ليلة النصف من شعبان
هي ليلة الدعاء والإجابة والشفاعة، وهي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان من كل عام، أي الليلة التي تسبق الخامس عشر من شعبان، ووقتها يبدأ منذ حلول صلاة المغرب في يوم الرابع عشر من شعبان حتَّى صلاة الفجر في يوم الخامس عشر، وهي الليلة التي حوَّل فيها المسلمون قِبلتهم من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة، وهذا ما كان في السنة الثانية للهجرة، لذلك فالعمل في هذه الليلة مستحب لما فيها من البركة، وهذا المقال سيتناول الحديث عن الأحاديث الواردة عن ليلة النصف من شعبان إضافة إلى الحديث عن فضل العمل في هذه الليلة.[١]
فضل العمل في ليلة النصف من شعبان
يتوهَّم كثير من المسلمين في أنَّ العمل في ليلة النصف من شعبان مبارك ومقدس وفيه من الخير ما يزيد عن باقي الليالي، ويستندون في هذا الحكم على ما جاء من أحاديث ضعيفة السند عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولهذا أجمع العلماء بعد البحث في الأحاديث التي جاءت عن ليلة النصف من شعبان على أنَّه لم يثبت عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في فضل هذه الليلة أي حديث، وإنَّما جاءت بعض الآثار عن بعض التابعين وجاءت مقطوعة السند فهي ضعيفة جدًا، لذلك أجمع علماء الأمة على أنَّه لا يجوز أن تُخصَّ هذه الليلة بعبادات معينة كما يفعل بعض الناس الذين يجهلون حقيقة الأحاديث الضعيفة التي جاءت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وجدير بالذكر أنَّه إذا أراد الإنسان المسلم أن يقوم هذه الليلة كغيرها من الليالي دون أن يخصها بالعمل بناء على ما جاء من أثر التابعين فلا بأس ولا حرج في ذلك، وإذا صام يوم الخامس عشر من شعبان أيضًا لا حرج في ذلك على اعتباره من الأيام البيض من كل شهر، وأمَّا أن يخص هذه الليلة وهذا اليوم بما ليس فيها فلا يجوز، والله أعلم.[٢]
الأحاديث الواردة عن ليلة النصف من شعبان
لم تترك السنة النبوية الشريفة بابًا من الأبواب إلَّا دخلته وفصلت فيه، ولكن على المسلم أن ينتبه لما صحَّ من أحاديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وما ضَعُفَ منه وما لم يصحَّ عن رسول الله، وقد جاء في ليلة النصف من شعبان عدد من الأحاديث المتفاوتة في الصحة والضعف، فمنها ما صحيح يصلح للاحتجاج والاستشهاد والعمل به، ومنها ما ضَعُفَ فلم يصحَّ الاستشهاد والاحتجاج والعمل به، وهذه قائمة بما جاء من أحاديث عن ليلة النصف من شعبان في السنة النبوية:[٣]
- عن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- قال: قالَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ اطَّلَعَ اللهُ إلى خلْقِه، فيغفرُ للمؤمنينَ، ويُملي للكافرينَ، ويدعُ أهلَ الحِقْدِ بحقدِهم حتى يدَعوه"[٤]،.
- وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: "إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ"[٥].
- وعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: "إذا كان ليلةُ النِّصْفِ من شعبانَ فقُومُوا ليلتَها، وصُومُوا يومَها، فإنَّ اللهَ ينزلُ فيها لغروبِ الشمسِ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ: أَلَا مُسْتَغْفِرٌ فأَغْفِرَ له؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فأَرْزُقَه؟ أَلَا مُبْتَلًى فأُعافِيَه؟ أَلَا سائلٌ فأُعْطِيَه؟ أَلَا كذا أَلَا كذا؟ حتى يَطْلُعَ الفجرُ"[٦]والله أعلم.
ومما لا يجدر على المسلم والمؤمن بالله الاعتماد والاستناد على الأحاديث المكذوبة والموضوعة في الأثر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
المراجع
- ↑ "ليلة منتصف شعبان"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-04-2019. بتصرّف.
- ↑ "ليلة النصف من شعبان لا تخصص بالعبادة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 27-04-2019. بتصرّف.
- ↑ "ماورد في ليلة النصف من شعبان ـ إن صح ـ لايقتضي تخصيصها أو يومها بعبادة أو صيام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-04-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 652، موضوع.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 1148، حسن.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو ثعلبة الخشني، الصفحة أو الرقم: 771، حسن.