محتويات
مرض ألزهايمر
ألزهايمر مرض انحلالي خطير يهاجم خلايا المخ مسببًا فقدانًا للذاكرة وبعض القدرات المعرفية عند الشخص، وفي مرحلة متقدمة منه قد يضرّ الأداء اليومي، مما قد يتطلب الرعاية المستمرة من أفراد العائلة أو دور رعاية المسنين؛ ذلك لتسهيل حياة المصابين بهذا المرض، وهناك احتمال ممن يعانون من مرض ألزهايمر لأن يصابوا بالاكتئاب، كما يتلقّون أدويةً مختلفةً؛ مثل: الأدوية التي تخفّف أعراض الاكتئاب، يتفشى عادةً ألزهايمر في سنّ متقدمة جدًا، وفي هذا المقال توضيح لبعض الحقائق عن هذا المرض ومجموعة من أهم أعراضه، وكيف يُتحكّم به.[١]
أعراض ألزهايمر
يؤدي مرض ألزهايمر إلى إتلاف تدريجي لخلايا الدماغ، وهو السبب الأكثر شيوعًا للخرف، ومن العلامات المبكرة على الإصابة نسيان الأحداث والمحاداث التي حدثت في وقت قريب، وقد تساعد الأدوية في تخفيف هذه الأعراض؛ فقد تزيد من الأداء الوظيفي، وتزيد من قدرته على الاعتماد على نفسه إلى حد ما، غير أنّه لا يوجد علاج يشفي من المرض تمامًا، وقد يؤدي ألزهايمر في الحالات الشديدة إلى حدوث مضاعفات خطيرة؛ مثل: الجفاف، وسوء التغذية، والعدوى، وقد يؤدي إلى الموت[١].
الجميع قد يمر بحالات من النسيان من وقت لآخر، غير أنّ الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر يُظهِرون بعض السلوكيات المستمرة والأعراض التي تزداد شدة مع مرور الوقت، وتشمل أعراضه ما يأتي:[٢]
- فقدان الذاكرة؛ كنسيان بعض الأحداث التي حدثت في أوقات قريبة، إذ يصبح ذلك مع الوقت أشد.
- الصعوبة في أداء الأعمال اليومية، إذ إنّ المصابين بألزهايمر قد يجدون صعوبةً في التخطيط للأعمال اليومية وإنهائها؛ كأن ينسوا الخطوات في إعداد وجبات الطعام، أو حتى كيفية إجراء مكالمة هاتفية.
- معاناة بعض المشكلات في اللغة؛ كنسيان الكلمات بصورة متكررة، حتى الكلمات البسيطة، أو أن يستخدموا بعض الكلمات الغريبة، مما يُصعّب فهمهم.
- الشعور بالارتباك؛ كنسيان أمكان وجودهم، ومعاناة صعوبة في تحديد المكان الذين هم فيه، بالإضافة إلى نسيان طريق العودة إلى المنزل.
- عدم القدرة على اتخاذ الأحكام؛ إذ إنّهم يفقدون قدراتهم على اتخاذ القرارات الصائبة لتنفيذ أمور عادية جدًا؛ كارتداء الملابس، فعلى سبيل المثال، يرتدون ملابس شتويةً في فصل الصيف أو العكس، أو يفقدون القدرة على معرفة الطريقة المناسبة للتصرف.
- انخفاض مستوى النظافة الشخصية والرعاية الذاتية.
- تغيّرات المزاج أو الشخصية.
- الانعزال عن الأصدقاء والعائلة والمجتمع.
مراحل مرض ألزهايمر
يحدث مرض ألزهايمر تدريجيًا؛ وهذا يعني أنّ الأعراض تزداد شدة مع مرور الوقت، وبناءً على ذلك يُقسم عدة مراحل؛ هي:[٢]
- المرحلة الأولى: لا يعاني المريض خلال هذه المرحلة من الأعراض، غير أنّه قد يُشخَّص بناءً على تاريخ عائلي مرضي متعلق بمرض ألزهايمر.
- المرحلة الثانية: تظهر فيها الأعراض المبكرة للمرض؛ مثل: النسيان.
