محتويات
إفرازات بنية في بداية الحمل
إن بعض التغيّرات التي قد تشهدها المرأة الحامل خلال الفترة الأولى من الحمل قد تكون سببًا أحيانًا في إثارة المخاوف لديها، وهو ما يحثّها على البحث عن تفسير لهذه التغيرات للتأكد من سلامة الحمل، وتُعدّ الإفرازات المهبلية المختلفة واحدةً من أهم هذه التغيرات المصاحبة لفترة الحمل، غير أنَّ نزول إفرازات بنية داكنة اللون خلال الفترة الأولى من الحمل قد يسبِّب الذعر والقلق للمرأة، ربما يُعزى ذلك لتشابه لون هذه الإفرازات مع الدم، والخبر الجيّد هنا أنَّ هذه الإفرازات تكون غالبًا طبيعية، وليست بالضرورة أنْ تشير إلى وجود مشكلة عند الحامل، ولكنْ ما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى نزول الإفرازات البنية في أول الحمل؟ وهل تُشير أحيانًا إلى مشكلات أكثر خطورة؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال.[١]
لما ألاحظ وجود إفرازات بنية غامقة في بداية حملي؟
تظهر الإفرازات باللون البني لاختلاطها مع الدم القديم والمتأكسد، ذو اللّون الداكن، وكما بينّا سابقًا، قد لا تدلّ هذه الإفرازات على وجود مشكلة فعليَّة، ولكنْ يُنصح المرأة الحامل بزيارة الطبيب وإخباره بشأن الأعراض والعلامات التي تُلاحظها، لتحديد سبب نزول الإفرازات البنيّة. وعمومًا، يوجد مجموعة من الأسباب التي قد تفسِّر نزول الإفرازات البنيّة الغامقة في بداية الحمل، وهي ليست محصورة بالأسباب المذكورة في هذا المقال،[٢] وفي الآتي ذكر لبعض منها:
الأسباب الأكثر شيوعًا
ونذكر فيما يأتي بعض من هذه الأسباب:
- التغيرات الهرمونية: يُصاحب ارتفاع مستوى الهرمونات خلال الفترة الأولى من الحمل زيادة تدفق الدم إلى الجهاز التناسليّ، وهذا من شأنه أنْ يتسبَّب أحيانًا في زيادة حساسية عنق الرحم، وسرعة تهيّجه، وربما حدوث بعض النزيف الذي قد يظهر على صورة إفرازات بنيّة اللون، وقد يُسبِّب الجماع، أو فحص الحوض الذي يجريه الطبيب حدوث هذا التهيج، ونزول الإفرازات البنية.[٢][١]
- التبقيع (Spotting): وهي الحالة التي يُصاحبها نزول الدم في أول الحمل نتيجة انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، وربما تكون سببًا في نزول إفرازات بنيَّة اللون.[٢]
- الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية: إن ممارسةالتمارين الرياضيّة بشِدّة، أو حمل الأوزان الثقيلة، قد يكون سببًا في نزول كميات قليلة من الدم في بداية الحمل، والذي قد يظهر على صورة إفرازات بنيَّة اللون.[٣]
الأسباب الأقل شيوعًا
في حالات أقل شيوعًا، تظهر الإفرازات البنيَّة لأسباب أخرى، منها:
- الحمل خارج الرحم أو ما يعرف أيضًا بالحمل المنتبذ (Ectopic pregnancy): المتمثِّل بانزراع البويضة المخصبة ونموها خارج الرحم، ويحدث ذلك غالبًا في قناة فالوب، وهو من المشكلات الطارئة والتي تُهدِّد حياة المرأة، لذا يجب عليها مراجعة الطبيب في حالة نزول الإفرازات البنيّة، وظهور بعض الأعراض الأخرى، كألم الكتف، والدوخة، والإغماء، وألم الحوض والبطن المتكرِّر خاصةً في أحد جانبي الجسم.[٤][٢]
- عدوى في منطقة عنق الرحم أو الرحم نفسه: وفي هذه الحالة لا تكون الإفرازات البنية وحدها دليلًا على الإصابة بالعدوى، وإنّما توجد بعض الأعراض الأخرى التي قد تُصاحبها، كنزول إفرازات كثيفة، وذات رائحة كريهة، وربما تعاني المرأة من الحكّة المهبليَّة، والألم أثناء التبول، والضغط في منطقة الحوض، أو غيرها من الأعراض الأخرى التي تستدعي مراجعة الطبيب.[١][٥]
- سلائل عنق الرحم (Cervical polyps): تُعدّ هذه الحالة شائعة بين النساء الحوامل اللّواتي خضنّ تجربة الولادة الطبيعية مسبقًا، أو اللواتي اعتدنّ على استخدام أقراص منع الحمل لفترات طويلة، وعمومًا، قد يحدث نزول الإفرازات البنيّة المختلطة بالدم بسبب ممارسة الجماع، أو أثناء الخضوع لفحص في منطقة الحوض عند النساء المصابات بهذه الحالة، ففي بداية الحمل تزداد كمية الدم في الأوعية الدموية بالقرب من عنق الرحم.[٣]
