ما هي اعراض السرطان

كتابة:
ما هي اعراض السرطان

السرطان

يُعد السرطان أحد الأمراض الصامتة التي تقضي على الحياة ببطء، فمن الصعب الكشف المبكر عن هذا المرض من خلال أعراض بارزة وواضحة، فالعديد من المرضى لا يعانون من أي أعراض إلا بعد انتشار السرطان في أجسامهم، وأشهر مثال على ذلك سرطان المبيض الذي لا يسبب أي أعراض إلا بعد انتشاره خارج المبيض، وفي هذه المرحلة يكون علاجه أصعب.

لذلك تنتشر طرق التوعية التي تؤكد أنّ الكشف الدوري للأعضاء الحيوية وطريقة عملها داخل الجسم الطريقة الأمثل لتشخيص حالات المرض في بداياته، فكلما تم الكشف عن السرطان في مراحله الأولى زادت فرص نجاح العلاج والحد من الأعراض الجانبية والمضاعفات والأوجاع الشديدة التي يشعر بها المُصاب في المراحل المتقدمة منه.

عند البحث في علامات الإصابة بمرض السرطان يجب الانتباه إلى الأعراض المرافقة لكل نوع من أنواعه المختلفة، وبذلك يصبح بالمقدور تحديد الإجراء الذي يجب على المريض اتباعه والاختصاصي المناسب للحالة، وتوجد عدة أنواع لمرض السرطان تختلف تبعًا للعضو المصاب، لذا تختلف الأعراض التي تظهر، وفي هذا المقال توضيح لأعراض السرطان المختلفة.[١]


أعراض السرطان

الأعراض التي تصاحب مرض السرطان غير مميزة له؛ فهي تصاحب العديد من الاضطرابات والأمراض المختلفة، لذا يجب عدم القلق عند ظهورها، لكن عند استمرار أي منها يجب التوجه إلى الطبيب لتحديد سببها، وفي ما يأتي الأعراض المختلفة تبعًا للعضو المصاب بالسرطان:[٢][٣]

  • سرطان الكلى أو الحويصلة أو المثانة: يسبب ظهور إفرازات دموية مع البول، والشعور بآلام وحرقة خلال التبول، واضطراب التبول، مثل: التبول المتكرر، أو انحسار البول، وهي أعراض تصاحب العديد من أمراض المسالك البولية البسيطة، مثل: تضخم البروستاتا الحميد، والتهاب مجرى البول، وحصوات الكلى.
  • سرطان الثدي عند النساء: ترافقه عدة الأعراض، كوجود كتل صغيرة عند إجراء الفحص المنزلي للثدي، والاحمرار والشعور بالحكة فيه، وتغير مظهر جلد الثدي، بالإضافة إلى الاحمرار والألم في منطقة الحلمة وخروج إفرازات منها، ويجب التنبيه إلى أن هذه الأعراض لا تحدث بسبب عوامل مباشرة كالحمل أو الرضاعة، إنما نتيجة أسباب مجهولة، لذلك يتوجب على المرأة الذهاب إلى الطبيب فور ملاحظتها لهذه العلامات؛ لأن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يقي المرأة من حدوث المضاعفات بنسبة كبيرة جدًا.
  • الأعراض المرافقة لسرطان الرحم أو عنق الرحم: تتمثل بالشعور بآلام شديدة جدًا فوق الحد الطبيعي خلال الدورة الشهرية، بالإضافة إلى حدوث حالات من النزيف بين الحيض والآخر، أو بعد ممارسة الجماع، وتكرار مشكلة الإفرازات التي تلاحظها السيدة وتكون غير طبيعية وتختلف عن الإفرازات الاعتيادية التي يمكن أن تظهر في مختلف المراحل.
  • سرطان الجهاز الهضمي، خاصّةً الأمعاء: يسبب خروج البراز مع نزيف دموي، أو حدوث نزيف من فتحة الشرج، وتغيّر طريقة الإخراج، كالإسهال أو الإمساك في بعض الأوقات، وهذه العلامات تُعدّ ضمن العلامات الأولية التي تشير إلى بدء المرض، لذلك يجب الحرص على استشارة طبيب اختصاصي لإجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص الحالة.
  • سرطان المعدة: يصاحبه وجود دم في القيء، ومواجهة صعوبات واضطرابات في عملية الهضم، وشعور المريض بآلام بعد الانتهاء من تناول الطعام بسبب مواجهة صعوبة في عملية الهضم، كما يفقد المُصاب الوزن بنسبة كبيرة.
  • سرطان الرئة وسرطان الرقبة: يسبّبان السعال والكحة المزمنة، وفي بعض الأحيان خروج الدم مع السعال، والشعور بآلام في منطقة الصدر.
  • سرطان الخصية: يسبب تكون كتل فيها وتضخّمها.
  • سرطان الحلق: يسبب بحة الصوت المزمنة، وهي عَرَض بسيط يصاحب العديد من الأمراض، مثل أمراض الجهاز التنفسي، إلا أن استمراره أكثر من أربعة أسابيع يستدعي التوجه إلى الطبيب.
  • سرطان الجلد: يسبب ظهور ثآليل أو حبة خال متعددة اللون أو ذات حواف متعرجة أو نازفة.
  • الأعراض الأخرى التي قد تصاحب الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان: تتضمن فقر الدم، وتورم العقد الليمفاوية في أماكن مختلفة في الجسم، وخسارة الوزن، والتعرق الليلي، والحمى، والصداع، والألم في الظهر، والألم في الحوض، والنزيف، وسهولة الإصابة بالكدمات، والشعور بالتعب والإجهاد الشديد المستمر، وغيرها من الأعراض.


