محتويات
التهاب النخاع الشوكي
يُعرَف التهاب النخاع الشوكي كمصطلحٍ طبّي بالتهاب النخاع المستعرض، والنّخاع الشوكي جزءٌ رئيس من الجهاز العصبي المركزي، إذ يحمل الحبل الشّوكي إشاراتٍ عصبيةً من الدماغ وإليه عبر أعصابٍ تمتدّ من كلّ جانبٍ من جوانب الحبل الشّوكي، وتتّصل بأعصابٍ في أماكن أخرى من الجسم، ويشير مصطلح المستعرض إلى نمط التغيّرات في الإحساس، التي غالبًا ما تعني وجود إحساس يشبه الشّريط عبر جذع الجسم[١].
أعراض التهاب النخاع الشوكي
تظهر علامات هذا الالتهاب على مدى عدة ساعات إلى بضعة أيام، وقد تتقدّم الأعراض تدريجيًا أحيانًا على مدى عدة أسابيع، إذ يؤثر الالتهاب في جانبَي الجسم أسفل المنطقة المصابة من الحبل الشوكي، لكن في بعض الأحيان توجد الأعراض على جانب واحد فقط من الجسم، وتشمل الأعراض المحددة للمرض ما يأتي:[٢]
- الألم، قد يبدأ ألم هذا الالتهاب فجأةً في أسفل الظهر، وقد يمتد الألم الحاد إلى الساقين أو الذراعين أو حول الصدر أو البطن، كما تختلف أعراض الألم بناءً على الجزء المصاب من الحبل الشوكي.
- الشعور باضطرابات غير طبيعية، يشعر بعض الأشخاص المصابين بالتخدر أو الوخز أو البرودة أو الاحتراق، وقد يصبح بعضهم حساسًا بشكل خاص للحرارة الشديدة أو البرودة، وقد يشعر المريض بضغط قوي على الصدر أو البطن أو الساقين.
- ضعف في الذراعين أو الساقين، قد يتعثّر بعض الأشخاص أثناء المشي أو جرّ قدم واحدة، أو ثقل في الساقين، وقد يصاب بعضهم بضعفٍ شديد أو حتى شلل كلي.
- مشاكل المثانة والأمعاء، قد يشمل ذلك الحاجة إلى التبول بشكل متكرر، وسلس البول، وصعوبة التبول، والإمساك.
أسباب التهاب النخاع الشوكي
ما يزال السبب الدقيق للإصابة بهذا المرض غير معروف، لكنّ الالتهاب الذي يؤدي إلى تهييج النخاع الشوكي يسبب تأثيرًا جانبيًا لعدد من الحالات الأخرى؛ بما في ذلك:[٣]
- مرض لايم.
- مرض الزهري.
- مرض الحصبة.
- عدوى فيروسية.
- الالتهابات البكتيرية.
قد يصاب بعض الأشخاص أيضًا بالتهاب النخاع الشوكي نتيجة الإصابات أو التشوهات في العمود الفقري، أو أمراض الأوعية الدموية؛ مثل: تصلب الشرايين؛ إذ تقلل جميعها من كمية الأكسجين في أنسجة النخاع الشوكي، وفي حال لم تكفِ كمية الأكسجين في أجزاء من الحبل الشوكي، فغالبًا ما تبدأ الخلايا العصبية بالموت، وتسبب الأنسجة الميتة الالتهاب الذي يؤدي إلى الإصابة بهذا المرض.
وهذا المرض علامة تحذيرية على الإصابة بمرض التصلب المتعدد، لكنّه أمر نادر الحدوث، ونظرًا لأنّ بعض المصابين يعانون من أمراض المناعة الذاتية؛ مثل: مرض الذئبة؛ يعتقد بعض الأطباء أنّ هذا الالتهاب قد يُدرَج أيضًا من أمراض المناعة الذاتية، وتحفّز بعض أنواع السرطان الاستجابة المناعية؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب النخاع الشوكي.
