اعراض فرط الحركة عند الاطفال

كتابة:
اعراض فرط الحركة عند الاطفال

فرط الحركة عند الأطفال

يعتبر فرط الحركة واضطراب الانتباه حالةً مزمنة تؤثر على مجموعة من الأطفال وغالبًا ما تستمرّ الأعراض إلى مرحلة البلوغ، وتتضمن حالة فرط الحركة مجموعةً من المشاكل مثل الصعوبة في التركيز والانتباه وفرط النشاط والسلوك الاندفاعي، وإن الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة واضطراب الانتباه يعانون أيضًا من انحفاض تقدير الذات، والعلاقات الإجتماعية المضطربة والتحصيل الدراسي الضعيف. وقد تخفّ الأعراض تدريجيًا مع التقدم في العمر ولكن البعض قد لا يستطيعون التغلّب عليها، ويساعد العلاج في التخفيف من الأعراض ولكن لا يمكنه أن يشفي تمامًا من المرض، ويتضمّن العلاج بعض الأدوية التي تحسّن من السلوك والقدرة على الانتباه و التركيز، كما إن التشخيص والعلاج المبكّر يُحدثون فرقًا في النتيجة.[١]

يُعدّ اضطراب فرط الحركة ونفقص الانتباه أكثر شيوعًا عند الذكور بالمقارنة مع الإناث، ولا يُعرَف سبب حدوثه، إلا أنه قد ينتشر بين أفراد العائلة الواحدة، وهذا يدلّ على وجود دورٍ للجينات والعوامل الوراثية في حدوث هذا الاضطراب، كما أن العوامل البيئية قد تؤدي دورًا في حدوث ذلك.[٢]

 

أعراض فرط الحركة عند الأطفال

عادةً ما تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة خلال مرحلة الطفولة، كما أن شدّتها تختلف من طفلٍ إلى آخر و ذلك حسب العمر. وتكون الأعراض واضحةً جدًا ما بين عمر 6-12 عام،[٣] ويوجد ثلاثة أعراض رئيسية لمشكلة فرط الحركة عند الأطفال وهم:[٤][٥]

  • مشكلة عدم الانتباه: حيث يكون لدى الأطفال المصابون بفرط الحركة مشكلة في الانتباه والتّركيز في شيء واحد، مثل الانتباه إلى ما تقوله المعلمة أثناء الحصص الدراسية، وتضمن أعراض ذلك ما يأتي:
    • صعوبة في الاهتمام مع مرور الوقت
    • يبدو الطفل وكأنه غير مستمع للأشخاص الآخرين.
    • عدم متابعة طلبات المعلمين أو أولياء الأمور.
    • مشكلة في تنظيم العمل، وغالبًا ما يُعطي الطفل المصاب انطباعًا بعدم سماع تعليمات المعلم.
    • تجنّب المهام التي تتطلّب الاهتمام المستمر.
    • يمكن بسهولة صرف انتباه الطفل عن الأشياء من خلال الضوضاء أو الأحداث التافهة التي يتجاهلها عادةً الأشخاص الآخرين.
    • نسيان الأنشطة اليومية، مثل نسيان إحضار الغداء.
  • فرط النشاط: وعدم القدرة على الجلوس في مكانٍ ثابت حتى و إن كان ذلك لفترةٍ قصيرة، فعادةً ما يكون الأطفال المصابون دائمي الحركة، ويركضون، ويتململون طول الوقت، ويتسلقون في أيّ مكان حتى و إن كان غير مناسبًا، وإذا أردوا الحصول على شيء ما فيركضون لجلبه، ويقفزون على الأثاث، ولديهم مشكلة في ممارسة النشاطات التي تحتاج إلى جلوس مثل الرسم أو اللعب بالمعجون أو سماع القصص، وتضمن أعراض ذلك ما يأتي:
    • صعوبة في انتظار دورهم عند العمل في مجموعات، وقد لا ينتظرون دورهم للمشاركة في النشاطات مما يجعل قدرتهم على اللعب مع بقية الأطفال ضعيفة.
    • السلوك المندفع، والتصرف قبل التفكير، والأطفال الذين يعانون من فرط الحركة عادة ما يتحدثون بصوتٍ عالٍ جدًا، أو يغضبون بسرعة.
    • كثيروا الكلام، وقد يقاطعون الآخرين أثناء حديثهم أو يفتحون محاداثاتٍ في أوقاتٍ غير مناسبة، ويصدرون ضجيجًا، كما أنهم يُحدثون الفوضى دائمًا.
    • مواجهة صعوبة في اللعب بهدوء أو ممارسة الهوايات الهادئة.
  • أعراض سلوكية أو نفسية أخرى، وتتضمّن هذه الأعراض ما يأتي:
    • صعوبة التعلم، إذ إن ما يصل إلى ربع الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط النشاط يعانون من صعوبات في التعلم.
    • الاضطرابات السلوكية المُتحدّية أو المعارضة، وتؤدي هذه الاضطرابات إلى فورات متكررة من السلوك السلبي للغاية أو الغاضب، ويحدث ذلك في حوالي نصف الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة، كما أن هذه الاضطرابات تجعلهم أكثر عرضة لارتفاع معدلات الفشل المدرسي، والسلوكيات المعادية للمجتمع وتعاطي المخدرات.