- المرحلة الثالثة: تظهر خلالها اختلالات عقلية وجسدية خفيفة؛ مثل: انخفاض الذاكرة والقدرة على التركيز، وهذه قد تبدو ملحوظةً فقط عبر الأشخاص القريبين من المصاب.
- المرحلة الرابعة: يُشخص مرض ألزهايمر غالبًا في هذه المرحلة، لكنّ الأعراض ما تزال معتدلةً، ويصبح فقدان الذاكرة وعدم القدرة على أداء الأعمال اليومية واضحًا للآخرين.
- المرحلة الخامسة: تصبح الأعراض معتدلة إلى شديدة، ويحتاج المريض خلال هذه المرحلة إلى مساعدة الآخرين.
- المرحلة السادسة: في هذه المرحلة قد يحتاج الشخص المصاب بمرض ألزهايمر إلى المساعدة في تنفيذ المهمات الأساسية؛ مثل: الأكل وارتداء الملابس.
- المرحلة السابعة: هي المرحلة الأكثر حدةً والأخيرة من مرض ألزهايمر، وقد يحدث فيها فقدان القدرة على الكلام وتعبيرات الوجه.
أسباب ألزهايمر
يحدث مرض الزهايمر نتيجة تراكم غير طبيعي للبروتينات في الدماغ، خاصةً بروتين الأميلويد وبروتين تاو، ويؤدي ذلك إلى موت الخلايا في الدماغ، إذ يحتوي الدماغ البشري على أكثر من 100 مليار خلية عصبية بالإضافة إلى مجموعة من الخلايا الأخرى، وتعمل الخلايا العصبية معًا لإيصال الاتصالات اللازمة جميعها لأداء الوظائف؛ مثل: التفكير، والتعلم، والتذكر، والتخطيط.[٣]
يعتقد العلماء أنّ بروتين الأميلويد يتراكم في خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى تكوين لويحات تمنع التواصل بين الخلايا العصبية، مما يعيق تنفيذ العمليات في الجسم، وهذا يؤدي إلى الموت البطيء والمستمر للخلايا العصبية، والذي يبدأ في منطقة واحدة من الدماغ، ثم ينتشر إلى المناطق الأخرى.[٣]
عوامل تزيد خطر الإصابة بألزهايمر
توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، ومنها ما يأتي:[١]
- تقدّم السن: إذ إنّ الأشخاص الذين تعدّوا سن 65 عامًا من المعرّضين للإصابة، لكنّ الأكثر عرضةً هم الذين تعدوا 85 عامًا، ويُعد تقدم السن من أكبر عوامل خطر مرض ألزهايمر.
- أسباب وراثية: فألزهايمر ينشأ نتيجة حدوث تفاعل ما بين العوامل الجينية وغير الجينية، فالأشخاص الذين يحملون جيناته أكثر عرضةً للإصابة، وقد حدد العلماء تغييرات جينيةً في ثلاث جينات قد تبدو المسؤولة عن مرض ألزهايمر، غير أنّ نسبة حدوث هذه التغييرات أقل من 1% بين الأشخاص المصابين.
- صحة القلب والأوعية الدموية: ذلك يشمل الإصابة ببعض أمراض الأوعية الدموية، خاصةً التي تؤثر في الأوعية الدموية الموجودة في المخ وأمراض أخرى؛ مثل: ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكولسترول في الجسم.
- بعض إصابات الرأس: التي تحدث عند لاعبي رياضة الملاكمة؛ ذلك لأنّهم يتلقّون إصابات أكثر من غيرهم على الرأس.
- أنماط النوم السيئة: فقد أثبتت الأبحاث أنّ أنماط النوم السيئة؛ مثل: صعوبة الدخول في النوم أو صعوبة الاستمرار فيه قد تزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
- نمط الحياة: إذ أظهرت نتائج الأبحاث أنّ قلة ممارسة الرياضة والسمنة والتدخين والتدخين السلبي كلها عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالمرض.
- الجنس: يوجد اختلاف في خطورة الإصابة بالمرض بين النساء والرجال؛ إذ وُجِدَ أنّ عدد النساء المصابات بألزهايمر أكبر مقارنةً بالرجال، وقد يعزى ذلك إلى أنّ النساء يعشن مدة أطول.