كيفية ظهور مرض السرطان

تظهر أعراض مرض السرطان بسبب تأثيره على العضو الذي ظهر فيه، وتبعًا لحجمه تختلف تلك الأعراض، فعند نمو السرطان يبدأ بالضغط على الأنسجة وعلى الأعصاب والأوعية الدموية المجاورة له، مما يسبب ظهور الأعراض، وإذا أصاب عضوًا حساسًّا أو حيويًّا في الجسم يسبب أعراضًا حادةً حتى لو كان صغيرًا.

قد يسبب مرض السرطان الإصابة بالحمى أو الإجهاد الشديد أو خسارة الوزن؛ لأن خلاياه تستهلك نسبةً عاليةً من طاقة الجسم، أو لأنها تفرز مواد تغير طريقة تعامل الجسم مع الطعام واستخراج الطاقة منه، كما يحفز السرطان جهاز المناعة، مما يسبب ظهور المزيد من الأعراض.

في بعض الأحيان تفرز خلايا السرطان مواد كيميائيةً في مجرى الدم مباشرةً تسبب ظهور أعراض غير مرتبطة بالسرطان نفسه، فمثلًا سرطان البنكرياس يفرز مواد تسبب تكون جلطات دموية في الساقين، وبعض خلايا السرطان تفرز مواد شبيهةً بالهرمونات، وعند انتشار هذا المرض خارج العضو الأساسي إلى أعضاء أخرى بعيدة تظهر أعراض أخرى مختلفة تبعًا للعضو الذي انتشر إليه، ومن أهم هذه الأعضاء العظام، والرئتان، والكبد، والدماغ.[٤]


أسباب الإصابة بالسرطان

يحدث مرض السرطان نتيجة حدوث طفرات جينية في المادة الوراثية في خلايا الجسم، مما يعيق الخلية عن قيامها بوظائفها وتحولها إلى خلية تالفة سرطانية تتكاثر بمعدل أسرع من الخلايا الطبيعية، فيتكون عدد كبير من الخلايا التالفة، كما لا تستجيب لإشارات الجسم التي تجبرها على التوقف عن التكاثر على عكس الخلايا الطبيعية فتتكاثر أكثر وتتراكم في الجسم.

هذه الطفرات الجينية إما أن يولد بها الشخص ويتوارثها من أحد الأبوين، وهذا يمثل نسبةً بسيطةً من أنواع السرطانات، وإما أن تحدث بعد الولادة نتيجة التعرض للعديد من العوامل، مثل: التدخين، والإشعاع، والمواد الكيميائية المسرطنة، والسمنة المفرطة، والهرمونات، والالتهاب المزمن، وقلة ممارسة النشاط.[٥]

كما توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان عند وجودها، مثل:[٥]

  • التقدم بالعمر؛ فمرض السرطان قد يستغرق عقودًا حتى يظهر، لذا يُشخَّص عادةً بعد عمر 65 عامًا، لكن ذلك لا يمنع من إمكانية الإصابة به في أي عمر.
  • نمط الحياة غير الصحي، مثل: شرب الكحول، والتدخين، والإفراط في التعرض لأشعة الشمس، والسمنة المفرطة، وممارسة علاقات جنسية متعددة غير محمية.
  • التاريخ العائلي للإصابة بأحد أنواع السرطان، فالجينات التالفة تنتقل بين الأجيال، لكن وجودها لدى أي شخص لا يعني حتمية الإصابة بالسرطان.
  • الإصابة ببعض الأمراض الصحية المزمنة، مثل التهاب القولون التقرحي الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
  • العيش في بيئة ملوثة بمواد مسرطنة، مثل: التعرض للتدخين السلبي، أو التعرض للكيماويات في المنزل أو في العمل، مثل: البنزين، والأسبست.


مضاعفات علاج السرطان

تختلف مضاعفات السرطان حسب نوعه، أما بالنسبة للعلاج فيوجد تشابه كبير بين المضاعفات المترتبة عليه؛ إذ إن العلاج في غالبية الأنواع يؤذي الجسم، ومن المضاعفات التي قد تحدث ما يأتي:[٦]

