محتويات
السمنة
يمكن أن تُعرف السمنة أو زيادة الوزن بأنها تراكم غير طبيعي ومفرط للدهون في الجسم، وتمثل خطرًا على صحة المرء، ويستخدم مؤشر كتلة الجسم مقياسًا أساسيًّا لدرجة السمنة، إذ يقسم وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالأمتار، ويعد الشخص سمينًا إذا كان مؤشر كتلة جسمه يعادل 30 فما فوق، بينما يعد ذا وزن زائد إذا كان هذا المؤشر يتراوح بين 25-30.
تجدر الإشارة إلى أنّ السمنة من عوامل الخطر الرئيسة لعدد من الأمراض المزمنة، مثل: مرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، كما تنتشر هذه المشكلة في جميع أنحاء العالم، خاصةً في المناطق الحضرية.[١]
ما هي أفضل عملية للسمنة؟
تتضمن عمليات السمنة إجراء تغييرات على الجهاز الهضمي لمساعدة الشخص على فقدان الوزن، ويمكن اللجوء إلى هذه العمليات عند عدم نجاح النظام الغذائي والتمارين الرياضية في التغلب على المشكلة، أو عندما يعاني الشخص من مشكلات صحية ناجمة عن وزنه الزائد.
تقلل بعض الإجراءات مقدار الطعام الذي يمكن تناوله، بينما تحد عمليات أخرى من قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص الطعام، ويمكن أن تعتمد بعض الإجراءات على كلتا الطريقتين، ويمكن ذكر عمليات السمنة بتفاصيلها كما يأتي:[٢]
المجازة المعدية
تعد المجازة المعدية نوعًا من أنواع عمليات السمنة وفقدان الوزن، وتعتمد بصورة أساسية على تشكيل كيس صغير من المعدة وربط هذا الكيس مباشرةً بالأمعاء الدقيقة، وبعد تجاوز المعدة ينتقل الطعام المبتلع إلى الأمعاء الدقيقة، فيتجاوز معظم أجزاء المعدة، وتعد المجازة المعدية أحد أكثر أنواع عمليات السمنة شيوعًا.
تُجرى هذه العمليات الجراحية بعمل شقوق تقليدية كبيرة في البطن، وعلى الرغم من ذلك يُجرى معظمها باستخدام المنظار، إذ تتضمن إدخال الجراح أدوات من خلال شقوق صغيرة متعددة في البطن، وعند وصوله إلى البطن يقطع الجزء العلوي من المعدة ويغلق بقيتها، ويكون الكيس الناتج بحجم الجوزة، ثم يقص الأمعاء الدقيقة ويخيطها مباشرةً على الكيس الجديد، وتستغرق الجراحة عادةً بضع ساعات، وبعدها يستيقظ المصاب في غرفة الاستشفاء، ويكون تحت المراقبة الطبية تجنبًا لأي مضاعفات.[٣]
تكميم المعدة
تعد عملية تكميم المعدة التي تسمى أيضًا تكميم المعدة الرأسي إجراءً جراحيًّا للتخلص من السمنة، تُجرى باستخدام المنظار، إذ يدخل الجراح أدوات صغيرةً من خلال شقوق صغيرة متعددة في الجزء العلوي من البطن، ويزيل نحو 80% من المعدة، تاركًا المعدة على شكل أنبوب صغير، ويحد حجمها من كمية الطعام التي يمكن تناولها.
إضافةً إلى هذا التأثير فإنّ هذا الإجراء يحفز التغيرات الهرمونية التي تساعد على فقدان الوزن، كما تساعد هذه التغيرات على تخفيف الحالات المرتبط بالسمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، وتستغرق هذه الجراحة عادةً من ساعة إلى ساعتين، ويستيقظ المصاب بعدها في غرفة الاستشفاء، إذ يكون مُراقَبًا من قِبَل الطاقم الطبي لتجنب أي مضاعفات.[٤]
تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية وتحويل مجرى الاثني عشر
تعرف عملية تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية وتحويل مجرى الاثني عشر بأنّها الإجراء الأقل شيوعًا للتخلص من السمنة، وتعتمد على خطوتين رئيستين، إذ يستأصل الجراح في الخطوة الأولى المعدة بحيث يزيل نحو 80% منها، ويترك جزءًا صغيرًا على شكل أنبوب، لكنه يحافظ على الصمام الذي يطلق الطعام إلى الأمعاء الدقيقة وجزء الأمعاء الدقيقة الذي يكون متصلًا بالمعدة.[٥]
أما الخطوة الثانية فتكمن في تخطي غالبية الأمعاء عن طريق ربط الجزء النهائي منها مع الاثني عشر المتصل بالمعدة، وتحد هذه العملية من كمية الطعام الذي يمكن تناوله، كما تقلل من قدرة الجسم على امتصاص المواد الغذائية، بما في ذلك البروتينات والدهون، وتُجرى هاتان الخطوتان عادةً بإجراء واحد، ومع ذلك وفي ظروف محددة يمكن أن تُجرى كل خطوة كعملية منفصلة، ويوصي الخبراء بهذا الإجراء للأشخاص الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 50.[٥]
ربط المعدة بالمنظار
يمكن أن يجري الطبيب عملية ربط المعدة القابل للتعديل باستخدام المنظار للتخلص من الوزن الزائد، ويضع الجرّاح شريطًا قابلًا للتعديل حول الجزء العلوي من المعدة، فيتشكّل كيس صغير من المعدة، وعند تناول الشخص الطعام فإنّ هذا الكيس يمتلئ بسرعة، مما يشعره بالامتلاء بسرعة كبيرة بكمية طعام قليلة، مبالتالي المساعدة على فقدان الوزن.
