محتويات
الولادة للمرة الثانية
كثيرًا ما تتبادل النساء أطراف الحديث حول الحمل والولادة، وعلى سبيل الفكاهة، يُقال بأنَّ الولادة في المرة الأولى تُثير القلق لجهلك وعدم معرفتك ما ستواجهينه خلال الولادة، ولكنَّ المرة الثانية تكون مقلقة لمعرفتك تمامًا ما ستخوضينه خلال الولادة، في الحقيقة، تُظهر العديد من الأمهات استعدادًا أكثر للتجربة الثانية من الولادة لمعرفتهم المسبقة بالاستراتيجيَّة المُتَّبعة في هذه المرحلة، ولا بأس ببعض القلق الذي يراودك إلى حدٍّ ما بسبب التجربة السابقة في الولادة، ولكنْ ينصح دائمًا بطلب المساعدة والاستشارة الطبيّة لمناقشة مخاوفك، ويمكن أيضًا الاستفسار عن ما إنْ كان هناك اختلاف بين أعراض الولادة في الحمل الأول والحمل الثاني، فهل فعلًا يوجد اختلاف؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.[١][٢]
هل تختلف اعراض الولادة للمرة الثانية عن الأولى؟
كل تجربة ولادة مميزة بحدِّ ذاتها، وربما تختلف طبيعة ونمط الولادة من امرأة لأخرى سواءً كانت الولادة للمرة الأولى أو الثانية، غير أنَّ الأعراض المصاحبة للولادة هي ذاتها في الحمل الأول أو الثاني، والاختلاف قد يكون في جوانب مُعيَّنة،[٢] ونذكر في الآتي بعض من أبرزها:
- سرعة الولادة والانقباضات: من المُحتمل أنْ تكون الولادة في الحمل الثاني أسرع من التجربة الأولى، والانقباضات أشدّ ومتسارعة بصورة أكبر، خاصةً في المراحل الأولى من المخاض والولادة، وهذا يعني ضرورة الحرص على الوصول إلى المستشفى في أسرع وقت مُمكن،[٢] أمَّا سبب سرعة الولادة فهو يُعزى إلى توسع عنق الرحم بصورة أسرع مقارنةً بالمرة الأولى، كما تكون مرحلة الدفع أثناء الولادة أقصر جرَّاء تمدّد واستطالة عضلات أرضيَّة الحوض والمهبل أيضًا.[٣]
- التأقلم مع الألم: مستوىآلام المخاض والولادة غالبًا ما يكون ذاته، غير أنَّ هناك فرصة للتأقلم بصورة أفضل مع الألم في المرة الثانية عند البعض.[٢]
ما هي أعراض الولادة للمرة الثانية؟
كما ذكرنا سابقًا، فإنَّ الأعراض التي تظهر في الولادة الثانية غالبًا ما تكون مشابهة للأولى، عدا عن كوْن الأم أكثر استعدادًا وجاهزيَّة من المرة السابقة، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف طبيعة الولادة من امرأة لأخرى، خاصةً خلال الساعات الأخيرة من المخاض، ومن الأعراض التي قد تظهر قبل الولادة بيوم أو يومين:[٤]
- نزول الماء (Water breaking)، بكمية تختلف من امرأة لأخرى، والذي يحدث جرَّاء تمزُّق الغشاء الأمينوسي المملوء بالسائل، وهو الغشاء المسؤول عن توفير الحماية للجنين أثناء نموّه في داخل الرحم.
- نزول السدادة المخاطية (Mucus plug) المتجمِّعة في عنق الرحم، والمسؤولة عن منع دخول البكتيريا إلى الرحم، فتظهر على صورة إفرازات مخاطيَّة مهبليّة، قد تكون شفافة أو وردية اللون.
- الشعور بفقدان بعض الوزن، على الرغم من عدم حدوث الولادة بعد، وقد يُعزى ذلك إلى نقصان كميَّة السوائل في الجسم، سواءً بنزول ماء الرأس، أو كثرة التبول بسبب نزول الطفل للأسفل استعدادًا للولادة.
- الشعور بألم أسفل الظهر، بالرغم من أنَّ آلام أسفل الظهر شائعة طوال فترة الحمل، ولكنَّها تزداد شِدة قبل الولادة.
- بدء الانقباضات الحقيقيّة، والتي تختلف في طبيعتها عن انقباضات المخاض الكاذب التي تبدأ قبل أسابيع أو شهور من الولادة، فالانقباضات الحقيقيّة أكثر شِدَّة وقوّة وتكرارًا، وربما تستمر الواحدة منها أكثر من دقيقة، وغالبًا ما تظهر منتظمة يفصل بينها 4-5 دقائق عند اقتراب الولادة خلال يوم أو يومين.
