محتويات
ما المقصود بفتق المريء؟
يحتوي الحجاب الحاجز -العضلة التي تفصل بين الصدر والمعدة- على فتحة صغيرة أو فجوة يمر من خلالها المريء الذي يوّصل الطعام من الفم إلى المعدة، وعندما تنتفخ المعدة وتندفع باتجاه الفتحة إلى الصدر، حينها يطلق على الحالة ما يعرف بفتق المريء أو ما يعرف طبيًا بالفتق الحجابي (hiatal hernia). قد لا يسبب فتق المريء أي مشكلات صحية ولا يكون خطيرًا إذا كان حجم الفتق صغيرًا، فقد لا يلاحظ المصابمعاناته منه، ولكن في حال كان الفتق كبير فقد يؤدي إلى ظهور أعراض تزعج المريض وحينها قد يحتاج إلى عملية جراحية للتخلص منه.[١]
ما هي أبرز أعراض فتق المريء؟
قد يصاب المريض بفتق المريء دون الشعور بأعراض على الإطلاق كما ذكرنا في المقدمة، ولكن في بعض الحالات ونتيجةً لوجود الفتق قد تفقد العوامل التي تمنع أحماض المعدّة من الوصول إلى المريء قدرتها على العمل بالطريقة السليمة، بحيث نلاحظ عدم قدرة العضلة الحاصرة (sphincter muscle) على أداء وظيفتها كما يجب، كما يفقد الحجاب الحاجز قدرته على الضغط على المريء، ونتيجة لما سبق يبدأ المريض بالمعلناة من أعراض ارتجاع أحماض المعدّة إلى المريء، التي بدورها قد تسبب التهاب في الجزء السفلي للمريء ومشكلات أخرى، فيلاحظ المريض الأعراض الآتية التي تختفي في بعض الأوقات وتظهر في أوقات أخرى كما يحدث بعد تناول الوجبات، وهي:[٢]
- الحرقة (Heartburn): نتيجة لأحماض المعدة، حيث يشعر المريض بالأحماض يرتفع من أعلى البطن أو أسفل الصدر، وحتى الرقبة.
- ألم في الجزء العلوي من البطن والصدر.
- الانتفاخ أو التجشؤ.
- صوبة في البلع.
- الشعور بطعم حامض بالفم.
- ألم حارق بعد تناول المشروبات الساخنة.
إضافة إلى ذلك قد يعاني المريض من أعراض أخرى نادرة تتشابه مع أعراض أمراض أخرى مما قد يصعّب تشخيصها من قبل الطبيب، ومنها:[٢]
- تهيّج القصبة الهوائية بسبب الأحماض المُرتجعة، مما يسبب السعال المستمر ليلًا وأعراض تشبه مرض الربو.
- ألم شديد في الصدر، والذي يُخلط بينه وبين النوبات القلبية.
- الشعور بألم شديد في البطن والشعور بالحاجة للتقيؤ وهذا ما يتشابه مع أعراض انسداد الأمعاء.
- أعراض مختلفة في الفم والحلق، على سبيل المثال:
- مشاكل اللثة.
- رائحة كريهة في الفم.
- التهاب الحلق وبحة في الصوت.
- الشعور بوجود كتلة في الحلق.
متى تزداد شدة أعراض فتق المريء؟
من الجدير بالذكر ازدياد شدة أعراض فتق المريء إذ تصبح أكثر إيلامًا وسوءًا في الحالات الآتية:[٣]
- يزداد الألم بعد تناول الوجبات، خاصة إذا استلقى المريض بعدها مباشرةً، وتقل عند الجلوس أو المشي.
- ظهور ردور فعل عصبية ناتجة عن وصول الأحماض إلى أسفل المريء، التي تؤدي إلى السعال أو تشنّج القصبات الهوائية.
- ارتجاع بعض من الحمض إلى مؤخرة الحلق، مما يؤدي إلى استنشاقه ووصوله إلى الرئة مسببًا أعراض شديدة، مثل التشنجات والسعال، الربو والتهابات الرئة المتكررة.
