الآلات الموسيقية العربية

كتابة:
الآلات الموسيقية العربية



الآلات الموسيقية العربية

وتعرّف الموسيقى بأنها صناعة في تأليف النغم والأصوات ومناسباتها وإيقاعاتها وما يدخل منها في الجنس الموزون والمؤتلف بالكمية والكيفية[١]، وتنقسم الآلات الموسيقية العربية إلى عدة أنواع وهي:[١]

  • الآلات الوترية.
  • الآلات الهوائية.
  • الآلات الإيقاعية.


الآلات الوترية

ما هو عددالأوتار للآلات الوترية؟

من أهم الآلات الوترية التي استعملت عند العرب واعتمدت عليها الموسيقى العربية هي:


آلة العود

أوّل من استعمل هذه الآلة حسب كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني هو سائب خاثر، كما طور هذه الآلة الموسيقار علي ابن نافع الملقب بزرياب، وكُتُب الأدب العربي وصفت العود في الكثير من نصوصها وتحدثت عن ارتباط أوتاره بطبائع الإنسان الأربعة، وللعود أنواع عدة تميزت بأصالتها العربية، كما أنّ العود العربي انتقل إلى البلاد الأوروبية عن طريق الأندلس وصقلية ثم عن الأتراك العثمانيين.[٢]


آلة القانون

تعدّ من الآلات الموسيقية العربية التي ظهرت واستعملت في الشرق وقد اشتهرت وعُرفت في مصر، وتشتمل على ثلاثة أو أربعة دواوين باعتبار ثلاثة أوتار لكل درجة صوتية، وتعزف بريشتين.[٢]


آلة الرباب

هي أيضًا من الآلات العربية التي تحدث عنها النابلسي في هامش رسالته قائلًا: الربابة آلة موسيقية عربية قديمة نشأت في الجزائر وتونس ومراكش مثل قدمها في العراق والأقطار القريبة منه، كما وردت كلمة "رباب" اسمًا للفتيات في الأشعار العربية القديمة، ثم ذكرها الخليل بن أحمد الفراهيدي حيث يقول: "إنّ العرب كانوا يغنون أشعارهم على صوت الرباب".[٢]


والربابة آلة وترية قديمة الشهرة، قليلة الاستعمال في هذا العصر، وهي ذات صندوق نصف بيضاوي الشكل مغطى بغطاء رقيق من الجلد لتكون نغمها أكثر مجانسة للأصوات البشرية، وقد تطورت صناعة هذه الآلة تدريجيًا إلى عدة أصناف فمنها: رباب الشاعر ثم الرباب المغربي والرباب التركي المعروف بالأرنبة، وهذان يختلفان بالشكل عن الرباب العربي القديم.[٣]


آلة القانون

هي من الآلات الوترية التي تنقل للمستمع جميل الألحان، فهي من الآلات المحببة والمهمة في الموسيقى العربية بشكل عام، حيث إنّها أخذت مكانًا مرموقًا بما تتميز به من جمال وقوة الصوت الناجم عن سماع صوتين أحدهما في القرار، والثاني في الجواب يعطي إحساسًا للسامع أنه منطلق من آلتين وتريتين، وتتميز بالمساحة الصوتية الواسعة، أمّا المعنى الموسيقي لكلمة "قانون" فهو: كلمة عربية ذات أصل إغريقي وتدل على آلة ذات وتر واحد.[٤]


لقراءة المزيد، انظر هنا: أسماء الآلات الموسيقية الوترية.


الآلات الهوائية

هل هناك فرق بين دلالة الآلات الهوائية ودلالة الآلات النفخية؟

من أهمّ الآلات الموسيقيّة الهوائيّة ما يأتي:


آلة الناي

من الآلات النفخيّة القديمة وهي آلة موسيقيّة شرقيّة، وقد تحدثت عنها الكتب القديمة، وبيّنت طريقة خروج الأصوات منها عن طريق تسرب الهواء في تجويفاتها شيئًا فشيئًا، وهي عبارة عن آلة من قصب فيها تسع عقد لجميع الدرجات الصوتية من الموسيقى العربية وغيرها، وتعد آلة الناي من أقدم الآلات الموسيقية، وقد اعتمدت على هذه الآلة العديد من الطرق الصوفية في الهند وبلاد فارس.[٥]


يؤكد خبراء الآثار والمتخصصون في علم المصريات أن عمر آلة الناي ناهز عمر الحضارة الفرعونية القديمة، وكان يصنع من نبات الغاب الذي ينمو على ضفاف النيل، وكانت آلة الناي إحدى العناصر الثلاثة القديمة التي تكونت منها الفرقة الموسيقية في الدولتين القديمة والوسطى والتي كانت تتكون من المغني وعازف الصنج وعازف الناي، كما انتقلت آلة الناي إلى بقية الممالك القديمة التي تقدمت الميلاد وقد ذاع انتشارها وظلت منتشرة حتى الآن.[٦]