- توسع عنق الرحم لمرور الطفل بسهولة، وكما بينّا سابقًا، قد يكون التوسع أسرع في الولادة الثانية.
- ارتخاء المفاصل والأربطة تحضيرًا للولادة، ويعود ذلك إلى تأثير هرمون الريلاكسين (Relaxin)، وربما تُصاب المرأة بالإسهال على إثر ارتخاء العضلات حول المستقيم أيضًا.
نصائح لتسهيل الولادة وتخفيف أعراضها
مع صعوبة الأعراض التي تمرّ بها المرأة قبل الولادة، لابدّ من وجود بعض الوسائل التي يُمكنها تخفيف وتسهيل بعض من هذه الأعراض، لذا يُنصح بالآتي:[٥]
- الاستحمام بالماء الدافيء.
- تطبيق تقنيات الاسترخاء والتنفس للتعامل مع الانقباضات عندما تُصبح أكثر قوَّة وألم.
- الحرص على تناول كميات كافية من السوائل، ويُمكن في هذه الحالة تناول السوائل الخاصة بالرياضيين.
- المشي أو الحركة في حالة الرغبة بذلك.
- تناول وجبة خفيفة من الطعام إنْ رغبت المرأة.
- تناول أقراص الباراسيتامول (Paracetamol) لتخفيف الألم والانزعاج، فمن الآمن تناول هذا المسكِّن في فترة قبل الولادة، مع الحرص على اتباع تعليمات الطبيب أو الصيدلاني حول الجرعة المناسبة، وكيفيَّة الاستخدام.
- الحصول على تدليك خفيف للظهر، فقد يُساعد على تخفيف الألم والانزعاج في أسفل الظهر.
أسئلة شائعة
هل من الآمن الحصول على ولادة طبيعية بعد الولادة القيصرية في الحمل السابق؟
تعتمد الإجابة عن هذا السؤال على سبب الولادة القيصريَّة في الحمل السابق، وعمومًا، نسبة مرتفعة من النساء يخضعن للولادة الطبيعية وبنجاح على الرغم من خضوعهنّ للولادة القيصريّة في الحمل السابق.[٢]
هل يؤثر حدوث الولادة المبكرة في الحمل السابق على الحمل الثاني؟
دائمًا ما يكون هناك احتمال أن يتكرّر حدوث الولادة المبكرة في الحمل الثاني إنْ حدث الأمر مسبقًا، غير أنَّ ذلك يعتمد على ظروف عِدة، منها:[٣]
- فرصة معتدلة لحدوث الولادة المبكرة في الحمل الثاني في حالة حدوث الولادة المبكرة في الحمل السابق، وكان وزن الطفل طبيعيًّا بالنسبة لعدد أسابيع الحمل.
- فرصة عالية لحدوث الولادة المبكرة في الحمل الثاني في حالة حدوث الولادة المبكرة في الحمل السابق، وكان وزن الطفل صغيرًا بالنظر إلى عدد أسابيع الحمل.
- فرصة ضئيلة لحدوث الولادة المبكرة في الحمل الثاني في حالة اكتمال الولادة في الحمل السابق مدّة تتراوح بين 38-40 أسبوع، ولكنَّ وزن الطفل أقل من المتوقَّع بالنظر إلى عدد أسابيع الحمل.
وفي هذه الحالة غالبًا ما تتمكن المرأة من ملاحظة الأعراض بسرعة في المرة الثانية، والوصول إلى المستشفى في أقرب فرصة مُمكنة.[٣]
متى يجب التواصل مع القابلة أو الطبيب فورًا في الفترة الأخيرة من الحمل؟
يتوجب على المرأة طلب المساعدة والتواصل مع الطبيب في حالات عِدة، منها:[٥]
- ضعف حركة الجنين بصورة ملحوظة مقارنةً بحالته الاعتياديّة.
- نزول ماء الرأس.
- حدوثنزيف مهبلي.
- عدم إتمام 37 أسبوع من الحمل، والشكّ بظهور أعراض الولادة.
المراجع
- ↑ "Differences Between First and Second Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 23/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Second baby: will I have a different birth experience? Your questions answered", nct, Retrieved 23/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Labour and birth: what to expect this time round", babycenter, Retrieved 23/1/2021. Edited.
- ↑ "8 Signs That Labor Is 24 to 48 Hours Away", healthline, Retrieved 23/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Signs that labour has begun", nhs, Retrieved 23/1/2021. Edited.