 

تشخيص فرط الحركة عند الأطفال

قد توجد أعراض لدى الطفل مشابهة لأعراض فرط الحركة؛ لذا فإنّ التشخيص يعتمد على مراجعة الطبيب، فتحديد الإصابة بالاضطراب لا يعتمد على فحص محدد أو نهائي، والتشخيص يعتمد على عدة خطوات، وجمع الكثير من المعلومات من مصادر مختلفة، فيتشارك الوالدان والطفل ومدرسته ومقدمو الرعاية كلهم في تقييم سلوك الطفل، ويسأل الطبيب عن الأعراض كذلك، وكيف بدأت، ومتى، ومدى تأثير هذا السلوك في الطفل والآخرين، ويُشخّص الطبيب الإصابة باضطراب فرط الحركة بعد أن يُظهِر الطفل ستة أعراض لعدم الانتباه وفرط النشاط أو أكثر وبشكل مستمر منتظم لأكثر من ستة أشهر، وفي موضعين مختلفين على الأقل، ويقارن الطبيب سلوك الطفل بالأطفال الآخرين في العمر نفسه، ثم يُجري فحصًا للجسم، ويأخذ السيرة المرضية، ثم يفحص الدماغ[٦].


أسباب فرط الحركة عند الأطفال

في حين أن السبب وراء فرط الحركة غير واضح، إلا أنه يوجد عوامل قد تساهم في الإصابة بفرط الحركة أو اضطرابات الانتباه مثل:[١][٧]

  • عوامل وراثية، فقد تؤدي الجينات دورًا في ذلك.
  • العوامل البيئية، إذ يوجد بعض العوامل مثل التعرّض للرصاص، التي قد تزيد من خطر الإصابة بذلك.
  • مشاكل في الجهاز العصبي المركزي، إذ قد تزيد أيضًا من خطر الإصابة.
  • استخدام الأدوية أو التدخين و تناول الكحول أثناء الحمل.
  • الولادة المبكرة.
  • وزن الطفل؛ رابط صغير بين ولادة الطفل وزن اقلّ من الطبيعي والإصابة باضطراب فرط الحركة.
  • إصابات الدماغ البسيطة.

كما يوجد بعض المفاهيم الخاطئة التي تنتشر بين الناس المتعلقة بأسباب الإصابة بفرط الحركة، إذ لا تؤدي العوامل التالية إلى حدوث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:[٧]

  • تناول كميات زائدة من السكر أو الصبغات الصناعية.
  • الإفراط في الجلوس أمام التلفزيون أو الكمبيوتر أو الهاتف.
  • سوء الأبوة أو البيئة المنزلية السيئة خلال الطفولة.


