عين واحدة، إذ يستمرّ لمدة 7 إلى 10 أيام ويتراوح في شدته بين الخفيفة والشديدة.
- الشعور بألم حول العين ويزداد عادةً مع تحريكها.
- عدم القدرة على رؤية الألوان بشكل صحيح وواضح.
- الشعور بومضات ضوئية في عين واحدة أو كلتيهما.
- الإصابة بظاهرة أوتهوف، هي مشكلة تتسبب في تدهور النّظر مع ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- حدوث تغيّر في طريقة تأثر حدقة العين مع الإضاءة الساطعة.
- إصابة العصب البصري بالضّرر وبدرجات مختلفة من شخصٍ لآخر حتى بعد استعادة النظر بشكل سليم.
- فقد المجال البصري، أو فقد الرؤية الجانبية.[٤]
- العمى على المدى القصير أو الطّويل؛ نظرًا لإصابة الألياف العصبية بـالتورم والانتفاخ.[٥]
مضاعفات التهاب العصب البصري
توجد مجموعة من المضاعفات التي قد تنتج من الإصابة بالتهاب العصب البصري، ومن أمثلتها ما يأتي:[٤]
- تلف العصب البصري، يصاب غالبية الأشخاص المصابين بهذا المرض ببعضٍ من التلف الدائم في العصب البصري بعد تعرضهم لنوبة من نوبات المرض، غير أنّ هذا التلف الناتج لا يسبب ظهور أيّ أعراض.
- انخفاض قوة الإبصار، قد يعاني بعض الأشخاص من فقد حدة البصر لديهم حتى بعد تراجع الإصابة بالالتهاب، رغم أنّ معظم الأشخاص يستعيدون بصرهم الطبيعي أو شبه الطبيعي خلال عدة أشهر من تراجع المرض، لكن قد يستمر فقدهم الجزئي في تمييز الألوان.
- المعاناة من الآثار الجانبية للعلاج، يؤدي استخدام الأدوية الستيرويدية في علاج الالتهاب إلى إضعاف عمل الجهاز المناعي في حسم المصاب، مما يُعرّضه للإصابة بالعدوى بشكل كبير، بالإضافة إلى العديد من الآثار الجانبية؛ مثل: زيادة الوزن، وتقلبات في الحالة المزاجية، وحدوث احمرار في الوجه، والإصابة بمشاكل المعدة، واضطرابات النوم.
أسباب التهاب العصب البصري
يوجد العديد من الأمراض التي رُبِطت بالإصابة بالتهاب العصب البصري، على الرغم من أنّ السبب الرئيس للإصابة غير معروف، ومن أبرز هذه الأمراض ما يأتي:[٥]
- أمراض المناعة الذاتية؛ مثل: مرض الذئبة، والساركويد، ومرض بهجت.
- العدوى الفطرية أو الخميرة؛ مثل: داء المستخفيات.
- العدوى البكتيرية؛ مثل: داء السل، والزهري، والتهاب السحايا، ومرض لايم.
- العدوى الفيروسية؛ مثل: التهاب الدماغ الفيروسي، والحصبة، والحصبة الألمانية، وجدري الماء، والهربس النطاقي، والنكاف.
- التهابات الجهاز التنفسي؛ مثل: الالتهاب الرئوي، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي الشائعة.
- مرض التصلّب المتعدد أو التصلب اللويحي، هو مرض يهاجم فيه جهاز المناعة الميالين المحيط بالألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، وعلى الرغم من التشابه بين التهاب العصب البصري وهذا المرض، غير أنّ الإصابة بالأول لا تُسبب أيّ أضرار للأعصاب في الدماغ مقارنة بما يسببه التصلب المتعدد من ضرر.[٤]
- التهاب النخاع والعصب البصري، إذ يتكرر الالتهاب في العصب البصري والنخاع الشوكي.[٤]
- تناول بعض أنواع الأدوية؛ مثل: الأدوية التي تشمل الكينين، وبعض أنواع المضادات الحيوية.[٤]
تشخيص التهاب العصب البصري
تُشخّص الإصابة بهذا المرض عند زيارة طبيب العيون المختص، وفقًا للتاريخ المرضي للمصاب، إضافة إلى الفحص، وقد يُجري الطبيب العديد من الإجراءات لفحص العيون، ومن أهمها ما يأتي:[٤]
- فحص العين الروتيني، إذ يفحص الطبيب قوة البصر لدى المصاب، وقدرته على تمييز الألوان، إضافة إلى قياس مدى الرؤية الجانبية أو المحيطية لديه.
- تنظير العين، يوجّه الطبيب خلال هذا الفحص ضوءًا ساطعًا لعيني الشخص بهدف فحص البنية الداخلية الموجودة في جزء العين الخلفي، ويُقيّم القرص البصري أو رأس العصب البصري في هذا الاختبار، إذ يدخل العصب البصري شبكية العين، والقرص البصري متورم ومنتفخ لدى ثلث الأشخاص تقريبًا ممن يُعانون من التهاب العصب البصري.
- اختبار استجابة الحدقة تجاه الضوء، يستخدم الطبيب ضوءًا ساطعًا ويوجهه أمام الجزء الأمامي من العين لملاحظة كيفية رد فعل الحدقة على تعرّضها لهذا النوع من الإضاءة، وقد يكون عدم تضيق بؤبؤ العين بشكل كافٍ مقارنة بالتضيق الذي يحدث في العين السليمة مؤشرًا إلى الإصابة بالتهاب العصب البصري.
علاج التهاب العصب البصري
غالباً ما يتحسن المصاب بهذا المرض من تلقاء نفسه دون أي علاج، لكن قد تُستخدم الأدوية الستيرويدية في بعض الحالات بهدف تقليل حدة التهاب العصب البصري، وتسريع العلاج للتمكّن من استعادة الرؤية، إضافة إلى الحد من خطر تطور مرض التصلب المتعدد أو إبطاء عملية تطوره، وعادةً ما يُعطى العلاج الستيرويدي عن طريق الوريد، مع التنويه إلى أن هذا العلاج يساعد في استعادة الرؤية لكن دون التأثير في مدى الرؤية التي يستعيدها المصاب، ويُلجَأ إلى علاج آخر عند فشل العلاج الستيرويدي والاستمرار في فقد الرؤية لدى المصاب، وهو العلاج من خلال تبادل البلازما، على الرغم من عدم تأكيد الدراسات فاعلية هذا الإجراء في علاج المصاب بالمرض.[٤]
المراجع
- ↑ William C. Shiel, "Medical Definition of Optic nerve"، www.medicinenet.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ↑ Soccy Ponsford (25-12-2017), "What is optic neuritis?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ↑ Lydia Krause (16-5-2017), "Optic Neuritis"، www.healthline.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Optic neuritis", www.mayoclinic.org,4-11-2016، Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Optic neuritis", medlineplus.gov,6-11-2019، Retrieved 26-11-2019. Edited.