اعراض مرض الصدفية

كتابة:
اعراض مرض الصدفية

مرض الصدفية

تُعدّ الصدفية (Psoriasis) مرضًا جلديًا التهابيًا غير معدٍ وشائع الانتشار، وهي أحد أمراض المناعة الذاتية، تصبح فيه دورة حياة الخلايا الجلدية سريعةً، مما يؤدي إلى نمو سريع للخلايا وتراكمها على سطح الجلد، وتُحفَّز الخلايا للنمو السريع بسبب مواد كيميائية تحريضية، تُفرَز من خلايا بيضاء متخصصة تُسمى الخلايا الليمفاوية التائية (T-cell)، فتشكل الخلايا الجلدية الزائدة القشور والبقع الحمراء، تثير الحكة والألم في بعض الأحيان، وغالبًا ما تظهر على الكوعين، والركبتين، وفروة الرأس.[١] كما تُعد الصدفية من الأمراض المزمنة التي غالبًا ما تظهر أعراضها وتختفي على شكل نوبات اعتمادًا على المُثيرات والمحفزات التي يتعرض لها الفرد، وفي الحقيقة تختلف أعراض هذه الحالة من شخص إلى آخر، كما تختلف اعتمادًا على نوعها، وفي هذا المقال توضيح لذلك.[٢]


أعراض مرض الصدفية العامة

تختلف الأعراض التي تظهر على المصاب اعتمادًا على نوع الصدفية التي يعاني منها، وعمومًا تتضمن ما يأتي:[٣][٢]

  • ظهور بقع جلدية ملتهبة حمراء اللون، ومغطاة بطبقة من القشور فضية اللون، وفي الحالات الشديدة يزداد حجم تلك البقع فتتّحد مع بعضها البعض لتغطي مساحةً أكبر من الجسم.
  • الشعور بالحكة في تلك البقع والألم، وفي بعض الأحيان قد تتشقق ويخرج منها الدم.
  • ظهور الدم والنزيف عند حكها أو خدشها.
  • ظهور بقع متقشّرة على فروة الرأس.
  • تغير في شكل أظافر اليد أو القدم ولونها، وقد تبدأ بالتكسّر والسقوط من مكانها.
  • جفاف شديد وتشقُّق في الجلد.


أعراض مرض الصدفية حسب النوع

تختلف علامات الصدفية وأعراضها حسب نوعها؛ إذ تُعدّ الصدفية اللويحية الأكثر شيوعًا، تتميّز بأعراضها البارزة وآفات الجلد الحمراء، كما قد تسبّب الأنواع الأخرى حدوث آفات مختلفة وأعراض لا تظهر فقط على الجلد، وبالنسبة لمعظم الأفراد المصابين فإن الأعراض تكون دوريةً؛ أي أنّها تظهر لعدة أسابيع ثم تعود وتختفي مع الوقت.

توجد أنواع مختلفة من الصدفية، منها الصدفية اللويحية، والظفرية، والنقطية، والمعكوسة، والصدفية الحمراء، وفي ما يأتي توضيح لأعراض كل نوع:[٤]