علاج فرط الحركة عند الأطفال

يُجرى علاج فرط الحركة بطرقتين؛ هما: العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي، حيث الخطوة الأولى هي التشخيص الدقيق ومعرفة نقاط القوة والضعف لدى الطفل، وتضمّ هذه العلاجات ما يأتي:[٨][٧]

  • العلاج الدوائي، إذ يصف الطبيب الأدوية المحفّزة على التركيز؛ مثل: الأمفيتامين، والميثيل فينيدايت، وهي من الأدوية المنشّطة للجهاز العصبي المركزي، وتعمل عن طريق زيادة كميات النواقل العصبية في الدماغ، بما في ذلك: الدوبامين والنورادرينالين، وإذا كانت تلك الأدوية تسبب بعض الآثار الجانبية أو غير مُجدية فيصف الطبيب الأدوية غير المُحفّزة؛ مثل: أتوموكستين، وبعض مضادات الاكتئاب؛ مثل: البوبروبيون، وقد تُستخدم تلك الأدوية وحدها أو تُضاف إلى الأدوية المحفّزة.
  • العلاج السلوكي، عن طريق هذا العلاج يتعلّم الأهل طريقة التعامل مع أطفالهم؛ مثل: التّعزيز الإيجابي لتحسين سلوكياتهم، كما يُنفّذ من خلاله تعليم الطفل مهارات حلّ المشكلات والتواصل مع الأفراد، والعلاج السلوكي مفيد جدًا في حال استخدامه بالتزامن مع العلاج الدوائي، كما أنّه يخلّص الطفل من السلوكيات العدوانية والتوتر، وتجب على الأهل متابعة الطفل في المنزل وتحذير أقرانه من أن يُشعروه بأنّه أقلّ قدرة أو ذكاءً منهم، بل على العكس يجب رفع معنوياته وثقته بنفسه حتى يستطيع مواجهة المستقبل بثقة أكبر.

يقترح الأطباء بعض النصائح التي تساعد في التخفيف من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ومنها ما يأتي:[٨]

  • تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • الحصول على 60 دقيقة على الأقل من النشاط البدني يوميًا.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • تحديد وقت للجلوس على شاشة الهواتف وأجهزة الكمبيوتر والتلفزيون يوميًا.
  • كما قد أظهرت الدراسات أنّ قضاء الوقت في الهواء الطلق يهدئ فرط النشاط، ويخفّف أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • تجنب التعرض لبعض المواد المثيرة للحساسية والمضافات الغذائية، إذ إنّ تجنبها أيضًا من الطرق المحتملة للمساعدة في تقليل أعراض هذا الاضطراب.
  • ممارسة تمارين التأمل عبر المراهقين الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة، إذ إنّ التأمل يؤدي إلى حدوث آثار إيجابية في عمليات الاهتمام والتفكير، وكذلك القلق والاكتئاب.

 

المراجع

  1. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (25-6-2019), "Attention-deficit/hyperactivity disorder (ADHD) in children"، www.mayoclinic.org, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  2. "Attention Deficit Hyperactivity Disorder", medlineplus.gov,1-11-2019، Retrieved 8-11-2019. Edited.
  3. "Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD)", www.nhs.uk,30-5-2018، Retrieved 8-11-2019. Edited.
  4. Drugs.com (4-11-2019), "Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder (ADHD)"، www.drugs.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  5. Smitha Bhandari, MD (20-6-2019), "Symptoms of ADHD"، www.webmd.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  6. Smitha Bhandari (2018-6-6), "ADHD in Children"، webmed, Retrieved 2019-7-29. Edited.
  7. ^ أ ب ت Rachel Nall (13-11-2018), "What to know about ADHD"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  8. ^ أ ب Traci Angel (13-6-2019), "Everything You Need to Know About ADHD"، www.healthline.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×