علاج التهاب النخاع الشوكي
يمكن أن يؤثّر التهاب النخاع الشوكي على الأشخاص من أي عمرٍ أو جنسٍ أو عرق، وعلى الرّغم من أنّ بعض الأشخاص يتعافون من التهاب النخاع الشوكي المصاب بمشكلات بسيطة إلّا أنّ عملية الشّفاء قد تستغرق شهورًا إلى سنواتٍ، وقد يعاني الآخرون من إعاقاتٍ دائمة تؤثّر على قدرتهم على أداء المهام العادية للحياة اليومية، وقد يصاب بعض الأفراد بالتهاب النخاع الشوكي مرّةً واحدةً، أو قد يعاني بعض الأفراد من تكراره[١].
لا يوجد علاجٌ نهائي لالتهاب النخاع الشوكي؛ لذلك يحاول الطبيب السيطرة على المرض وتخفيف الأعراض، وقد يقترح إحدى العلاجات الآتية:[٤]
- الأدوية المضادة للفيروسات، يعطى المريض أدوية مضادة للفيروسات في حال كان سبب المرض فيروسيًا.
- الغلوبولين المناعي الوريدي، يحقن الطبيب أجسامًا مضادة من متبرّعين أصحّاء في الجسم؛ إذ ترتبط بالأجسام المضادة المسببة للمشاكل وتخرجها من الدورة الدموية.
- أدوية لعلاج الأعراض والمضاعفات، قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف التشنّجات العضلية، وتساعد في السيطرة على المثانة أو الأمعاء، وتخفف التشنج، وتقلّل من الاكتئاب، وتساعد في علاج المشاكل الجنسية.
- الأدوية المسكنة للألم من دون وصفة طبية؛ مثل: الأسيتامينوفين، والإيبوبروفين، ونابروكسين.
- العلاج بتبادل البلازما، قد يعطي الطبيب هذا العلاج في حال لم تقلل الستيرويدات من الالتهاب، إذ يستبدل الطبيب بلازما الدم، وقد يتخلص من المسبب في مهاجمة جهاز المناعة للجسم، ويمنعه من إتلاف أعضاء أخرى.
- الأدوية الموصوفة لتسكين لألم، والتي تعالج الاكتئاب، مما يخفّف آلام الأعصاب أيضًا، وقد يُعطى المريض هذه الأدوية لعلاج الاكتئاب أو إيقاف النوبات.
- جهاز التنفس، هو جهاز يسمح بتنفس أفضل إلى جانب تزويد الجسم بكمية كافية من الأكسجين عند وجود أعراض تؤثر في التنفس.
- الستيرويدات، هي أدوية قد تخفف الالتهاب في العمود الفقري تؤخذ عن طريق الفم، أو تُحقن مباشرةً في الأوردة.
أمّا العلاجات غير الطبية لالتهاب النخاع فتشمل:
- الراحة، قد يحتاج المريض إلى البقاء في السرير أثناء مقاومة المرض.
- العلاج الطبيعي، ذلك وفق ما يأتي:
- تعلّم طرق للحفاظ على قوة العضلات والأطراف مرنة أثناء التعافي.
- تعلم تقنيات للتحكم بالأمعاء والمثانة.
- تعلم كيفية استخدام الأدوات التي تجعل الحياة أسهل؛ مثل: الكراسي المتحركة، أو العصي، أو الحمالات.
- العلاج المهني، هو علاج لتعليم طرق جديدة لتنفيذ الأعمال اليومية؛ مثل: طهو العشاء، أو الاستحمام، أو ارتداء الملابس، أو تنظيف المنزل.
- العلاج النفسي، يساعد ذلك في إدارة الآثار النفسية للقلق، والاكتئاب، والخلل الوظيفي الجنسي، وغيرها من المشكلات العاطفية أو السلوكية.
- العلاج الوظيفي، مما يسهم في العثور على وظيفة تناسب القدرات الجديدة، أو الاتفاق مع صاحب العمل لإجراء التغييرات التي يحتاجها المريض.
المراجع
- ^ أ ب "What is transverse myelitis?", www.ninds.nih.gov, Retrieved 21-05-2019. Edited.
- ↑ "Transverse myelitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ "Transverse Myelitis", www.columbianeurology.org, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ " What Is Transverse Myelitis?", www.webmd.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.