  • الصدفية اللويحية: تتسبب الصدفية اللويحية بظهور بقع قشرية حمراء ذات لمعة فضية، ومن المحتمل أن يعاني الشخص المصاب بها من هذه الأعراض:
    • ظهور بقع حمراء ملتهبة وبارزة، أو لويحات قد تكون مغطاةً بقشور بيضاء فضية.
    • الشعور بحكة في اللويحات، أو الإصابة بالقرحة فيها، أو كلاهما.
    • تشقّق الجلد حول المفاصل، وحدوث نزيف أحيانًا.
    • من الممكن أن تظهر اللويحات في أي مكان في الجسم، إلا أنّها تظهر أكثر على الأكواع، وفروة الرأس، والركبتين، وأسفل الظهر.
  • الصدفية المعكوسة: تميل الصدفية المعكوسة إلى الظهور في طيات الجلد، وهي أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد، ومن أبرز أعراضها ما يأتي:
    • ظهور بقع جلدية ملتهبة حمراء زاهية، يمكن أن تسبّب الحكة، وقد تكون مؤلمةً.
    • زيادة الأعراض سوءًا إذا كان الجلد ملتصقًا ببعضه، أو في حال تعرّق طيات الجلد.
    • يؤثّر هذا النوع من الصدفية عادةً على الإبطين، والفخذ، والجلد بين الأرداف، والجلد تحت الثدي، وطيات البطن.
    • عدم وجود قشور على بقع الصدفية في أغلب الأحيان.
  • صدفية الأظافر: يمكن أن تسبّب صدفية الأظافر تمزّق الأظافر وضعفها، وإذا كانت الأعراض شديدةً فقد لا يتمكن الشخص من استخدام يديه وقدميه، ومن أهم أعراض هذا النوع من الصدفية ما يأتي:
    • تشوّه الأظافر واصفرارها، وظهور بقع حمراء تحت لوحة الظفر.
    • ظهور حفر منقطة على الأظافر.
    • ظهور خطوط على الأظافر، وعادةً ما تكون أفقيةً وليست عموديةً، وتنتج هذه الخطوط عن التهاب الخلايا.
    • ظهور صفائح بيضاء على سطح الظفر.
    • زيادة سماكة الجلد تحت الظفر.
    • هشاشة الظفر.
    • سقوط الأظافر؛ بسبب ضعفها.
    • قد تظهر خطوط سوداء صغيرة، ناتجة عن حدوث نزيف في الأوعية الدموية الصغيرة بين الظفر والجلد تحته.
    • قد يظهر الشكل الذي يشبه الهلال في قاعدة الظفر منقطًا، ويمكن أن يتحوّل إلى اللون الأحمر إذا حُصِرت الشعيرات الدموية تحت الظفر.
  • الصدفية النقطية: تعرف أحيانًا باسم الدموع الصدفية أو الصدفية الشبيهة بقطرات المطر، وتظهر الآفات على الجلد، لكنّها تختلف عن الآفات الظاهرة في الصدفية اللويحية، فتكون اللويحات صغيرةً للغاية لا يزيد قطرها عن حوالي 1.25 سيمنيمتر، وتنتشر وتتطوّر في أي مكان في الجسم، باستثناء نعال القدمين وراحتَي اليدين، وتشيع في منطقة الصدر والذراعين والساقين وفروة الرأس، وقد تتشابه مع علامات الصدفية الظفرية، وتحدث الصدفية النقطية عادةً بعد الإصابة بالتهاب الحلق، وتشيع بين المراهقين والأطفال، وقد تختفي ولا تعود، إلا أنّها قد تتطور عند بعض المصابين إلى الصدفية اللويحية.
  • صدفية فروة الرأس: إذ تحدث تغييرات في الجلد على الرأس وحول خط الشعر، ويمكن أن تحدث صدفية فروة الرأس وحدها أو جنبًا إلى جنب مع الصدفية اللويحية، ومن أبرز أعراضها ما يأتي:
    • ظهور بقع حمراء من الجلد مغطاة بقشور سميكة بيضاء اللون أو فضية.
    • الشعور بالحكة.
    • ظهور لويحات صدفية فروة الرأس غالبًا على مؤخرة الرأس، لكن يمكن أن تؤثّر على أي جزء منها، أو على أجزاء أخرى من الرأس.
    • تساقط الشعر في بعض الحالات.
  • الصدفية البثرية: هذا النوع هو الأقل شيوعًا، وله ثلاثة أنواع رئيسة، يمكن توضيحها على النحو الآتي:
    • صدفية فُونْ تسومْبُوش (Von Zumbusch)، من أبرز أعراضها تطور البثور بسرعة في مناطق واسعة من الجلد، ولا يصاحب القيح هذا النوع من الصدفية، وفيه تجفّ البثور وتتقشَر خلال يومين تاركةً الجلد لامعًا وناعمًا، وقد تظهر وتستمر أسابيع أو حتى بضعة أيام، وفي بدايتها قد يعاني الفرد من الحمى، والقشعريرة، والتعب، وفقدان الوزن.
    • الصدفية الراحية الأخمصية (Palmoplantar pustular psoriasis)، هذا النوع يؤثّر على اليدين والقدمين، وقد يحدث بمفرده أو إلى جانب نوع آخر من الصدفية، ومن أبرز أعراضه ظهور البثور على باطن القدمين أو راحة اليدين، تتطور إلى بقع مستديرة وبنية ومتقشرة تجفّ في النهاية وتتقشر، وقد تتكرر كلّ بضعة أسابيع أو حتى في غضون أيام، وقد يواجه الشخص بسببها صعوبةً في المشي أو استخدام يديه.
    • التبثر الطرفي (Acropustulosis)، فيه تظهر البثرات على الأصابع، وتنفتح تاركةً مناطق حمراء زاهيةً قد يخرج منها القيح أو تصبح متقشرةً، وفي بعض الأحيان قد تظهر أعراض الصدفية الظفرية.
  • الصدفية الحمراء: هي النوع الأقلّ شيوعًا من الصدفية، إلا أنَّها الأكثر خطورةً عند عدم تلقّي العلاج، ومن أهم أعراضها أن يصبح الجسم كله مغطّى بطفح أحمر ناريّ، وعادةً ما تسبّب الحكة الشديدة، والحرقة، والألم، ويحدث تقشير واسع في الجلد، ويصبح الجسم أكثر عرضةً لفقد البروتينات والسوائل، وهذا من شأنه أن يؤدّي إلى الجفاف وقصور القلب، بالإضافة إلى تسبّبه بتذبذب درجة الحرارة؛ فقد تكون عالية جدًا أو منخفضةً جدًّا، كما قد تحدث القشعريرة، والحمى، والشعور بعدم الارتياح، والضعف في العضلات، وسرعة نبضات القلب، وإذا تطوّرت الحالة إلى طفح جلدي أحمر فمن المهم الحصول على علاج طبي عاجل؛ فمضاعفات الصدفية الحمراء يمكن أن تكون خطيرةً.
  • التهاب المفاصل الصدفية: بعض الأشخاص المصابين بالصدفية يتطور لديهم نوع من التهاب المفاصل، يعرف بالتهاب المفاصل الصدفي (PsA)، ومن أعراضه:
    • تصلّب المفاصل، خاصّةً في الصباح، أو بعد الراحة.
    • احمرار حول المفاصل والأوتار، مع الشعور بالألم والتورّم.
    • تورّم ملحوظ في أصابع القدمين أو اليدين.
    • ألم في الكعب، وأسفل الظهر، أو انتفاخ الأصابع.
    • قلّة نطاق الحركة في المفصل المصاب.
    • ظهور أعراض الصدفية الظفرية.