استمرّ استخدام الناي في العصور الإسلامية، ومن هذا العصر جاءت تسمية الآلة، إذ إنّ الناي كلمة فارسية الأصل أصبحت سائدة الاستعمال في اللغة العربية، وذلك في منتصف العصر العباسي ولغاية الوقت الحاضر، والكلمة العربية المطابقة في مدلولها لكلمة الناي هي "الشبّابة" وكذلك القصّابة.[٦]


آلة المزمار

هي من الآلات الهوائية أيضًا التي عُرفت عند العرب المصريين والتي لا يتفق كل المؤلفين الشرقيين حول اسمها، ولعله ليس هناك من يعطي هذه الآلة اسمًا له دلالته إلّا في مصر، وهذا الاسم هو "زمر" والجمع "مزامير"، كما يلفظ في القاهرة، وهذا الاسم يعني في العربية أنّ دورها يقتصر على مصاحبة الغناء، ومع ذلك قليلا ما تُشاهد هذه الآلة وهي تستخدم مقترنة أو مصاحبة للغناء، ويقال في العربية يزمر في الآلة أي: يعزف على آلة موسيقية.[٧]


لقراءة المزيد، انظر هنا: ما هي آلات النفخ الموسيقية.


الآلات الإيقاعية

هل الصنوج بأنواعها تعد من الآلات الإيقاعية؟

للآلات الإيقاعية أنواعٌ عدّة وهي:

الطبول

تعتمد على الجلد في صناعتها، وهذه الآلات هي الأقدم والأوسع انتشارًا بين الآلات الإيقاعية، وهي ذات تنوّع في القالب الذي تتركب منه، حيث يشدّ الجلد على قوالب منها الخشبية ومنها الفخارية ومنها المعدنية، كما تختلف كل آلة عن غيرها من الآلات في شكلها ومن حيث الصوت الذي تصدره، ومن هذه الآلات الإيقاعية: الطبلة والرق والدف والطبل، وهناك آلات إيقاعية تعتمد على المعدن مثل: الصنوج بأنواعها.[٨]


الرق

هي كالطبول ولا سيما المصنوعة من الجلد، يكون النقر عليها إمّا باليد أو بواسطة المضارب، وجسم هذه الآلات إمّا أن يكون إطارًا كما هو الحال في الدفوف والطبول، أو أسطوانة مثل بعض الطبول والدّربكّة، أو بشكل كأس أو إناء مثل النقارات، وكان السومريون يستعملون أنواعًا مختلفة من الطبول بأشكال وهيئات وأحجام متعدّدة متفاوتة.[٩]


الدف

هي آلة إيقاعية دائرية الشكل تحيط بها أقراص من المعدن بشكل مزدوج "قرصان مع بعضهما البعض" لإصدار إيقاع موسيقي رديف بالإيقاع الجلدي، وقد تُصنع من الخشب أو الفخار أو المعدن، ويختلف صوتها وفقًا للمادة المصنوعة فالفخار يعطي صوتًا مبطنًا، أما الخشب يزيد من صداها لينتهي بالمعدن الذي يزيد من حدّتها نوعًا ما، وتعد من اللآلات الإيقاعية التي تضفي صوتًا رنانًا مرفقًا بالإيقاع المطلوب.[٩]


دمج بعض ما سبق مع الناي

كانت الطبول تصاحب العزف على الناي والبوق، وكانت لها قدسية خاصّة، وكان الأجداد القدامى يدّقون الطبول لإثارة الحزن في أيّام الخسوف الكلّي وما تزال هذه العادة جارية عند بعض القرى في بلاد ما بين النهرين.[٩]


أنواع الطبول

تُحصى في مصر سبعة أنواع من الطبول، خمسة تستعمل في المناسبات الرسمية الكبرى ومنها: النقارية والنقرزان والطبل الشامي أي: الطبول السورية، وهذه كلها تصنع من النحاس، ويكسوها الجلد.[١٠]

المراجع

  1. ^ أ ب أبي نصر بن محمد بن طرخان الفارابي، كتاب الموسيقى الكبير، صفحة 15.
  2. ^ أ ب ت صالح المهدي، الموسيقى العربية بين التراث والحداثة، صفحة 16. بتصرّف.
  3. الفارابي، كتاب الموسيقى الكبير، صفحة 800. بتصرّف.
  4. نسمة الحملاوي، منشورات كلية التربية النوعية للدراسات التربوية والنوعية، صفحة 5. بتصرّف.
  5. صالح المهدي، الموسيقى العربية بين التراث والحداثة، صفحة 20. بتصرّف.
  6. ^ أ ب جوان عدنان جاسم، مجلة الأكاديمي، صفحة 373. بتصرّف.
  7. زهير شايب، الآلات المصرية المستخدمة عند المصريين المحدثين، صفحة 223. بتصرّف.
  8. أديب المتني، دراسات في علم الإيقاع أسامة، صفحة 19.
  9. ^ أ ب ت مجدي إسحاق، فن الإيقاع، صفحة 137. بتصرّف.
  10. زهير الشايب، الآلات الموسيقية المستخدمة عند المصريين المحدثين، صفحة 282. بتصرّف.
4851 مشاهدة
للأعلى للسفل
×