محتويات
هشاشة العظام
تُعدّ هشاشة العظام مرضًا ذا انتشار عالمي يتسبب بانخفاض كتلة العظام وتغيير بنيتها، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف هذه العظام وزيادة خطر تعرّضها للكسر، كما يتوقع أن يزداد انتشار هشاشة العظام مستقبلًا بسبب ازدياد معدل أعمار السكان، ويعاني ما يقارب من 200 مليون شخص من هذه الحالة، ونحو 9% من الكسور سببها هذا المرض، وتحدث هذه الكسور بصورة أساسية في الورك، وفقرات الرقبة والجسم، والساعد.
بالإضافة إلى ذلك تعد هشاشة العظام مصدر قلق كبير لأنظمة الرعاية الصحية بسبب العبء الاقتصادي المتزايد؛ إذ تُقدَّر التكاليف المتعلقة بكسور هشاشة العظام في الولايات المتحدة بمبلغ يقارب 14 مليار دولار.[١]
ما هي أعراض هشاشة عظام الرقبة؟
لا تسبب المرحلة المبكرة من مرض هشاشة العظام ظهور أي أعراض أو علامات تحذيرية، ولا يعرف الأشخاص المصابون به في معظم الحالات أنهم مصابون إلى أن يعانوا من الكسور، وإذا ظهرت الأعراض فيمكن أن تتضمن ما يأتي:[٢]
- انحسار اللثة.
- ضعف قوة قبضة اليد.
- ضعف الأظافر وهشاشتها.
عند عدم معاناة الشخص من أي أعراض ولم يكن لديه أي تاريخ عائلي من الإصابة بهشاشة العظام يساعده التحدث مع الطبيب في تقييم خطر الإصابة بهذا المرض، ويمكن أن يتفاقم مرض هشاشة العظام عند عدم تلقّي العلاج المناسب، وكلّما أصبحت العظام أضعف وأكثر هشاشةً زاد خطر التعرّض للكسور، وقد تتضمن أعراض هشاشة العظام الشديدة الكسر الناجم عن السقوط أو حتى من العطس أو السعال الشديد، بالإضافة إلى آلام الرقبة أو الظهر، وفقدان الطول، ويحدث ألم الظهر أو فقدان الطول نتيجة التعرض للكسر المضغوط، وهو كسر في إحدى الفقرات في الرقبة أو الظهر، إذ يكون العظم ضعيفًا جدًا لدرجة تعرضه للكسر تحت الضغط الطبيعي في العمود الفقري.[٢]
ما الذي يُسبب هشاشة العظام؟
تكون العظام دائمًا في عملية تجديد مستمرة، إذ يُنتج الجسم خلايا عظم جديدة ويدمّر القديمة، وفي سن الشّباب يصنع الجسم عظامًا جديدةً بمعدل أسرع من تحطيمه للعظام القديمة وتزداد الكتلة العظمية، وبعد أوائل العشرينات من العمر تتباطأ هذه العملية، ويصل معظم الأشخاص إلى ذروة كتلة العظام في سن الثلاثين، ومع التقدم بالسن يفقد الفرد كتلة العظام أسرع مما يصنع.
تعتمد احتمالية إصابة الشخص بهشاشة العظام جزئيًّا على مقدار كتلة العظام في مرحلة الشباب، وتختلف هذه الكتلة باختلاف المجموعات العِرقية، وتعد وراثيةً إلى حد ما، وكلما زادت هذه الكتلة زادت قوة العظام وقلت نسبة إصابة الشخص بالهشاشة مع تقدمه بالسن.[٣]
يمكن لعدد من العوامل أن يزيد من احتمالية إصابة الشخص بهشاشة العظام، مثل: العمر، والعِرق، ونمط الحياة، والحالات الطبية، بالإضافة إلى العلاجات التي يتناولها الفرد، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:[٣]
- عوامل خطر لا يمكن تغييرها: تتضمن هذه العوامل ما يأتي:
- الجنس؛ إذ تعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بهشاشة العظام من الرجال.
- العمر؛ فمع التقدم بالعمر يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- العِرق؛ إذ يعد الأشخاص الآسيوين وأصحاب البشرة البيضاء أكثر عرضةً للإصابة من غيرهم.
- التاريخ العائلة، إذ تزيد إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء بهشاشة العظام من خطر إصابة الفرد بها، خاصةً إذا تعرض أحدهم لكسر في الورك.
- حجم الجسد، إذ يميل الرجال والنساء الذين لديهم جسد صغير إلى التعرض لخطر أعلى للإصابة بهشاشة العظام؛ وذلك لأن كتلة العظام لديهم تكون أقلّ من غيرهم.
