المخ
يعدّ المخ أكبر وأهمّ جزءٍ في الجهاز العصبي المركزي، يأخذ الشكل الكروي، وهو منفصل إلى جزأين يرتبطان بجسر عصبي، فالجزء الأيسر يتحكم باللغة والتحدث، والجزء الأيمن يتحكم بالمعلومات المرئية، وهو مجموعة من الحزم العريضة من الألياف الضوئية، ويعدّ المخ هو المسؤول عن الوظائف الإدراكية والحسّية والعقلية في جسم الإنسان والمسؤول عن الوظائف اللغوية.[١]
ضمور المخ
أيّ خللٍ قد يتعرّض له المخ سيؤدي إلى خللٍ في معظم وظائف الجسم عمومًا، ومن الأمور التي قد تؤدي إلى حدوث خلل في الدماغ ما يعرف بضمور المخ، إذ يعدّ أحد الأمراض التي تصيب الدماغ، وهو فقدان أو موت لخلايا الأعصاب والخلايا التي تصل بين الأعصاب، لذا فإن مرض ضمور المخ يصنف من الأمراض العصبية، مما يسبب قصورًا في وظائف وعمليات المخ، فيؤثر على مستوى الذكاء وعلى قدرة الفرد في التّحليل والتّفكير ويسبب التشنّجات، وقد يؤثر على الأطراف الحسّية لجسم المريض مسبّبًا بذلك الشلل الدماغي، أو الزهايمر.[٢]
أعراض ضمور المخ
تعتمد أعراض ضمور المخ على تأثيرها إن كان على الدماغ بأكمله أو جزء معين منه أو وظيفة معينة من الدّماغ، وتشمل هذه الأعراض ما يأتي:[٣]
- الأعراض العامة لضمور الدماغ: تظهر هذه الأعراض بسبب فقدان خلايا المخ في جميع أنحائه، وقد يشعر الشخص بها يوميًّا أو مرةً كل فترة، وتشمل ما يأتي:[٣]
- تغييرات في المزاج أو الشخصية أو في سلوك الشخص.
- صعوبات في الذاكرة، أو التفكير، أو التحدث، أو الفهم، أو الكتابة، أو القراءة.
- الارتباك.
- صعوبات في التعلم.
- الأعراض الموضعية لضمور الدماغ: تظهر هذه الأعراض بسبب فقدان خلايا المخ في منطقة معيّنة منه، وتشمل ما يأتي:[٣]
- عدم وضوح الرؤية، أو الرؤية المزدوجة.
- صعوبة في القدرة على الكلام أو فهمه.
- اختلال في التوازن.
- ضعف موضعي في الجسم، أو فقدان الإحساس، أو الشلل.
- الأعراض الخطيرة لضمور المخ: بعض حالات ضمور المخ قد تكون مهددةً للحياة، أهمّها ما يأتي:[٣]
- قد يشكّل المريض خطرًا على نفسه من خلال القيام بسلوكيات غير منطقية قد تهدد الحياة، مثل الانتحار.
- فترات من فقدان الوعي.
- حالة عقلية غير مستقرّة وتغييراتٌ مفاجئة في السلوك، مثل: الارتباك، والهذيان، والخمول، والهلوسة، والأوهام.
- التشنجات.
- تغيُّرات مفاجئة في الرؤية، مثل: فقدان البصر، أو الشعور بآلام في العين.
أسباب ضمور المخ
من أهمّ الأسباب التي تؤدي إلى ضمور المخ ما يأتي:[٤]
- التعرّض لسكتةٍ الدماغية.
- الأمراض المُعدِية، مثل: التهاب الدماغ، والزهري العصبي، والإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
- الإصابة بالزهايمر، والخرف الشيخوخي، والخرف الوعائي، ومرض بيك.
- الإصابة بمرض هنتنجتون، وهو مرضٌ جيني.
- التعرّض للإصابة بالتصلّب المتعدد.
- الشّلل الدماغي الذي يُتلِف خلايا المخ.
- الإصابة بالشّلل الدماغي.
- الاعتلال الدماغي، مثل متلازمة كيرنز ساير التي تسمّى شلل العين التقدّمي الخارجي المزمن.