كيف يشخص الطبيب فتق المريء؟
في أغلب الأحيان يتم تشخيص فتق المريء بالصدفة عند إجراء تصوير بالأشعّة السينية (x-ray)، أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) للمعدة والأمعاء، أو عند القيام بالتنظير الهضمي العلوي (EGD) للكشف عن حالات مرضية أخرى،[٣] ولكن يمكن أن يقوم الطبيب بتشخيص فتق المريء بطرق عدّة، منها:
التنظير الداخلي
التنظير الداخلي (Endoscopy) هو إجراء يجريه أخصائي أمراض الجهاز الهضمي للمريض تحت التخدير،وذلك عبر إدخال أنبوب رفيع في الحلق مرورًا بالمريء نحو المعدة، مما يساعد على فحص حالة الجهاز الهضمي، وبهذه الطريقة يستطيع الطبيب تشخيص فتق المريء بسهولة، إضافة إلى تحديد المضاعفات الناتجة عن ارتجاع الأحماض، مثل وجود تضيّق في المريء أو حالات سرطان المريء مثل مريء باريت (Barrett's esophagus).[٣][٤]
ابتلاع الباريوم
يمكن تشخيص فتق المريء من خلال شرب المريض لسائل يحتوي على مادة الباريوم (barium)، ثم يستخدم أخصائي الأشعة الكشف الفلوري (fluoroscopy) أو الأشعّة السينية (x-ray) لمعرفة شكل الجهاز الهضمي وما إذا كانت المعدة بارزة من خلال الحجاب الحاجز أم لا، إذ يمكن رؤية المريء والمعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، كما يمكن بواسطة الباريوم تحديد حركة العضلات التي تدفع الطعام عبر المريء إلى المعدة. [٤][٣]
قياس ضغط المريء
يقيس قياسضغط المريء (Esophageal manometry) تقلصات العضلات المنتظمة في المريء عند البلع، كما يقيس التنسيق والقوة التي تبذلها هذه العضلات، وبهذه الطريقة يمكن الكشف عن فتق المريء وتشخيصه. [٥]
ما هي أعراض فتق المريء التي تستدعي مراجعة الطبيب؟
قد يسبب فتق المريء أحيانًا إلى مضاعفات خطيرة قد تستدعي زيارة الطبيب، ففي بعض الأحيان قد يكون الفتق من النوع المختنق (Strangulated hernia) مما يمنع وصول الدّم إلى المعدة، وذلك يعدّ من الحالات الطبيّة الطارئة، لذا من الضروري الذهاب إلى الطوارئ عند ملاحظة الأعراض التالية: [٤]
- الشعور بالغثيان.
- التقيؤ.
- عدم القدرة على تفريغ الأمعاء -التبرُّز- أو إخراج الريح.
كما يجب التنويه إلى ضرورة عدم الاستهانة بألم الصدر وعدم الخلط بين أعراض حرقة المعدة والنوبة القلبية، فربما تكون الأعراض ناجمة عن مشكلة قلبية أو قرحة المعدة، لذا يجب استشارة الطبيب للتفرقة بينهم. [٤]
نصائح للتقليل من أعراض فتق المريء
يمكن تخفيف أعراض فتق المريء من خلال القيام بتغيرات في نمط الحياة، على سبيل المثال:[٢][٦]
- محاولة تقليل الوزن إذا كان المريض يعاني من السمنة وأعراض ارتجاع المريء.
- تجنّب ارتداء الملابس الضيقة والضاغطة على المعدة.
- الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول.
- رفع رأس السرير أثناء النوم حوالي 15سم لتخفيف الارتجاع الحمضي أثناء الليل.
- محاولة المباعدة بين وقت العشاء ووقت النوم على الأقل 3 ساعات.
- تناول وجبات صغيرة بأوقات متباعدة، كما يجب الابتعاد عن الأطعمة التي تزيد من الأمر سوءًا.
- تجنّب تناول الأطعمة الحمضية مثل عصير البرتقال، والمشروبات الغازية، ومعجون الطماطم.
- التقليل من الأطعمة المقلية والدهنية، والشوكولاتة والكافيين والخل.
- الحصول على المساعدة أثناء حمل الأجسام الثقيلة.[٤]
- عدم الضغط على النفس أثناء التبرُّز.[٤]
المراجع
- ↑ "Hiatal hernia", mayoclinic, Retrieved 28/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Hiatus Hernia", patient, Retrieved 28/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Hiatal Hernia Symptoms, Treatment, and Surgery", medicinenet, Retrieved 28/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Hiatal Hernia", healthline, Retrieved 28/4/2021. Edited.
- ↑ "Hiatal hernia-diagnosis ", mayoclinic, Retrieved 28/4/2021. Edited.
- ↑ "Hiatal Hernia", webmd, Retrieved 28/4/2021. Edited.