تستغرق عملية ربط المعدة بالمنظار بين 30-60 دقيقةً لإجرائها، ويمكن تعديل حجم المعدة عن طريق إضافة سوائل أو إزالتها من بالون مربوط حول الشريط، ويجري ذلك عن طريق منفذ يوضع تحت جلد البطن، ويوجد أنبوب يصل بين المنفذ إلى الشريط حول المعدة، وعادةً ما يضيف الطبيب كميةً من السائل في كلّ زيارة له، ويفحص فقدان الوزن لدى الشخص، وإذا كان الشريط ضيقًا للغاية يُزيل بعض السوائل.[٦]
ما هي الآثار الجانبية لعمليات السمنة؟
من الآثار الجانبية لعمليات السمنة ما يأتي:[٧]
- الآثار الجانبية لعملية المجازة المعدية: تتضمّن ما يأتي:
- سوء امتصاص المواد الغذائية، إذ يقل امتصاص الكالسيوم، مما يؤدي إلى هشاشة العظام، ويقل امتصاص الحديد، الأمر الذي يسبب فقر الدم.
- متلازمة الإغراق، إذ يتدفق الطعام من المعدة إلى الأمعاء بسرعة كبيرة قبل أن يُهضَم بطريقة صحيحة، وتتضمن الأعراض الغثيان، والانتفاخ، والألم، والتعرّق، والضعف، والإسهال.
- تعد العدوى والجلطات الدموية من الآثار الجانبية المحتملة، كما هو الحال في معظم العمليات الجراحية.
- الفتق.
- الحصوات المرارية، نتيجة فقدان الوزن السريع.
- الآثار الجانبية لعملية تكميم المعدة: تعدّ هذه العملية غير قابلة للتعديل، وتتضمن المخاطر التقليدية العدوى، وجلطات الدم، والتسريب من مكان الجرح، لكن لأنّ هذه العملية جديدة نسبيًا يجب تقييم المخاطر طويلة الأجل بطريقة أكثر تفصيلًا وتوسعًا.
- الآثار الجانبية لعملية تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية ومجرى الاثني عشر: يمكن أن تتضمن الآثار الجانبية سوء امتصاص الغذاء، ومتلازمة الإغراق، وتعد هذه العملية من أكثر جراحات السمنة تعقيدًا وخطورةً، إضافةً إلى أنّ العملية المفتوحة يمكن أن تسبب الفتق.
- الآثار الجانبية لعملية ربط المعدة: يعد التقيؤ بعد تناول الطعام بسرعة كبيرة من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا لربط المعدة، ويمكن أن ينزلق الشريط من مكانه أو يتسرب السائل الموجود داخله، وكما هو الحال في أي عملية جراحية أخرى يزداد خطر الإصابة بالعدوى، وبعض الآثار الجانبية المهددة للحياة.
نصائح أثناء التعافي من عمليات السمنة
تُجرى معظم عمليات السمنة باستخدام المنظار، مما يقلل من حجم الجروح بعد العملية، ويقلل وقت التعافي بصورة واضحة، ويبقى المصاب في المستشفى بعد العملية لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، ويعود إلى ممارسة الأنشطة العادية في غضون 3-5 أسابيع، أما إذا كانت الجراحة مفتوحةً -أي أنّ الجراح أحدث جروحًا أكبر لإجراء العملية- فإنّ التّعافي يستغرق وقتًا أطول بكثير.
يوصى بسؤال الطبيب عن التوقعات الكاملة لعملية السمنة والنتائج المرجوّة منها، ويعتمد ذلك بصورة جزئية على وزن الشخص قبل العملية، ونوع العملية التي يجريها، وقد تساعد هذه النصائح في الحصول على أفضل النتائج من عمليات السمنة:[٨]
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة.
- الالتزام بالتغذية الجيدة، إذ يمكن طلب المساعدة من اختصاصي التغذية لوضع خطة غذائية مناسبة للمصاب.
- ممارسه التمارين الرياضية؛ إذ تساهم في الحفاظ على الوزن.
المراجع
- ↑ "Obesity", who, Retrieved 26-5-2020. Edited.
- ↑ "Bariatric surgery", mayoclinic, Retrieved 26-5-2020. Edited.
- ↑ "Gastric bypass (Roux-en-Y)", mayoclinic, Retrieved 26-5-2020. Edited.
- ↑ "Sleeve gastrectomy", mayoclinic, Retrieved 26-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Biliopancreatic diversion with duodenal switch (BPD/DS)", mayoclinic, Retrieved 26-5-2020. Edited.
- ↑ "Laparoscopic Adjustable Gastric Banding", hopkinsmedicine, Retrieved 26-5-2020. Edited.
- ↑ "Choosing a Type of Weight Loss Surgery", webmd, Retrieved 26-5-2020. Edited.
- ↑ "What to Expect After Weight Loss Surgery", webmd, Retrieved 26-5-2020. Edited.