- مرض الصّرع الذي من شأنه إتلاف خلايا الدماغ.[٥]
- تشمل أسباب ضمور المخ عند الأطفال الشلل الدماغي، والسّكتة الدماغية، والإيدز، ومتلازمة كوشينغ.[٦]
- حثل المادة البيضاء، وهي مجموعة من الاضطرابات النّادرة التي تُلحِق الضّرر بغمد المايلين، وهي طبقة واقية تحيط بالخلايا العصبية، وعادةً ما تبدأ هذه الحالة في مرحلة الطفولة وتسبب مشاكل في الذاكرة، والحركة، والسلوك، والرؤية، والسمع.[٦]
علاج ضمور المخ
يعتمد علاج ضمور المخ على المسبب بصورة أساسيّة، وذلك على النحو الآتي:[٦]
- تُعالَج السكتة الدماغية بالأدوية، مثل: منشّط البلازمينوجين، الذي يعمل على تذويب الجلطة لاستعادة تدفق الدم إلى المخ، ويمكن للجراحة أيضًا إزالة الجلطة الدموية أو إصلاح الأوعية الدموية التّالفة، كما أنّ الأدوية المضادة للتخثّر وضغط الدم يمكن أن تساعد في منع حدوث سكتةٍ دماغية أخرى.
- تُعالَج إصابات الدماغ المؤلمة بالعمليات الجراحية التي تمنع حدوث ضرر لخلايا المخ.
- يُعالَج التصلب المتعدد بالأدوية الخاصة بالمرض، إذ تساعد هذه الأدوية في منع هجمات الجهاز المناعي التي تلحق الضرر بالخلايا العصبية.
- يمكن علاج الإيدز والتهاب الدّماغ بالأدوية المضادة للفيروسات، ويمكن للمنشّطات والعقاقير للأجسام المضادة علاج التهاب الدماغ المناعي الذاتي.
- يُعالَج مرض الزهري بالمضادات الحيوية التي تساعد على منع تلف الخلايا العصبية.
- تلف الدماغ الناتج عن مرض الزهايمر أو الشلل الدماغي أو مرض هنتنجتون فلا يوجد له علاج، لكن يمكن لبعض الأدوية أن تخفف من أعراض الأمراض.
- يعتمد تشخيص ضمور المخ على الحالة وسبب حدوثه، فيتم إجراء فحصٍ بدني كامل وصورة طبقية والتصوير بالرنين المغناطيسي على المخ، للتأكد من وجود ضمور فيه والبدء بالعلاج.
كما أُثبِتَ أن حمية البحر الأبيض المتوسط تقلل من خطر الإصابة بضمور المخ، وتحتوي هذه الحمية على كمية مرتفعة من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة وزيت الزيتون، وكمية معتدلة من الأسماك ومنتجات الألبان، وكذلك تناول كميات محدودة من اللحوم الحمراء، كما يقلل اتباعها من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والسمنة، وتسهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وتحافظ على الصحة العقلية و البدنية في سن الشيخوخة[٧]
بالإضافة إلى أن فيتامينات (ب) وهي حمض الفوليك وفيتامين ب6 وفيتامين ب12 أثبتت أنها تتحكّم بمستويات الحمض الأميني في الدم، إذ ترتبط المستويات المرتفعة من الحمض الأميني بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، لذلك فمكمّلات فيتامينات ب التي تخفّض الحمض الأميني يمكن أن تبطئ من تطور مرض ضمور المخ.[٨]
المراجع
- ↑ "Cerebrum", www.britannica.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ "Cerebral Atrophy", www.malacards.org, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Cerebral Atrophy", www.healthgrades.com, Retrieved 11-12-2019. Edited.
- ↑ "Cerebral Atrophy Information Page", www.ninds.nih.gov, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ Paul Dybala (25-6-2013), "Use it or lose it: Brain atrophy"، www.healthyhearing.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Kenneth Gross (22-2-2018), "Brain Atrophy (Cerebral Atrophy)"، www.healthline.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ Ana Sandoiu (5-1-2017), "Mediterranean diet prevents brain atrophy, study finds"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ "B vitamins slow brain atrophy in people with memory problems", www.britannica.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.