محفزات مرض الصدفية

يوجد عدد من المُثيرات التي تحفز ظهور نوبة أعراض الصدفية أو زيادة حالتها سوءًا، منها ما يأتي:[٥]

  • شرب المشروبات الكحولية.
  • التدخين.
  • التعرض للتوتر والإجهاد.
  • التعرض لإصابات الجلد، مثل: الجروح، والخدوش، وحروق الشمس، ولدغات الحشرات.
  • تناول أنواع معيَّنة من الأدوية، مثل: بعض أنواع مضادات الملاريا، ومضادات الالتهاب، والليثيوم، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  • التغيرات الهرمونيَّة التي تحدث في جسم المرأة خلال البلوغ أو مرحلة انقطاع الطمث.
  • الإصابة بعدوى في الحلق.
  • المعاناة من أمراض مناعيَّة أخرى، مثل الإصابة بفيروس عوز المناعة البشري أو ما يُعرَف بالإيدز.


مضاعفات مرض الصدفية

إنَّ الإصابة بمرض الصدفية قد تزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية مختلفة، منها ما يأتي:[٢]

  • الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • أمراض العين، كالتهاب الملتحمة، والتهاب العنبيّة، والتهاب الجفن.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية، كالإصابة باضطراب نبض القلب، وتصلب الشرايين، والجلطة الدماغية.
  • متلازمة الأيض، التي تتضمن ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الإنسولين في الدم، واضطراب مستويات الكولسترول.
  • أمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل: حساسية القمح، وداء كرون.
  • السمنة.
  • الاضطرابات والمشكلات العاطفية، مثل: فقدان الثّقة بالنفس، والاكتئاب.
  • الإصابة بأمراض الكلى.
  • مرض باركنسون.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • التهاب المفصل.


الوقاية من مرض الصدفية

لا توجد طريقة يمكن اتباعها لتجنب الإصابة بمرض الصدفية، ويعزى ذلك إلى أنّه مرض مناعيّ، كما أنّ العوامل الوراثية لها دور كبير في نسبة الإصابه به،[١] لكن يمكن التخفيف من الأعراض وتجنب النّوبات باتباع بعض النصائح، منها ما يأتي:[٦][٧]

  • الترطيب المستمر للجلد؛ فالجلد الجاف يحفز ظهور أعراض الصدفية.
  • الحد من القلق والتوتر قدر المستطاع؛ فالتوتر يحفّز الإصابة بالصدفية عند معظم الأشخاص، ويمكن التخفيف منه بممارسة تمارين الاسترخاء، أو مراجعة المعالج النفسي، مع أهمية تجنب المواقف المثيرة له.
  • تجنب التعرّض لإصابات الجلد التي قد تحفز الإصابة بالصدفية.
  • تجنب التعرض لحروق الشمس قدر الإمكان؛ إذْ إنَّ تلف الجلد الناجم عنها يعدّ من محفزات الصدفية شائعة الانتشار.
  • استخدام أجهزة ترطيب الهواء، الأمر الذي يساهم في المحافظة على بقاء الجلد رطِبًا، ويقلل من أعراض الصدفيَّة.
  • الحرص على تناول بعض الأطعمة، كالفواكه والخضروات، التي تحتوي على كميات منخفضة من الدهون المشبعة والتقابلية، كما يُنصَح بتناول الأطعمة التي تقلِّل من الالتهاب، مثل السالمون.
  • الامتناع عن شرب المشروبات الكحوليَّة.
  • الإقلاع عن التدخين.


