محتويات
عرق النسا
مرض عِرق النَّسا (Sciatica) الذي يثشار إليه أيضًا باسم التهاب العصب الوركيّ هو أحد الأمراض التي تصيب النساء والرجال على حدٍّ سواء؛ إذ يعتقد الكثير خطأً أنّ هذا المرض مرتبطٌ بالنساء فقط، والعصب الوركيّ هو العصب الذي يخرج من النخاع الشوكيّ من منطقة أسفل الظهر ويمتد على طول الساق اليمنى أو اليسرى مرورًا بالأرداف، وبالرغم من أن الألم المرافق لهذه الحالة قد يكون شديدًا، إلا أن معظم الحالات تُعالج دون الحاجة إلى إجراء جراحي خلال أسابيع قليلة، أمّا الأشخاص المصابون بعرق النسا الشديد الذي يسبب ضعفًا في الساق أو فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء فقد يحتاجون إلى التدخل الجراحي.[١]
أعراض عرق النسا
يسبب عرق النسا ظهو أعراض مميزة؛ إذ عادةً ما يُؤدي إلى ألم ينتقل من أسفل الظهر عبر منطقة الأرداف إلى الأطراف السفلية، ولأنّ عرق النسا ينتج عن تلف في العصب الوركي فقد تظهر أعراض أخرى تدل على تلف الأعصاب، منها ما يأتي:[٢][٣]
- ألم في الساق يتراوح بين خفيف يُسبب القليل من الضِّيق والإزعاج إلى ألم حادّ يفقد معه المصاب القدرة على الحركة، والمشي، وحتّى تحريك الساق في مكانها.
- زيادة شدة الألم مع الحركة.
- ألم يبدأ من الخصر حتى القدمين مرورًا بالأرداف، ويزداد مع تغيير وضعيّة الجسم، وأثناء العطسّ والسعال.
- ضعف الساق وتخدُّرها، وقد يقفد المصاب الإحساس فيها، بالإضافة إلى تنميل القدمين وأصابعهما.
- حدوث مشكلات في الأعصاب يُرافقها عدم قدرة المصاب على التحكم بعمليتيّ التبول والتغوط.
أسباب عرق النسا
يُعدّ عرق النسا أحد الأعراض الشائعة للعديد من المشكلات الصحية، مع ذلك يُقدّر أنّ 90% من الحالات يعود سببها إلى الانزلاق الغضروفي أو ما يُعرَف بالديسك، إذ يتكون العمود الفقري من ثلاثة أجزاء، هي:[٤]
- الفقرات، وهي عظام العمود الفقري التي تحمي الأعصاب.
- الأعصاب.
- الأقراص، وهي غضاريف قوية ومرنة، تعمل كوسادة بين كل فقرة وتعطي المرونة للعمود الفقري، ويحدث الانزلاق الغضروفي عندما يخرج القرص من مكانه، ممّا يضغط على العصب الوركي.
ويمكن توضيح الأسباب الأخرى لعرق النسا كما يأتي:[٤]
- أورام العمود الفقري التي تضغط على العصب الوركي.
- ضيق القناة الشوكيّة أو الفتحات التي تخرج منها الأعصاب التي تكوّن العصب الوركيّ.
- العدوى التي تؤثر على العمود الفقري.
- إصابة العمود الفقري المباشرة.
- متلازمة ذنب الفرس، وهي حالة نادرة لكنّها خطيرة، تُؤثر على الأعصاب في الجزء السفلي من الحبل الشوكي، وتحتاج إلى عناية طبية فورية.
عوامل خطر الإصابة بعرق النسا
توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الشخص بعرق النسا، منها ما يأتي:[١]
- العمر: إن التغيرات التي تحدث في العمود الفقري مع التقدم بالعمر مثل الانزلاق الغضروفي والنتوءات العظمية هي الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة بعرق النسا.
- السمنة: إذ إنّ السمنة تزيد من الضغط على العمود الفقري، ويمكن أن تُسهم زيادة وزن الجسم في إحداث تغيرات في العمود الفقري، مما يُحفِّز الإصابة بعرق النسا.
- المهنة: إن المهن التي تحتاج إلى لف الظهر أو حمل الأوزان الثقيلة أو قيادة السيارة لفترة طويلة قد تؤدي إلى الإصابة بعرق النسا، لكن لا يوجد دليل قاطع في هذا المجال.
- الجلوس المطول: إن الجلوس الطويل وضعف النشاط الحركيّ يزيد من خطر الإصابة بعرق النسا.
- داء السكري: إذ إنّ ارتفاع مستويات السكر في الدم قد تتسبب بتلف الأعصاب، مما قد يؤدي إلى الإصابة بعرق النسا.
