الابتلاء
قبل الحديث عن الأدعية المستحبة للشخص المريض، لا بُدّ من بيان أنّ الابتلاء سنّة من سنن الله -تعالى- في خلقه، والمرض هو نوع من أنواع الابتلاء، لكنّه سبب لتكفير الخطايا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ"،[١] كما أنّ العبد يثاب إذا صبر على مرضه وعلى الابتلاء، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يودُّ أَهلُ العافيةِ يومَ القيامةِ حينَ يعطى أَهلُ البلاءِ الثَّوابَ لو أنَّ جلودَهم كانت قُرِضَت في الدُّنيا بالمقاريضِ".[٢][٣]
الأدعية المستحبة للشخص المريض
وردت العديد من الأدعية المستحبة للشخص المريض، فقد ذكر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أدعية كثيرة تقال للمريض عند مرضه، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، حيث قالت: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ بَعْضَهُمْ، يَمْسَحُهُ بيَمِينِهِ: أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، واشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا"،[٤] وعن نافع بن جبير رضي الله عنه، حيث قال: "عنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ، أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ"،[٥] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فَقالَ: نَعَمْ قالَ: باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ".[٦][٧]
فضل عيادة المريض
بعد الحديث عن الأدعية المستحبة للشخص المريض، يجب الحديث عن فضل عيادة المريض، فالرسول -صلى الله عليه وسلّم- أمر بعيادة المريض، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : "أَطْعِمُوا الجائِعَ، وعُودُوا المَرِيضَ، وفُكُّوا العانِيَ"،[٨] وعيادة المريض هي أحد الطرق إلى الجنة، فعن ثوبان رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : "مَن عادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الجَنَّةِ، قيلَ يا رَسولَ اللهِ، وما خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قالَ: جَناها"،[٩] كما أنها سبب في صلاة الملائكة، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما مِن مُسلِمٍ يعودُ مُسلِمًا غدوةً؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُمْسِيَ، وإن عاد عَشيَّةً؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُصْبِحَ، وكان لهُ خَريفٌ في الجنَّةِ".[١٠][١١]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2573، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 2402، حديث حسن.
- ↑ "الابتلاء بالمرض سنة ماضية"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5750، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نافع بن جبير، الصفحة أو الرقم: 2202، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2186، حديث صحيح.
- ↑ "أذكار وأدعية للشفاء من القرآن والسنة"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 5373، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 2568، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 3476، حديث صحيح.
- ↑ "عيادة المريض"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.