- المستويات الهرمونية: تعد هشاشة العظام أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يملكون كميةً كبيرةً أو قليلةً للغاية من الهرمونات في أجسامهم، ومن الأمثلة على ذلك ما يأتي:
- الهرمونات الجنسية، إذ تميل المستويات المنخفضة من الهرمونات الجنسية إلى إضعاف العظام، ويعد انخفاض مستويات هرمون الإستروجين عند السيدات في سن اليأس أحد أبرز عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام، كما تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون مع تقدم الشخص بالسن، بالإضافة إلى ذلك تقلل علاجات سرطان البروستاتا من مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، كما تقلل علاجات سرطان الثدي من مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء، ويمكن لكلا العلاجين أن يسرّعا من فقدان العظام.
- مشكلات الغدة الدرقية، يمكن أن تؤدي زيادة مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى فقدان العظام، وينجم ذلك عن فرط نشاط الغدة الدرقية، أو إذا تناول الشخص كميةً كبيرةً من دواء هرمون الغدة الدرقية الذي يستخدم لعلاج عدم نشاطها.
- اضطراب غدد أخرى، إذ ارتبطت هشاشة العظام أيضًا بفرط نشاط الغدد جارات الدّرقيّة والغدة الكظرية.
- العوامل الغذائية: تتضمن ما يأتي:
- انخفاض مستوى الكالسيوم، إذ يؤدي نقص الكالسيوم طويل الأمد دورًا في الإصابة بهشاشة العظام، ويساهم في تناقص كثافة العظام، وفقدان العظام المبكر، وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
- اضطرابات الأكل، إذ يمكن أن تؤدي قلة تناول الطعام ونقص الوزن إلى ضعف العظام عند الرجال والنساء.
- جراحة الجهاز الهضمي، إذ يمكن أن تحدّ الجراحة التي تهدف إلى تقليل حجم المعدة أو إزالة جزء من الأمعاء من المساحة المتوفرة لامتصاص العناصر الغذائية، كالكالسيوم، وتتضمن هذه العمليات الجراحية العمليات التي تساعد على فقدان الوزن وتخفيف اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى.
- الستيرويدات والأدوية الأخرى: يعد الاستخدام طويل الأمد لأدوية الستيرويدات التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن مثل البريدنيزون-prednisone، والكورتيزون- cortisone عامل خطر ومؤثرًا كبيرًا على عملية إعادة بناء العظام، وترتبط بعض الأدوية الأخرى بزيادة احتمالية الإصابة بهشاشة العظام، منها أدوية الأمراض الآتية:
- النوبات التشجنية.
- ارتجاع المريء.
- السرطان.
- زراعة الأعضاء.
- الأمراض والحالات الطبية: تتضمن ما يأتي:
- مرض حساسية القمح.
- مرض التهاب الأمعاء.
- أمراض الكلى أو الكبد.
- السرطان.
- مرض الذئبة الحمراء.
- الورم النقوي المتعدد.
- التهاب المفصل الروماتويدي.
- نمط الحياة: يمكن أن تزيد بعض العادات السيئة من خطر الإصابة بهشاشة العظام، وتتضمن الأمثلة على ذلك ما يأتي:
- نمط الحياة المستقر وغير الصحي، إذ إنّ الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في الجلوس معرّضون لخطر الإصابة بهشاشة العظام أكثر من الأشخاص الأكثر نشاطًا.
- الإفراط في شرب المواد الكحولية، إذ يمكن أن يزيد الاستهلاك المنتظم لها من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- التدخين؛ إذ ثبت أنّ التدخين يساهم في ضعف العظام، بالتالي الإصابة بهشاشتها.
كيف يمكن الوقاية من التعرّض لكسور الرقبة؟
تعد كسور الرقبة حالةً خطيرةً للغاية، لكن لحسن الحظ يمكن أن تساعد بعض الاحتياطات في منع الإصابة بهذه الكسور، تتضمن ما يأتي:[٤]
- تجنب السقوط.
- بناء كتلة عظام كافية لحماية الشخص، ويتضمن ذلك الحصول على ما يكفي من فيتامين (د) والكالسيوم الضروريين لعملية بناء العظام.
- ممارسة تمارين عضلات الرقبة بانتظام.
- التأكد من وضع حزام الأمان في السيارة.
- عدم القيادة بسرعة عالية.
- ارتداء الخوذة عند قيادة الدراجة.
- تجنب الغوص رأسيًا في المياه الضحلة.
- تجنب العنف والرياضة العنيفة.
كيف يُمكن الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام؟
يكون ذلك بتجنب عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام، مثل:[٢]
- الحصول على الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم وفيتامين (د).
- ممارسة تمارين تحمّل الوزن التي تساعد في عملية بناء العظام.
- التوقف عن التدخين.
- دراسة خيار العلاج الهرموني في ما يتعلق بالسّيدات والموزانة بين الفوائد والمحاذير قبل اللجوء إليه.
المراجع
- ↑ "Osteoporosis: Current Concepts", ncbi, Retrieved 28-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "What Do You Want to Know About Osteoporosis?", healthline, Retrieved 28-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Osteoporosis", mayoclinic, Retrieved 28-5-2020. Edited.
- ↑ "Protecting Your Neck From a Cervical Fracture", verywellhealth, Retrieved 28-5-2020. Edited.