علاج مرض الصدفية

إنَّ الهدف الأساسي من علاج الصدفية هو إيقاف النمو السريع للخلايا الجلدية؛ فهي حالة مرضية مزمنة لا يوجد علاج جذري لها، ويختلف العلاج باختلاف عدة عوامل، مثل: نوع الصدفية، والمساحة المصابة، ومدى المخاطر التي قد تحدث، والفوائد المرجوَّة من العلاج المستخدم، وتتضمّن العلاجات المستخدمة ما يأتي:[٨][٩]

  • العلاجات الموضعية: تُطبَّق تلك العلاجات على مكان الإصابة مباشرةً، مثل:
    • المرطبات الطبية الخالية من المواد العطرية، وذلك باستخدامها يوميًّا للعناية بالجلد وترطيبه.
    • الكريمات أو المراهم التي تحتوي على الكورتيزون، وتُوصَف الكورتيكوستيرودات متوسطة القوة إذا كانت الإصابة في منطقة اليدين، أو القدمين، أو الساعدين، أو الأرجل، أو الجذع، وتوصف الكورتيكوستيرودات منخفضة القوة إذا كانت الإصابة في الوجه أو مناطق جلدية رقيقة.
    • الكالسيبوتريول (Calcipotriol)؛ إذ يُقلل هذا العلاج من سرعة إنتاج الخلايا.
    • التازاروتين، وهو من مشتقات فيتامين (أ).
    • قطران الفحم.
    • حمض الساليسليك، الذي يقشِّر طبقات الجلد المتراكمة.
  • العلاج الضوئي: إنَّ حالات الصدفية الشديدة والمنتشرة يمكن أن تُعالَج بالضوء، وذلك باستخدام الأشعة فوق البنفسجية A أو الأشعة فوق البنفسجية B، إلى جانب إمكانية استخدام قطران الفحم بالإضافة إلى العلاج الضوئي.
  • العلاج باستخدام مشتقات فيتامين أ: يُستخدم هذا العلاج في الحالات المتوسطة أو الشديدة في أماكن واسعة من الجسم، ويعدّ هذا العلاج فعالًا جدًّا، إلّا أنّ له بعض المضاعفات والآثار الجانبية القوية، فيجب تجنب استخدام الأدوية المشتقة من فيتامين أ في فترة الحمل، أو في حالة التخطيط له.
  • مثبطات المناعة: تثبِّط هذه الأدوية جهاز المناعة، وتُستخدم في علاج الحالات الشديدة والمتوسطة أيضًا، ومن الأمثلة عليها دواء سيكلوسبورين (cyclosporine)، وميثوتركسيت (methotrexate).
  • العلاج البيولوجي: هو العلاج الأحدث، ويستخدم لحالات الصدفية التي لم تستجِب للعلاجات السابقة، فيبدأ بمحاولة تثبيط المواد المناعية التي تسبب الصدفية، إلّا أنّه مكلف جدًّا وليس منتشرًا.

 

المراجع

  1. ^ أ ب Gary W. Cole, "Psoriasis"، medicinenet, Retrieved 2019-11-4. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Psoriasis", mayoclinic, Retrieved 2019-11-4. Edited.
  3. "5 Signs & Symptoms of Psoriasis", webmd, Retrieved 2019-11-4. Edited.
  4. Yvette Brazier (9-11-2018), "What are the signs and symptoms of psoriasis?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-1-2019. Edited.
  5. "Causes -Psoriasis", nhs, Retrieved 2019-11-4. Edited.
  6. Lana Burgess , "How to prevent psoriasis flares"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-4. Edited.
  7. Gary W. Cole, "Psoriasis"، emedicinehealth, Retrieved 2019-11-4. Edited.
  8. "Psoriasis", drugs,2-5-2019، Retrieved 4-11-2019. Edited.
  9. Kimberly Holland, "Everything You Need to Know About Psoriasis"، healthline, Retrieved 2019-11-4. Edited.
2667 مشاهدة
للأعلى للسفل
×