وعند مراجعة الطبيب لتشخيص سبب الإفرازات البنيّة خلال الحمل، يقوم الطبيب بإجراء الفحص الجسدي أولًا، وتحديد الأعراض التي تشكوها المرأة، وبعد ذلك، قد يوصي بإجراء فحوصات معينة للتأكد من سلامة الحمل وصحّة المرأة؛ كإجراء اختبارات التصوير بالأمواج فوق الصوتيّة، وفحص الحوض، وأخذ مسحة من إفرازات عنق الرحم وتحليلها في المختبر للكشف عن وجود عدوى.[٢]
كيف تكون الإفرازات طبيعية في الحمل؟
تبدأ مجموعة من التغيرات بالحدوث في جسد المرأة خلال الفترة الأولى من الحمل، ومن بينها زيادة كميّة الإفرازات المهبليّة، والتي تكون في الحالة الطبيعيّة بيضاء وخفيفة القوام، وذات رائحة غير حادّة، يُطلق عليها الثر الأبيض (Leukorrhea)، وتزداد كمية الإفرازات بشكلٍ أوضح مع تقدم الحمل، وتُصبح أكثر كثافة بقرب انتهائه، وقد تحتوي على خيوط من المخاط السميك، وخيوط من الدم كواحدة من العلامات المبكرة لاقتراب موعد الولادة.[٦][٧]
وتجدر الإشارة إلى أنَّ زيادة كمية الإفرازات خلال الحمل مرتبط بحدوث التغيرات الهرمونية في جسم المرأة، أو التغيرات التي تحدث في عنق الرحم، أو ضغط رأس الطفل على جدار عنق الرحم باقتراب موعد الولادة.[٦]
وعلى المرأة الحامل التمييز بين إفرازات الحمل الطبيعيّة، والتغيرات الأخرى التي تستدعي عدم إغفالها، ومراجعة الطبيب بشأنها؛ كتغير لون الإفرازات للأصفر، أو الأخضر، وصدور رائحة كريهة منها، ومصاحبتها للاحمرار أو الحكّة، أو نزول الدم، أو غير ذلك من الأمور التي تُثير القلق، إذْ إنَّ تغير الإفرازات عن حالتها الطبيعيّة خلال الحمل يوجب زيارة الطبيب، للوقوف على أسباب المشكلة، وتقديم العلاج المناسب.[٧]
هل يمكن أن تكون الإفرازات في بداية الحمل دليلًا على الإجهاض؟
أجل، في بعض الحالات يحدث الإجهاض التلقائي المبكّر خلال الثلث الأول من الحمل، غالبًا قبل إتمام الأسبوع العاشر من الحمل، وقد يُصاحبه نزول إفرازات مهبليَّة بنيّة اللون، شبيهة بثفل القهوة، والتي هي بقايا القهوة بعد استخدامها، وقد يرافق الإجهاض المبكّر أعراض أخرى؛ كألم البطن، أو نزول نسيج من المهبل، أو حدوث نزيف مهبلي، أو الشعور بالدوخة، أو اختفاء أعراض الحمل، أو تدفق سائل مهبلي وردي اللون، أو غير ذلك، لذا، في حالة ظهور أيٍّ من الأعراض السابقة يجب مراجعة الطبيب فورًا، للخضوع للفحص اللّازم وتقييم المشكلة، والتأكد من سلامة الحمل.[٨]
المراجع
- ^ أ ب ت Brown Discharge During Pregnancy, "Brown Discharge During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 2020-10-31. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Jon Johnson (2020-08-11), "Brown discharge during pregnancy: When to see a doctor", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-31. Edited.
- ^ أ ب Krissi Danielsson, "Spotting During Early Pregnancy Complications", verywellfamily, Retrieved 2020-10-31. Edited.
- ↑ Chaunie Brusie (2016-07-10), "Pinkish-Brown Discharge During Pregnancy: Is This Normal?", healthline, Retrieved 2020-10-31. Edited.
- ↑ Ashley Marcin, "What Causes Black Discharge and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 2020-10-31. Edited.
- ^ أ ب Juliann Schaeffer, "Vaginal Discharge During Pregnancy: Whats Normal?", healthline, Retrieved 2020-10-31. Edited.
- ^ أ ب "Vaginal Discharge During Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 2020-10-31. Edited.
- ↑ "What are the signs of early miscarriage?", ucdavis, Retrieved 2020-10-31. Edited.