تشخيص عرق النسا
يشخص الطبيب عرق النسا عن طريق التاريخ المرضي، ومعاينة الأعراض التي يعاني منها المريض، كما قد يطلب بعض الإجراءات التشخيصية التصويرية، مثل: الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية، أو مخطط كهربية العضلات، وهو اختبار يقيس النبضات الكهربائية التي تصدرها الأعصاب ومدى استجابة العضلات، وذلك لتحديد الاضطراب المُسبِّب للإصابة بعرق النسا.[٣]
علاج عرق النسا
يهدف علاج عرق النسا إلى التخفيف من الألم وزيادة القدرة على الحركة، ويتضمن العلاج في أغلب الأحيان الراحة، والعلاج الطبيعي، واستخدام الدواء لعلاج الألم والالتهابات، والجراحة، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:[١][٥]
- الأدوية: يمكن تناول الأدوية التي تستطيع تسكين حدّة الألم عن طريق الفم أو المراهم الموضعية، كالأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، كالأيبوبروفين، والنابروكسين، كما يمكن أن يصف الطبيب الأدوية المرخية للعضلات، مثل سيكلوبنزابرين (cyclobenzaprine)؛ لتخفيف الانزعاج المتعلق بتشنجات العضلات، لكن قد تسبب هذه الأدوية الارتباك الذهني لكبار السن، واعتمادًا على مستوى الألم يمكن استخدام أدوية مسكنةأكثر قوّةً تحتاج إلى وصفة طبية في الفترة الأولى من العلاج.
- العلاج الطبيعيّ: يهدف العلاج الطبيعيّ إلى إيجاد تمارين معينة تُقلل من ألم العصب الوركي، بتقليل الضغط على العصب، وغالبًا ما يضم برنامج التمرين الموصى به تمارين التمدد لتحسين مرونة العضلات، والتمارين الرياضية الهوائية، مثل المشي، كما قد يوصي المعالج بممارسة تمارين تهدف إلى تقوية عضلات الظهر، والبطن، والساقين.
- حُقن الستيرويد: تُساعد هذه الحقن على تقليل الالتهاب في منطقة أسفل الظهر؛ إذ تُقلل التورم والتهاب الجذور العصبية، مما يسمح بزيادة الحركة.
- العمليات الجراحيّة: يقتصر هذا الخيار على الحالات التي يكون فيها الضغط على العصب الوركي شديدًا جدًا، أو يؤدي إلى فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة، أو عندما يتفاقم الألم بسرعة.
نصائح للتخفيف من ألم عرق النسا
قد يستجيب العديد من الأشخاص المصابين بعرق النسا جيدًا للعلاجات المنزلية، منها ما يأتي:[١][٦]
- الراحة التي تساعد على التقليل من الألم، إلّا أنّ الكسل والخمول قد يزيدان الأعراض سوءًا، لذا ينصح الطبيب عادةً بالاستمرار بممارسة الأنشطة اليومية قدر الإمكان، لكن دون الحد المؤدي إلى الشعور بالألم.
- استخدام الكمادات الباردة؛ فقد يوفر وضع الكمادات الباردة على موضع الألم مدة 20 دقيقةً الراحة، ويمكن تكرارها عدة مرات خلال اليوم.
- تطبيق الكمادات الساخنة، ويمكن تطبيقها بعد يومين إلى ثلاثة أيام بعد استخدام الكمادات الباردة، أو استخدام مصباح خاص يصدر حرارةً أو وسادة تدفئة بإعداد منخفض، وفي حال استمر الألم يمكن تطبيق الكمادات الباردة والساخنة بالتناوب.
- الراحة النفسيّة والابتعاد عن مصادر التوتر والضغط العصبيّ.
- التنفس العميق، وممارسة تمارين الاسترخاء.
- استخدام وسادة داعمة عند الجلوس أو القيادة.
- تجنب النوم على البطن.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة.
- الحفاظ على الوقوف بوضعية جيدة.
- الحفاظ على الوزن ضمن الحدود الطبيعية.
- تجنب وجود بعض الأشياء مثل المحفظة في الجيب الخلفي أثناء الجلوس.
- تجنب ارتداء أحذية عالية الكعب.
- تجنب حمل الأشياء الثقيلة.
- تجنب الانحناء الزائد أو الطويل أو القوي أو التواء الظهر.
- في حال الحاجة إلى الوقوف لفترة طويلة يمكن وضع مسند قدم منخفض والتناوب في وضع كل قدم عليه لفترة من الوقت.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (26-9-2019), "Sciatica"، mayoclinic, Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ↑ Shannon Johnson (16-8-2019), "Everything You Need to Know About Sciatica"، healthline, Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ^ أ ب William C. Shiel Jr., MD, FACP, FACR (26-7-2019), "Sciatica Nerve Pain"، medicinenet, Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Caroline Gillot (15-12-2017), "Sciatica: What you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ↑ "Sciatica: Management and Treatment", my.clevelandclinic,11-12-2017، Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ↑ Michael Woods, MD, FAAP, "Lifestyle Changes to Manage Low Back Pain and Sciatica"، winchesterhospital, Retrieved 9-11-2019. Edited.