- متلازمة داون: يصاب عدد كبير من المصابين بمتلازمة داون بمرض ألزهايمر أيضًا؛ ويعزى ذلك إلى وجود ثلاث نسخ من كرموسوم 21.
نصائح للتعامل مع مريض الزهايمر
توجد بعض النصائح التي قد تساعد في التعامل مع المصاب بمرض الزهايمر، ومنها ما يأتي:[٤][٥]
- التحدث إليه بهدوء وبصوت واضح باستخدام الكلمات البسيطة والجمل القصيرة، ويفضّل استخدام لغة الإشارة البسيطة؛ مثل: الابتسامة، وهزة الرأس الخفيفة، بالإضافة إلى التخاطب بالعين، مما يسهّل على المريض الفهم.
- تدريب المريض على روتين يومي مستمر يبدأ من الصباح وينتهي في المساء، مما يساعد في شغل وقت فراغه.
- تجنب إزعاج المريض بالكلمات أو الأفعال التي قد تؤلمه نفسيًا؛ كإعلامه بأنّه بدأ يصاب بالخرف أو ألزهايمر.
- البقاء على تواصل مستمر مع المريض؛ إذ إنّ إظهار الاهتمام للمصاب يقدّم له دعمًا كبيرًا.
- الصبر والتكيف مع حالة المصاب.
- الحرص على إشراك المصاب بالأنشطة الترفيهية والحفلات التي تشتمل على اجتماع العائلة.
- محاولة إشراك المصاب بالمحدثات، حتى لو كانت مهاراته في التواصل تنخفض.
- الاستماع للمريض قدر الإمكان؛ إذ إنّ الحديث بالنسبة لمريض ألزهايمر يساعد في التخلص من التوتر والإجهاد النفسي.
أسئلة شائعة عن مرض الزهايمر
كيف يُشخّص مريض الزهايمر
يعتمد الأطباء في تشخيص الزهايمر على تقييم قدرات المريض العقلية والأدراكية، والبحث عن وجود الأعراض المبكرة التي تظهر عند مرضى ألزهايمر؛ كضعف الذاكرة وصعوبات التركيز ومعاناة مشكلات في المهمات اليومية الاعتيادية.[٦]
من الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بمرض الزهايمر
ترتفع نسب الإصابة بالمرض لدى الفئات الآتية:
- كبار السن.
- الإناث.
- من يملكون عاملًا وراثيًا.
- مرضى متلازمة داون.
- المصابون بحوادث في الرأس.
- الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الضغ أو الكوليسترول.
لمعرفة المزيد عن الأسباب والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بألزهايمر إقرأ هنا.
هل مرض ألزهايمر مميت
لا يُعدّ المرض بحد ذاته مميتًا، غير أنّ مضاعفاته قد تؤدي إلى موت المريض، فمع استمرار تدهور قدرات المريض العقلية وفقدانه القدرة على الكلام والأكل والحركة وغيرها من المهارات الأساسية للحياة يصبح أكثر عرضة لعدة مشكلات قد تؤدي إلى موته؛ كاستنشاق الطعام بدل بلعه مما قد يسبب ذات الرئة، أو زيادة خطر حدوث الجلطات بسبب عدم الحركة، أو ضعف جهاز المناعة بسبب قلة أو سوء التغذية، وغيرها من الاحتمالات التي يصبح مريض ألزهايمر أكثر عرضة لها مع تقدّم مراحل المرض.[٧]
المراجع
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (8-12-2018), "Alzheimer's disease"، mayoclinic, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Jaime Herndon and Kristeen Cherney (4-12-2018), "Everything You Need to Know About Alzheimer’s Disease"، healthline, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Alzheimer's Disease", my.clevelandclinic,18-3-2019، Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ Lawrence Robinson, Melissa S. Wayne, M.A., and Jeanne Segal, Ph.D. (8-2019), "Tips for Alzheimer’s & Dementia Caregivers"، helpguide, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "10 WAYS TO HELP A FAMILY LIVING WITH ALZHEIMER'S", alz.org/,7-2019، Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "Diagnosing Alzheimer's: How Alzheimer's is diagnosed", www.mayoclinic.org, Retrieved 3-4-2020. Edited.
- ↑ "Pat Summitt's Death: Why Alzheimer's Disease Is Deadly", www.livescience.com, Retrieved 3-4-2020. Edited.