  • قلة الخلايا المتعادلة، يقصد بهذه الحالة نقص عدد خلايا الدم البيضاء في الجسم، وتعد هذه الخلايا خط الدفاع الأول في الجسم، وتموت بأعداد كبيرة بسبب العلاج الكيميائي، مما يضعف مناعة الجسم ويعرضه لخطر الإصابة بعدة أمراض.
  • الوذمة اللمفية، فقد تتعرض العقد اللمفية أو أوعيتها للضرر بسبب العلاج الإشعاعي، أو تُزال جراحيًا في بعض الحالات، مما قد يؤدي إلى مشكلات في تفريغ السائل اللمفي، مسببًا الانتفاخ والتورم في بعض الأماكن في الجسم.
  • فقدان الشعر، هو أحد الأعراض المعروفة لعلاج السرطان، إلا أنه لا يحدث في جميع الحالات، إذ ينمو الشعر في غالب هذه الحالات بعد مرور شهرين أو ثلاثة أشهر من إنهاء العلاج، ويمكن استخدام طاقية التبريد لتخفيف تساقط الشعر توضع على الشعر وفروة الرأس، وبينت الدراسات أن تبريد فروة الرأس يقلل من كميات الشعر المتساقط.
  • الغثيان والتقيؤ، تسبب علاجات السرطان هذه الأعراض، وقد تحدث عند مجرد تفكير المريض بالعلاج، لكن توجد عدة أدوية مستخدمة في تخفيف الشعور بالغثيان.
  • مشكلات في الذاكرة والتفكير.
  • الشعور بالألم بسبب أنواع العلاج المتبعة.
  • حدوث تجلطات في الدم.


علاج مرض السرطان

يعتمد علاج السّرطان على نوعه، وشدّته، ومرحلة تطوّر المرض، ومن العلاجات المُتاحة يُذكَر ما يأتي[٧]:

  • العلاج الكيميائي: إذ يهدف إلى قتل الخلايا السّرطانية باستخدام الأدوية التي تستهدف الخلايا سريعة الانقسام، ويمكن للعقاقير أيضًا أن تساعد في تقليص الأورام، لكن مع آثار جانبية قد تكون شديدةً.
  • العلاج الهرموني: هو طريقة شائعة تتضمّن تناول الأدوية التي تؤدي إلى تغيير كيفية عمل هرمونات معينة، أو تتداخل مع قدرة الجسم على إنتاجها، إذ تؤدي الهرمونات دورًا مهمًا، كما هو الحال مع سرطانات البروستاتا والثدي.
  • العلاج المناعي: إذ يستخدم العلاج المناعي الأدوية وغيرها من العلاجات في تعزيز عمل الجهاز المناعي، وتحفيزه لمحاربة الخلايا السّرطانية.
  • الطب الدقيق أو الطب التشخيصي: إذ يُعدّ نهجًا جديدًا ومتطورًا ينطوي على استخدام الاختبارات الجينية في تحديد أفضل العلاجات الخاصّة لحالاتٍ معينة للسرطان، رغم أن الباحثين لم يثبتوا قطُّ قدرة هذا الإجراء على علاج جميع أنواع السّرطان بفعالية.
  • العلاج الإشعاعي: إذ تُستخدم فيه جرعة عالية من الإشعاع لقتل الخلايا السّرطانية، بالإضافة إلى استخدام الإشعاع في تقليص الورم قبل الجراحة، أو تقليل الأعراض المرتبطة بالورم.
  • زرع الخلايا الجذعية: إذ يمكن أن تكون عملية زرع الخلايا الجذعية مفيدةً، خاصّةً لدى الأشخاص المُصابين بسرطانات الدم، مثل: سرطان الدم، أو سرطان الغدد الليمفاوية، إذ يتضمّن العلاج إزالة الخلايا مثل خلايا الدم الحمراء أو خلايا الدم البيضاء التي دمّرها العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، ويَعمَد تقنيّو المختبرات بعد ذلك إلى تقوية الخلايا وإعادتها إلى الجسم.
  • الجراحة: إذ غالبًا ما تكون الجراحة جزءًا من خطّة العلاج عند وجود ورمٍ سرطاني، وقد يزيل الجرّاح الغدد الليمفاوية أيضًا لمنع انتشار المرض أو تقليله.
  • العلاجات المُستهدَفة: تؤدي العلاجات المستهدفة وظائف داخل الخلايا السّرطانية لمنعها من الانقسام، كما يمكنها تعزيز عمل الجهاز المناعي، مثل: الأدوية ذات الجزيئات الصغيرة، والأجسام المضادة وحيدة النسيلة.


المراجع

  1. Julie Marks (2019-10-30), "What Are Some of the Signs and Symptoms of Cancer?"، everydayhealth, Retrieved 2019-11-3. Edited.
  2. Jerry R. Balentine (2019-8-21), "Common Cancer Types"، emedicinehealth, Retrieved 2019-11-3. Edited.
  3. "Symptoms of Cancer", cancer,2019-5-16، Retrieved 2019-11-3. Edited.
  4. "Signs and Symptoms of Cancer", cancer,2014-8-11، Retrieved 2019-11-3. Edited.
  5. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (2018-12-12), "Cancer"، mayoclinic, Retrieved 2019-11-3. Edited.
  6. "Side Effects of Cancer Treatment", www.cdc.gov, Retrieved 12-16-2019. Edited.
  7. Rachel Nall (12-11-2018), "Treatments"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 16-3-2019. Edited.
8001 مشاهدة
للأعلى للسفل
×